بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلّم تسليما كثيرا... أما بعد:
أخواتي الحبيبات: لكم أُعجبت بكلامكنّ وسموّ هممكنّ والتسابق لنيل الخيرات والفوز بدار المكرمات .. ماشاء الله تبارك الله ،نِعم الصحبة أنتنّ لي أيتها الغاليات
بالنسبة لقصّتي فقد بدأت بالبحث عن الحقّ في زمان أُظلم بالفتن حتى أصبحنا نرى الحق باطلا والباطل حقّا إلا من رحم ربي
أنا،كأي فتاة في بلدي لم تسمع ولم تر بتاتا ما يسمّى بالنقاب، كنت لا أسمع عنه إلا في الانترنت ،وكنت كلما أقرأ عنه يزداد حبي له يوما بعد يوم،ولكنّي لم أكن حينها أفكّر بارتدائه ..
كنت كلما أقرأ آيات الحجاب أشعر أنّ غطاء الوجه فرض على كلّ مسلمة ،فسبحان ربي،الآيات واضحات وبيّنات لكن من ذا الذي يريد الحقّ؟؟
بعد مرور بعض الأيام،قررت أن أشمّر باحثة عن الحقّ والصواب في هذه المسألة،فجاهدت نفسي على ذلك وبحثت وقرأت فتاوى العلماء..
كنت كلّما أقرأ ينهالني شعور لا يوصف،فلكم أحبّ أن يخرجني ربي من هذه الدار الفانية وهو راضِ عنيّ ويا ويلي إن لم يرضى الله ويا سوء حظي..
بعد مدّة البحث المتتالية عرفت الحقّ بفضل ربي وقررت أن أنتقب حتّى أكون ممن يقولون "سمعنا وأطعنا غفرانك ربّنا وإليك المصير"
لكن..
لحظة..
قفي..

عن ماذا تتحدّثين؟؟؟

نقـــــــــاب؟؟؟
أي نقاب وأنا في بلد يمنع غطاء الرأس أصلا ولا يسمح للمحجبات بالدراسة ولا التدريس ولا حتى العيش كأي إنسان على وجه الأرض !!!

كيف أنتقب وأنا في هذه الأوضاع القاتلة؟؟
وكيف أخرج وأنا منتقبة؟؟
أكيد سألقي بنفسي إلى الهلاك !!
وأهلي.. ماذا سيقولون لي
أكيد سيقولون لي: أجُننتِ؟
يا الله !!
كم شعرت حينها بالأسى وكأني كنت في حلم جميل وأفقت منه إلى واقع سقيم
كم جرح قلبي ذاك الاحساس القاتل
إنه إحساس بانعدام الأمل
لكن مهلا..
قلت لنفسي لماذا ينعدم الأمل؟؟
أأقنط من رحمة ربي؟
لا والله لن أيأس مادام لي رب رحيم عفوّ كريم قــــــادر على كلّ شيء
في ليلة من الليالي ،حين وصل شوقي لتاج العفاف العنان
تضرّعت إلى مالك الملك فصلّيت ودعوت الله أن يكرمني بارتداء الحجاب الشرعي
فسبحان ربي.

رأيت رؤية في تلك الليلة كانت سببا لعزمي على لبس النقاب
رأيت نساءا يسعى النور من وجوههن وكأنهن لسن من نساء هذه الدنيا وقد أتين لي بنقاب وقلن لي أنت لها يا أمة الله،ولا تسمعي كلام هذا أو ذاك،ولا تخشي إلا ربّك فتوكّلي عليه وسيكون حسبك
كانت الرؤية قصيرة ولكم وددت أن تطول أكثر ،ولكنها كانت كافية شافية لي
ومن ذلك اليوم قررت أن أتحدّى كل الصعوبات التي واجهتني وأن أكرّم جسدي بلبس الحجاب الشرعي الكامل،فيا فرحي وأنا ألبس لباس الطاهرات العفيفات،لباس أمهات المؤمنين والصحابيات الطاهرات..
طبعا بالنسبة لأهلي عارضوني أشدّ المعارضة خاصة وأني قد تركت الدراسة بالجامعة
أما أبي فقد كان لا يعلم بذلك وبقي سنة كاملة لا يعلم لأني لم أخرج من البيت بتاتا

تقولين سنة كاملة لم تخرجي من البيت؟؟؟
أقول لك نعم أخيّتي هذا ما حصل فلست أبحث عن خروج ولا تنزّه إنما أبحث عن رضا ربي وليرضى عني الناس أو ليسخطوا فلست أطمح إلا لرضاء ربي سبحانه وتعالى
والآن الحمد لله أنا أرتدي نقابي وأخرج للضرورة وقد علم أبي بحكايتي فعارضني ولكنّي أقنعته أني لن أنزعه حتى مماتي،فلما أحسّ بإصراري الشديد تركني وشأني..

نصيحة لأخواتي الاتي لا يلبسن النقاب ولا يجدن من الصعوبات سوى معارضة أهاليهنّ أقول لكنّ
بـــــــادرن الآن ،نعم الآن والبسن تاج العفاف فيــــــــال جمالك وأنت كالدرة المكنونة مغطاة لا يراك أحد سوى محارمك

أختي الحبيبة
سارعي اليوم ولا تنتظري أحدا فالساعات قلائل والدقائق معدودات "وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت"
سارعي اليوم قبل أن يأتي يوم منيّتك وتقولين حينها يالــــــــــيتني لبسه
هذا ما أردت أن أبلّغك إياه
أحبّكن في الله