الموضوع: قارونات هذا الزمن
قارونات هذا الزمن
قارونات هذا الزمن لا يختلفون كثيرا عن قارون قوم موسى فهم يزدادون ثراء على حساب الشعب ويبخلون عليه دائماً
أمواله وثراؤه الفاحش سيطر على كل العقول، حتى إن أحلام البعض توقفت عند تلك النقطة التى قد يتعثر فيها على كنز قارون، حتى «بكار» نفسه خاض صراعا بعد الإفطار مباشرة فى مسلسله التليفزيونى الشهير دفاعا عن كنز قارون الذى أراد «مشرط» أن يسرقه من البحيرة.
ورغم أن البحيرة التى تحمل «اسم قارون» تعانى من الإهمال وفى أغلب أجزائها هى قبيحة تسوء الناظرين، إلا أنها وكما يعتقد أو كما رسخ فى الوجدان الشعبى المصرى تحوى فى قاعها كنز قارون الذى خسف الله به وبداره الأرض، ومع ذلك لم نسمع يوما أن أحد الفيوميين قد أغناه الله بعدما رفع شباكه من البحيرة فوجد فيها حبات من اللؤلؤ والمرجان، أو عملات ذهبية من كنز قارون.
لحظة من فضلك.. قبل أن نستكمل قصة قارون لابد أن نعرف أن الأسطورة هنا ليست شعبية تماما، فالخيال الشعبى لم يتدخل فيها بالحذف أو الإضافة أو التعديل، هو فقط رسم نهايات متعددة أغلبها يدور حول مكان وإمكانية العثور على الكنز الذى كانت تعجز عصبة من الرجال عن حمل مفاتيح خزائنه، أما كل هذه النهايات الشعبية فكانت تالية للنهاية الأصلية التى ختم بها القرآن قصة قارون فى قول الله عز وجل بسورة القصص: (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ).
هى أسطورة استخلصها الوجدان الشعبى من القصص القرآنى ليحتفى بها، أو يتداولها لنشر العظة والعبرة، ولا مانع من أن يصاب البعض بهوسها فيظل يحلم بأن يعثر على كنز قارون الذى كان من بنى إسرائيل، ورزقه الله تعالى سعة فى الرزق، وكثرة فى الأموال حتى فاضت بها خزائنه، واكتظت صناديقه بما حوته منها، فلم يعد يستطيع حمل مفاتيحها مجموعة من الرجال الأقوياء، وكان يعيش بين قومه عيشة الترف، فكان يلبس الملابس الفاخرة ولا يخرج إلا فى أكمل زينة، ويسكن القصور، ويحيط نفسه بالخدم والعبيد.
ومن الجزء التالى فى قصة قارون يبدأ الدرس، الذى أراد الله سبحانه وتعالى لعباده أن يستوعبوه من قصة قارون الذى لم يكن عبدا شكورا لربه رغم أنه رزقه بكل هذا الرزق، فبدلا من أن يطيع الله، أخذ يغتر بنفسه ويتكبر على قومه ويفتخر بكثرة ما آتاه الله تعالى من الأموال والكنوز، فنصحه النصحاءُ من قومه ووعظوه ونهوه عن فساده وبغيه ولكنه أجابهم جوابا مستكبرا مدعيا أنه لا يحتاج إلى نصائحهم لأنه اكتسب ماله بعلمه وفضله ويروى أنه عندما أنزلت فريضة الزكاة على سيدنا موسى عليه السلام أخبر قومه بما يجب عليهم، وقال لقارون مذكرا إياه بتقوى الله وحقه عليه أن على كل ألف دينار دينارا، وعلى كل ألف درهم درهما، فحسب قارون ما يترتب عليه من الزكاة فاستكثره، وبخل به.. وعن ذلك يقول المولى عز وجل: (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِى الْقُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ).
فعل قارون ما يفعله الكثيرون الآن، بخلوا على الله بأموالهم التى رزقهم بها غير أن عقاب قارون جاء سريعا فى الدنيا، بينما لا يدرك «قارونات» هذا الزمن أن عقابا آخر أشد مما لاقاه قارون فى الدنيا ينتظرهم فى الآخرة، وإذا كانت مواكبهم تغرهم، وتغرهم قوتهم التى تمهد لهم الطرق ليسيروا فيها بتشريفة تسر الناظرين وتداعب عين المواطنين الغلابة الذين تطحنهم زحمة المواصلات، فإنها أيضا أى هذه القوة - تجعلهم غافلين عن قوة أكبر فى السماء، تمنح العبد ما تمنحه من نفوذ ومال ولكنها لا تهمل حسابه أبدا.
قارونات اليوم مثل قارون الأمس يخرجون فى مواكبهم، غير مبالين بالناس، بل على العكس يتعمدون إثارة مشاعرهم واستفزاز عقولهم حينما تسير مواكبهم بكل سياراتها الفارهة أمام شعب نصفه على الأقل ينام بدون عشاء، مثلما فعل قارون الأمس وخرج كعادته فى موكب كبير يضم آلاف الخدم والحشم وقد تزينت ثيابهم بالذهب والجواهر وركبوا على بغالهم وأفراسهم وهو يتقدمهم على بغلة شهباء زينها وقد ارتدى أجمل ثيابه وأفخرها مزهوا بنفسه متطاولا، والناس على الجانبين ينظرون إليه بدهشة ومنهم من اغتر به فقال: (هنيئا لقارون إنه ذو حظ عظيم مال وجاه)، فلما سمعهم بعض الصالحين من قومهم نصحوهم ألا يغتروا بزهرة الدنيا.
فهل يجد بسطاء اليوم من يقدم لهم النصيحة حينما يشاهدون مواكب «قارونات» اليوم وهى تقطع عليهم طرقهم وتعطلهم عن مصالحهم، وتسير بفخامتها أمام أعينهم وكأنها تخرج لهم لسانها قائلة: (مصيركم الشارع والفقر يافقراء.. يا «كخة»)، هل يجد هؤلاء من ينصحهم أم تصيبهم الدنيا فتحول أغلبهم إلى باحثين عن المال حتى لو كان على جسد الأخلاق، أو تحولهم إلى منتقمين من الذين أذلوهم يوما ما، مثلما انتقم الله لقوم موسى من قارون كما جاء فى قرآنه الكريم: (فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِى زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِّمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ).
فهل يتعظ «قارونات» هذا الزمن مما حدث لقارون قوم موسى، هل أدرك المتطلعون للثراء على حساب مبادئهم وأخلاقهم وأوامر ونواهى الله عز وجل مصير قارون، أم أنهم سيستمرون فى طريقهم يجمعون المال فوق المال غافلين عن دورهم فى المجتمع، ونصيب الفقراء فيما جمعوا؟..الإجابة ربما ستكون عكس ما تتوقع، لأن أسطورة قارون وأمواله وقصوره لم تدفع أحدا للتوقف أمام نتائجها بقدر ما دفعت الجميع لتخيل شكل أموال وقصور قارون، وأصبحنا كلنا ننام نحلم ونتمنى بأن تأخذنا الصدفة إلى باب الكنز الذى استقرت به ثروة قارون بعد أن خسف الله بها الأرض
في زمن غير الزمن هل يصلح الدين؟
... (مشاركات: 6)
آخر الزمن , زمن الفتن
(من منا ترك يد الآخر وأهداه للضياع / نحن أم الزمن ؟ )
1
ساءت ملامح الزمن كثيرا !
فالجدران التي كنا نلطخها بالطباشير والفحم / بفرح !
أمست تُلطخ بالدم / بحزن !
وقوم... (مشاركات: 1)
العلاج بخط الزمن
Time Line Therapy
الماضي............الحاضر............المستقبل
عالج مشاعرك السلبية
وأمحى لحظاتك الأليمة
أغلق بوابة الذكريات المحزنة
وإفتح بوابة اللحظات المفرحة (مشاركات: 0)
مسافر عبر الزمن
هي مدونتى تم انشاؤها حديثا تحتوى على بعض الخواطر
قد اجد من يشاركنى فيها مشاعرى
https://architectaelsalam.blogspot.com/
فقط اضغط على الرابط واكتب لى رايك
مهندس عبدالسلام ... (مشاركات: 0)
احيانا..
لا اجد ما اقوله..
رغم اني..لا اجد ما افعله ايضا ..غير الكتابة..
او بالاحرى..
رغم اني احاول ان اترك كل الاشياء الاخرى..لكي اعيش في عالم الكتابة..
هي بالنسبة لقلبي..
كغناء... (مشاركات: 6)
دبلوم تدريبي متخصص يهدف لمساعدتك على الالمام بمفاهيم الصحة العامة وصحة الغذاء وبالممارسات الصحية الجيدة ومفهوم النظافة الشخصية والتطهير والتعقيد، كذلك فهم الممارسات والعادات الصحية داخل مناطق العمل، والتعرف على انواع المخاطر التي تهدد سلامة الغذاء والطريقة الصحيحة للتعامل معها، بالاضافة الى تسليط الضوء على المبادئ الستة لسلامة الغذاء والممارسات التصنيعية الجيدة، وما هي اجراءات التشغيل القياسية للنظافة والتطهير، وسيقوم المحاضر اثناء الشرح بتعريف نظام الهاسب ونظام الايزو 22000:2018 وكذلك خطوات الوقاية من الامراض المعدية وفيروس كوفيد داخل مؤسسات الاغذية.
تغطي هذه الدورة التدريبية المهارات الاساسيه اللازمة لاستكشاف سيناريو ومشكلة معقدة كمدير ومستشار استراتيجي. ويركز التدريب علي المهارات المطلوبة لنشر ديناميكيات النظم و التفكير التصميمي بفعالية وتعظيم فوائدهما كنهج لحل المشاكل التي توفر فوائد تجاريه حقيقية في مختلف المجالات
إذا كنت تبحث عن فرصة لتطوير مهاراتك في تسويق المنتجات الزراعية عبر الانترنت وتحقيق نجاح في هذا المجال، فإن هذا البرنامج هو الخيار المثالي لك. ستحصل على الدعم والإرشاد من الخبراء، وستكون قادرًا على تطبيق المفاهيم والأدوات المكتسبة على أرض الواقع. انضم إلى البرنامج واستعد لرفع مستوى تسويق منتجاتك الزراعية إلى آفاق جديدة.
شهادة دبلومة ادارة المطابخ الفندقية تهدف الى تأهيل المشاركين على فهم دور واهمية ادارة الاغذية والمشروبات، والتعرف على الاقسام والادارات التابعة لادارة الاغذية والمشروبات والهيكل التنظيمي لتلك الادارة الهامة في الفنادق والمطاعم، كذلك اكساب المشاركين اصول العمل في المطابخ ومعرفة قواعد ومتطلبات النظافة الشخصية ومبادئ الصحة العامة للعاملين في المطبخ الفندقي، بحيث يستوعب المشارك في نهاية البرنامج التدريبي آلية العمل في المطابخ الفندقية، وكيفية إدارتها بأسلوب احترافي ومنهجي.
كورس يشرح آليات التصدير وفتح اسواق لدول الكوميسا ويتناول تحليل البيئة الداخلية لدى المصدر او المنتج وتحليل البيئة الخارجية وتأثيراتها على الاسواق الجديدة والمتغيرات الدولية وتنمية مهارات الاعمال وأخيرا التسويق الدولي واختيار أسواق التصدير