يغفل المدراء عن استخدام استراتيجية قوية في التعامل مع الموظفين ألا وهو "التحفيز" الذي من شأنه أنْ يدفع عجلة التنمية والأداء على المستوى الفرديّ والجماعيّ، وحتى تنجح عملية التّحفيز لا بد من توفير بيئة عمل مناسبة للتحفيز، ثم إيجاد وسائل متعددة لعملية التحفيز.
إيجاد البيئة المحفّزة على العمل
- واجه الموظّف الصّعب:
يشكل الموظفون الصَّعاب نسبة قليلة في أماكن العمل، ومع قلة هذه النسبة إلا أنّ لها تأثيرًا على جو العمل، ولو تساءلنا: ما هو سبب وجود هذا النوع من الموظفين؟ لوجدنا أن السبب يعود إلى المديرين الذين ساهموا بشكل مباشر وغير مباشر بتغذية بيئة العمل من هذه النوعية من الموظفين؛ فقدم المديرون الإنتاج والأرباح على حاجات الموظفين الحقيقية؛ بل ساد قديماً على اعتبار العاملين جزءاً من النفقات ، ولكن في الآونة الأخيرة تنبه الأذكياء من أرباب العمل، وأدركوا أن العاملين أهم الموجودات والاهتمام بهم أعظم استثمار.
- أدخل " سرقة الوقت" بالحسبان/
عندما لا يعرف الموظفون كيف يؤدون أعمالهم أو عدم استطاعتهم أو إحالة شيء بينهم وبين أعمالهم فغالباً ما يلجأ الموظفون إلى " سرقة الوقت"، وهو إضاعة الوقت الخاص للعمل بأمور لا تعود بالمنفعة على العمل؛ بل ربما يكون لها ضرر عليه.
- نقص الالتزام هوة فاردمْها/
إن التزام الموظفين برؤية وقيم المؤسسة وبالجودة والإنتاجية هو حلم يطمح له كل المديرين، ولمعرفة مدى الالتزام لدى الموظفين يمكنك حساب الفارق بين الوقت الذي تنفقه المؤسسة في العمل، وبين الزمن الفعلي الذي يقضيه الموظفون في العمل المنتج.
وإذا كان هذا الفارق (الهوّة) كبيرة فعليك أن تسعى جاهداً لردم هذه الهوة لتحسين الإنتاجية والأداء.
- الطريق إلى النمو/
كلما زادت القدرات العقلية للموظفين زادت الحاجة إلى إيجاد طرق أفضل في المعاملة، وهذا سيدفعهم إلى الالتزام في العمل، وبالتالي شعورهم بالرضا الوظيفي الذي يعتبر رافداً وداعماً لعملية النمو والتطور للموظفين.
- ما الذي يحقق السعادة للموظفين؟/
يتنافس الناس في إشباع حاجاتهم الأساسية التي تقع في خمسة مستويات وهي:
1-حاجة البقاء: الاستمرارية على قيد الحياة.
2-حاجة الأمن: توفر وسائل الأمن والحماية.
3-حاجة الانتماء: الرغبة في تكوين العلاقات.
4-حاجة الاعتبار: تبادل الاحترام والتقدير والاهتمام مع الآخرين.
5-حاجة تحقيق الذات: الفرص التي من خلالها يثبت ويحقق ذاته وكيانه.
- الخصائص العشرة التي يريدها الموظفون في وظائفهم:
1-العمل مع مدير كفء.
2-مقدرتهم على التفكير من أنفسهم.
3-أن يشاهدوا نهايات أعمالهم.
4-أن يوكل إليهم عمل يشد انتباههم.
5-إحاطتهم بالمعلومات.
6-الإصغاء إليهم.
7-احترام الرؤساء لهم.
8-تقدير جهودهم .
9-أن يجدوا المتعة في أعمالهم.
10-توفير فرص لهم لتطوير مهاراتهم.
التحفيز من خلال إعطاء الصلاحيات
تعد عملية التفويض من طرق التحفيز الناجحة لحفز الموظفين على الأداء، بل أصبح التحفيز عاملاً مهمًّا لتطوير وتنمية الموظفين. تواكب عملية التفويض مكاسب ومخاوف؛ مكاسب من حيث توفير الوقت للرؤساء لأداء مهامهم الإدارية وتنمية الموظفين، واكتساب الثقة بالنفس وغيره، أما المخاوف فهي تتمثل في العوائق التي تُفشل عملية التفويض، ومع وجود هذه المخاوف إلا أن مكاسب التفويض عالية إذا ما تم التفويض بشكل فعّال.
- ثلاث مراحل لتفويض الصلاحية/
إعطاء الصلاحيات يعني إسناد المهام التالية لشخص ما، وهي:
1-التقييم وإصدار الحكم بتوفر المعلومات اللازمة.
2-التصرف وامتلاك ميزة الاختيار بين البدائل.
3-القيادة وامتلاك السلطة للقيام بمهام التفويض على أكمل وجه.
يجب أن تتوفر هذه المهام لنجاح عملية إعطاء الصلاحيات ومن ثم نجاح عملية التفويض.
- يعتبر التفويض فنًا أكثر من كونه علمًا؛ بحيث إنه يقوم على توقع احتمالات الموقف والتخطيط لمواجهتها.
- بناء التفويض في العمل اليومي/
وهي عبارة عن عدة خطوات بشكل هرمي تشبه في ذلك هرم الحاجات للعالم النفسي (أبراهام ماسلو)، وهي كما يلي:
1-الدأب: أي المواظبة على استخدام أسلوب التفويض الذي يهدف إلى تطوير ونماء الموظفين.
2-التعزيز: أي الدعم والتشجيع والتحفيز للموظف المفوض.
3-المعلومات: وذلك بتوفير المعلومات عن أرض الواقع للمنظمة.
4-السماح: وذلك بفتح المجال للموظف لطرح الأفكار والآراء والاعتراف بفضله.
5-الفرصة: وذلك بتمكين الموظف من البحث عن فرصة بنفسه وإثبات نفسه.
الفرصةتحقيق الذات السماح الاعتبارالمعلومات الانتماء لتعزيز الأمن الدأب والمواظبة البقاءهرم التفويض هرم
- دور المشرف الذي يفوض/
يتخلص في عدة خطوات وهي:
1-ينير: وهي تعني توضيح الصورة الكاملة للمهمة المفوضة للموظف المفوض.
2-يعالج: وتعني القدرة على معالجة الأمور عندما يحتاج الأمر لذلك.
3-يرشد: وتعني القدرة على الإرشاد والتوجيه حسب ما يقتضيه الموقف.
4-يفوّض: وتعني التكليف بالمهام والصلاحيات للموظف المفوض، مع البقاء متيقظاً للتدخل عندما يتطلب الأمر.
خمس خطوات لتحقيق النجاح
ابدأ منذ الآن
رحلة الإنتاجية والتميز والإبداع في المنظمات تمر بعدة خطوات وهي:
الخطوة الأولى: هي القدرة على القيادة على المستوى الفردي (الذاتي) والجماعي (الموظفين) بتعليمهم كيفية التفكير الذاتي وصناعة القرار، وهذا الأمر سوف يجعل الموظفين يثقون بقادتهم . تعمل القيادة على تشجيع الموظفين على طرح أفكارهم وآرائهم ومن ثم الإصغاء إليهم، وهذا بدوره يُساهم في اعتماد الموظفين على أنفسهم في التفكير الذاتي، وكذلك تعمل القيادة على تمرير رؤية ورسالة وأهداف المنظمة للموظفين.
- الخطوة الثانية/ التحري عن التوقعات:
وهي القدرة على تحري التوقعات والتنبؤ بالمستقبل، وكيفية توفير الأمن والرضاء الوظيفي لموظفيك. إن إدراك توقعات موظفيك حول العمل وذواتهم وميولهم وارتياحهم سوف يساهم بشكل فعال في تحقيق النجاح للمنظمة.
- الخطوة الثالثة/ تصرف باهتمام:
إن الموظفين يحبون ويقدرون؛ بل ويتأثرون بتلك القيادة التي تهتم وتحرص على شؤونهم وشؤون العمل على حد سواء، ومن طرق الاهتمام هو اتباع القيادة سياسية الإصغاء لآراء وأفكار الموظفين، وتُوجد مناخاً مناسباً لتبادل الاقتراحات والمشورة بغض النظر عن المستويات الإدارية بل تتصل هذه القيادات على شكل شبكة متداخلة، وهذا يزيد من انتماء وولاء الموظفين لتلك القيادة المهمة.
- الخطوة الرابعة/ احترام الموظفين كمحترفين:
من أعظم قيم المنظمات الناجحة احترام الفرد وإيجاد بيئة أكثر احترامًا وتقديرًا للعاملين. إن احترام العاملين لا يتوقف أثره على شعور العاملين بالسعادة والرضا الوظيفي؛ بل يتعدى ذلك إلى ارتفاع الإنتاجية وارتقاء الأداء. إن احترام العاملين يعني أن المنظمة تُقدَّر قيمتهم، وتثمن جهودهم وتثق في قدراتهم وإمكاناتهم كمحترفين ومتقنين لأعمالهم.
- عوامل تزيد من احترام العاملين والتزامهم وولائهم:
1-الاعتراف بالعرفان وإسداء الشكر والثناء على العاملين بشكل رسمي وغير رسمي.
2-وضوح الرؤية للعاملين.
3-التحدي وتطوير المهارات للعاملين.
4-الشعور بالانتماء داخلياً.
5-المرح والفكاهة في بيئة العمل.
- الخطوة الخامسة/ تشجيع النمو الشخصي:
تؤمن القيادات الناجحة بأن نمو العاملين يعني نموهم؛ بل نموّ المنظمة بكاملها، لذا فهي ترتكز على توفير الفرص تلو الفرص للنمو الشخصي لكل واحد من العاملين، بل تشحن الطاقة لدى العاملين لكي يستمر هاجس النمو والتطور المستمر لديهم. إن العالم اليوم يتغير بشكل متسارع يومًا بعد يوم وحتى يواكب العاملون هذا التسارع يجب عليهم أن ينموا بأفهامهم ويُطوروا مهاراتهم وذواتهم، ومهمتك كقائد أن توفر هذه الفرص لموظفيك.