عملية اتخـاذ القرار The Decision - Making Process

تحتوي النشاطات الحياتية اليومية على مجموعة قرارات نتخذها سواء على صعيد فردي أو جماعي ، وأحياناً ننجح في اتخاذ القرار ، وتارة نفشل خاصة عندما تكون القرارات متسرعة وغير مدروسة .
وترتبط عملية اتخاذ القرار بالاختيار ما بين البدائل المتاحة للوقوف على البديل الأنسب الذي يصل بنا إلى القرار الأفضل.
تعريف عملية اتخاذ القرار: عملية اختيار مدرك واع لأحسن البدائل المتاحة محققاً لأكبر عائد و بأقل كلفة لنجاز الأهداف المطلوبة.
و هي كذلك عملية رشيدة بعيدة عن العواطف، فلا يتخذ القرار لمجرد إرضاء الناس.
ويعتمد اتخاذ القرار على قدرة الفرد القائد أو المرؤوس على الإبداع والتفكير الخلاّق ، حيث لا يوجد نماذج وقوالب جاهزة للقرارات يجري توزيعها وتعميها .
القرار الجيد........ مبني على التخطيط والتفكير السليم والمعلومات الأوفر والاختيار الأفضل للبدائل .
القرار السيئ........... متسرع ، مبني على العشوائية ، ويفتقر إلى المعلومات .
اتخاذ القرارات في المؤسسات الصحفية:
طبيعة العمل الصحفي تحتاج إلى اتخاذ عشرات القرارات اليومية و بسرعة منقطعة النظير في بعض الأحيان خاصة فيما يتعلق بالمواد التحريرية و التغطية الإخبارية.و هناك نوعان من القرارات داخل المؤسسة الصحفية هما:
1 – قرارات فورية: و هي تستلزم من المسئول إبداء رأيه فوراً في المسائل المطروحة المتعلقة مثلاً بالتحرير أو الإخراج و النواحي الفنية.
2 – قرارات استراتيجية مدروسة: و هي قرارات لا يتم اتخاذها إل بعد دراسة مستفيضة لأنها تتعلق بالوجهة و السياسة العامة للصحيفة و التي يصعب البت فيها بشكل سريع و عاجل.
و من هذه القرارات :زيادة عدد النسخ المطبوعة لصحيفة ،رفع ثمن الصحيفة ، إصدار ملاحق ، زيادة عدد الصفحات العادية و الملونة ، توسيع هيكلية الصحيفة و افتتاح مكاتب جديدة لها في المحافظات و الأقاليم و غيرها من القرارات.
و هناك أيضاً داخل الصحيفة العديد من القرارات : قرارات إدارية تنظيمية ، قرارات مهنية تحريرية ، قرارات فنية ... إلخ
و من العوامل التي تؤثر سلباً على القرارات : العواطف ، نقص المعلومات و عدم دقتها ، التردد ، التسرع ، و عدم التشاور مع الآخرين.
إدارة عملية اتخـاذ القرار : ( دراسة الخيارات )
والمؤسسات الصحفية كغيرها من المؤسسات التي تحتاج إلى قرارات وبحث عن البدائل بصورة متواصلة نظراً لطبيعة عملها ورسالتها ، وإدارة عملية اتخاذ القرار تعني بالأساس دراسة المشكلة الرئيسة ، وتتضمن هذه الدراسة :
1- تحديد المشكلة بدقة : ويتم ذلك عن طريق الإجابة على الأسئلة الستة التالية :
ماذا ؟ ما هي المشكلة وخلفياتها وحجم انتشارها ؟
لماذا ؟ لماذا ظهرت ؟ ولماذا لم ندركها سابقاً ؟
متى ؟ متى ظهرت لأول مرة ؟ وهل توقيتها مهم ؟
كيف ؟ كيف تم ملاحظتها واكتشافها ؟ وكيف تؤثر علينا ؟
أين ؟ أين حدثت ؟ وهل المشكلة محلية أم عامة ؟
من ؟ من هو صاحب المشكلة ؟ ومن يتحمل المسؤولية عنها ؟ ومن يملك القرار بشأنها ؟
2- وضع البدائل (توليد البدائل وتحليلها) : ويعتمد ذلك على جمع المعلومات وعلى التفكير الإبداعي للتمكين من الاختيار بأقل الخسائر وأفضل النتائج .
3- تقييم البدائل وحذف غير المناسب منها للوقوف على البديل الأنسب .
4- اتخـاذ القرار النهائي ( البديل الأفضل ).
5- متابعة القرار و تقييمه.
أمـور واجـب مراعاتها عند اتخـاذ القرار :
يرى بعض الخبراء أن (اتخاذ القرار عملية سهلة ولكن الجزء الأصعب هو جعل الآخرين يلتزمون به).
وهناك عدة أمور يجب مراعاتها عند اتخاذ القرار أهمها :
1- الاستشارة: حيث أن القرارات لا تتخذ بمعزل عن الآخرين ، وهي تتمثل في عملية طلب نصائح وآراء وخبرة الآخرين وخاصة المختصين من أجل إثراء عملية التفكير .
2- التفكير في إقناع الآخرين بقبول القرار ، فعندما ترفع إدارة الصحيفة ثمنها يجب تهيئة القارئ لتقبل ذلك وتقديم شيء مقابل هذه الزيادة .
3- الالتزام بتنفيذ القرار وتحمل المسؤولية لتحويله إلى قرار عملي حقيقي لا تحويله إلى الرفوف والغبـار .