في بداية الموضوع إسمحوا لي أن أرحب بمصر وطني الذي وصلت له منذ أيام قليلة بعد رحلة إلى لبنان الشقيق ، والتي عايشت فيها شخصيات وأحداث عظيمة بفضل الله كان أهمها من وجهة نظري مقابلة عدد من أهل مخيم نهر البارد الفلسطيني الذين عايشتهم وقت أزمة نزوحهم لمخيم البداوي وتقديم الدعم النفسي لهم على أثر الكارثة التي نالتهم من جيش فتح الإسلام ، إضافةً إلى عدد من اللقاءات في طرابلس وتكافل بيروت وغيرها..
ولأني ممن يعشقون أرض الوطن وترابه بكل ما فيه ، سلبياته التي أتمنى أن أساعد وغيري في وقفها وإيجابياته التي لا أراها في وطن أخر فقد جلست طيلة اليومين اللذين قضيتهما في مصر منذ رجوعي أؤكد لنفسي أنني أرغب في الإستمتاع بها أتنفس مصر لأعود لطبيعتي وأنني لن أترك لنفسي فرصة لأكتب عن أي شئ يضايقني، خاصةً أنها أشياء كثيرة لو كتبت عنها لما توقفت يوم واحد عن الكتابة وبالطبع أقصد حال الإعلام في رمضان، لكن يبدو أنني فشلت، وفشلي لم يأتي لضعف إرادتي ولكن لشدة ما أجبرني على الكتابة عنه الأن وهو موضوع يتعلق بفرسان الكلمة أقصد عدد من الكُتاب والصحفيين الذين نكن لهم إحترام وتقدير، بل وصل البعض إلى حد النظر إليهم بوصفهم فتوة الناس الغلابة، فهم يدفعون الكثير من التهديد والإدانة لأجلنا!!!
نعم .. أراهم كل يوم في جرائدهم أو برامجهم الجرئية الأسبوعية أو اليومية يحدثوننا عن سلبياتنا، يحدثوننا عن سوء حكامنا، يكشفون لنا الفساد هنا وهنا، أقلامهم بكالسلاح الذي يقف في وجه كل فاسد، لكن.........
يبدو أن الأشياء الجميلة لا تستمر ، ويبدو أن هناك سلاح يكسر سلاح القلم ويحوله إلى رشة ملونة مقابل بعض المال ، فجاءت أعمالهم في رمضان غير ذي معنى وغير ذي هدف، جاءت لتأخذ منهم ومنا، جاءت لتكسر هذه اللوحات الجميلة، في برامج فضائح تجمع نجمين، أو إستضافة لشخصية تتحدث عن أولويات حياتها أو غير ذلك من برامج على كل لون وخاصةً اللون الأحمر!!!
وحتى لا يقول لي أحد أنهم بشر ويريدون المال ليعيشوا وأنه ليس من الضروري أن يكون الشرفاء فقراء، أقول نعم ... واتفق مع كل هذا، لكن على الإنسان أن يختار قيمته ويحدد أولوياته ولو أصبح الإحتياج مبرر لبررنا لمن يستغل نفوذه وينتقدوه بأن معه حق ، وأن من يسئ للناس ويغتصب حقوقهم معه حق، حتى لو كانت هذه ليست كتلك لكني أقصد المبدأ الذي يكتبه لنا هؤلاء كل يوم ، إلا لو كان المبرر أنهم يعملون في هذه البرامج كي يشتروا منتجعات في مارينا ليتابعوا الفاسدين عن قرب ويكتبوا لنا من قلب الحقيقة!!!
لا أريد أن أطيل عليكم في هذا الشهر الفضيل لكني أعتقد أن من حقنا أن نجد منهم مبرراً لما يقوموا به في هذا الشهر تماماً كما كان لهم الحق في سؤالهم لكل مسؤل وهذا ضمن إحترامنا وتقديرنا لهم ويارب نجد لديهم ما يبررلنا الأمر ، فليس من مصلحتنا أن يسقط كل الفرسان ولا نجد من نقول عليه قدوة .
ولهم أقول أننا نصدقكم ونرى منكم أصحاب مبادئ فليس كثير علينا أن تكون أولى مقالاتكم بعد رمضان الفضيل تحمل محاكمة لذواتكم تنشرونها في جرائدكم التي نتابعها وننتظر منها كلمة حق أياً كان ثمنها، فتحدثونا عن أصحاب أقلام ضلوا طريقهم وأعتقد أن أرصدتكم عندنا ربما تسمح بأن نتجاوز عن بعض ما وقعتم فيه لكن بعد المحاكمة التي تعقدوها لكل شخص يسئ كل يوم ، ببساطة لأنكم بالفعل أسأتم لكل من ينتظر كلمتكم .
وكل عام وأنتم طيبين وعلى سلاح المال قادرين وللشرف حارسين ولأنفسهم محاسبين وعن أخطائكم نادمين وللتوبة عنها ناوين .

بقلم: د. داليا الشيمي