النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ثقافة الاعتذار وثقافة الضرار ـ د. ممدوح فؤاد حسن

#1
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
هندسة
المشاركات
3,066

ثقافة الاعتذار وثقافة الضرار ـ د. ممدوح فؤاد حسن



أرسل إلي صديقي الدكتور أحمد عبد العال الذي يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية رسالة - وقد نشر هذا في وكالة الأسوسييتد بريس - تقول أن أحد فروع "وولمارت " وهو من أشهر المحلات في أمريكا اعتذر لأمرأة مسلمة تتردد علي هذا السوبر ماركت باعتبارها أحد عملائه . والقصة حدثت في مدينة ريفرديل بولاية يوتا غرب الولايات المتحدة حينما استهزأ أحد الموظفين بالمحل من نقاب المرأة المسلمة . وكان الاعتذار قد جاء بصفة رسمية من نائب رئيس الشركة السيد رونالدو رودريكز يقول فيه "أؤكد لكم أن الموظف المعني عوقب وفقا لقوانين العمل في الشركة بسبب هذا التصرف" بدون الإفصاح عن التفاصيل , وأضاف رودريكز أن الموظفين في فرع ريفرديل سيعقد لهم تدريب أو ورشة عمل لتوعيتهم بكيفية التعامل مع المسلمين من الناحية الثقافية والدينية. , وقد أكد هذا الخبر المتحدث الرسمي للشركة السيد فيليب كيني في المقر الرئيسي في بنتونفيل. , وحيا المدير التنفيذي للفرع السيد ياسر موتن بولاية نيفادا الخطوات التي اتخذها وولمارت لحل هذه المشكلة.
ومن يريد القصة يستطيع الدخول لموقع "نيوزماكس دوت كوم:
https://www.newsmax.com/insidecover/wal_mart_apology/2008/02/20/73976.html?s=al&promo_code=458A-1
هذا كلام جميل عن الغرب الذي ننتقده كثيرا ولا نتعلم منه , فنحن في اعتقادي كشرقيين أو ربما أكثر كمصريين لا نعرف ثقافة الاعتذار وتغلب علبنا بل تغمرنا ثقافة التحدي و تدوس علي الآخر مهما كان شعوره وتبريره . فقد درجنا باسم الأعراف أو التقاليد الموروثة بطريق الخطأ أو الصواب ألا نقيم وزنا لشكوي أحد الجيران من تأثير حفلات الزواج والحفلات الدينية وغيرها التي تغص بالضوضاء علي طفله الرضيع الذي يشكو من بعض الأمراض أو الوليد الذي يحتاج قسطا من النوم.
وقد عانيت شخصيا ولازلت أعاني في المنطقة التي أعيش فيها وشكوت للغادي والرائح عن الميكرفون الذي سلطته ادارة مسجد الجمعية الشرعية بسوهاج علي آذاننا مباشرة وراح الإمام يقرأ في صلاة الفجر أطول السور كالبقرة وآل عمران والنساء ويبدأ بأرباع مثل "واتل عليهم نبأ ابني آدم إذ قربا قربانا فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر" , "وإذ ابتلي ابراهيم ربه بكلمات فأتمهن " , "إن الله اصطفي آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران" , "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين" ويقرأ له ما شاء أن يقرأ ثم يدعو القنوت بأطول الأدعية وكل ما حدث شئ في العالم الإسلامي كحصار غزة مثلا يدعو بفك الحصار ويدعو ويدعو ...... ويتألم الناس من حوله مع كل دعاء , وتكثر الخطب في رمضان وغير رمضان . وعلي الجيران بما فيهم المسيحي والغربي والعلماني والنائم متأخر لظروف عمله أن يستيقظوا ليسمعوا الإمام وهو يشدو ويبتهل , وللمفارقة أنا لم أسمعه مرة يقرأ الآية "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا"
ويا ليتنا اخترعنا الميكرفون الذي نستخدمه ولا سماعته ولا الكهرباء الموصلة اليه , لكننا وللإنصاف اخترعنا فرض القوانين علي الناس والطغيان والتشبث بالرأي وما أجمل قول فاروق جويدة : عرب وهل في الأرض ناس كالعرب".
وفي سنة 1993 كنا كمعيدين ومدرسين مساعدين من جامعات مصرفي رحلة تدريبية الي الولايات المتحدة قامت بها الفولبرايت نقيم في مساكن وحدث أن زميلا لنا كان يستمع الي ترتيل للشيخ محمد صديق المنشاوي وكان الصوت عالي فقام أمريكي يجاوره في الحجرة وقال له هل بالإمكان أن تخفض الصوت وتسمعه أنت لأن الصوت يصلني في الحجرة المجاورة لك , وهذا أبسط حقوق الجوار التي نادي بها الإسلام ولكن لا أعرف لماذا ننساها بشكل متسق ولا نكسر القاعدة فنتذكرها مرة احساسا بالآخرين.
وفي بعض الأوقات يطرق الإنسان مع نفسه فيفكر ويقول هل هناك فرق بين الدين والغوغائية و هل جاء النبي صلي الله عليه وسلم ليفرض علي الناس القرآن والخطب في أي وقت مهما كانت ظروفهم , وأرد علي نفسي أنه كان أكثر الناس رحمة بالناس , كان رحيما بالمسلمين وغير المسلمين وحتي بالحيوان والطير.
وقد قرأت خبرا في أحد أعداد جريدة المصريون أن قاضيا حكم علي صاحب ديك بغرامة ما يقرب من ماءتي دولار لأن الديك يصيح في وقت مبكر بالليل ويزعج الجيران وكان بالنسبة لي أهم ما قرأت في هذا اليوم ولو أعرف الوصول الي هذا القاضي لقبلت يده ودعوته ليري بعينه ويسمع بأذنه الغوغائية التي نعيشها باسم الدين والمجتمع , والأدهي أننا نورثها لأجيالنا علي أنها قطعيات أو أمور جازمة لا نقاش فيها والذي يطرقها لا يستحق أن يسمع له , وكيف يتجرأ علي هذا السلوك بدلا من أن يقوم ويتوضأ ويذهب إلي المسجد.
هناك أسئلة كثيرة توجه لرجال الدين والعلماء وينبغي أن تكون هذه حملة ودعوة للنظر من قبل العلماء والإعلاميين والمفكريين والمثقفين وأصحاب الأقلام المؤثرة لتبني هذه الفكرة مثل محاربة التدخين لأنها أخطر بكثير , والغرب يصنفنا بناءا علي هذه الرذيلة علي اننا مجتمعات عشوائية ونحن كالغرقي نتشبث برأينا بدلا من أن نتعلم ونغير سلوكياتنا أو حتي نعيد النظر فيها .
أَسأل اللهَ عز وجل أن يهدي بهذه التبصرةِ خلقاً كثيراً من عباده، وأن يجعل فيها عوناً لعباده الصالحين المشتاقين، وأن يُثقل بفضله ورحمته بها يوم الحساب ميزاني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأنا سائلٌ أخاً/أختاً انتفع بشيء مما فيها أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وعلى رب العالمين اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي.



"وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاِّ بالله العزيز الحكيم"

#2
الصورة الرمزية reham_karram
reham_karram غير متواجد حالياً تحت التمرين
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
CEO
المشاركات
2

رد: ثقافة الاعتذار وثقافة الضرار ـ د. ممدوح فؤاد حسن

د.ممدوح فؤاد حسن كل سنة وحضرتك طيب...لو سمحت اريد مناقشة حضرتك عن بعض نقاط رسالتك للدكتوراة ولا اعرف كيفية التواصل معك




بريدي الالكتروني هو:
(تم حذف الإيميل لأن عرضه مخالف لشروط المنتدى)


وشكرا ...
رهام عمر كرام

إقرأ أيضا...
الفرق بين الاداره الهرميه والاداره العصريه ـ عرفات سيف النصر ـ مصر ـ الفيوم

الفرق بين الاداره الهرميه ( بيروقيراطيه ) والاداره العصريه ( المعاصره ) الاداره الهرميه ( بيروقراطيه ) الاداره الحديثه ( القياده الحديثه ) القيادات الوسيطه تنقل المعلومات يحل الكمبيوتر محل... (مشاركات: 2)


موسوعة الادارة-كتاب الادارة الحديثة-د/محمد عبد الغنى حسن هلال

موسوعة الإدارة الإدارة الحديثة Modern Management بعض الناس يظن أنه لايستطيع إنجاز تغيير في حياته لأن محاولاته قد باءت بالفشل , أو يتعلل بأن التغيير يتطلب معاناة طويلة وألماٌ لا داعي له ........ (مشاركات: 0)


النساء كقيادات إدارية ـ عرفات سيف النصر ـ مصر ـ الفيوم

النساء كقيادات إدارية ظل التقدم الإداري للنساء لفترات في الماضي مسدوداً بسبب التقاليد التنظيمية, ولكن بالتدريج تم إزالة العقبات وتمهيد الطريق أمامهن وأصبحت المرأة تحتل الكثير من المناصب في... (مشاركات: 6)


نحو الفهم الاعمق والتبيق ـ مصر ـ الفيوم

مراحل التخطيط لتحسين الؤسسه : ـ nادرس nالمعلومات التي تصف الوضع الحالي nالاختيارات المتاحة nالمصادر المتاحة nطور nالخطة التي تحتوي على الأدوار، الاطار الزمني،مؤشرات النجاح و ادوات التقييم ... (مشاركات: 0)


المواطن بين القوت والموت ـ د. سيد عيسى

يعيش المواطن المصرى فى تلك الأيام بين مطرقة رغيف العيش وسندان إرتفاع الأسعار، حيث تحول رغيف العيش إلى مسألة حياة أو موت تؤرق المواطنين يومياً، وتحولت طوابير المخابز إلى ساحة معارك يسقط فيها القتلى... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دورة ريادة الاعمال

دورة ريادة الاعمال هي برنامج تدريبي متقدم يهدف الى تعريف المشاركين بأساسيات ريادة الاعمال، حيث يتم شرح مفاهيم ريادة الاعمال واساسياتها وملامح ومميزات ريادة الاعمال، وما هي مدارس ريادة الاعمال وخصائصها ومستجداتها، ثم ينتقل البرنامج لتطوير سمات المشاركين ومهاراتهم الشخصية لتأهيلهم كي يصبحوا من رواد الاعمال، واخيرا يتم شرح وافي لآليات التخطيط والتنفيذ والاسلوب العلمي الامثل والمجرب لتحويل الافكار الى مشروعات ناجحة، ببساطة هذا البرنامج التدريبي يخلق من المشاركين فيه رواد اعمال ناجحين قادرين على تحويل الافكار الى مشروعات ناجحة.


دورة أخلاقيات ممارسة مهنة الارشاد والعلاج النفسي

بما أن مهنة التوجيه والإرشاد هي مهاد تطبيقي لعلم النفس ونظرياته، وتخصص يدّرس بدرجات علمية، ولان هذه المهنة إلى جانب كبير من الأهمية والخطر في العلاقة مع المسترشد والإطلاع على أسراره. فيتوجب أن يكون لها قواعد أخلاقية يتقيد بها كل من يمارس هذه المهنة ،لان هذه القواعد هي التي تنظم عمل المرشد وتضع الخطوط العامة التي تساعده على توخي الوقوع فيما يلحق الضرر بالآخرين وكذلك تساعد على توفير الحماية للمهنة من داخلها في حال وقوع انحرافات مع بعض زملاء المهنة. وتعتبر القواعد الأخلاقية ذات أهمية كبيرة في العمل الإرشادي وهي مسؤولية تقع على عاتق المرشد وعليه أن يدرك أن التزامه بالخلق سيضع تصرفاته في الطريق القويم والسليم.


كورس الأساليب الإحصائية للتحكم وتحسين جودة العمليات - SPC

أهم كورس تدريبي في مجال تحسين جودة العمليات، كما يكسب هذا البرنامج المشاركين الخبرات والمهارات اللازمة للنجاح في هذا التخصص


كورس تنمية المهارات البيعية المتقدمة

كورس تدريبي يهدف الى اكساب المشاركين المعلومات والمهارات السلوكية اللازمة للتألق في مجال المبيعات وفنون الإقناع والتعرف على أساسيات مهارات البيع والاقناع


برنامج إعداد وتأهيل أعضاء مجالس الادارة بالمؤسسات الرياضية

برنامج تدريبي لتأهيل اعضاء مجالس الادارة بالمؤسسات الرياضية من خلال التدريب على فهم البناء القانوني والتشريعي للمؤسسات الرياضية وفهم نظام الحوكمة وآليات تطبيقه ومهارات فعالية القيادة في المؤسسة الرياضية والادارة الاقتصادية والمالية وادارة المخاطر في المؤسسة الرياضية وأخيرا التخطيط الاستراتيجى كمدخل لتطوير العمليات الادارية بالمؤسسات الرياضية.


أحدث الملفات والنماذج