هل أنت مع أم ضد "الحجاج بن يوسف الثقفي" المشاركة الأصلية كتبت بواسطة علاء الزئبق هل أنت مع أم ضد "الحجاج بن يوسف الثقفي"
السلام عليكم
يا شباب تيقظوا

من يقول
نموذج للطاغية الظالم سفاك الدماء يعشق القتل حد الجنون يكره الانسان حد القتل اسوء رجل في التاريخ.
فيا أخي الكريم .. فما تقول فيما تولي أمورنا الآن وزعماء الدول

هذا المقال ليس دفاعاً عن الحجاج فقد مضى إلى وجه بارئه ولقي ما يستحقه، وهو بالنسبة لنا ليس سوى تاريخ، ونحن في غنى عن كثرة الحديث في الماضي لأننا في حاجة للحديث عن المستقبل أكثر من اختلافنا ونزاعنا عما حدث في ماضي الزمان. لكني أسرد الوجه الآخر للحجاج استفادة من أحداث التاريخ، إذ ان كثيراً مما يتناقله الناس عن بعض الشخصيات، أو يعرف عنهم قد لا تكون الحقيقة كاملة، وقد ينتشر عن بعض الرموز سواء كانت سياسية، أو اجتماعية، أو غيرها، جزء بسيط من حياتها ويخفى كثير، والحكم على الأشخاص لابد أن يكون من خلال «ميزان» توضع فيها السلبيات والإيجابيات، ويعرف الناس محاسن من يتكلمون عنه كما يعرفون عيوبه. ومن هذا، فإن ما يعرفه الناس، كل الناس، عن الحجاج أنه كان طاغية من الطغاة، قتل نفوساً كثيرة، وعذب وضرب. وليست للحجاج صورة في الأذهان سوى أنه ذاك الوحش الكاسر، لكن للحجاج بن يوسف الثقفي وجهاً آخر سنعرض له باختصار كما هو منقول في كتب التاريخ ليتعرف الناس كم أخفت عنهم الروايات، فقد كان الحجاج من بلغاء العرب المعدودين، ولا يجاريه أحد في بلاغته، قال عنه الشعبي «سمعت الحجاج يتكلم بكلام ما سبقه اليه أحد من بلاغته...». وكان كريماً سخياً، يقيم في كل يوم مئة مائدة تجتمع على كل مائدة عشر أنفس، وكان يطوف بنفسه عليها يتفقد أهلها، وكان كما قال ابن كثير... قليل الضحك كثير الاستغفار. ومن أهم محاسن الحجاج أنه هو من أمر بتنقيط أحرف القرآن، فلم تكن العرب تعرف النقط على الحروف بل كانت بلا أي نقاط وتقرأ هكذا بالمعرفة والسليقة، ولما كثر المسلمون الجدد دخولاً في الاسلام وصعب عليهم قراءة القرآن قام الحجاج بتشكيل جماعة لوضع نقط على الأحرف، كما قام بتقسيم القرآن إلى أجزاء، وأحزاب، وأرباع كما هو الآن. وقد أصلح الحجاج كثيراً من أرض العراق بعد أن أهلكتها المستنقعات والأهوار، فقام بإصلاح هذه الأراضي لتكون أراضي زراعية. وهو من بنى مدينة واسط وشيراز. وللحجاج فتوحات كثيرة جيش لها الجيوش نشراً للدين الإسلامي، ويكفي أن نقول أن الحجاج، وهو في دولة كانت في قمة الرفاهية والتبذير والبذخ، مات ولم يجدوا له مالاً سوى 200 دينار ذهب وليس له تركة سواها... وهو الذي تولى سلطة العراق في زمن كان فيه البذخ سيد عصره.
نعم كل هذه الخصال قد لا تغفر للحجاج سطوته وقتله وبطشه عندنا، وعلينا تركه هو وخالقه، لكن يبقى السؤال: حين ننقل سيرة الحجاج لماذا نغفل هذا الوجه من حياته؟ للأسف هذه عادة الناس حين الحديث عن آخرين... يأخذون جانبا واحدا ويركزون عليه، وينسون أو يتناسون جوانب أخرى.
أنا على يقين أن كل الأشخاص الذين نذمهم أو نمدحهم، ويكونون حديث المجتمع، لهم جوانب أخرى في حياتهم يغفل عنها الناس، أو يتغافلون عنها، وهذا من أشد الظلم.
وعلينا جميعاً حين الحكم على الآخرين أن نضع ميزاناً، توضع المآخذ في كفة والمحاسن في الكفة الأخرى، وكما قيل «لا تكن كالذبابة لا تقع إلا على القذر»... هذه من عبر التاريخ، وعلينا الأخذ بها، فالتاريخ، أي تاريخ، ليس لنا فيه إلا العبرة وإلا فهو من حديث الماضي.

كلمة حق في الحجاج بن يوسف الثقفي
ولماذا يركزُ على الحجاجِ بأنه أعظم طاغية في التاريخ ؟

فقد وجد في تاريخِ الأممِ من هو أشدُ من الحجاجِ .

أين أنتم من هولاكو ؟ أين أنتم من ستالين ؟ أين أنتم من هتلر ؟ وأين أنتم ... ؟ وأين أنتم .... ؟ وسلسلة لا تنتهي إلى يوم الدين .

قال عنه الحسن البصري : إن الحجاجَ عذابُ اللهِ ، فلا تدفعوا عذابَ اللهِ بأيديكم ، و لكن عليكم بالاستكانةِ والتضرعِ ، فإنه تعالى يقول : " وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ " [ المؤمنون :76] .

هل كلُ ما قيل عن الحجاجِ صحيحٌ ؟ أم أن فيهِ بعضُ التحاملِ على الرجلِ مما بالغت فيه بعضُ الطوائفِ والفرقِ ؟

إن من أكثر الشخصيات التي لم تنل حقها في البحث والدراسة شخصية الحجاج بن يوسف الثقفي .. لقد كان لهذه الشخصية المكان والمرتع الخصب لأصحاب الشهوات و أهل الأهواء للطعن في العصر الأموي بوصفه عصر سفك للدماء و تسلط للأمراء ..

و لقد كان لشخص الحجاج النصيب الأوفر من هذه التهم ..
فالحجاج كان ضحية المؤرخين الذين افتروا عليه شتى المفتريات تمشياً مع روح العصر الذي يكتبون فيه ؛ ونرى أننا كلما بعدنا عن عصر الحجاج كثرت المفتريات والأباطيل ..

و من الإنصاف أن يسجل المؤرخ لمن يؤرخ له ما أصاب فيه بمثل ما يسجل عليه ما أخطأ فيه .. واضعاً قول الله تعالى { ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى } نصب عينيه .
فإن الحجاج قد شوهت صورته و نسجت حولها الخرافات بشكل يجعلها أقرب إلى الأسطورة من الحقيقة ..

فثورات الخوارج المتتالية والتي أنهكت الدولة الأموية .. و الفتن الداخلية .. كان للحجاج الفضل بعد الله في القضاء عليها ، و هذه لا ينكرها أحد حتى الأعداء .. و لا ننسى ثورة ابن الأشعث التي كادت أن تلغي و تقضي على الخلافة الإسلامية ..

هل ثبت كفر الحجاج حتى نقارن بينه و بين الخبثاء من الأمم السابقة ؟!

كان الحجاج كليب بن يوسف الثقفي رحمه الله علماً من أعلام الأمة الإسلامية فقد كان بارعاً في اللغة و في الأدب و السياسة و الإدارة و القيادة و الحروب بالإضافة إلى أنه كان معلم للقرآن الكريم فقد تعرض للظلم و الأذى الشديدين من قبل جنود عبدالله بن الزبير رضي الله عنه ، من دون علم الخليفة عبدالله بن الزبير رضي الله عنه و عن أباه ، مما جعله يحقد على من آذوه و من يتبعونه فقرر الإلتحاق بجنود الخليفة الأموي عبدالملك بن مرون رحمه الله ليكون سيفاً له على أعداء بني أمية و على أعدائه و لتوحيد الأمة على خليفة واحد ، و قد أكثر في القتل من أهل العراق لما فعلوه من خيانة و نفاق و غدر و نكث للعهود و الموثيق و التهرب من الجهاد في سبيل الله و قتال الخوارج عليهم لعنة الله و غضبه.

له خطب تعتبر في قمة البلاغة ومن أشهرها حين دخوله لأول مرة الى الكوفة بعد أن تولى الامارة فيها وكان بالمسجد يستمع لتهامس الناس عليه يصفونه بصفات لا يحبها يجلس وقد لف لثاما حول وجهه وفجأة نهض وأعتلى المنبر وقال خطبته الشهيره جدا والتي بثت الرعب في قلوب أهل العراق حيث أبتداها قائلا :
أنا أبن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني

ثم قال : أني لأحمل الشر محمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله واني أرى رؤوسا قد اينعت وحان قطافها واني لها اني لأنظر الى الدماء بين العمائم واللحى …إلخ

وقد اختتمها بالقصيدة الرائعة التي خلدها التاريخ :
هذا أوان الشد فاشتدي زيم قد لفها الليل بسواق حطم

وكذلك خطبته الشهيرة حين دخل الى البصره وسمع أهلها يؤذنون للصلاة بطريقة تختلف عما أعتاده السلف . فدخل المسجد خاطباً في الحضور وقال :
ياأهل العراق ياأهل الشقاق والنفاق ومساوىء الأخلاق وبنى اللكيعة وعبيد العصا وأولاد الاماء ...إلخ

قال عنه أبو عمرو بن العلاء: "ما رأيت أفصح من الحسن البصري، ومن الحجاج" ، فلم تسكن الفتن في العراق إلا بالحجاج.

وقد ضاعت أعمال الحجاج الخيرة و الجليلة بين ركام الروايات التي تروي مفاسده وتعطشه للدماء ، وإسرافه في انتهاكها، وأضافت بعض الأدبيات التاريخية إلى حياته ما لم يحدث حتى صار شخصية أسطورية بعيدة كل البعد عن الحقيقة والواقع، وقليل من المؤرخين من أنصف الحجاج، ورد له ما يستحق من تقدير.

نعم قد حاصر مكة و قتل جنوده عبدالله بن الزبير رضي الله عنه و قتل علماء لكن الله يغفر لمن يشاء و علينا ذكر محاسن موتانا و من ضمن محاسن الحجاج:

* فكرة صك العملة الإسلامية الأولى و أول من كتب عليها شهادة لاإله إلا الله محمد رسول الله.
* تعريب الدواوين.
* فتح الهند و وسط آسيا و خوارزم و بلاد السند على يد قواد جنوده ( ابن عمه محمد بن القاسم و قتيبة بن مسلم الباهلي ).
* فكرة الفتوحات الغربية في أوروبا ( فتح الأندلس ).
* منع بيع الخمور.
* أمر بناء الجسور فوق الأنهار.
* أنشأ الصهاريج.
* أمر بحفر الآبار للمسافرين.
* أكمل الثأر لأمير المؤمنين عثمان بن عفان ذو النورين رضي الله عنه بقتله آخر رجلين من قتلته.

*كان الحجاج يدقق في اختيار ولاته وعماله، ويختارهم من ذوي القدرة والكفاءة، ويراقب أعمالهم، ويمنع تجاوزاتهم على الناس، وقد أسفرت سياسته الحازمة عن إقرار الأمن الداخلي والضرب على أيدي اللصوص وقطاع الطرق.
*ويذكر التاريخ للحجاج أنه ساعد في تعريب الدواوين، وفي الإصلاح النقدي للعملة، وضبط معيارها، وإصلاح حال الزراعة في العراق بحفر الأنهار والقنوات، وإحياء الأرض الزراعية، واهتم بالفلاحين، وأقرضهم، ووفر لهم الحيوانات التي تقوم بمهمة الحرث؛ وذلك ليعينهم على الاستمرار في الزراعة.

*نقط المصحف:
ومن أجلِّ الأعمال التي تنسب إلى الحجاج اهتمامه بنقط حروف المصحف وإعجامه بوضع علامات الإعراب على كلماته، وذلك بعد أن انتشر التصحيف؛ فقام "نصر بن عاصم" بهذه المهمة العظيمة، ونُسب إليه تجزئة القرآن، ووضع إشارات تدل على نصف القرآن وثلثه وربعه وخمسه، ورغّب في أن يعتمد الناس على قراءة واحدة، وأخذ الناس بقراءة عثمان بن عفان، وترك غيرها من القراءات، وكتب مصاحف عديدة موحدة وبعث بها إلى الأمصار.
ولا يختلف أحد في أنه اتبع أسلوبا حازما مبالغا فيه، وأسرف في قتل الخارجين على الدولة، وهو الأمر الذي أدانه عليه أكثر المؤرخين، ولكن هذه السياسة هي التي أدت إلى استقرار الأمن في مناطق الفتن والقلاقل التي عجز الولاة من قبله عن التعامل معها.
ويقف ابن كثير في مقدمة المؤرخين القدماء الذين حاولوا إنصاف الحجاج؛ فيقول: "إن أعظم ما نُقِم على الحجاج وصح من أفعاله سفك الدماء، وكفى به عقوبة عند الله، وقد كان حريصا على الجهاد وفتح البلاد، وكانت فيه سماحة إعطاء المال لأهل القرآن؛ فكان يعطي على القرآن كثيرا، ولما مات لم يترك فيما قيل إلا 300 درهم".

أن الحجاج عندما اشتدت عليه العلة عمل على تدبير شؤون العراق من بعده بما يحفظه من الاضطراب والفتن ، و يبقيه جزءً من الدولة الأموية ، حتى إذا اطمأن إلى ذلك كتب وصيته ليبرئ فيها نفسه و ذمته تجاه خالقه وخليفته المسؤول أمامه في الدنيا حتى آخر لحظة من حياته ، فكتب يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أوصى به الحجاج بن يوسف : أوصى بأنه يشهد أن لا إليه إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده و رسوله ، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك ، عليها يحيا و عليها يموت و عليها يبعث.
و يروى أنه قيل له قبل وفاته : ألا تتوب ؟ فقال : إن كنت مسيئاً فليست هذه ساعة التوبة ، وإن كنت محسناً فليست ساعة الفزع .
و قد ورد أيضاً أنه دعا فقال : اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل .
وكان ينشد في مرض موته هذه الابيات من شعر عبيد بن شعيان :
يارب قد حلف الأعداء واجتهدوا أيمانهم أنني من ساكني النار
أيحلفون على عمياء ويحهـــــــم ماظنهم بقديم العفو غفــــــار
وتوفي الحجاج بمدينة واسط في (21 من رمضان 95هـ = 9 من يونيو 714م)
رحم الله الحجاج و غفر له فلولا الله ثم الحجاج لما قامت دولة للإسلام موحدة و بخليفة واحد رحمه الله و تجاوز عنه.
( و أذكر أن معظم تاريخ بني أمية و أمرائهم مشوه من قبل العباسيين بعد استيلاء العباسيون زمام حكم المسلمين، لماذا؟؟؟ فقد حقداً و كرهاً لبني أمية و محواً لمآثرهم و أعمالهم الخيرة و كذلك تشويههم هم و الخوارج لشخصية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان التابعي الجليل إبن صحابيين و إفترئهم عليه أنه قتل الحسين و لم يأمر بقتله و عندما جاءه القاتل برأس الحسين قال له: أتقتل سيد شباب أهل الجنة ، عليك لعنة الله ، وأمر بقتل قاتل الحسين يعني ذلك أنه ثأر للحسين و لم يأمر بقتله ).
( و قد شاهدت في برنامج للقناة الرافضية المنار يسبون أصحاب نبيكم و يسبون تابعيهم و يقولون على يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رحمه الله و رضي عن والديه بـــ( الدعي بن الدعي ) عليهم غضب الله و سخطه)

رحم الله الحجاج نحن العرب نحتاج واحد بمثل قوته حتى يرعب اعداء الاسلام

الحجاج قديما وصدام في زماننا ..صفاتهم متشابهة ..
لولا الحجاج بن يوسف ماقامت لتلك الدولة عرش ولا زخارف التاج والمختار الثقفي الذي كان رحيما بروافض وزياد بن ابيه والمغيرة بن الشعبة . اما الان رئحتك تفوح بالعطر والعنبر رحم الله الولات والامراء ورؤساء الذين تعقبوا على حكم العراق لم يحكم في التاريخ الا بالحجاج والشهيد صدام حسين لانهم استخدموا القوة العادلة التي اسكتت الفتن والدليل مايحدث اليوم فالحكومة الضعيفة تسمح للفتن ان تنتشر بين العراقيين وتقتلهم بالالاف وتدمر روابط المجتمع العراقي .. لو قدر للعراق ان يرحمه الله ويحكمه شخص بمواصفات هذين القائدين عندها فقط سيكون العراق والعراقيين بخير .

قال الإمام الذهبي : وله حسنات مغمورة في بحرذنوبه . وأمره إلى الله


أخيرا أريد رجل كألحجاج يحكم بلادنا فهو خير مما نحن فيه
فهو إذا قيل له اتقي الله اتقي
وإذا اتيعظ إتعظ
وغيور علي دينه
فأمة بطشة أهون فيما نحن فيه الآن يا شباب
جزاك الله خيرا على هذه المعلومات الرائعة
فيجب علينا عندما نحكم على شخص معرفة مزاياه وعيوبه