الموضوع: ثورة الغضب (3) الشائعات .. حينما تكون أنت القاتل!! - بقلم د. داليا الشيمي
ثورة الغضب (3) الشائعات .. حينما تكون أنت القاتل!! - بقلم د. داليا الشيمي
ربما يريد الله لي أن أؤجل الحديث عن من خانونا في الجزء الذي يتم تأجيله يوم بعد الأخر من حيث نشره في هذه السلسلة والذي أصر أن أعلن عنه في كل جزء والذي عنونته بـ (يوم إسودت وجوه) للتحدث عن عدد ممن لعبوا أدوار سلبية في أزماتنا لا تقل خطورة عن كل الفساد الذي تعرضنا له وربما مصيبتهم الأكبر أنهم كانوا دائماً يلوحون لنا بأنهم (الخلاص) وأنهم المنقذون ، وغير ذلك ..
لكن ربما لأنني طلبت من الله الإخلاص في كل كلمة وأن يبعدني عن كلمة باطلة أو حتى كلمة حق تُأصل لباطل ، فتأتيني مع المعايشة اليومية للأحداث موضوعات أراها أكثر أهمية من الحديث عن هؤلاء لأنها ستساعد في تحقيق بعضاً من دوري في المجتمع في التعامل مع الجانب الذي يؤثر على الصحة النفسية في ظل الأزمة ..
فبعد مراجعتي لعدد كبير من صفحات الزملاء على الفيس بوك ، وإتصالات مع بعض الزملاء الأخرين على الحياة والتواصلات الإجتماعية بغير التي تتم على الإنترنت ، ومع متابعة وسائل الإعلام بعض الشئ – حيث أنني من البداية أعرف تأثيرها السلبي وحذرت كل من أعرفه من المتابعة المستمرة لها – فقد وجدت من خلال هذا كُله عرض أخر هام من الأعراض السلبية للأزمات ، بعد أن نشرت عن العرض الأول وهو (تحويل زاوية الغضب) الذي عرضت له في الجزء الثاني ، وهنا أتحدث عن (الشائعات) ..
فالشائعة .. ذلك السلاح الذي يقتل تماماً كما تقتل الأسلحة النارية ، أحد أهم وأبرز الأسلحة التي تستخدم في الأزمات ، ويتم استخدامها بأحد شكلين هما :
الشكل المتعمد : وهو ما يتم من الأعداء فيما يُعرف بالحرب النفسية بأن تنشر بعض وسائلها أنباء حول نقص بعض الأغذية مثلاُ أو قتل عدد كبير أو التجهيز لحرب أو غيرها ولدينا في التاريخ قضايا وشواهد كثيرة على ذلك أخرها ما نشرت عنه فيما يسمى حرب (باكية الرجال) التي سمعت عنها حين وجودي في غزة الشهر قبل الماضي.
الشكل غير المتعمد : والذي يتم عن حالة نفسية معروفة تظهر في الأزمات بحيث يسعى كل فرد إلى أن يكون (فاعل) في الحدث بأن يضيف وجهة نظره لها ، ثم (يرسلها) للأخرين من خلال وسائل مختلفة منها الحوار أو استخدام وسيلة للنشر لترويجها وإعتبارها حقيقة.
ولظهور الشائعات عدد من الشروط أهمها :
1-وجود موقف صدمي لفئة ما .
2- رغبة الإنسان في أن يكون وسط الأحداث .
3- غياب المعلومة الحقيقية .
4- وجود أطراف أصحاب مصالح مختلفة في الحدث.
5- وجود إنتماءات يتم التعامل معها بوصفها متناقضة لا مختلفة.
6- انتشار الخوف والقلق .
وكل هذه الأمور بالطبع متوفر في الأزمة التي تعيشها بلادنا هذه الأيام.
لكن .. ما هي الشائعة وكيف تنمو ؟؟
الشائعة هي : " خبر يتم تكوينه من خلال فرد أو جماعة في موقف غامض يحتاج إلى تفسير، وفيه يقوم كل فرد بوضع بديل للتفسير بحسب ما يتوافق مع إنتماءاته المختلفة ، غير أنه في كل الأحوال يسعى صاحب الشائعة – فرد أو جماعة – إلى إستغلال جزء صحيح من المعلومة ثم الإضافة عليه ، بحيث يمكن للشخص الأخر المستهدف إيصال الشائعة له بتصديقها بناء على الجزء الحقيقي "
شروط نجاح الشائعة :
1- تأخر التفسير الحقيقي أو المنطقي.
2- حجم الجزء الحقيقي في الشائعة.
3- مصداقية قائل الشائعة لدى من يرسلها لهم (لذلك في الجماعات بيتم إختيارهم وتدريبهم).
4- إعتماد ناقل الشائعة على فنيات وأدوات تساعد على نقلها (بعضها موهبة والأخر يتم التدريب عليه) ليحصل على مصداقية الأخرين منها مثلاً البكاء أو إعتماد النغمة العاطفية.
خطورة الشائعة ؟؟
كما ذكرت في البداية الشائعة تحمل خطورة السلاح الناري، ولديَ عدد كبير من الحوادث العالمية التي أثرت على دول وشعوب ، وعلى شركات كبرى عالمية ، أدت بها الشائعة إلى تدمير شامل ، وعلى المستوى الفردي فإن الشائعة قد تؤدي بالفرد في بعض الأحيان إلى الإنتحار، وقد قابلت حالة من هؤلاء حين تخرجي ، حيث كانت فتاة يتم علاجها لدى أستاذي رحمة الله عليه دكتور عادل صادق وكانت قد حاولت الإنتحار بعدما روج أحد شباب المنطقة عنها شائعة تخص الشرف لرفضها الزواج منه، وعلى شاكلة ذلك الكثير.
أما خطورة الشائعة على المستويات الكبرى التي تخص الدول وغيرها إنها أولى الأحجار التي تسقط على رأس الأشخاص الين لم يكتب الله لهم الوفاة برصاص أو الإصابة به، فإن كل الأمان يتم تدميره نتيجة لشائعة تجعل الأشخاص يتقاتلون على الخبز أو يتقاتلون لأجل من يعتبرونه وليهم ، أو غير ذلك.
لتكون الشائعة أول مسمار يتم وضعه في نعش الأمان حينما نقرر أن نُميته (طواعيةً) أو غير ذلك ..
كيف تنمو الشائعة وتؤثر على الأخرين ؟؟
للأسف فإن الشائعة في كل الأحوال تصبح لدى الشعوب كمن حضر (عفريتاً) ولا يستطيع أن يصرفه ، فنجد بعض الأشخاص يردد هو شائعة وتذهب لأخر فيضيف عليها ، ثم لأخر فيُعدل فيها تبعاً لإنتماءاته ، ثم ، ثم ، ثم ، ثم تعود للأول ونتيجة لما دخل عليها من تغيير لا يعرفها ولا يعرف أنه أساسها ، فيبدأ في الخوف منها ، لنعيش جميعاً في دائرة مفرغة من الخوف ، تنالنا جميعاً للأسف ، ولأن الله عادل ، فإن صاحب الشائعة عادةً لا ينجو منها فكما ذكرت تعود له في زي جديد كي تخيفه ، فقد حذرنا رسولنا الكريم من إرهاب الأخرين ، و(الكلمة) تحمل إرهاباً كما يحمل السلاح ، أليس كذلك؟!!!
وحتى لا أطيل عليكم .. فالموضوع من الموضوعات التي تشغلني على المستوى البحثي ، فأهتم بالشائعات التي تؤدي إلى كوارث وأسعى لرصدها بشكل ربما أجدني فيه مقهورة على فعل ذلك لفهم هذا النمط الإنساني الغريب ، فسوف أنهي الحديث عن الموضوع بعدة وصايا للأشخاص حولنا ، خاصةً أن هناك شخصيات أحبها بالفعل من صديقات أو زميلات أعرفهن جيداً أجدهن للأسف قد تورطن في ذلك – ربما رغماً عنهن – وبما أن أولى حقوقنا لدى بعضنا البعض هي النصيحة والمساعدة على الفهم والتغيير ، فهذه نصائحي لكي نتوقف عن هذا السلاح اللعين .. الشائعات تتمثل فيما يلي :
1- أرجو تكرار أننا لن نُحاسب على الفعل فقط وإنما سنحاسب على (الكلمة) أيضاً.
2- أرجو التأكيد داخل نفوسنا من أن (الكلمة) (تقتل) مثلها مثل الفعل .
3- أرجو التأكيد على أن الكلمة التي أستهين بها قد يُضاف عليها الكثير وأحاسب ضمن من سيحاسبوا لأن البداية ربما من عندي وأنا لا ادري.
4- أرجو التأكيد على أن المتضرر الجميع ، خاصةً في ظل ما شرحته من تطور للشائعة.
5- أرجو التأكيد على أن مشاعر الذنب التي تنتج عند إطلاق شائعة من الشخص تضايقه تماماً كما كان يضايقه غموض الموقف، وبالتالي فلم تنفعه شائعته في التقليل من قلقه.
هذه بعض النقاط التي أردت التنبيه عليها .. وأخيراً .. أكررها علينا أن نتقي الله في بعضنا البعض ، ونتقي الله في أنفسنا ، ونعلم أن يوم لقاءنا بالله أتٍ لا محالة ، فياليتنا نعمل له فهذا جزء كبير من السلامة النفسية أو إن شئتم الحق هو كل السلامة النفسية دون مبالغة ومع كامل الإحترام لرفض العلم لكلمات التعميم .
المصدر:
https://www.3ain3alabokra.com/article-580.html
أَسأل اللهَ عز وجل أن يهدي بهذه التبصرةِ خلقاً كثيراً من عباده، وأن يجعل فيها عوناً لعباده الصالحين المشتاقين، وأن يُثقل بفضله ورحمته بها يوم الحساب ميزاني، وأن يجعلها من الأعمال التي لا ينقطع عني نفعها بعد أن أدرج في أكفاني، وأنا سائلٌ أخاً/أختاً انتفع بشيء مما فيها أن يدعو لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين، وعلى رب العالمين اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي.
"وحسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلاِّ بالله العزيز الحكيم"
لم يكن هذا الذي أكتبه الأن هو الجزء الثاني من حيث ترتيب النشر ، لكني وجدت ضرورته وأهمية نشره حتى مقدماً عن الجزء الثاني الذي وعدت أنني سأفرده للعناصر التي (إسودت وجوهها) في ثورة الغضب وما فضلت الحديث... (مشاركات: 0)
على غير المعتاد لم أجد كلمات كثيرة للبداية في الكتابة عما حدث ، خاصةً أنني فضلت منذ أيام وقبيل جمعة الغضب ألا أتحدث إلا حينما أحدد موقفي الذهني مما يحدث وتبعاً لما تعلمت، وقد أكدت في موضوعي السابق... (مشاركات: 0)
البشر .. خُلق البشر وبينهم عدة سنن ، من أهمها على الإطلاق سنة الإختلاف، فقد أوجد الله عز وجل الإختلاف بين البشر في كل الجوانب ليتكاملوا معًا تحقيقًا لإستمرارية الحياة وعمار الأرض.
وكي تعي كلامي... (مشاركات: 1)
بما أن المجتمع كله وحده واحدة فما يصيب جزء منه من المؤكد أنه يؤثر على باقي الأجزاء، فعلى الرغم من أن الصحافة ووسائل الإعلام تنقل لنا ما يحدث في المجتمع من مشكلات وفساد ينقله البعض برؤية محايدة وينقله... (مشاركات: 0)
جاءتني العديد من الأسئلة من عدد من الصحفيين العاملين في المجال الإعلامي في اليومين السابقين حول قضية إزدياد حالات الإنتحار في الشارع المصري عما كانت عليه سابقاً، مدللين على ذلك بالحالات التي نُشر... (مشاركات: 0)
اذا كنت تريد انشاء نظام لقياس رضاء العملاء، فإننا نقدم لك جلسة إرشاد وتوجيه على يد احد الاستشاريين المتخصصين في مجال الجوده، لتدريبك بشكل مباشر على كيفية إنشاء نظام لقياس رضا العملاء بشكل عملي واحترافي.
دبلوم تدريبي يؤهلك لفهم ماهية التدريب الإلكتروني وأهميته، وأنواعه حيث تتعلم في هذا البرنامج التدريبي المتميز كيفية إعداد المادة التدريبية الإلكترونية باستخدام برنامجي word و power point ويساعدك على الإلمام بمهارات العرض والتقديم الإلكترونية وكيفية توظيف الألعاب الإلكترونية والأنشطة في عملية التدريب، كما يقدم لك نبذة عن نظام الفصول الافتراضية وأشهر المنصات المتاحة للتدريب الإلكتروني وكيفية إدارة الفصول الافتراضية باستخدام تطبيق Zoom واستخدام تطبيقات جوجل المجانية في مجال التدريب والتدريب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ومهارات التدريب باستخدام الفيديوهات المسجلة واساسيات عملية المونتاج وتوظيف الاختبارات الإلكترونية في عملية التدريب، وتقييم التدريب الإلكتروني وأنواع المدربين والمتدربين الكترونيًا ثم يختتم البرنامج بعدد من ورش العمل وتقييم المشروعات التي قدمها المتدربون.
برنامج يتناول موضوعات التعرف على هوية العملاء (KYC) ويشرح إجراءات مكافحة غسل الأموال (AML) وتمويل مكافحة الإرهاب (CTF) وكذلك يشرح التحقيقات المتقدمة في مكافحة غسيل الأموال ويبين العقوبات والحظر الدولي وإدارة الامتثال التنظيمي وكيفية تطوير أنظمة مكافحة غسيل الأموال والامتثال الخاصة بك
دورة ريادة الاعمال هي برنامج تدريبي متقدم يهدف الى تعريف المشاركين بأساسيات ريادة الاعمال، حيث يتم شرح مفاهيم ريادة الاعمال واساسياتها وملامح ومميزات ريادة الاعمال، وما هي مدارس ريادة الاعمال وخصائصها ومستجداتها، ثم ينتقل البرنامج لتطوير سمات المشاركين ومهاراتهم الشخصية لتأهيلهم كي يصبحوا من رواد الاعمال، واخيرا يتم شرح وافي لآليات التخطيط والتنفيذ والاسلوب العلمي الامثل والمجرب لتحويل الافكار الى مشروعات ناجحة، ببساطة هذا البرنامج التدريبي يخلق من المشاركين فيه رواد اعمال ناجحين قادرين على تحويل الافكار الى مشروعات ناجحة.
في هذا البرنامج التدريبي يتم تأهيل المشاركين على فهم ماهية البصمة الكربونية و التعرف على مصادر انبعاثات الكربون و استخدام أساليب وأدوات مختلفة لحساب انبعاثات الكربون و الإبلاغ عن البصمات الكربونية بما يتوافق مع المعايير واللوائح الدولية و تحليل وتفسير بيانات البصمة الكربونية للمساهمة في صنع القرار