أحد أصعب الأسئلة التي تواجه رواد الأعمال دائماً، هو إذا كانت لديهم أي أفكار جديرة بالاهتمام حول أي مشروع تجاري. فهم يتطلعون إلى فكرة لا تكون جيدة فحسب بل عظيمة، ومن شأنها إلهام الناس لتقليدها والمستثمرين للاستثمار فيها. وبمعنى آخر: فكرة تساوي مليار دولار.
لكن الأفكار العظيمة نادرة بطبيعة الحال؛ فوفقاً لـ(سي بي إنسايتس- CB Insights) فإن لدى شركتك الناشئة احتمالاً بنسبة 1.28% كي تكون من الشركات الناشئة التي تزيد قيمتها عن 1 مليار دولار. ومن بين التي حصلت على تمويل خلال عامي 2008 و2009، هناك 1٪ منها تقريباً بلغت قيمتها 1 مليار دولار.
وترى (سي بي إنسايتس) أن بعض الشركات قد تنجح في رفع قيمتها إلى هذا الحد سريعاً، لكن هذا الأمر ليس شائعاً. فنحو 15 شركة ممن نجحت في تجاوز الجولة الأولى من تمويلها في عامي 2013 و2014، أصبحت فعلاً ضمن مجموعة الشركات التي تبلغ قيمتها 1 مليار دولار. أما في عام 2010، وهو العام الذي يشتمل على معظم الشركات التي بلغت هذه القيمة حتى الآن، فقد انضمت 20 شركة فقط إلى هذه المجموعة.
بينما تذكر (مؤسسة كوفمان- Kauffman Foundation) أن رواد الأعمال الأكبر سناً لديهم احتمال أكبر للنجاح، مما يشير إلى أن أفضل الأفكار تتولد من نظرة عميقة في سوق معينة: وهي سوق قد عملت بها من قبل أو لديك شغف فيها. وهذا لا يعني بأن الرواد الشباب لا يمكنهم توليد أفكار متفردة، بل إنهم على الأرجح سيتمكنون من تطوير أفكارهم على نحو أفضل إذا قضوا أوقاتاً أطول في مجالاتهم المختلفة.
إذن، كيف يمكنك الاستدلال على الأفكار العظيمة؟ غالباً ما يتعلق الأمر بمزيج من الابتكار والتوقيت المناسب. فالفكرة الجيدة لا تحتاج إلا أن تكون قابلة للتطبيق، وأن يكون لدى صاحبها توقع معقول تجاه الطلب على المنتج أو الخدمة التي يقدمها. وهذا لا يعني أن كل الأفكار المميزة لا بد أن تكون مبتكرة، لكن معظمها كذلك.
وبهذا المعنى فإن إنجاح أي شركة ناشئة، بحاجة إلى خلق سوق جديدة لم تكن موجودة من قبل، أو إيجاد طريقة غير مألوفة لخدمة العملاء في الأسواق القائمة بشكل مربح أكثر. وإذا كان طموح شركة ناشئة هو التغلب على كبرى الشركات من خلال تطوير شيء موجود أصلاً، فإن فرص نجاحها تكون منخفضة جداً. لهذا من الأفضل ابتكار سوق جديدة وتحديد معاييرها لتلبية الاحتياجات التي لم تتم تلبيتها من قبل.
إن ما يميز رواد الأعمال المبتكرين وأفكارهم التي قد تساوي مليارات الدولارات عن غيرهم، ليس في أنهم يرغبون بتأسيس مشروع تجاري كبير فقط، بل في أنهم قادرون على شق طرق النجاح التي سيسير فيها الآخرون لاحقاً.