في كثير من المؤسسات والشركات يوجد أشخاص لديهم القدرة الكبيرة في التعكير على الموظفين، وإفساد جو العمل، بل حتى منع الجهات الخارجية من إتمام عملها مع تلك المؤسسة. يكون صوتهم عالي، وقراراتهم هي التي تسير، هم موجودون في كل مكان خصوصاً في الاجتماعات.


في أيام الوظيفة، مر بي عدد من أمثال هؤلاء، و أحياناً ينتهي بي الأمر بترك تلك الوظيفة، حيث تعودت أن انسحب من مثل تلك المواجهات بتقديم الاستقالة. في العمل الحر أيضاً تجد أشخاص لديهم هذه السُمية والعدائية تجاه كل جديد، بل تجاه كل قديم، بمعنى آخر شخص لا يعمل ولا يُريد من الناس أن يعملوا. أصبحت أتعرف عليهم من أول اجتماع، وعندها أقرر أن لا أعود إليهم مرة أخرى. للأسف مثل هؤلاء هم من يعمرون في المؤسسات والشركات، فهم لا يبحثون عن بدائل أخرى ولا يستقيلون، بل تجدهم في كل المؤسسات الفاشلة ليزيدوا من فشلها، لكن اﻹدارة الجيدة فقط هي التي تتخلص من أمثالهم.


في إحدى المرات لعرض برنامج حسابات لشركة، وجدت واحد منهم من لديه هذه الصفة. فطلبوا مني أن أقوم بتدريبهم على البرنامج أولاً. فما كان مني إلا أن كتبت دليل مستخدم يتكون في 30 صفحة في ساعتين فقط حتى لا أرجع إليهم أبداً، بل قُمت بإرساله لهم بالبريد حتى اتقي شر ذلك الشخص ولم اره بعد ألاجتماع اﻷول.


مثل هؤلاء الأشخاص يؤثرون استراتيجياً على المؤسسات والشركات، فيمكن لكثير من المشروعات الواعدة أن تفشل بسببهم ولا ترى النور أبداً.


التعقيد في التوظيف والتخلص من الموظفين جعل تلك المؤسسات تحتفظ بتلك الترسبات من أمثال الموظفين الذي لا يعملون ولا يتركوا غيرهم ليعملوا. أحياناً حتى التعليقات البسيطة و السلبية تؤثر في العمل. أتمنى أن يتغير المفهوم الوظيفي ويكون من السهل لكل مؤسسة تعيين أشخاص أكفاء والتخلص ممن هم زيادة سلبية على العمل.


في السابق كان سلاحي الوحيد هو الانسحاب، لكن عندما تكون مدير لمجموعة أو في منتصف مشروع ما، لا تستطيع الانسحاب بتلك البساطة. لذلك تنبهت لسلاح قوي هو الدعاء، حيث أن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. ففي الحديث القدسي: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ