قال الكاتب الصحافي سعد الدوسري عن حجم التحويلات المالية الخارجية للعاملين الوافدين إلى المملكة العربية السعودية لهذا العام الذي بلغ 90 مليار ريال، إن ذلك يعني أن كل واحد من هؤلاء العاملين الذين يصل عددهم إلى 7 ملايين عامل يحول مبلغاً شهرياً قدره 1072 ريالاً.

وتساءل في حديث لـ"العربية" حول مقال نشره بهذا الصدد في صحيفة "الجزيرة" السعودية الأربعاء 5-1-2011 أنه لا يعرف من أين أتت هذه الإحصائية؟، وما مصلحة مَنْ نشرها في نشرها بهذا الشكل المغلوط؟، هل يريد أن يقلل من مخاوفنا؟ ألا يدرك بأننا لن نصدق هذا الرقم، لأنه أكبر من ذلك بكثير!

وأضاف: المبلغ قد يكون صحيحاً في حالة العامل الأجنبي الملتزم بالأنظمة، علماً بأن العامل النظامي أصبح عملة نادرة، فالسائد هو العامل المخالف للقوانين، والذي قد يحوّل مبالغ مالية منتهزاً غياب أية مراقبة لدخله أو لتحويلاته، مفيداً أنه لا يتحدث عن مشروعية وجودهم من عدمه في المملكة العربية السعودية.
وتابع الدوسري "فلو افترضنا أن مليوناً واحداً فقط من هؤلاء السبعة ملايين، هم أصحاب مهن متخصصة، من ذوي الرواتب العالية، وأن كل واحد منهم يحول عشرة آلاف ريال شهرياً لبلاده، فهذا يعني أنهم سيحولون 120 مليار ريال سنوياً، أي بزيادة 30 مليار ريال عن الرقم المنشور، هذا دون أن نحسب تحويلات الستة ملايين الأخرى، لخرجنا بأرقام فلكية تضيع توازن عملية الضرب والقسمة لدينا.

وأشار إلى أن هناك العاملين المتخصصين في المجالات الهندسية والطبية والفنية والبنكية والتقنية، والذين يتقاضون أجوراً فلكية مهولة، متسائلاً: أيُعقل أن يحوّل الواحد من هؤلاء 1072 ريالا فقط في الشهر؟

وطالب الدوسري وزارة العمل بألا تقف مكتوفة الأيدي بعد فشلها في عملية توطين الوظائف "السعودة" بالدرجة الأولى على حد قوله، مع العلم بأن هناك جهوداً مبذولة لا يستطيع أحد أن ينكرها، لكنها لا تتساوى مع حجم المشكلة المتعلقة بتوظيف الشباب، بتوفير فرص وظيفية مناسبة ومتساوية للشباب السعوديين، الذين تتزايد أعدادهم بعدم نيلهم للفرص العملية، خاصة ممن حصلوا على شهادات ربما تكون من خارج المملكة، وما نراه اليوم من مهندسين متخرجين من أستراليا والولايات المتحدة خير دليل على ذلك.

وذكر أن حل مشكلة البطالة ستكون حلاً للحد والتقليص من عملية تحويلات هذه المبالغ للخارج، في مقابل تعزيز عامل الاستفادة منها داخلياً.

وختم الدوسري بقوله "تخيلوا لو أن مَنْ يستلم هذه الرواتب هم أبناؤنا وبناتنا العاطلون والعاطلات، هل يا ترى سيحولونها للخارج؟