الموضوع: رسالة الى السيد بدراوي رئيس حزب الوفد
رسالة الى السيد بدراوي رئيس حزب الوفد
بقلم - خالد البرماوي
أشعل طلاب الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات، تبعهم طلبة المدارس.. وبعد أيام قليلة كانت الثورة قد اندلعت في جميع الأنحاء من قرى ومدن.. فقام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الأجور وتخفيض ساعات العمل، تلا ذلك إضراب عمال السكك الحديدية وقاموا بإتلاف محولات حركة القطارات وابتكروا عملية قطع خطوط السكك الحديدية - التي أخذها عنهم الفلاحون فيما بعد - وأصبحت أهم أسلحة الثورة.
وأضرب كذلك سائقي التاكسي وعمال البريد والكهرباء والجمارك، ولحق بهم عمال المطابع والورش الحكومية ومصلحة الجمارك بالإسكندرية، وفي منيا القمح أغار الفلاحون على مركز الشرطة، وأطلقوا سراح المعتقلين، وفي دمنهور قام الأهالي بالتظاهر وضرب رئيس المدينة بالأحذية، وفي الفيوم هاجم البدو بدون توقف، وفي أسيوط نفس الشيء وفي كافة أنحاء وجه قبلي و بحري، الثورة في كل مكان وفي كل بيت في مصر.
هذه السيناريو حدث بالفعل، وليس "تهجيص" من وحي الخيال، ولكن في مصر غير التي نعيشها اليوم، مصر 1919، وعلى يد "الوفد" الوطني بقيادة الزعيم سعد زغلول، فأين ذهب المصريون وأين ذهب سعد زغلول، وحزب الوفد في مصر 2010 ؟
رغم اختلاف الزمان والأشخاص، إلا أن الظروف تكاد تكون متطابقة بين "المصرين"، والغريب أن حزب الوفد مثل كلمة السر ومفتاح الحل في كلا المشهدين، في عام 1919 عندما قاد المصريون لأهم ثورة عرفتها مصر، ودفع ثمنها مؤسس حزب الوفد سعد زغلول، عندما تم اعتقاله ونفيه لمرتين، ولكن كانت النتيجة أن "الاحتلال" رضخ وتم إعلان مصر دول مستقلة، وصدر أول دستور وطني عام 1923.
وتمر الأيام ليعيد التاريخ نفسه، فمصر عام 2010، مصر العشوائية، تنتظر الرشفة الأخيرة، فإما حياة أو موت، ووسط كل هذا، يلعب حزب الوفد بثوبه الجديد دور مؤثر ومحوري، يمكن أن يعيد به كتابة اسم بحروف من نور في تاريخ شعب مصر، وإلا سيبقى "كومبارس" كما كان في السنوات الثلاثين الماضية، القرار الذي سيتخذه الوفد يوم عقد جمعيته العمومية، الجمعة 17 سبتمبر، إما بمقاطعة الانتخابات أو بالمشاركة فيها، سيمثل حجر الزاوية لـ"ثورة التغيير".
لماذا حزب الوفد ؟ المشهد السياسي في مصر حاليًا، تظهر فيه مجموعة من القوى المؤثرة، في مقدمتها المحتكر الأكبر صاحب مسلسل "العرض مستمر.. الحزب الوطني"، وعلي الناحية المعاكسة تماما يأتي " الإخوان المسلمون" أصحاب الشعبية الدينية الكبيرة، والأول ليس من مصلحته أي تغيير لانه سيأتي حتماً بما لا تشتهي سفنه وحيتانه، وما أكثرها، و"الإخوان المسلمون" قاموا طواعية بذكائهم المعهود برمي الكرة في ملعب الأحزاب المصرية وعلقوا مشاركتهم في الانتخابات بما ستجمع عليه الأحزاب المعارضة، وأبرزها حاليًا ،" الوفد، التجمع، الناصري، العربي الاشتراكي، الجبهة الديمقراطية، الغد" والحزبين الاخيرين قررا بالفعل مقاطعة الانتخابات.
وبين كل هذه القوى السياسية المعارضة، يأتي الوفد كـ"مربط للفرس"، - إن جاز التعبير - في ظل انتظار بقية الأحزاب لموقف " الوفد" و"الإخوان"، وهم يمثلان سويا أكثر من 90% من قوة المعارضة، وإذا قرر "الوفد" المقاطعة؛ سيلتزم "الإخوان" - على الأرجح - بالمقاطعة، وحينها لن يستطع "الحزب الوطني" أن يستمر في مسلسله الهزلي، وحتمًا سيرضخ لمطالب التغيير وضمانات الانتخابات، وربما تضغط الأحزاب أكثر - إذا كانت وطنية بزيادة - وتطالب بتعديل الدستور وتأجيل انتخابات مجلس الشعب والرئاسة.
ورغم أنه سيناريو خيالي إلى حد ما، ولكن إمكانية تحقيقه ليست مستحيلة، فالأمر يتوقف فقط على قوة موقف "الوفد"، ومدى قدرته على تحمل الضغوط، والصمود أمام الإغراءات الكثيرة، التي قد تصل إلى 40 مقعد في البرلمان – حاليًا 10 مقاعد - وقد تصل إلى مقاعد وزارية، بل أن البعض شطح بخياله وقال أنها ستتضمن مقعد نائب الرئيس، ومهما كانت الإغراءات، فالتاريخ أبقى، ومصر أنفع للجميع.
ما نتمناه هو موقف شجاع لحزب "الوفد"، موقف ينفي به عن نفسه تهمة "الصفقة"، فإذا كان استعاد جزءًا كبيرًا من مكانته لدى النخبة السياسية بالانتخابات النزيهة التي جرت على مقعد رئيس الوفد بين الدكتور السيد البدوي ومحمود أباظة، فلديه الفرصة التاريخية لكي "يبيض وجهة" أمام الشارع، ويتحول للحزب الشرعي صاحب الشعبية الأكبر في مصر.
أمام دكتور البدوي "فرصة العمر" ليكون قائدًا للتغيير مع دكتور محمد البرادعي، وأبسط مواصفات القائد أن يكون رأيه من "دماغه"، فلا يملي عليه أحد مواقفه وقراراته، وأذكره بتصريحاته التي قال فيها أنه لن يشارك في أي انتخابات بدون ضمانات، ولن يقبل كذلك بالتوريث، أذكره بأنها حتى الآن مجرد تصريحات.. تقف على مسافة قصيرة من الفعل، فهل سنرى منه ومن حزب الوفد "فعل".
ليس امامنا الا ان ننتظر ونأمل الا يرضخ الوفد، فاذا سقط في بحر ملذات "الوطني"فهذا يعنى ا أن أخر فرصة لشعب مصر في أن يحكم نفسه بديمقراطية، ذهبت بلا رجعة وعلينا ان ننتظر ربما 30 عاماً اخري، وليستمر "الوطني" في التحكم في خريطة السياسة المصرية كما يشاء.. فيختار لاعبيه ومنافسيه والحكام والجماهير، وحتى بتوع " اللب والحاجة الساقعة".. فهؤلاء إخوان، وتلك معارضة، وهم مجتمع مدني.
ملحوظة: الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة رأى ادارة المنتدى.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة الاعضاء
بعد التحيه
هل يوجد تصميم لسجل شكاوى او اقتراح .
بمعنى عن وصول شكوى من احدى الموظفين فهل يمكننا تسجيلها على احدى برامج... (مشاركات: 5)
حتى الأن لم اتمكن من ارسال اى رسالة الى صديق مسجل بالفعل الى قائمتى
اتيسلم رسالة اداريه يذكر انه غير مصرح للحساب او قد تكون ادارة المنتدى
حظرت الخاصيه لك - هل هناك من سبب او عدد معين من المشاركات... (مشاركات: 1)
اتقدم بخالص الشكر للسيد / علاء الزئبق لقيامة بوضع استفتاء على مشاركتى الاولى فى المنتدى والخاصة
بالخطوات العملية فى اعداد الهياكل التنظيمية أو
the practical steps for stetting up the... (مشاركات: 2)
على خلفية توجيه وطلب سيادة الرئيس مواكبة التطورات في علم الادارة وتأهيل الكوادر
اين الادارة الاستراتيجية للاصلاح والتطوير الاداري؟؟؟
اين خريجي المعهد الوطني للإدارة؟؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
شهادة... (مشاركات: 0)
كم هي لحظات مؤلمة , تلك التي نشاهد فيها أقلام بعض بني جلدتنا , وهي تتوجه عن قصد او عن غير قصد , بالنقد الهدام والسعي لتشويه صورة العالم العربي في أعين أعداءه والحاقدين عليه , والشامتين في الحال الذي... (مشاركات: 0)
برنامج يشرح عملية التوريد الاستراتيجي بمراحلها المختلفة بدءاً من تحليل فئات الإنفاق والتوريد الاستراتيجي ثم تطوير استراتيجيات التوريد والتطبيق العملي ثم تحديد الموردين ثم تطوير عمليات المشتريات واعتبارات الأخلاقية ثم تطبيق عمليات المشتريات والطرق المتنوعة ثم ادارة العلاقات مع الموردين واخيراً إدارة أداء عمليات المشتريات لتحقيق التحسين المستمر.
تغطي دورة اكسل الموارد البشرية كافة المهارات العملية التي تحتاجها في برنامج الاكسل Excel والتي تساعدك على تنظيم عملك كمدير موارد بشرية أو تعمل في شؤون الموظفين.
برنامج تدريبي موجه لغير الماليين لمساعدتهم على فهم الادارة المالية وتطبيقها في شركاتهم واعمالهم يهدف البرنامج الى اكساب المتدربين القدرة على فهم البيانات المالية والتحليل المالي وادارة رأس المال العامل وتحضير الميزانية التشغيلية وقرارات الميزانية الرأسمالية واتخاذ القرارات المالية
برنامج تدريبي لتأهيل المشاركين على إدارة المؤسسات الرياضية المختلفة بأسلوب احترافي وعلمي حديث، حيث يتم دراسة اساليب ادارة المؤسسات الرياضية التي تواكب التطورات المستحدثة في المجال الاداري على كافة المجالات، بما يشمل احدث تكنولوجيا التجهيزات للأبنية الرياضية، وتطبيقات الذكاء الصناعي في المنشآت الرياضية.
تقدم هذه الدبلومة للمتدربين فرصة قوية لفهم وتطبيق مفاهيم التسويق في مجال الفنادق، كما تتناول الدبلومة دور التسويق في الفنادق وفي مجال الضيافة بشكل عام. وتسلط الضوء على الادوات والاساليب المستخدة في وضع استراتيجية التسويق للفندق.