أمنح نفسك النجاح- الـعـــــطــــاء
إن ما يحير الكثير ممن يسعون ويطلبون النجاح هو متى يتحقق لهم ذلك. هل هناك لحطة حقيقية في مراحل العمل يمكن أن تسمى نقطة النجاح ومتى تتراء تلك الحطة للأعين.
هنا يمكن القول بأنه يوجد لحطة حقيقية تتراء للأعين عن نقطة النجاح وهذه النقطة يقاس بها النجاح الطاهر ولعل المثالين التاليين التي سوف أوردهما يفسران النجاح.
تخيل تاجرا يمارس مهنة التجارة كأقرانه من التجار والمنافسين هذا التاجر لكي يحقق نجاحه من بين منافسيه أقدم على استخدام أسلوب الغش والتزوير وبدلا من الترويج لسلعة أخرج جم ذكائه وفطنته كرجل بيع في تعديد مساوئ جمة وتلفيقها في منافسيه دون حق والقصد منها الترويج والعرض لسلعه ومدى جودتها لكنه حطم غيره بنجاح ولكن من دون الواقع وبغشه وخداعه . نعم لقد نجح في الفوز لكنه الحق الضرر الكبير والبالغ بمن دونه.
آخر توجه نحو مزيدا من العلوم والتعلم وحصد العديد من الشهادات والميداليات مقابل نجاحه وتفوقه وحين يقدم إليه شخص طالبا نصحه وعلمه أعرض وناء بنفسه بعيدا عن طالبيه بحجة أو بأخرى مترفعا عن إعطاء نصيحة أو شرح عله.
أتسأل هل كلا هذان الصنفان قد نجحا أم لا ؟ وإن كانت الإجابة الشكلية والملاحظة عليهما هو النجاح. فهل من قيمة لذاك النجاح؟ وماذا يعني لهؤلاء النجاح؟
وهنا يمكن القول بأنه كما وجد للنجاح زمن ولحطة حقيقية تراها الأعين فإن للنجاح مقياس أيضا يقاس عليه هذا النجاح. معنى أن تكون ناجحا هو أن تقدم أن تمنح أن تساهم أن تعطي.
هذا العطاء هو الترمومتر الذي يقاس به هذا النجاح. فما هو قيمة نجاح هذا التاجر الذي حطم غيره دون سابق عذر ما قيمة النجاح الذي أورثه إمتقات من كسروا دون عدل بكذبه وغشه
ما قيمة هذا النجاح الذي جناه الآخر وهو يفني وقته وجهده في الإستزاداة من العلم والتعلم وهو يبخل ويعزف عن إعطاء غيره سبل النجاح . فكم من هذا النوع من الأشخاص الذين بلغو نجاحهم لوحدهم وحين بلغوه احتكروه لأنفسهم واستولوا عليه بمفردهم حاصرو النجاح وقيدوه.
إن العطاء يجعل النجاح يبدو نجاح بعين صاحبه وعين العوام. يجعل صاحبه متسما بهذا الاسم وهذه الصفة. ولعل العطاء كما أسلفت هو مقياس النجاح الذي يجعل صاحبه يراقب مدى صحة نجاحه يجعله دائما يراقب درجة حرارة نجاحه حتى لا يصيبه إعياء أو تعب قد يودي به إلى الموت.موت النجاح
ومن هنا فإن العطاء يمنحنا ويكون بمثابة الأتي:-
1- العطاء مقياس لسلامة نجاحنا
2- العطاء هو الوجه الجميل لمعنى النجاح والتفوق
3- العطاء يمنحنا اعتزاز وفخر بنجاحنا
4- العطاء صمام أمان لمقياس رداءة نجاحنا
5- العطاء هو الذي يجعلنا نرى نجاحنا أمام أعيننا وهذا هو ما نريده ويريده الناجح أن يرى نجاحه بعينييه
6- العطاء هو الظلال الواسع والبساط العريض الذي منحنا النجاح
7- العطاء هو الحكم الآخر الذي يقلدنا وسام النجاح

ولعلي هنا لا أبالغ إن قلت إن العطاء هو التكريم الحقيقي والتاج والوسام الفعلي للنجاح

ومضة
ما دام أنه لا بد للنجاح من وجود فإنه لابد من مقياس لهذا الوجود, والعطاء هو أداة لقياس وجوده.

الزبير سالم الغشيمي 1/6/2010