إن كان إصلاح إدارة الموارد البشرية هو خطوة متطورة لإصلاح إدارة الأفراد، فإنه يجب أن تخطو المنظمات خطوة أكثر تطورا من خلال التحول إلى إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد. وتعني الاحتمالات المستقبلية، إن الفرد لديه الاستعداد و الإمكانيات لأن يكون، أو لأن يفعل.
لذلك تعتبر إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد، بأنها عملية متكاملة ومستمرة لتدعيم الإمكانيات و الطاقات البشرية، ومساعدتهم على اكتشاف وتدفق إمكانياتهم المحتملة على المستوى الجزئي، بتدخلات التنمية البشرية، وعلى المستوى الكلي من خلال تدخلات الأنظمة و السياسات، لخلق، و الإبقاء على البيئة التي تسهل للأفراد استخدام إمكانياتهم وطاقاتهم المحتملة.
و ينطوي تعريف إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد على السمات التالية:1
1- تركيز إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد على الإدارة الذاتية للأفراد. وهذا عكس تعريف إدارة الموارد البشرية، الذي ينطوي على استخدام و استغلال الأفراد؛
2- لا تستخدم إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد العنصر البشري كمورد. بل أنها تدرك و تتعرف على إمكانياتهم المحتملة وتساعدهم على استخدامها وتنميتها؛
3- تركز إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد على كونها عملية متكاملة ومستمرة، أي أنها تتبع مدخل موجه بالنمو المستمر؛
4- تركز إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد، بدرجة أكبر على تحويل إمكانيات و استعدادات الأفراد لصالح الأفراد، و التي تؤدي بطريقة آلية إلى تحقيق مصالح المنظمة. لأنه إذا اهتمت المنظمة بتنمية الإمكانيات المحتملة للأفراد، فإنها ستدعم بذلك إحساس الأفراد بالمسؤولية تجاه المنظمة، وتنمي الإحساس بالمشاركة التنظيمية، و الذي سيؤدي في النهاية إلى تحقيق الأهداف التنظيمية.
5- تركز إدارة الإمكانيات المحتملة للأفراد، إذا ما أخذت اعتبارات البيئة الديناميكية الحالية في الحسبان، على التحديث، و التطوير المستمر للسياسات و الهياكل و الأنظمة، بطريقة تساعد الأفراد على تحقيق طاقاتهم المحتملة، و المساهمة الفعالة في المنظمة.
ويشير مفهوم الإمكانيات المحتملة للأفراد، إلى أن هناك مجالات وطاقات فكرية و إبداعية للأفراد، لم تستغل، ويمكن استغلالها وتنميتها، لتحقيق ميزة تنافسية بالنسبة للمنظمة.
....................
(1) راوية حسن، مدخل استراتيجي لتخطيط و تنمية الموارد البشرية، الإسكندرية، الدار الجامعية، 2002، ص 361.