ماشااااء الله عليـــكن أخواتي الغاليـات ،، قصصكن رائعــة تبارك الرحمن

سأكتب لكن قصتي عسى الله أن ينفـــع بـها .. انتقبت بثلاث كلمات و لله الحمد و المنـة

*********************

الحمد لله ارتديت الحجاب كاملا من جوارب و كل شيء منذ كان عمري 5 سنوات و نصف ، و ذلك كان بسبب معلمتي في الروضة –جزاها الله خيراً- ذات جمعة قالت لنا الكـل غدا يلبس الحجاب كاملا لنتعلم كيفية الصلاة فعدت لأمي فرحة مسرورة لأخبرها و فِعلا أمي لم تقصر بارك الله فيها ..

فرحت المعلمة جدااا بنا ، و تعلمنا كيفية الصلاة و في اليوم التالي قبل خروجي للروضة قلت لأمي أريد أن ألبس الحجاب اليوم أيضا فوجدتها أمي فرصة حتى لا تتعب نفسها !! لأنها معقدة من قصص الفتيات و الحجاب هههه
و لبت طلبي

و الحمد لله بقيت على تلك الحال و دخلت المدرسة الابتدائية و كان الكـــل يعرفني و يعرف اسمي و في أي قسم ادرس !! لاني الوحيدة في المدرسة التي البس الحجاب ، كنت متميزة عن الكل و في البداية وجدت بعض المضايقات فقط و الحمد لله

مدرستي في الصف الأول ابتدائي –جزاها الله خيرا- كانت دائما تنقص من نفسي و اجتهادي و كنت أكـره ذلك جدا لأني لم أعتد على ذلك من أحد ، لا من أمي و لا من أبي و أحيانا تضربني بدون سبب و ذلك أشد علي من أي شيـــــء ، و عندها أخبرت أمي فذهبت عندها ، تكلمت معها ! لم اكن ادري ما قالت لها لكن عجباااا !! صارت تحبني أكثـر من جميع التلاميذ و أجلستني أمامها بدل المقعد الأخير و كنت احكي لها القصص الطفولية و تستمع لي باهتمام و تشتري لي الحلوى ..

كنت فخورة بها جدا و أصبحت أحبها حبا جمـــا ،،،
يا ترى لماذا أحبتني بهذه السرعة ! خلال دقائق فقط كلمت أمي فيها .. كانت علامات الإستغراب و الإندهاش بادية على وجهي بوضوح و في نفس الوقت فرح و سرور ،
صحيح ! فبمجرد أن خرجت أمي من عند المعلمة غيرت معاملتها معي تماما ، لابد و أن في الأمر سرا !، عدت للبيت كأني أجري لأسأل أمي
أمي .. أمي .. ماذا قلت للمعلمة ؟ كنت متأكدة أنها لن تقول لي كل شيء لكني مقتنعة أن الأيام ستوضح لي ما استشكل علي في ذلك الحال ، أجابتني أمي باختصار : أخبرتها أنك طيبة و مهذبة و لبسك للحجاب لا يعني خروج عن الأدب أو القانون ،
][لأن في تلك السنة "2001" كان منتشر أن من يلبس الحجاب يتفجر و يقتل الناس و يسموه إرهابي (شكوا في فتاة صغيرة ههههه ربما كنت سأعمل لهم جريمة في المدرسة !!)][

تتممة كلام امي >> امي تقول للمعلمة : أنا جربت تربية أربعة و كل واحد له معاملة خاصة و طبيعة مستقلة عن الآخر ، فهذا يحتاج النهر و الآخر يحتاج الزجر (أما انا فنظرة واحدة تكفيني "هههه") فليس كل التلاميذ تعامليهم بطريقة واحدة و ليست نظرة واحدة تعم عن الجميع

طبعا رغم صغر سني كنت أستوعب كل ما يدور حولي و الحمد لله ..

و جميع السنوات بالتوالي >> كان الكل يحبني و يحترمني في المدرسة ، فلما أسماء تكون في الطريق الكل يفسح لها المجال لتمر ! غير أنه ذات مرة حدث ما لم يكن في الحسبان (لو أحببتم ان اذكر القصة ، لا بأس .. بشرط ما تضحكوا علي)

ثم انطوووووت الأيام و بسرعة البرق لأجد نفسي أنني اجتزت المرحلة الابتدائية بامتياز و على الصعيد ..
كنت أعلم أنني سأخرج من المدرسة بعدها ، كانوا يسألوني لماذا تجتهدين مع أنك ستخرجين من المدرسة لكني عزمت على أن أبقى خااااااااالـــــدة و الكل يذكرني حتى لو لم أكن موجودة باسمي و شكلي و إلى الآن إنجازاتي معلقة و كراساتي يُضرب بها المثل في النظافة و التنسيق و الجمال .. و بعد أن حققت ما اصبوا إليه ..

الآن يتسنى لي لبس النقاب و بحريـــــة ،، كنت إذا رأيت من تلبس النقاب أقول لامي سألبس مثل هذه و طبعا لا يخلوا جواب أمي –حفظها الله - من التشجيع و التحفيز

و حااانت اللحـــــظة الحاسمة ،،،،، تقريبا بعد خروجي من المدرسة صرت منعزلة عن الناس بشكل ملحوظ و لم أعد أحب مخالطتهم أو حتى رأيتهم و الكلام معهم ، كأني صدمت نوعا ما ، و خروجي من البيت لحلقة التجويد فقط ..
و بدأت أمي تعد العدة ، فصلت لي خِمار و اشترت لي سدل ، و الحصة تكون عندي يوم السبت من كل أسبوع و أمي ترافقني حتى خروجي و تراقبني حتى أختفي عن نظرها لتطمئن علي

ذات يوم ، يوم ليس كأي يوم ، مختلـــــف تماما .. كان فيه تغيير عظيم و جميـل .. يوم أسجله في التاريخ بمدادي ليضع طابعا من الحياء و الاحتشام و الوقار
انتقبــــــــــت بثلاث كلـــــمات !!
يـا أســماء "خيـر البـــــــــر عـاجلــــــه" فقلت لا و الله لن أخرج بدونه
ترددت هذه الكلمات الثلاث في ذهني :
"خيـر البـــــــــر عـاجلــــــه"
"خيـر البـــــــــر عـاجلــــــه"
"خيـر البـــــــــر عـاجلــــــه"

أصبت بذُهول و شرود لنصف دقيقة ، لأتــــــــخذ القــــرار الأخيـــر ،،
نعـــم يا أمــــاه
نعـــم يا أمــــاه
نعـــم يا أمــــاه

أمي تهلل وجها بالبشر و السرور و لبست النقااااااب و ما أجملــــــه لأخرج به لأول مرة ..
][ أخجلتني تعليقات أبي الغالي ههه ( سأرافقك بنيتي اليوم حتى لا تتعثر قدامك ) لأني في قرارة نفسي أني أرى بوضوح ههههه ،، ماشاء الله تبارك الله ما أجملك بالنقاب ! الله يرضى عليـكِ "قبلة" ][

أوصلني أبي لحصتي و طبعا دائما أكون أول من يحضر ، فتحت المعلمة الباب فقالت "آمنة ؟ يعني أنت آمنة ؟ لأنها الوحيدة التي كانت تلبس النقاب في الحصة" لكني لم أجب بقصد احرزي
كنت ظاهرة من حجمي الصغير (لأني اصغر الطالبات)
فقـــالت و ربما الأصح صَرخت من فرحتها بي حتى اهتز قلبي من مكانه

أســـــمـــــاء !! ثبــــــــتك الله ، مبـارك لبسك للنقاب

أسعدتني كلمات المدرسة و أفرحت قلبي ..

دخلت و بدأت أفكر في صمت ،، امممممم ..
فكرت أنني أفاجئ الطالبات بلبسي للنقاب ، فأزلته و أخفيته قليلا حتى لا يظهر ، و لما كنت خارجة لبسته فاستغرب الجميـع و انهالت علي الدعوات و كنت أشد فرحا بها و لله الحمد و المنة

*********************

و الحمد لله مرت سنة على لبسي للنقاب ، كان عمري حينها 12 سنة

هذه قصتي و الحمد لله أولا و آخر و الفضـــــل لله ثم لوالداي اللذان ربياني على الفضيلة و الخلق الحسن منذ نعومة أظافري فجزاهم الله عني كــــل خير و أدخلهم جنة الفردوس بإذن الله

*********************

و أدعوا كل من لم تنتقب بعد إلى العجالة لتكون درة مصونة عن الأنظار و الهمسات ، فاتركيك أخيتي و حبيبتي طاهرة نقية عفيفة فأنت حفيدة عائشة و فاطمة و خديجة رضي الله عنهم أجمعيــن