من خلال مشاهدتي لاحدى القنوات الأمريكية (وأحسبها قناة abc) كان هنالك تقرير مثير للاهتمام حول هذا الأمر يناقش كيف أسهم طاقم من العاملين من ذوي الاحتياجات الخاصة في رفع انتاج احدى شركات الانتاج بصورة غير اعتيادية لدرجة أن مدير الشركة أسند إليهم كافة الأعمال النمطية بالمنشأة (أي الأعمال الروتينية التي تتطلب القيام بخطوات متكررة في كل عملية مثل التغليف مثلا). وقال أن طاقم ذوي الاحتياجات الخاصة كان مفيدا للعمل لأنه يتميز بحب العمل والولاء التام والحرص الشديد على وضع كل شيء في مكانه تماما، كما أنه أثبت قدرات غير عادية من حيث تنفيذ المهام في زمن قياسي، نسبة لعدم انشغالهم بالأحاديث الجانبية أو التركيز على الذين بجوارهم، الطريف في الأمر أن أنه اختار المشرفين الذين يعملون مع هؤلاء بناء على طيبتهم ومقدرتهم على التعاطي مع هؤلاء العاملين المميزين باعتبارهم أبناء وليس عمالا !
إن هذا خير برهان على أن النظر إلى ذوي الاحتياجات الخاصة من منظور مقدرتهم على الأداء الوظيفي أو العقلجسماني مقارنة بالآخرين هو بخس لقدراتهم الأخرى التي تميزهم، وربما نحتاج لمزيد من هذه الأمثلة لتغير من نظرتنا ومفهومنا حول الاحتياجات الخاصة.