الثقافة التنظيمية الداعمة لإدارة الجودة الشاملة
الثقافة التنظيمية : هي مجموعة القيم والمعايير والسلوكيات والتصرفات والإشارات وأساليب التعامل والمعاملة التي تصدر عن الموظفين ويلمسها المتعاملين والمجتمع الذي تتواجد فيه المنظمة ( وزارة – إدارة - مؤسسة – شركة - إلخ ) سواء كان داخل أوقات العمل الرسمي أو خارجه.
مفهوم الثقافة التنظيمية :هي امتزاج لثقافات أفراد المنظمة، والتي تتشكل أساسا من القيم والمعتقدات وطرق التفكير والحضارات وتاريخ المنظمة، مضاف إليها كل تصرفات الأفراد واتجاهاتهم فيكون لكل منظمة ثقافتها وشخصيتها التي تتميز بها عن غيرها من المنظمات الأخرى وبالتالـــي يصبح الموظفون ومــع الوقــت يشــعرون ويعرفــون ويعاملــون ويتعاملــونبثقافــة وقيــم وسلوكيات منظمتهم وليس كما اعتادوا عليه قبل أنيصبحوا أعضاء في هذه المنظمة.
والثقافة التنظيمية في أي منظمة تعتبر قوة دافعة ومحركة لتوحيد الطاقات والامكانات نحوتحقيق الأهداف المشتركة وقبول تحمل المخاطرة والتوجه نحو التجديد والتطوير والابتكار
العوامل المكونة للثقافة التنظيمية :
أولاً : عوامل ومتغيرات ملموسة:
- منتجات وخدمات المنظمة
- اسم وشعار المنظمة وأية دلالات أو أشكال أخرى
- بيئة العمل : مباني ومكاتب وفروع خاصة بالمنظمة الأثاث والتصاميمالداخلية والخارجية
- اعلانات ونشرات ومطبوعات المنظمة على اختلافها
- مساهمات وخدمات المنظمة وتأثيرها في المجتمع
ثانياً : عوامل ومتغيرات غير ملموسة :
- سلوكيات وتصرفات الموظفين
- اسلوب وطريقة تعامل الموظفين مع الجمهور والمجتمع بشكلعام داخل وخارج ساعات العمل
- اسلوب الموظفين في تقديم المنتجات والخدمات التي تقدمها المنظمة للمجتمع
- اراء وافكار وتوجهات الموظفين بما يتعلق بالقضايا الاجتماعية
- مدى التزام الموظفين بالصورةالعامة التي تطرحها المنظمة لنفسها داخل المجتمع
-الأمور التي يفتخر بها الموظفون كونهم أعضاء في المنظمة
- شعور الموظفين تجاه المنظمة والصورة التي يحملونها وينقلونها للجمهور الخارجي
- سياسات وإجراءات عمل المنظمة
- سبب وجود المنظمة
والثقافة التنظيمية قائمة في كل المنظمات حيث لا توجد منظمة مهما كانت صغيرة ام كبيرة تخلو من ثقافة تنظيمية معينة، مع العلم بأن المنظمات بشكل عام لا تعمل على ايجاد ثقافتها بوعي وادراك وتخطيط مسبق، وإنما تتكون الثقافة التنظيمية فيها بناء على طبيعة عملها واجراءاتها الداخلية وسياسات الإدارات العليا فيها. حيث تتحول هذه السياسات والاجراءات مع الوقت الى مجموعة من الممارسات والخبرات للموظفين ، والتي تكون وبشكل مباشر ثقافة المنظمة.
ولكن وجود الثقافات التنظيمية على هذا الشكل لن تمكن هذه المنظمات من مواكبة التطورات المتسارعة المحيطة، ولن تمكنها من القيام بعمليات تحول وتطور ناجحة. إلا بإجراء التحويل والتطوير والتغيير والتحديث لمسايرة كل المستجدات والتغيرات المتسارعة
تقع مسئولية وضع وتطوير الثقافة التنظيمية في المنظمة بالدرجة الأولى على الإدارة العليا فعليها أن تساهم بشكل واضح بوضع وتحديد وتشكيل الثقافة التنظيمية الخاصة بالمنظمة وكذلك تحديد مجموعة القيم الجوهرية والسلوكيات والتصرفات التي تتوافق مع أهداف المنظمة العليا والمصالح المشتركة للدولة والإدارة والأفراد الموظفين والمجتمع الذي تتواجد فيه المنظمة
تبرز أهمية الثقافة التنظيمية كونها :
- دليل للإدارة والعاملين فهي تقوم بدور المرشد للأفراد والأنشطة, وكذلك تقوم بتحديد أسلوب وسرعة الاستجابة لاحتياجات العملاء والخدمات المجتمعية.
-إطار فكري فهي توجه الموظفين وتنظم أعمالهم وعلاقاتهم وإنجازاتهم.
- إطار تنظيمي تحدد للعاملين السلوك الوظيفي المتوقع منهم وأنماط العلاقات فيما بينهم من جهة , وبينهم وبين العملاء والجهات الأخرى.
- سمة مميزة للمنظمة فهي مصدر فخر واعتزاز للعاملين فيها وخاصة إذا كانت تؤكد قيماً معينة مثل الابتكار والتميز والريادة والتأثير في المجتمع.
- عنصر فعال ومؤيد للإدارة تساعد الإدارة على تحقيق أهدافها وطموحاتها
- تسهيل مهمة الإدارة وقادة الفرقفهي تمد الموظفين برؤيا واضحة وفهم أعمق للطريقة التي تؤدى بها الأعمال.
- ميزة تنافسية للمنظمة عندما تعمل المنظمة بسلوكيات خلاقة كالتفاني بالعمل وخدمة العميل, وتبتعد عن السلوكيات الروتينية, تكون ثقافة الخدمة هي المعيار والمقياس الرئيسي لنجاح المنظمة.
- عامل مهم لاستقطاب الكفاءات فالمنظمات التي تتبنى قيم الابتكاروالتفوق تستهوي العاملين المبدعين, والمنظمات التي تكافئ التميز والتطوير ينضم إليها العاملونالمجتهدون الذين يرتفع لديهم دافع إثبات الذات
- عنصر جذري يساعد المنظمة لعمليات التغيير فالتغييرات في الثقافة التنظيمية هي جزء أساسي ومتمم للجودة وتحسين الأداء, وأن الجودة تساهم في وضوح رسالة المنظمة والتي تعتبر مفتاحاً رئيسياً للكفاءة التنظيمية.
وتعتبر الثقافة التنظيمية القاعدة القوية والثابتة التي تقف عليها المنظمات لمواجهة التغيرات المتسارعة في المحيط المحلي والعالمي والإطار الذي يساهم في بناء وتطور المنظمة وارتقائها ومواكبة التغيرات والتطورات حيثتعمل كمعادلة تنصهر فيها الشخصية والآنية للأفراد بأهداف المنظمة العليا لتكون الأساس لنجاح عمليات التحول والتطور والعمل بمفهوم الجودة الشاملة والتي تسعى إليها جميع المنظماتلتطبيق خطط وبرامج التحول والتطور المستهدفة
لتساهم بالنهاية في إيجاد القبول لدى كافة المستويات في المنظمة لتبني عمليات التحول والتطور والتجديد بإيجابية واقتناع
مكونات الثقافة التنظيمية :
1- القيم التنظيمية تمثل القيم في بيئة العمل , بحيث تعمل هذه القيم على توجيه سلوك العاملين وبالتالي توجيه جهود المنظمة نحو المستفيد وهي أهم عنصر في الثقافة التنظيمية وهي جوهر فلسفة أي منظمة تسعى إلى النجاح وتحقيق الأهداف
2- المعتقدات التنظيمية هي عبارة عن تصورات مشتركة راسخة في أذهان العاملين في المنظمة ووتدور حول طبيعة العمل والحياة الاجتماعية في بيئة العمل، وكيفية إنجاز الأعمال والمهام الوظيفية 3- الأعراف التنظيمية هي عبارة عن معايير يلتزم بها العاملون في المنظمة على اعتبار أنها مفيدة للمنظمة، وغالبًا ما تكون هذه الأعراف غير مكتوبة وواجبة الإتباع.
4- التوقعات التنظيمية وهي عبارة عن مجموعة من الأشياء المتوقعة التي يحددها أو يتوقعها الفرد من المنظمة وكذلك تتوقعها المنظمة من الفرد، خلال فترة عمل الفرد في المنظمة.
5- الصفات الشخصية للأفراد العاملين وما لديهم من اهتمامات وقيم ودوافع.
6- المعايير والمقاييس
7- السياسات والإجراءات
8- الأنظمة والقوانين
9- الاتجاهات التنظيمية حيث تنعكس خصائص التنظيم الإداري في المنظمة على خطوط السلطة، وأساليب الاتصالات، ونمط اتخاذ القرارات.
10- الأنماط السلوكية أو الأخلاقيات، وما تشتمل عليه من قيم وطرق للتفكير، وأساليب التعامل بين أفراد المنظمة ومع الأطراف الخارجية، وعادة تتكون أخلاقيات المنظمة مما يلي:
- أخلاقيات الأفراد التي يستمدونها من العائلة والدين والأصدقاء والمدرسة ثم المجتمع.
- أخلاقيات المهنة التي ترشد سلوكيات الأفراد في الوظيفة.
- أخلاقيات المجتمع الناتجة من النظام الرسمي القانوني، أو ما ينتج عنه من عادات وممارسات في المجتمع.
ويمكن أن يضاف إلى المكونات السابقة الآتي :
1- الخصائص الوظيفية، ومدى ملائمتها وتوافقها مع الصفات الشخصية للأفراد، حيث يتجه الأفراد إلى المنظمات التي تتفق ثقافتها مع اهتماماتهم وقيمهم ودوافعهم.
2- المنافع التي يحصل عليها الموظف في صورة حقوق مادية ومالية تكون ذات دلالات على مكانته الوظيفية وتنعكس على سلوكياته.
إلا أن هذه المكونات من حيث عددها وقوة تأثيرها تتوقف على اعتبارات مهمة، نذكر منها:
- عمر المنظمة: أي الفترة الزمنية منذ إنشاء المنظمة.
- ثقافة المجتمع: هناك علاقة قوية بين ثقافة المنظمة وثقافة البيئة التي تعمل فيها، باعتبار أن المنظمة جزء أساسي من النظام البيئي الذي تعمل فيه.
- ثقافة الأفراد: يظهر هذا جليًّا في المنظمات العملاقة متعددة الجنسيات.
- التميز والتفوق: سواءً في الإنتاجية أو الجودة أو الخدمات.
- التطور التاريخي: أي أسلوب تقديم الخدمة، تطوير وتحسين جودة المنتج، أو بعض المديرين القادة.
- التوسع والانتشار: كلما كانت المنظمة منتشرة جغرافيًّا أو دوليًّا، كلما دل ذلك على قوة ثقافتها وعراقة تاريخها.