على هامش الحياة
ذهب شاب الي رجـــــل حكيم يسأله يا حكيم هل هناك حياه بلا حياه ؟ وهل يمكن ان يعيش الانسان علي هامش الحياه ؟ ولماذا يصل الانسان لمرحلة الاستسلام ويفضل احيانا الموت عن الحياه ؟ فتبسم الحكيم ونظر للشاب بنظرة الاعجاب وقال له نعم هناك حياه بلا حياه وهناك بالفعل من يعيشون علي هامش هذه الحياه ...فقال له الشاب مستفسرا كيف يا حكيم ..فرد عليه .."انظر فتاي اذا ضاع من الانسان الطريق واصبح بلا صديق يتخبط ولا يعرف له هدف ولا معني لحياته فــهـــــــو يعيش علي " هامش الحياة " ... واذا سلبت من الانسان احلامه واصبح واقعه يمثل كل ألامه فهو يعيش علي " هامش الحياة " ...واذا شعر بالجمود في حياته واصبحت الحياه بالنسبه له " لا جديد " فهو يعيش علي " هامش الحياة " . اذا سلب الانسان نعمة الحديث واصبح لا يستطيع الكلام ومنع من التعبير فهو يعيش علي " هامش الحياة " اذا تكررت الايام واصبح الزمن لا جديد واصبحت حياة الانسان جامدة أمس كاليوم واليوم كغد وغد كبعد غد فهو يعيش علي " هامش الحياة " .اذا أصبحت حياة الانسان كالصندوق المغلق لا يستطيع اضافة شئ الــيــــه فهو يعيش علي " هامش الحياة " وإذا فقد الانسان طعم الحياه ولذتها وشعر فقط بألامها ومرارتها فهو يعيش علي " هامش الحياة " واذا اراد الانسان اسعاد من حوله رغم انه لا يملك اسعاد نفسه فهو يعيش علي " هامش الحياه " واذا فقد الانسان سبل العيش وابواب الرزق وأولاده حوله يتألمون من الجوع ولا يملك ان يفعل لهم شيئا فهو يعيش " علي هامش الحياه " واذا اصبحت حياة الانسان ظلام وخوف من المجهول ومنع من التعبير عما يخشاه فهو يعيش علي "هامش الحياه " اذا فقد الانسان الحب وعاش في غابة يملؤها الكراهيه فهو يعيش " علي هامش الحياه" واذا انهارت الاحلام وضاعت الامـــــال وعاش الانسان في الاوهــــــــام فهو يعيش علي "هامش الحياه "واذا عاش الانسان كمركب بلا مرسي او شراع وتتقاذفها الامواج كيفما تشاء فهو يعيش علي " هامش الحياه " وعندما يعيش الانسان ومصيره ومستقبله في يد غيره فهو يعيش علي " هامش الحياه " واذا اقتصر دور الانسان علي البناء وهو يعيش في العراء فهو يعيش علي " هامش الحياه " .. فنظر الشاب الي الحكيم نظرة يملؤها الاسي والحزن وشكر الحكيم علي كلماته وعباراته وطلب الانصراف .. فأذن له الحكيم ولكن سأله قبل المغادره ولما الحزن يا ولدي فرد الشاب وهو يضحك بسخريه قائلا يبدو اننا جميعا نعيش علي " هامش الحـــــــــياه "

علي هامش الحياه