عادت إيران وهاجمت عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، ومعه وسائل الإعلام الإيرانية أيضا، موقع "غوغل ايرث" العارض عبر الأقمار الصناعية على الإنترنت فيديوهات وصور لمواقع جغرافية مقربة وتفصيلية بأسمائها على الكرة الأرضية، لأن الموقع في رأيه "يمارس نوعا من المؤامرة حين يقوم بتشويه الواقع التاريخي ويطلق كلمة (العربي) بدلا من (الفارسي) على اسم الخليج" وفق ما نقلت عنه وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء.
وشرح حسيني: "أن تشويه "غوغل" للواقع يسيء إلى سمعة هذا الموقع في نظر الإيرانيين والمجتمع الدولي"، مشيرا إلى "أن إثارة هذا الموضوع المعزز بوثائق تاريخية لا يمكن نكرانها هو تصرف غير قانوني وإهانة لذكاء المجتمع الدولي" كما قال.
ووصف حسيني اختيار "غوغل" لكلمة "عربي" بدلا من "فارسي" كاسم للخليج أنه "ينطوي على أهداف سياسية" بحسب ما نقلت عنه أيضا وكالة "ايسنا" ISNA الإيرانية للأنباء، التي بدورها حثت الإيرانيين في الداخل والخارج على الاحتجاج وبث رسائل بالبريد الإلكتروني "كالمطر" إلى الموقع.
كما كتبت صحيفة "طهران تايمز" أن حزب المشاركة الإسلامي، وهو إصلاحي ومن أكبر الأحزاب الإيرانية، انتقد أيضا التسمية التي اختارها "غوغل" للخليج، ووصفها أنها "ثير الشكوك".
وقال إن القيمين على الموقع "سواء بعلم منهم، أو من دون علم، ينفذون إرادة قيادات قوى خارجية تهدف إلى إثارة النزاع في المنطقة" مكررا أن "غوغل" يهين ثقافة المجتمع الدولي.
وكان أكثر من انتقد إثارة "غوغل" للنعرة القومية الإيرانية هو المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، علي رضا جمشيدي، حين صرح قبلها إنه "يمكن مقاضاة الذين يقومون بتحريف الوثائق الجغرافية للبلاد"، معتبرا أن الإساءة إلى السيادة الإيرانية والشعب الإيراني "أمر يمكن اعتباره جرما" كما قال.
وأكد جمشيدي أن "الخليج الفارسي" اسم موجود في الوثائق التاريخية ولا يمكن تحريفه "وأنه يمكن في الوقت الحاضر الإفادة من الإمكانات القانونية لمقاضاة المحرفين للوثائق التاريخية" على حد تعبيره.
وكان موقع "غوغل" قد نشر في منتصف العام الماضي خريطة جغرافية استخدم فيها تعبير الخليج العربي، فاغتاظ الإيرانيون على الفور وانتفضوا بردود على كل صعيد، حيث تم إرسال آلاف الرسائل الإلكترونية الاحتجاجية، كما حظرت طهران الوصول إلى محرك البحث التابع لموقع "غوغل" بقرار من سكرتير المجلس الوطني للإعلام، حجة الإسلام حميد شهرياري، الذي منع أيضا استخدام خدمته للبريد الإلكتروني "جي ميل" على الانترنت، كعقاب إيراني. ثم ساد صمت على الموضوع إلى أن تجدد ثانية.