: انها امانة ومسئولية وتكليف لاتشريف:
نقصد بالوظيفة العامة هي كل وظيفة حكومية بمعنى أن كل من تم توظيفه في عمل عام فهو المعني بهذا المقال لنقرأ بتمعن:
يقول المولي سبحانه وتعالى (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها)
كما يصف جل جلاله المؤمنين فيقول (والذين هم لامانتهم وعهدهم راعون)وقد ذهب رأى نراه راجحا فى التفسير الآيه الكريمة الاولى الى ان المراد بالتوجيه هم ولاة الأمر امرهم الله ان يقوموا برعايه رعاياهم وحملهم على موجب الدين وذلك أن الوظيفه العامه فى الاسلام تناط بمن توكل اليهم من ذوى الكفايات والاهليه كما سنوضح فيما بعد. أى ان الوظيفه العامه وديعه فى يد شاغلها يسأل عنها امام الامة التى تضعها فى يده ويسأل عنها امام الله.
يؤكد هذا المعنى ويؤيده ما ورد فى الاحاديث النبويه الشريفه. فلقد طلب الصحابى الزاهد الجليل أبو ذو الغفارى من الرسول الكريم ان يقلده احدى الوظائف فقال الرسول (صلي الله عليه وسلم) : الا تستعملنى يا رسول الله قال الرسول ((يا ابا ذر انك ضعيف , وانى احب اليك ما احبه لنفسى وانها امانه وانها يوم القيامة خزى وندامه الا من اخذها بحقها وأدى الذى عليه فيها ))
كما ورد فى الحديث الشريف فيما رواه أبو هريرة رضى الله عنه ان النبى (صلي الله عليه وسلم)قال ( اذا ضيعت الامانة فأنتظر الساعه, قيل يارسول الله وما اضاعتها قال ( اذا اسند الامر الى غير اهله فأنتظر الساعه ))
لهذا يجب على ولى الامر - كما ذهب الامام بن تيمية - البحث عن المستحقين للولايات من نوابه على الامصار من الامراء الذين هم نواب السلطان , ومن امراء الاجناد ومقدمى العساكر الصغار والكبار وولاه الاموال من الوزراء والكتاب والشادين. والسعاه على الخراج والصدقات وغير ذلك من الاموال التى للمسلمين .. وعلى كل واحد من هؤلاء ان يستنيب ويستعمل اصلح من يجده . وينتهى ذلك الى أئمه الصلاه-المؤذنين ,المقرئين ,المعلمين, امراء الحج والبرد, العيون الذين هم القصاد على خذان الاموال , حراس الحصون , الذين هم البوابون على الحصون والمدائن ,نقباء العساكر , عرفاء القبائل والاسواق رؤساء القرى . فيجب على كل من ولى شيئا من أمر المسلمين من هؤلاء وغيرهم ان يستعمل فيما تحت يده فى كل موضع اصلح من يقدر عليه ولايقدم الرجل لكونه طلب الولايه أو سبق فى الطلب.