تلقت الدبلوماسية الاسرائيلية صفعة قوية من الرئيس التركي عبدالله جول الذي اعلن انه لن يلتقي نظيره الاسرائيلي شيمون بيريز في نيويورك على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة بسبب ضيق الوقت، مفضلا لقاء الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد.
وسارعت مصادر دبلوماسية اسرائيلية الى التأكيد بأن تل أبيب لم تطلب لقاء بين بيريز وجول ، رغم ان مكتب الرئيس الاسرائيلي أكد الجمعة الماضي الأنباء التي نشرت في وسائل الإعلام التركية عن هذا اللقاء .
ووصفت المصادر الاسرائيلية الغاء هذا الاجتماع بأنه تعميق للازمة في العلاقات التركية الإسرائيلية ، والمشتعلة منذ عملية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة والتي اسفرت عن استشهاد 1400 شخص ، والتي بلغت ضراوتها مع الهجوم الاسرائيلي على اسطول الحرية نهاية مايو/ايار الماضي ومقتل تسعة اتراك .
ووصفت أنقرة نفي "تل أبيب" طلب اللقاء بالترهات, مؤكدة أن الجانب الاسرائيلي طلب وألح في اللقاء, ولكن الرئيس التركي رفض قائلا "لن نلتقي مع قتلة أسطول الحرية مهما حدث وحتى إذا اتعذرت اسرائيل عن جريمتها فلن نسامحها".
وكان جول قال امس الاثنين خلال مؤتمر صحفي في نيويورك بشأن لقائه مع الرئيس الاسرائيلي "برنامجي لا يسمح لي بذلك" ، معللا ذلك بضيق الوقت ولانشعاله في العديد من الاجتماعات مع زعماء وقادة العالم, قائلاً "لا يوجد لدي وقت متاح لبيريز".
قال جول "من غير الوارد ان يعني اعتذار اسرائيل اننا نسينا كل شيء، وكل شيء انتهى، ولنترك الموتى ونهتم بالاحياء ، الكل يعلم ان تركيا لن تتصرف على هذا النحو".
واضاف جول "القانون الدولي يفتح طريقين امام اسرائيل اولهما واضح، ويقضي بالاعتذار عبر قولها ان ما فعلته كان خطأ، والثاني هو دفع تعويضات عن ذلك".
في المقابل اعلن جول انه سيلتقي احمدي نجاد في نيويورك ، قائلا "التعاون مع تركيا، والجهود التي تبذلها تركيا لاقامة تفاهم افضل بين ايران ومجموعة القوى الست ستكون موضوعات الحوار".
وتشهد العلاقات تركيا وايران تحسنا منذ وصول حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل الى السلطة في تركيا العام 2002.
وكانت تركيا العضو في مجلس الامن صوتت في حزيران/يونيو الماضي ضد فرض عقوبات جديدة على ايران الامر الذي لم يحل دون اقرار هذه العقوبات بالاكثرية.
وقدمت تركيا والبرازيل وايران في ايار/مايو الماضي اقتراح تبادل وقود نووي ايراني في الاراضي التركية، الا ان الدول الكبرى تجاهلت هذا الاقتراح وتمكنت من فرض رزمة جديدة من العقوبات على ايران داخل مجلس الامن.
في غضون ذلك ، اعلن الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في خطابه في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس عن استعداد بلاده لبدء مفاوضات سلام مع سورية فورا.
وقال بيريز إن إسرائيل تسعى للسلام مع جميع الجيران وفي الشرق الأوسط كله.
وقال الرئيس الإسرائيلي إنه واثق بأن هناك مجالا لكل إنسان ولكل دين ولكل قومية في الشرق الأوسط، مشيرا إلى أن إسرائيل ستبقى موجودة وتأمل في تحقيق السلام مع جيرانها.
كما قال بيريز إن إسرائيل تجري حاليا مفاوضات مع الفلسطينيين من أجل "إقامة دولة يهودية - إسرائيل وعربية - فلسطين"، معربا عن ثقته بنجاح ذلك.
واتهم الرئيس الإسرائيلي إيران بانتهاك ميثاق الأمم المتحدة وتزويد من وصفهم بالمتطرفين بالأسلحة.
وقال بيريز للصحفيين في مقر الأمم المتحدة إن "إيران تنتهك ميثاق هيئة الأمم المتحدة بتهديدها لإسرائيل لأن دولة ما لا يمكن أن تهدد غيرها".