يا محمد .. يا ابراهيم .. يا مصطفى .. يا على ..
بتعملو .. ايه شوفو احنا بقينا فين .. و انتو فين!
قادتكم يرموكم فى الهلاك و الموت.
كانت هذه هى الكلمات المنطلقة من فوهات مكبرات الصوت فى شرق القناه من افواة الصهاينه بعد ان سحقو القوة المصرية فى حرب 67 و كان الجنود المصريين فى غرب القناة يسمعونهم بوضوح تام فمنهم من يمتاز غيظا و منهم من يطلق ضحكة سخريه لعلمهم التام ان ما حدث فى 67 لم تكن حربا بل كانت اباده لم يتسن للمصريين فيها الدفاع و لم يلتق جنودنا بالجنود الصهاينه .
فى هذه الاثناء وقف موشى ديان فى الكنيست الاسرائيلى مدعيا بأن مصر قد تهالكت و ان الطريق قد اصبح ممهدا لأسرائيل و عندها وقف مائة و عشرون عضوا قوام الكنيست الاسرائيلى مصفقا منشدا النشيد الوطنى الاسرائيلى
هتكفا.
لم يكن هذا الا خزعبلات عقليات يهوديه مريضه استشرت العجرفه و الغرور فى جنبات طياتها .
و قد بدأ الامر للتخطيط لهذه الابادة من رصد الدولة الصهيونية للتحركات المصرية منذ فترة طويله و بمساعدة استخباراتها و استخبارات امريكا و مع كم القوات الكبيرة المصرية الموجوده ان ذاك فى اليمن مناصرة للثورة اليمنية رأت اسرائيل انها فرصه سانحه لتوجه ضربه قويه فى العمق المصرى و السورى خاصة للانهاك الشديد داخل صفوف الجيش المصرى جراء حرب اليمن و كم الاموال الذى صرف على الجنود هناك فقامت اسرائيل
بحرب تصريحات تجاه مصر و سوريا و قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحشد كميات ضخمه جدا من الجيش المصرى فى سيناء و قبعت الطائرات المصريه فى مطاراتها فى سيناء و لكن للاسف كل هذا تم بدون حائط دفاعى قوى و بمساعدة امريكا تم التشويش على اتصالات اللاسلكى بين الجيش المصرى و ابتدت المذبحة فى يوم الخامس من يونيو عام 1967 تدمير شامل للقوة الجوية التى كانت رابضه على ارض المطارات بلا اى دفاع يذكر .. الجنود المصريين لمدة ستة ايام انصب عليهم جحيم مهول لعنات اشلاء ظلام و انكسار كانت تغير عليهم الطائرات الاسرائيلية لمدة سبع دقائق تفرغ فى اجسادهم كل ماتحملة من ذخيرة فترجع ادراجها و تأتى افواج اخرى من الطائرات.
جدير بالذكر ان قوات الصاعقة المصرية كانت ذات اضرار اقل من المشاه فى هذه الحرب لتدريبهم العالى و خفة حركتهم عن ذويهم من المشاه و كان لهم دور كبير جدا فى الرجوع بالجنود و تحديد الوقت الفاصل بين الغارات حتى يستطيعون الرجوع و ان عز عليهم كثيرا ان يتركو للصهاينه كل هذه العتاد و الذخيره حتى صدر الامر بانسحاب الجيش المصرى من خلال الاذاعة المصرية.
الى ذلك و منذ حرب 67 و حتى حرب النصر و التحرير فى 73 كانت هذه السنوات الست عبارة عن استعراض قوة و اثبات وجود من الجانب المصرى … بعد ان قال موشى ديان عن عمليات الصمود و الاستنذاف انها غير ذات اهمية و ان جيش مصر عبارة عن مجموعه من الضعفاء المصابين بالبلهارسيا و كان دائما ما يرفض الاعتراف بقوة العمليات المصريه فى عمق العدو فى شرق القناة .. خاصة جنود القوات الخاصة ( الصاعقة ).
و من هذه العمليات لا الحصر ما تميزت به الفرقه 39 قتال بقيادة العميد الشهيد ( ابراهيم الرفاعى )
و كل من كانو تحت يديه من الاسود و النمور المصرية.
و كان هؤلاء الرجال كان فى صدرهم غضب هادر و تصميم على الثأر و ارجاع الحق المغتصب و كان من اول ما بدأو فى تنفيذه هو السباحه الى شرق القناه مره اخرى لمد حبال الليف بين الجبهتين حتى يستطيع اى جندى من ان يرجع مره اخرى الى غرب القناة لا سيما بعد ان وصلت القوات الصهيونيه الى حد القناة و تمركزو هناك حتى يقطعوا الطريق على الجنود المصريين الذين ضلوا طريقهم فى صحراء سيناء من العوده.
و بدأ العدو الصهيونى فى انشاء ساتر رملى لتشديد تحصيناته و هنا بدأ دور الصاعقة مره اخرى فى بدأ عمليات المناوشه فكانت تتسلل سباحه الى جبهة العدو لوضع الكمائن و الالغام و كانت من اولى العمليات الناجحه لها بعد توقف حرب 67 بشهر فى عملية رأس العش حيث استطاعت قواتنا الخاصه من التصدى لقوة اسرائيلية كانت متجهه الى بورفؤاد قادمه من القنطره شرق و استطاع جنود الصاعقة البواسل من ابادتها و رفع العلم المصرى هناك .
و استمرت عمليات الصاعقه بعد هذا و تم تدمير بعض مطاراتهم كمطار الطور و رأس سدر و كانت عملية رأس لسان التمساح لها دوى هائل على الصهاينه فقد كانت لهم نقطه حصينه فى بحيرة التمساح و كان فى هذا الوقت الفريق عبد المنعم رياض فى الاسماعيلية يتفقد الجنود و تم رصد موكبة للاسف من قبل نقطة لسان التمساح و تم قذف موكبه و استشهد الفريق عبد المنعم رياض فقامت الصاعقه بهذه العملية للثأر له و قد كان حيث تسللت قوة الصاعقة من الفرقه 39 قتال تحت غطاء المدفعيه المصريه الى هذه النقطه و تعاملت مع العدو المتحصن فيها و قطعت عنه خطوط الاتصال و عندما رفض العدو الخروج من مكانه داخل الدشم قام جنودنا البواسل بقذفهم بقنابل حرارية اجبرتهم على الخروج لمجابهة الاسود المصريه فى اول قتال وجها لوجه بين الجندى المصرى و الاسرائيلى و تم سحق الصهاينه ( اجبن خلق الله ) و تم رفع العلم المصرى فوق نقطة رأس لسان التمساح الحصينه .. و لم يعترف موشى ديان الحقير بهذه العمليه و قال ان جنود مصر هزلاء مصابين بالبلهارسيا و لا يستطيعون العراك و القتال و ما حدث ليس اكثر من دانه مصريه مركزه على الموقع .. نتيجة لهذا اصر جنودنا البواسل على تدمير هذه النقطه مره اخرى بعد اعاده تتريسها و تحصينها و هذه المره بلا غطاء مفعى لضمان السريه و قد كان و توكل الاسود على خالقهم و رجعو الى النقطه بعد ذلك و قامو بتدميرها مره اخرى و استشهد بعض اعضاء الفرقه .. و ابى موشى ديان مره اخرى بالاعترارف بما حدث و لكن افتضح امره بعد ان وجدت وسائل الاعلام الغربيه هناك جثث ثلاثه من شهدائنا الابرار بالزى المميز لهم الاسود ضفادع بشريه .
و استمرت حرب الاستنذاف على اشدها و كانت اشد فتره فيها هى الفتره من 8 مارس 1969 حتى 8 اغسطس 1970 و هى حرب الخمسمائة يوم.
فى هذه الفتره كان العدوان الغاشم الحقير يدخل الى العمق المصرى مستغلا عدم وجود حائط الصد الصاروخى و قد استهدف مواقع مدنية كثيره منها مدرسة بحر البقر فى 8 ابريل 1970 فى قرية الصالحية مركز حسينية فاقوس محافظة الشرقيه ليموت من اطفال مصر الابرياء الملائكة فى عمر الست سنوات ثلاثون طفلا و هى من اكبر المجازر التى استهدفت الاطفال فى مدارسهم و قد كتب صلاح جاهين ناعيا الملائكة قائلا :
لموا الكراريس الدرس انتهى
الدرس انتهى لموا الكراريس
بالدم اللى على ورقهمسال
في قصر الاممالمتحدة
مسابقة لرسوم الاطفال
ايه رايك في البقع الحمرا
يا ضمير العالم يا عزيزى
دى لطفلة مصرية سمرا
كانت من اشطر تلاميذى
دمها راسم زهرة
راسم راية ثورة
راسم وجه مؤامرة
راسم خلق جبارة
راسم نار
راسم عار
ع الصهيونية والاستعمار
والدنيا اللى عليهم صابرة
وساكتة على فعل الاباليس
الدرس انتهى
لموا الكراريس
ايه رأى رجال الفكر الحر
في الفكرة دى المنقوشة بالدم
من طفل فقير مولود في المر
لكن كان حلو ضحوك الفم
دم الطفل الفلاح
راسم شمس الصباح
راسم شجرة تفاح
في جناين الاصلاح
راسم تمساح
بالف جناح
في دنيا مليانة بالاشباح
لكنها قلبها مرتاح
وساكتة على فعل الاباليس
انتهى الدرس
لموا الكراريس
ايه رايك ياشعب ياعربى
ايه رايك يا شعب الاحرار
دم الاطفال جايلك يحبى
يقول انتقموا من الاشرار
ويسيل ع الاوراق
يتهجى الأسماء
ويطالب الاباء
بالثأر للابناء
ويرسم سيف
يهد الزيف
ويلمع لمعة شمس الصيف
في دنيا فيها النور بقى طيف
وساكتة على فعل الاباليس
الدرس انتهى
لموا الكراريس
و قد رد جنودنا البواسل على هذه الافعال بعملية كبيره و هى رصد و تصفية قائد القطاع الجنوبى فى الجيش الاسرائيلى و ايضا فى محيط حرب الاستنذاف المجموعه 39 قتال هي صاحبه الفضل في اسر اول اسير اسرائيلي في عام 1968 عندما قامت اثناء تنفيذ احد عملياتها باسر الملازم الاسرائيلي داني شمعون بطل الجيش الاسرائيلي في المصارعة والعودة به للقاهرة دون خدش واحد.
وفي 22 مارس 69 قام احد افراد المجموعه القناص مجند احمد نوار برصد هليوكوبتر عسكريه تحاول الهبوط وبحاسته المدربة ومن مسافه تجاوزت الكيلومتر ونصف اقتنص راس احدهم وماكان الا القائد الاسرائلي العام لقطاع سيناء.
و هنا استنجدت جولدا مائير بامريكا لوقف حرب الاستنذاف التى شنها جنودنا البواسل على الصهاينه و فعلا فى 8 اغسطس 1970 توقف القتال بين الجبهتين فى مرحلة اللا سلم و اللا حرب فى مبادرة عرفت باسم مبادرة روجرز لوقف اطلاق النار.
و على كل فقد كانت فرصة لالتقاط الانفاس و استكمال حائط الصد الصاروخى المصرى فى دفاعنا الجوى.
حتى اذا جاء السادس من اكتوبر عام 1973 زئرت السماء المصريه بأزيز قرابة 220 طائرة حربية مصريه عبرت القناه للجانب الشرقى منها فى تمام الساعة الثانية ظهرا و بدأ جنود المشاة المصريين بالنزول الى القناة بالزوارق المطاطيه و السنتهم تزأر بذكر الله ( الله اكبر.. الله اكبر )
ليسطروا ابدع ملحمة قتاليه و يدخلوا سيناء المعطره بدمهم الزكى متغلبين على خط بارليف المنيع و حائط الصد الاسرائيلى الذى بلغت ميزانيته قرابة الخمسة مليارات دولار و قد تم التغلب عليه باختارع مصرى بحت من كتيبة المهندسين المصريين و هو عباره عن مضخات مائية قوية جدا.
و فى الوقت الذى امدت فيه امريكا اسرائيل باحدث التكنوليجيا العسكريه و الاسلحة و الزخائر اتصف الدعم الروسى لنا بالمماطله و تسويف و اكسر العزيمه وليس سرا عندما نقول ان مصر دخلت حرب 73 و كثير من الاسلحه هى اسلحه كانت تستخدمها روسيا فى الحرب العالمية الثانيه فى الفتره من 1938 الى 1945 .
و كانت قواتنا تتدرب على القتال فى الفيوم على هياكل مماثلة تماما للجبهه.
و عبر المصريين الضفة الشرقيه للقنال اسود ليوث لا يهابون الموت و ابتدأت النقط الحصينه على طول القناة فى التساقط فى ايدينا و كانوا 31 نقطة حصينه و هناك ايضا موقع تبة الشجره الذى احتفظ به الجيش المصرى و لم يدمره حتى يكون شاهدا على ما جرى و هو يعتبر مزار تاريخى الان.
و جدير بالذكر ان اسر العقيد احتايط عساف ياجورى كان بمقربة من تحصين تبة الشجره و كان ذاهبا باللواء المدرع 119 الى الفردان لامكانية الامداد العسكرى.
و بعد هذا و فى الدفرسوار عندما استطاع اللواء المدرع الاسرائيلى بقيادة آرييل شارون ان يقتحم الجبهه المصرية و لكن المقاومة الشعبية الباسله و جنود الصاعقه و ضباط الجيش هناك احالوا دون ذلك و جديربالذكر ان العميد ابراهيم الرفاعى قد استشهد و هو يزود عن شرف البلد و ارضها فى منطقة فايد ضد الجيش الصهيونى المقتحم من ثغرة الدفرسوار .
و انتهت حرب اكتوبر المجيده فى 28 اكتوبر 1973 بعد وصول قوات الطوارىء الدولية.
و قد حملت حرب اكتوبر اكبر تمهيد مدفعى فى تاريخ الحروب الحربية حيث تم اطلاق اكثر من ثلاثة الاف طن من القذائف على مدى 53 دقيقة من الفين مدفع مصرى على التحصينات الصهيوينه على جانب القناه الشرقى.
و الكثير جدا من البطولات الفذه للجيش المصرى.
و حقا فان افضل كلمة وجدتها مناسبة هى لهيتراؤت هتكفا
وداعا ايها الامل الاسرائيلى الزائف.
رد مع اقتباس
