أحبائى فى الله ..كل عام وأنتم بخير..
أحببت أن أقص عليكم حدث حصل معى ومع زميل لى بالعمل
فى تمام الساعة التاسعة صباحاً كنا جميعاً قد ذهبنا للعمل وكان كل واحد جالس على مكتبه وبدأ يوم عمل جديد ، وكان زميلى هذا يحب أن يبدأ يومه معنا بالضحك والترفيه لمدة خمس دقائق ولم يفعل فى هذا اليوم وذلك لمرضه المفاجئ بدور برد ـ وظل زميلى هذا جالساً على مكتبه حتى تمام الساعة الثانية عشر ظهراً وبعد أن صلينا جميعاً صلاة الظهر جماعة جلس زميلى هذا فى مكتبه يقرأ فى المصحف كعادته ثم استأذن بعد ذلك قبل مواعيد العمل الرسمية وذلك لأنه أحس أن البرد قد بدأ أن يتخلل جميع جسده.. ثم ذهب لبيته وجلس مع أولاده وقبل صلاة المغرب بخمس دقائق قام فتوضأ وذهب إلى المسجد ليصلى المغرب قبل أن يتناول وجبة الإفطار مع زوجته وأولاده.
وأثناء ذهابه للمسجد وقع زميلى هذا على الأرض ميتاً ليلقى ربه صائماً وهو الآن فى ذمة الله ..
تم إعلامنا جميعاً عن طريق الزملاء وقمنا بالذهاب لمنزله ليلة أمس وتم تغسيله وتكفينه وقمنا بالصلاة عليه فى صلاة الفجر وتم دفنه بعدها مباشرة..
هذا الرجل قام من فراشة أمس ولا يدرى أنه سوف ينام على التراب فى هذه الليلة.. ولكن عزائنا أنه مات صائماً وهو ذاهب للمسجد ليؤدى فرض الله عز وجل.
أحبائى فى الله .. اعتذر لأننى أطلت عليكم ولكنى أحببت أن تشاركونى هذه المشاعر التى أحسست بها أثناء هذه الأحداث كما أحببت أن تدعوا لزميلى هذا بالمغفرة والرحمة والعتق من النار.
اللهم أحسن خاتمتنا وتوفنا وأنت راض عنا يارب العالمين.