هناك مجموعة من القوى تؤثر في ديناميكية إي جماعة عمل منها مايلي:
1. جو الجماعة: وهو يتضمن الحالة المزاجية للجماعة أو الشعور الذي يتخلل الجماعة ، فالجماعات التي يسودها جو الود والتسامح تكون الدافعية أكبر للعمل ويكون هناك شعور بالرضا ويصبح الأفراد أكثر إنتاجا وإخلاصاً وتعاوناً وهذا يوفر الجو الديمقراطي مما يسهل لكل فرد الاشتراك في أنشطة الجماعة. وفي المقابل قد يكون الجو مشبعاً بالخوف والشك كالخوف من التعرض للاستهزاء والسخرية وقد يكون الأفراد لا يثقون ببعضهم أو في دوافعهم أو إخلاصهم للجماعة وقد يكون الجو عدوانياً يحاول كل عضو النيل من العضو الآخر وقد يكون الجو مشبعاً باللامبالاة والإهمال. وبناءً على الجو الذي يسود الجماع ستكون حركتها وتفاعل أفرادها وسيرها نحو أهدافها.
2. المشاركة: هي تفاعل الفرد عقلياً وانفعالياً في موقف الجماعة بشكل يشجعه على المساهمة في تحقيق أهداف الجماعة. وقد تكون المشاركة رسمية أو غير رسمية. وتوسيع نطاق المشاركة يثري القرارات ويصبح كل مشارك أكثر اهتماماً بالموقف والجماعة. والمشاركة تدفع الناس إلى التغيير فالتغيير عملية إنسانية وأساس التغيير هو تفاعل الفرد مع البيئة والمشاركة تتيح لفرد المشارك فرصة أكبر لاكتساب المشاعر وتعرف الإنسان قدرته كفرد وهي أسلوب لتنمية روح المسؤولية بين أعضاء الجماعة، والمشاركة هي المبدأ الكامن وراء تحقيق الحياة الديمقراطية والمشاركة تنمي عاطفة اعتبار الذات وتزيد من ولاء الفرد وانتماءه للجماعة.
3. إجراءات الضبط (قوانين الجماعة): يقصد بإجراءات الضبط هي الأساليب التي تتبعها الجماعة لتدفع أفرادها إلى الالتزام بمعاييرها ومبادئها. قد تعتمد بعض الجماعات على الحوافز والمكافآت في حين تعتمد أخرى على العقاب لذا لا بد من معرفة إجراءات الضبط. ومن الضروري تطبيق إجراءات الضبط على جميع أفراد الجماعة دون تمييز، لكن لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أنه لا يوجد التزام تام لأي معيار اجتماعي، وجميع الجماعات لها عقوباتها الرسمية وعقوبات غير رسمية. وتتوقف درجة الضبط وفاعليته بالأهمية التي يعلمها العضو عن الجماعة ومدى تقبلها له (كلما كانت الجماعة مهمة له كان لضوابطها أثر أكبر عليه). وقد يكون سبب انحراف الفرد عن معايير الجماعة كونه عضو في جماعة أخرى أكثر جاذبية معاييرها مختلفة فهو ينفذ ويسير على معايير تلك الجماعة المرجعية الأولى.
4. التوحد: هو أن يشعر الفرد أنه الجماعة وأن الجماعة هو فإنجازاتها انجازاته وإخفاقاتها إخفاقاته فهو أكثر من الولاء وهو أكثر من الجاذبية إنه التوحد. فيكثر من ترديد (نحن) ولا يردد (أنا) وقد يوجد هذا التوحد في الجماعات الكبرى والصغرى الرسمية وغير الرسمية على حد سواء. وهناك علاقة متينة بين التوحد والتماسك وبين التوحد والمشاركة فالقيام بنشاط الجماعة يعتبر مصدراً للتوحد وغالباً ما يكون التوحد تفاعل قوي مصحوب بشحنات انفعالية عالية. وكلما زاد توحد أعضاء الجماعة كلما كانت ديناميكية الجماعة عالية وسرعتها نحو تحقيق أهدافها وتحقيق التغيير أكبر.
5. دور عضو الجماعة: يحتل كل عضو في الجماعة دوراً تبعاً لشخصيته وقدراته فالبعض يحتل مراكز قيادية والبعض يحتل مراكز المساندين والتابعين، ولكي نفهم سلوك العضو في الجماعة يجب أن نتعرف على الدور الذي يقوم به. كما أن فهم العضو للدور الذي يقوم به وشعوره بمدى أهميته للجماعة يحدد درجة إحساسه بالمسؤولية. وقد وجد الباحثون أن تحديد الدور بناءً على الانتخاب يؤدي إلى إنتاجية أكثر من أن يتم ذلك من خلال التعيين.
6. حجم الجماعة: كلما زاد حجم الجماعة كلما كانت فرصة المشاركة أقل ونشأ عن زيادة الحجم العيوب التالية: يكثر عدم الاتفاق، ويظهر العداء بشكل أكثر نحو الآخرين، ويزداد القلق بين الأعضاء والشعور بالتهديد والإحباط، وتقل المشاركة. كما أن حجم الجماعة يحد من كمية ونوع الاتصال، فكلما زاد الحجم كانت العلاقات الاجتماعية أكثر تعقيد، كما أن زيادة الحجم يجعل الجماعة تميل إلى إجراءات أكثر رسمية.
7. التجانس وعدم التجانس: وجود تجانس بين أعضاء الجماعة يزيد من فعاليتها ويساعد على تحقيق التوافق وسرعة الوصول إلى اتفاق، ولا يمكن الوصول إلى تجانس تام لأنه إذا تجانس الأعضاء في ناحية فإنهم يختلفون في ناحية أخرى. ويجب علينا إدراك وجود عدم التجانس في جميع الجماعات وهذا ليس عيب فالمهم هو فهم هذه الاختلافات وكيفية تطويعها لتحقيق أقصى إنتاجية للجماعة. كما تبين أن الأعضاء الذين يعملون مع بعضهم لفترة طويلة يميلون ليصبحوا أكثر تجانساً في الميول والأهداف وعوامل الرضا.
8. تقويم الجماعة: التقويم قوة داخلية فعالة تؤثر في إنتاجية الجماعة ومكانتها دائمة في الجماعات، ويسهم الأعضاء بأقصى جهد عندما يرون الجماعة تأخذ بالتقويم وتعدل مسارها. ومن الجيد أن تضع الجماعة نظاماً رسمياً للتقويم مما يساعدها في تصحيح المسار أولاً بأول، والتقويم المستمر والآخذ بنتائجه يوفر رضا دائماً لأعضاء الجماعة.

(المزيني، ]ب.ت[ :22-24).