ضوابطالتفكير
الضابط الأول : أن تكون الأفكار مشروعة، لأن هناك إناس يفكرون تفكيراًمخيفاً أصحاب المخدرات يفكرون تفكيراً لكن يفكرون في تدمير الأمة ، العلمانيونيفكرون ، لكن يفكرون في القضاء على الدين ، الخرافيون يفكرون ، الرافضة يفكرون ،بعض المسلمين قد يفكر تفكيراً غير مشروع ، فالضابط الأول للتفكير أن تكون الأفكارمشروعة أي منضبطة بضوابط الشرع من الإخلاص والمتبعة وفق الكتاب والسنة .
الضابطالثاني : أن تكون الأفكار عملية واقعيةوليست خيالية وإلا الأفكار الخيالية ما شاءالله كل واحد منا يفكر يومياً بآلاف الأفكار في أومور الدنيا والدين ، كم واحد منكمفكر أن من أكبر التجار ولكن لما قام فإذا هو مفلس ، كم واحد فكر أنه تزوج بثلاثنساء أو أربع ولما صحا وجد نفسه أعزب أو على حاله ، الأفكار الخيالية كأحلام الليلالناس يقولون فيه أحلام ليل وأحلام يقظة ، أحلام منام وهي الرؤيا وأحلام يقظة وهيأكثر من أحلام المنام في السيارة يفكر الإنسان ولكن مع الأسف أفكار غير واقعيةخيالية نظرية ، فلا بد أن تكون الأفكار واقعية عملية أي من الممكن أن تطبق وليست منالأفكار المثالية .
الضابط الثالث : لا بد من مراعاة المصالح والمفاسد لماذا ؟
لأنالأفكار هي تغيير في الواقع فلا بد أن تراعى قواعد المصالح والمفاسد المشروعة حتىلا تؤدي هذه الأفكار إلى أخطاء أو إلى ضرر أكبر من المصلحة المتوقعة منها .
الضابطالرابع : لا بد من الشورى ومن بلورة الأفكاروتمحيصها قبل تنفيذها، فإذا وصلت إلىفكرة وإلى مشروع فاذهب واستشر وناقش واطرح الموضوع حتى يتحول إلى واقع قابل للتنفيذ . من الحكم قبل أن ننتقل إلى النقطة الأخيرة احرص أن تكون العقوبة على الخطأ أقل منالعقوبة على المحاولة ، كيف ؟ لو أن عندك إثنين من الأبناء ، واحد منهم فكر وأخطأوواحد منهم أصلاً ما فكر ، فاحرص أن تكون العقوبة أقل على الذي فكر وأخطأ منالعقوبة على الذي لم يفكر أصلاً ، إذا كان عندك إثنين من الموظفين ، واحد منهم يفكرويجتهد وقد يخطيء لكن الثاني لا يفكر أبداً فاحرص أن تكون العقوبة على الذي يفكرويخطيء أقل من العقوبة على الذي لا يفكر أصلاً ، أي تكون العقوبة على الذي لا يفكرأكثر من الذي يفكر ولو أخطأ .
2_ حكمة أخرى : كتابة الأفكار مثل وضع المال في البنك - طبعاً البنك المشروع أما البنوك الغير مشروعة فلا يجوز- كما أنك تحرص على أن تضعأموالك في مكان أمين أو في صندوق أو في بنك مشروع فاحرص على أن تدون أفكارك .
العلمصيد والكتابة قيده *** قيد صيودك بالحبال الواثقة
فمن الحماقة أن تصيد غزالة *** وتتركهابين الخلائق طالقة
فإذا جائتك الفكرة فدونها ، الإمام البخاري رحمه الله روي عنهانه ينام ثم تأتيه الفكرة والخاطرة فيقوم ويوقد السراج ويدون هذه الفكرة ثم يطفيءالسراج وينام ، فتأتيه الفكرة فيقوم ويوقد السراج ويدون الفكرة ويطفيء السراج ثمينام ، وبلغ أنه كرر هذا الأمر في بعض الليالي عشرين مرة ، أصلاً كم ينام الإمامالإمام البخاري ، يقوم في الليلة الواحدة عشرين مرة لأنه لا يريد أن تضيع منه فكرة .