الموضوع: آفة السلوك الإنساني
آفة السلوك الإنساني
آفة السلوك الإنساني..
التهور آفة من آفات السلوك الإنساني، والمتهور إنسان عديم النفع فكل فعل أو قول يصدر منه يضر ولا ينفع حتى وإن حسنت النوايا. الرجال الرجال يا سعادة المدير هم الذين يتصرفون بعقل ومنطق ويقومون بحساباتهم جيداً، أما المتهورون فهم الذين يتصرفون خارج الزمان والمكان، ومن دون حسابات "ولا هم يحزنون"!
التهور هو الإفراط؛ أي الإقدام على ما لا ينبغي، والخوض في ما يمنعه العقل والشرع من المهالك والمخاوف.. والعجلة هي المعنى الراتب في القلب الباعث على الاقدام على الأمور بأول خاطر، من دون توقف واستبطاء في اتباعها والعمل بها.
التهور الإداري هو التسرع (لا السرعة) في تبني المواقف واتخاذ القرارات دون التأكد من صحة وسلامة مبرراتها ودوافعها بشكل مادي وملموس لا مجال فيه للشك ولا للتأويل، والتهور هو ردة الفعل الزائدة - كماً أو نوعاً - عن الفعل نفسه. وهو صفة مذمومة يؤول بصاحبه إلى الظلم والندم. وصدق من قال: في التأني السلامة وفي العجلة الندامة..!!
والتهور الإداري نتيجة حتمية لعدم وجود القدرة على الصبر والتأني والحلم والموضوعية والحكمة في التعامل مع مقتضيات الأمور. كما أنه أيضاً نتيجة للنزعة التسلطية والاستبدادية المطلقة في الرأي والرؤية والخوف من الرأي الآخر. وتكمن مشكلته في أن نتائجه لا يقتصر ضررها على صاحبه فقط بل يمس الجميع وهو ما يدفع بالمتضررين منه للتصدي له ولصاحبه من منطلق الإحساس بالمسؤولية والحق المشروع في الدفاع عن الذات أولاً وعن الصالح العام الذي يهدده التهور ثانياً؛ وبالتالي تصبح العلاقة متوترة والأجواء الإدارية مشحونة وقابلة للانفجار في كل الأوقات.
وإنه لمن المؤسف حقاً أن بعض أفراد المجتمع الإداري لم يتعلموا فقه التمكين فأصبحوا كالمصابين بقهر التكرار، يكررون أخطاءهم في جهل عجيب وبلاهة أعجب، وتجدهم ما بين جاهل متهور أو متعلم منتفع، أو محب أحمق، فتراجع العالمون، وسيطر المتهورون والمنتفعون، واستغلوا لهذه البيئة غير السوية، وكانت الصدامات الخاسرة، والمعارك الفاشلة، ومازالت هذه الاسطوانة المشروخة تعيد نفسها مع كل جيل جديد، حيث العجلة، وعدم الصبر على التعليم والتعلم والعمل المتوازن مع الانشغال بصغائر الأمور، والاختلاف والشقاق على المختلف فيه، والاستعجال والعشوائية في الأعمال.
شخصية الإنسان متأثرة بأركانها الأساسية (من الروح، والنفس، والعقل) سلباً وإيجاباً، فأي خلل في الأركان الثلاثة يؤدي إلى ضعف ملحوظ في جانب من جوانب الشخصية، وذلك حسب المرحلة العمرية، ومستوى الإدراك والاستيعاب والبيئة المحيطة والأصول الفكرية والثقافية. لذا ترى أن الدراسة والعلوم النفسية والاجتماعية والتربوية والإدارية كثيراً ما تتحدث حول هذه الجوانب من الشخصية وتعطيها شيئاً من الأصول العلمية والشرعية. وتدرس الشخصية بكل أنماطها وخصائصها وضعفها وقوتها للوصول إلى بيان شاف حول تأخر الفرد وارتقائه فوق هذا السلوك الذميم.
والشخصية البعيدة عن التهور، شخصية إيجابية ومقبولة عند الله وعند الناس، لذا لا بد للفرد الواعي أن يتحلى بصفاتها ويلتزم بقوالبها ويتقدم نحوها، وذلك حسب الشروط والضوابط السلوكية المتوازنة، لأن هناك أوقات أو أحداث أو مواقف تدفع المرء بعيداً عن التوازن، ويقع في شباك التهور والاستعجال، فيأصل السلبية في ذاتيته بقصد أو دونما قصد. ولا بد من التوازن (عدم التهور والاستعجال والاندفاع والمبالغة في ردود الأفعال) حسب الظروف والواقع ودرجة الحاجة ونوعية الموضوع، سواءً كان في مجال من مجالات العمل أو الحياة أو مع الأشخاص والأشياء. وذلك عند الحالات والظروف التالية:
@ حين اختلاط الأمور وغموض المفاهيم.
@ عند البدء بالتنفيذ.
@ في حال الجذب بين أمرين وتفاعل المرء بين واجبين.
@ في حالات المنافسة والتحدي والصراع.
@ في مواجهة الصعاب والمواقف الحرجة.
ومن أهم ضوابط السلوك الإداري المتهور المرونة والإنتاجية والإفادة من تجارب وخبرات الآخرين والانتماء الاجتماعي والتحكم في ضبط المشاعر والعواطف والأحاسيس لأنها تعطي الشخصية مفاتيح التحكم في أنواع من أساليب التعامل والتفاعل، وبامتلاك هذه الصفات يتمتع الشخص بالقدرات التالية:
@ القدرة على التكيف والتأقل.
@ القدرة على التخطيط الواقعي الناجح.
@ القدرة على التعامل في كافة الظروف ومع مختلف النفسايت.
@ القدرة على التغيير الإيجابي.
@ القدرة على مواجهة الصدمات والمفاجآت.
@ القدرة على التحول في مجالات العمل.
@ القدرة على التحكم في الوسائل والأساليب.
فالتأني والحلم والرفق والوقار ومجاهدة النفس دليل رجاحة العقل واتزان النفس وعلى العكس والنقيض فإن التهور والاندفاع والعجلة والطيش والهوى والسفه والاقدام دون تفكير دليل خفة العقل وجهالة النفس، وقد يظهر ذلك في سرعة الغضب من يسير الأمور، والمبادرة بالطيش، والإيقاع بالمؤذي، والسرف في العقوبة، وإظهار الجزع من أدنى ضرر، والسبب الفاحش، أو استعمال الإنسان قواه فيما لا ينبغي وكما لا ينبغي..
والتهور خلق مستقبح من كل أحد، إلا أنه من المسؤول أقبح، وعلى هذا فإذا ترتب على الطيش محرم كان محرماً، وإذا ترتب عليه مكروه كان مكروهاً، وهو على كل حال مستقبح وفي كل وقت مسترذل، فكم من اندفاعه في غير موضعها أورثت حزناً طويلاً، وكم من قول أو فعل متهور طائش أهلك صاحبه وحرمه النجاة وألقي به في عداد الظلمة الفسقة. ومن ذلك إساءة الظن بالآخرين وعدم التثبت في نقل الأخبار وإشاعة الاتهام في حق الأبرياء دون بينة أو غيرها من أفعال أو ردود أفعال مخالفة لطبائع الناس الطيبة وشرائع الخالق المتوازنة.
وقالوا: لا يستحق أحد اسم الرئاسة حتى يكون فيه ثلاثة أشياء: العقل العلم والمنطق، ثم يتعرى عن ستة أشياء: عن الحدة والعجلة والحسد والهوى والكذب وترك المشورة. وعاب مالك العجلة في الأمور وقال: قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنين (بمعنى أنه جمع فيها العلم والعمل معاص كما هو منهج الصحابة رضي الله عنهم) وقال أيضاً: العجلة نوع من الجهل. وقال أبو حاتم: العجلة تكون من الحدة، وصاحب العجلة إن أصاب فرصته لم يكن محموداً، وإن أخطأها كان مذموماً، والعجل (بكسر الجيم) لا يسير رلا مناكباً للقصد، منحرفاص عن الجادة، يلتمس ما هو أنكد وأوعر وأخفى مساراً، يحكم حكم الورهاء (الحمق) يناسب أخلاق النساء، وإن العجلة موكل بها الندم، وما عجل أحد إلا اكتسب ندامة واستفاد مذمة؛ لزن الزلل مع العجل، ولا يكون المذموم محموداً أبداً. وفي وصية الخطاب ابن المعلى المخزومي القرشي لابنه قال فيها: يا بُنيَّ عليك بتقوى الله وطاعته وتجنب محارمه باتباع سنَّته ومعالمه حتى تصحح عيوبك وتقر عينك، فإنها لا تخفي على الله خافية، وإني قد وسمت لك وسماً، إن أنت حفظته ووعيته وعملت به ملأت عين الملوك وانقاد لك به الصعلوك ولم تزل مرتجى مشرفاً يحتاج إليك، ويرغب إلى ما في يديك... إلى أن قال: والعجلة شؤم وسوء التدبير وهن.
فالحذر الحذر من التهور والاندفاع فهو دليل على السفه وضعف العقل، ويتسبب في كثرة الزل والوقوع في الخطأ، وصاحبه محروم من السيادة ومواقع القيادة والريادة، يجلب لنفسه الضرر، ويوقعها في مواضع الندم، حيث لا ينفع الندم، فلا بد من وقفة تريث وتمهل وتثبت لتكن على بصيرة من أمرك وأمر الناس حتى تستوضح مواضع الأقدام وتحمد العاقبة. فالمسؤول المنظم هو الذي يفوز بالتوازن الدقيق والمستمر بين كافة المجالات والاهتمامات، وذلك بنسب متوازنة، أي ليس من المهم أن تتساوى النسب ولكن من المهم الاهتمام الجدي بالنسب المتخصصة في أي مجال من مجالات الحياة فكل شيء في حياتنا نسبة وتناسب ويجب أن يكون متوازن، والله أسأل أن يكفينا شر التهور الإداري والمتهورين من رؤساء أو مرؤوسين آمين..
مقدمة عن السلوك التنظيمي
السلوك التنظيمي هو سلوك الأفراد داخل المنظمات.
ويقصد بالسلوك: الاستجابات التي تصدر عن الفرد نتيجة لاحتكاكه بغيره من الأفراد أو نتيجة لاتصاله بالبيئة الخارجية.
ويتضمن... (مشاركات: 3)
رسالة ماجستير العلاقه بين القانون الدولي الإنساني و القانون الدولي لحقوق الإنسان..
نسألكم الدعاااء
---------
--
- (مشاركات: 2)
يعبر مفهوم الحافز عن العامل أو الأسلوب الذي يؤدي بالفرد الى رفع مستوى أداءه في عمله ، وبما أن الأنسان لديه رغبات وحاجات ضرورية يحاول أن يوفر لها عملية التحقيق من خلال فرصة التميز بعمله ، وتتنوع هذه... (مشاركات: 2)
كتاب يدرس جوانب متعددة في السلوك الإنساني (مقدمة في علم النفس - التعلم - الدافعية - الانفعالات).
الكتاب يدرس حالة معينه (أطفال الخليج ذوي الإحتاجات الخاصة).
حمل الكتاب، أطلع عليه، ثم أخبرنا عن رآيك. (مشاركات: 8)
السلوك التنظيمي في المنشات (مشاركات: 6)
برنامج تدريبي يساعدك على فهم فلسفة ادارة التميز المؤسسى والمتطلبات الرئيسية لها وفهم النماذج الاوروبية والامريكية واليابانية لادارة التميز فى المؤسسات الرياضية والإلمام بمعايير التميز وكذلك جودة الخدمات فى المؤسسات الرياضية والقيادة الرشيدة والابداع الادارى والابتكار وسيتعرف على استخدام بطاقة الاداء المتوزان ( BSCE) بالمؤسسات الرياضية والالمام بمفهوم الريادة المؤسسية والاستراتيجية فى المؤسسات الرياضية والتعرف على التطبيقات و الممارسات العملية فى ادارة التميز فى المؤسسات الرياضية .
دبلومة إعداد أخصائي التخاطب تم تصميمها لتزويدك بالمهارات والخبرات العملية التطبيقية التي تساعدك للبدء في مجال التخاطب، حيث نقوم بمساعدتك على تعلم كيفية التعامل مع الأطفال الذين يواجهون أمراض الصوت وأمراض الكلام واللغة، والتعامل مع الضعف السمعي والاصابات الدماغية ومتلازمة داون والتوحد وغيرها من الحالات الخاصة التي تحتاج الى معاملة خاصة.
أول برنامج تدريبي عربي يهدف لتدريبك على تحسين عملية انتقاء واختيار الموظفين باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي عن طريق تحليل البيانات وتقييم المرشحين بشكل اكثر دقة وفاعلية، كذلك سيتم تدريبك على استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين وتطوير أداء الموظفين وتحليل الاحتياجات التدريبية لهم وكيف يمكن تحسين إدارة الأداء وزيادة فاعلية إدارة الوقت والحضور والانصراف وغيرها من المهام الموكلة لمسئولي إدارة الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات، باختصار سيقدم لك هذا البرنامج التدريبي كل ما تحتاجه لتعلم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتوظيفه في إدارة الموارد البشرية وتحسين أداء الموظفين والعاملين داخل المنظمة.
يهدف هذا البرنامج الى تأهيل المشاركين على تشخيص ضغوط العمل وتحديد مسبباتها الداخلية والخارجية واستخدام الادوات والطرق العلمية في تخفيضها وتلاشي اثارها السلبية على بيئة العمل
برنامج تدريبي يتناول التغذية لمرضى السرطان وتعريف السرطان وكيف تتكون الخلايا السرطانية وأسبابه والاختلافات بين الخلايا الطبيعية والسرطانية ومراحل تطور السرطان والتمثيل الغذائي والمتطلبات الغذائية لمرضى السرطان والأنظمة الغذائية المضادة للسرطان والتغذية أثناء العلاج الاشعاعي أو الكيميائي ودور التغذية في الرعاية الداعمة ورعاية نهاية العمر لمرضى السرطان والفرق بين التغذية المعوية والتغذية الاكلينيكية