لا يفتى ومالك في المدينة.......

عبارة كثيرا ما نسمعها، ولكن هل تدرون ما قصتها؟

إليكم القصة.....

يروى أنه في عصر الإمام مالك توفيت امرأة في العشرينات من عمرها، وكانت جميلة جدا. ولما أحضروا إمرأة أخرى لتغسلها، دخلت عليها ولما جردتها من الثياب لتبدأ في عملية الغسل، نظرت إلى جسدها وقالت: "كم زنى هذا الجسد وكم زنى هذا الفرج".

ثم بدأت تغسلها، ولما وضعت يدها عليها أثناء الغسل، إلتصقت يد المرأة المغسلة على فرج الفتاة المتوفاة لتغطيه تماماً، ولم تستطع أن تنزع يدها أبداً.

ومر الوقت، والناس ينتظرونها في الخارج حتى يصلى على الجنازة. فلما تأخرت أخذوا يقرعون الباب يستعجلونها، ولكنها لم ترد. حتى أدخلوا عليها إمرأة أخرى لترى ما الذي حدث وما سبب التأخير.

وعندما دخلت، ورأت يد المرأة المغسلة على هذا الوضع ولا يمكن نزعها أبداً، خرجت إلى الناس تخبرهم دون أن تدري أو يدري الناس ما السبب.

فأخذ الناس يفتون في الموضوع، كل يدلي بدلوه ويقول برأيه. فمنهم من يقول نقطع يد المرأة المغسلة وتدفن من المرأة المتوفاة، ومنهم من يقول بالعكس، ومنهم ... إلخ.

إلى أن جاء أحد العقلاء ممن وفقهم الله وقال لهم: فيم تقولون، "لا يفتى ومالك في المدينة"

ولما قصوا القصة على الإمام مالك رحمه الله، قال: إذهبوا إلى المرأة التي تغسل واسألوها ماذا قالت أو فعلت قبل أن تغسل المرأة الأخرى؟

ولما فعلوا ذلك، اعترفت المرأة المغسلة بما قالت. فقضى الإمام مالك رضي الله عنه بجلد تلك المرأة ثمانين جلدة من قبل النساء، وهوحد قذف المحصنات الغافلات.

ولما انتهوا من الجلد وعند آخر جلدة نزعت أو تحررت يد المرأة المغسلة في الحال.

ومن وقتها اشتهرت بين الناس عبارة: "لا يفتى ومالك في المدينة" حيث تطلق على كبار أهل العلم المعروف والمشهود لهم بالعلم والعمل.

إخوتى، لما تأملت تلك القصة، تذكرت قوله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور"
فمن يحفظ الله في السر والعلانية ويتقيه ويفعل ما أمره به، يحفظه سبحانه وتعالى في الحياة وحتى بعد الممات.

أيضاً، نأخذ من تلك القصة فائدة أن نرجع إلى أهل العلم العاملين ولا ننساق وارء كل ناعق، أو نخوض مع الخائضين. "فإن هذا العلم دين، فانظر عمن تأخذ دينك" كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأخيراً، فلنحذر من الغيبة والخوض في أعراض الناس وقذف المحصنات الغافلات.

وللأمانة ... هذه القصة سمعتها من أحد الخطباء في خطبة الجمعة، وهناك من يضعفها من أهل العلم ويقولون انها من القصص المفتراة على الأئمة الأربعة.