الموضوع: التغيير

التغيير هو العنصر الثابت في عصرنا هذا ... والبقية متحركة ومتغيرة وبسرعة غير متوقعة ...

التغير سنة كونية مستمرة وقد قال الله تعالى "كل يوم هو في شأن". فكل الانظمة المتشابكة المتكاملة التي تلف بنا تجري لمستقر لها، فالافلاك تتغير ومواقع النجوم تتغير والخارطة السياسية البشرية تتغير عبر التاريخ والبعد الزمني نفسه يتغير فهومرتبط بالمكان والسرعة للأجسام او لأشكال الطاقة في الحيز المكاني ... والزمان والمكان محدودان الخ.
ولا أريد تعقيد الموضوع ولكن أريد أن أشير لظاهرة كونية مستمرة في عالم الزمان والمكان هي التغير، ولكن هذا التغير بالنسبة لنا هو تغيير وليس مجرد تغير عشوائي بالنسبة لله تعالى فالشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم ... ولذلك حتى نفهم قدرتنا على التغيير بشكل شامل يجب أن نفهمه بسياق التغيير الكوني الذي يتحكم بنا وبالكون كله، أي يجب أن نفهم سنن التغيير الكونية واقتراب الساعة التي تنهي فيها الدنيا مهمتها التي خلقت لأجلها بنظام محكم حكيم، ثم نبني على هذا الفهم خططنا الشخصية واستراتيجياتنا في التغيير لمؤسساتنا وأنظمتنا التي نظن أننا نتحكم بها. فمثلاً "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وأنّ الله لم يك مغيراً نعمةً أنعمها على قومٍ حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم" وبناءً عليه فلا نعتقد أن ما نفعله من ترتيبات مادية لتغيير مؤسساتنا وأنظمتنا التي نظن أننا نتحكم بها كفيل بالتغيير الحقيقي لمحصلة إشباع الحاجات الذي نهدف إليه من وراء التغيير المراد اي أن المحصلة تبقى ثابتة وكأن القوى المبذولة للتغيير هي قوى متفانية، بعضها يفني بعضاً كقوى داخلية في جسم صلب عند دراسته ديناميكياً.

أعلم أن الكلام الذي قلته يبدو فلسفياً واأسلوب التعبير بالجمل الطويلة قد يصعب فهمه ولكن اللبيب تكفيه الإشارة.