الاخوة الكرام أعضاء فريق العمل
منذ سنوات عديدة وأنا أطالع جريدة الأهرام قدر الله لي الإطلاع على مقالة بعنوان "وللسعادة سرها الأكبر" للكاتب الكبير ثروت أباظة – رحمه الله - وهو أشهر من أن أعرفه وأخاف أن اعرّفه فأنكّره
وقد كان رحمه الله من أصحاب الأقلام الأمينة والكتابة الراقية تظهر بين سطوره ملامح نشأة دينية وانتماء قوي للإسلام قل أن نجد مثله الآن في غابة الأقلام وسوق الضمائر الذي يحيط بنا .
هذه المقالة التي احتفظت بها أكثر من 15 سنة , تذكرتها منذ شهور وبحثت عنها لأشارككم إياها في المنتدى ولكن لم يقدر لي الله العثور عليها وحزنت على ذلك لأنني طننت أنها قد فقدت للأبد وأحسست بالخسارة الكبيرة والندم أنني لم أنشرها بين من أعرف لتبقى حية في أذهاننا.
لكن شاء الله تعالى أن أجدها مرة أخرى محفوظة داخل كتاب "إنسانيات محمد" لخالد محمد خالد, فكانت فرحتي غامرة وعزمت أن أطلقها حرة في عقول وقلوب إخوتى وها هي أول خطوات اطلاقها اذ انشرها بالمنتدى وأرجو منكم المساهمة معي في اطلاق سراحها بأن تبلغوها أو تنشروها في المنتديات والمواقع المختلفة.
وقد يتساءل البعض ما سر الاهتمام بهذه المقالة لكنى سأترك لكم أنتم الاجابة بعد قراءتها
واليكم المقالة الرائعة :
" إن أكبر نعمة يهبا الله لعباده هي نعمة الرضا وحين أراد سبحانه أن يكرم سيد عباده ويبشره بأحسن ما يبشر به الإله الأعظم نبيه وصفيه لم يقل إنه سيعطيه ملكاً لا ينبيغي لغيره أو سلطاناً لم ينله أحد أو مالا لا يفنى, وإنما قال سبحانه في سورة الضحى : "والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى "
فالرضا هو ما يهب الله لعبده وهل هناك أعظم مما يعد الله به رسزله بل سيد رسله وسيد الخلق أجمعين عليه الصلاة والسلام
ولقد رأيت رأي العين آية من آيات الله تدل على المكانة التي يحظى بها سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عن ربه جل علاه.
كنت وزرجتي بسينما مترو بالاسكندرية منذ سنوات وكانت الجريدة السينمائية تعرض أول صورة التقطها القمر الصناعي للأرض, وإذا بنا نفاجأ أن الجبال المنبثة في الأرض جميعاً تكتب في تشكيلها اسم "محمد" ميم حاء ميم دال فانتفضت واقفاً وأنا أصيح الله أكبر وسرت همهمات في القاعة ولم أملك نفسي فذهبت في اليوم التالي لأرى هذه المعجزة ثانية فرأيتها وصحت الله أكبر مرة أخرى وكأني أرى ما أرى لأول مرة وذهبت في اليوم الثالث فإذا المعجزة تختفي من الجريدة المصورة وما زالت مختفية حتى اليوم ولكن الله سبحانه قدر لي أن أراها مرتين وأنا لا أشك أن هذه الصورة قد اختفت من دور العرض السينمائي بفعل أعداء الإسلام وهم كثر.
ولكن كثرتهم عاجزة كل العجز أن تمس شعرة من الحقيقة أو تطفئ خيطاً من شعاع النبي محمد عليه الصلاة والسلام .
هذا هو مقام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام عند خالق السماوات والارض فقد جعل الرواسي التي تمسك الارض أن تميد بمن فيها وما فيها مكتوبة باسم "محمد" بصورة واضحة لا شك فيها ولا إبهام ولولا أعداء الاسلام المعتدون على الثوابت لانتشرت هذه الحقيقة حتى لا تصبح محتاجة مني أن أذكرها لأطلعك على آية من آيات المكانة الرفيعة التي يتمتع بها سيد المرسلين عند رب العرش, وسبحان الذي أسرى بعبده من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وجعل جبال الأرض تكتب اسم "محمد" عليه الصلاة والسلام.
وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بمقامه الأرفع هذا عند ربه لم يعده الله إلا بالرضا وهذا النبي الذي وهب الله له الرضا كانت تمر الأيام الطوال وطعامه وطعام أهل بيته الأسودان : التمر والماء
ولكن الرضا الذي سكبه المولى عليه جعله سعيدأ منشرح الصدر مع ما يلقاه عليه الصلاة والسلام من شظف العيش وخشونة المأكل والفراش.وهذه الخشونة التي رضي بها وكانت عند النبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام أعظم متعة ملايين المرات من لذائذ الطعام ولين الفراش . لأن الله قال له "ولسوف يعطيك ربك فترضى" وأعطاه ورضي
ما أنكد العيش الذي يحياه البعض من أصحاب الملايين فهم انتاشوا الملايين بشتى طرق ومختلف وسائل واجتذبوا لأنفسهم معها الهلع على ملايينهم فهم في هم ثقيل مهما كانت مظاهر حياتهم الترف والمبالغة في الترف والبلهنية المجنونة الحمقاء والسفه المثير للنفوس حتى ليجعل رائيهم يتقزز من السرف الذي يحيطون به أنفسهم
لقد وهب الله تعالى لهم المال وحرمهم الرضا فما أشقاهم وما أتعسهم بثرائهم فإن الله سبحانه وتعالى حين يهب الرضا لإنسان ما يكتب له السعادة والهناء في الدنيا فإن شكر العبد ما وهب الوهاب كتب الله له السعادة في الآخرة. ألم يقل الله لسيد خلقه "وللآخرة خير لك من الأولى" والرضا هبة يغرسها سبحانه في نفوس عباده المتقين فإنك تجد شخصاً ما يعيش حياة فيها بعض التقشف ولكنه مستور الحال هو وأهل بيته وقد يصيب من حين لآخر صبابة ضئيلة من مال فيسعد بها سعادة من أمطرت عليه السماء الذهب والفضة.
وقد ينسكب الذهب على آخر وتجده ساخطاً غاضباً يطلب المزيد فهو خلو من الرضا ومن تخلى عنه الرضا تخلت عنه السعادة فيالشقاء من لا يعرف الرضا سبيلاً إلى قلبه فإنك تجده مسعوراً محموماً مهما أصاب من عرض الدنيا لا يسعد ولا يكتفى ولا يسر لأنه محروم من نعمة الرضا.. النعمة الكبرى التي وهبها الله لنبيه وللسعداء من عباده المتقين. يقول النبي عليه الصلاة والسلام "من بات منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا يبتغي الإنسان أكثر من سرب آمن وجسم معافى وقوت يومه. أما الغد فبيد الله سبحانه وتعالى والله ليس بظلام للعبيد. وإني معجب غاية الإعجاب ببيت كلما ذكرته سرت الطمأنينة في نفسي وملأ جوانحي الهدوء والأمن يقول البيت:
وإني لأرجو الله حتى كأنني
أرى بجميل الظن ما الله فاعل
وجميل الظن بالخالق يشيع الرضا في نفس المخلوق والذي لا يرضى من شأنه أن يكون حاقداً حاسداً تفيض نفسه مرارة على ما يسبغه الله من نعم على الآخرين, والحقد سر ما يبلى به إنسان فهو في نار لايخمد أوارها تأكل الحاقد أكلاً لما تجعل حياته نكدة سوداء فنعم الله على عباده غامرة والحاقد تشتعل نيران حقده لكل نعمة يصيبها غيره, وهو لا يعرف الرضا. ومن أقوال أبي المأثورة التي سمعتها وأنا بعد طفل صغير "أنا لا أحقد على أحد ولا أحسد إنساناً أبداً ولا أحمل لحاقد أو لحاسد لي ضغينة. بل أشفق عليه فكفاه النار التي تأكله عقاباً له قاتلاً على حسده وحقده على"
وأذكر هنا بعض أبيات لإيليا أبي ماضي تعارض ما أذهب إليه لكني سأذكرها لك ثم أبين لك لماذا ذكرتها :
قلت السعادة في المنى فرددتني وزعمت أن المرء آفته المنى
ورأبت في ظل الغنى تمثالها ورأيت أنت البؤس في ظل الغنى
وأقول إن خلقت فقد خلقت لنا وتقول إن خلقت فلم تخلق لنا
ما لى أقول بأنها قد تقتنى فتقول أنت بأنها لا تقتنى
وأقول أني مؤمن بوجودها فتقول ما أحراك ألا تؤمنا
وأقول سر فسوف يعلن في غد فتقول لا سر هناك ولا هنا
يا صاحبي هذا حوار باطل لا أنت أدركت الصواب ولا أنا
ذكرت هذه الأبيات لأن إيليا أبو ماضي عرف عنه أنه كان منهوماً في حب المال ضيق النفس بالحياة ولو كان قرأ سورة الضحى استوعبها وفهم البشرى التي وعد الله بها عبده أن ربه سيعطيه فيرضى لو عرف إيليا أبو ماضى معنى الرضا ما نظم هذه الأبيات ولله في خلقه شئون وشئون سبحانه جل علاه وصلى الله وسلم على نبيه سيد الخلق أجمعين الذي أرضاه ربه فدعا العباد كلهم أن يرضوا ليعرفوا معنى السعادة
انتهت المقالة التي نسيت لجهلي أن أسجل تاريخ كتابتها بعد قصها من الجريدة لكن ما أتأكد منه أنها كتبت منذ ما يقارب 15 سنة أو أكثر
تأملتم معي إخوتي كم هي الحرب ضارية ضد الرسول صلى الله عليه وسلم وكل ما يرتبط به وكل ما يذكر الناس به صلى الله عليه وسلم
انهم لم يطيقوا أن تظهر هذه المعجزة الإلهية على جريدتهم السينمائية وحذفوا اللقطة منها ظناً منهم أنهم سيطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون
هذا هو الشاهد الذي من أجله كتبت لكم المقالة وإن كانت المقالة غنية بالفوائد الأخرى التي من بينها موضوع المقالة وهو الرضا سر السعادة الأكبر فاللهم ارزقنا الرضا
على فكرة ماتحاولوش تروحوا سينما مترو بالاسكندرية .....مش عايزين تلاكيك.