الموضوع: (4) الاتصـــال الفعـــال في بيئــــة العمـــــل ( مواضيع في الادارة )

.. (4) تابع الاتصال الفعال في بيئة العمل ..

الرحلـــة الرابعــــــــة

(1) مقدمة عن الإصغاء
(2) مفهوم الإصغاء
(3) أنواع الإصغاء – أنواع مهارات الإصغاء


مقدمة عن الإصغاء

لقد انعم الله سـبحانه وتعالي على الإنســان بمجموعــة من الحـــواس هي ( البصر والسمع والشم واللمس والذوق ) وتعتبر هذه الحواس نوافذ الإنسان على العالم الخارجي ، حيث بدونها لا يستطيع الإنسان أن يدرك ما حوله .
حاسة السمع تعتبر من اهم الحواس لما لها من صلة وثيقة بمهارات التحدث ، فهي القدرة التي يولد الإنسان وهي في حالة كبيرة من النضج ولا تتأثر مع تقدم الإنسان في السن متى قام الفرد بالاهتمام بها والتدريب والتطوير لها ، لكن يوجد بعض الفروق بين الاستماع ومهارة الإصغاء ، حيث يعتبر الاستماع المرحلة السابقة لمهارة الإصغاء وأقل عمقاً ، فمثلا لا يمكنك أن تكون مصغياً لزميلك في العمل دون أن تكون مستمعاً ، بل يمكنك أن تكون مستمعاً دون أن تكون مصغياً ، وهذا كان واضحاً في القران حيث قال الله تعالى :

" وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون "

مثــــال :
أن جميع المتدربين في دورة تدريبية ما يستمعون إلى المدرب ولكن لم يصغي إلا نصفهم مثلاً ... وبالتالي فالذين أصغوا هم الذين استفادوا من الدورة .

مفهـــوم الإصــغـاء

(1) هو القدرة على التركيز على الهدف الحقيقي من الحديث والتأمل والتفكير بما يقوله المتحدث .

(2) هو القدرة على الانتباه والتمييز بين الحقائق والميول الشخصية ، والقدرة على التركيز على ما يقوله الآخرون وما يحاولون التعبير عنه .

أنـــواع الإصــغاء

الخطوة الأولى لتطوير مهارة الإصغاء لديك كمستقبل لرسائل الآخرين تستوجب معرفة أنواع الإصغاء ومهارته وهي كالتالي : -

(1) الإصغاء ألمعلوماتي

هذا النوع من الإصغاء يعني القدرة على الحصول على معلومات معينة عن موضوع ما داخل محيط العمل ، حيث أننا نصغي للآخرين بهدف فهم الكم الهائل من الرسائل التي تصلنا من الآخرين ، وتتضمن معلومات مختلفة بشأن العمل .

مثـــــال :

عندما يوجه المدير تعليماته لمرؤوسيه أو عندما يريد مراجع إنهاء إجراءات معاملة لديه .
هناك بعض الشروط التي يجب أخذها في الاعتبار أثناء الإصغاء للآخرين بهدف زيادة القدرة لدى المصغي لفهم الرسائل التي تحتوي على معلومات كالتالي :

أ*- لا تحكم مسبقا على أفكار الآخرين .
ب*- ركز على الفكرة الأساسية للحديث .
ت*- اسأل المتحدث وأعد صياغة فكرته كلما سنحت الفرصة بذلك ، مثل قولك دعني أتأكد بأنك قلت كذا أو تعني كذا
ث*- سجل ملاحظاتك كلما دعت الحاجة لذلك .

(2) الإصغاء ألتقييمي

هذا النوع من الإصغاء يحاول مستقبل الرسالة تقييم أراء وأفكار المتحدث ، وقد ينتج عن ذلك بان المصغي ينتقد أو يوافق أو حتى يرفض ويعارض ما يقوله المتحدث مما يؤدي إلى تشتت تركيز المصغي أثناء التقييم .

(3) الإصغاء بهدف المشاركة الوجدانية

هذا النوع من الإصغاء يهدف إلى مساعدة المتحدث .

مثال ..
يتطرق المتحدث للمشكلة النفيسة أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسيـة سـواء كانت على مستـوى الفـرد ( الخاص ) أو الاجتماعـي ( العـام ) .

أنــواع مهــارة الإصــغاء

(1) الإصغاء الهامشي

يكون متلقي الرسالة في حالة شرود ذهني شبه كامل لا يبذل أي جهد لكي يفهم الرسالة ، أن الشخص هنا مستمعا وليس مصغياً ، لان المستمع يعطي انتباهاً محدوداً إلى المتحدث ويترتب على ذلك عدم استيعاب الهدف من الحديث ، يعتبر لاتصال في هذه الحالة اتصالاً غير ناجح .

(2) الإصغاء النصفي

في حالة الإصغاء النصفي يقوم الفرد بالتركيز على ما يعتقد انه ذات أهمية لديه ويتجاهل بقية الحديث ، وذلك بهدف المقارنة والتأكد من صحة ما يقوم به أو ما لديه من معلومات . هذا النوع من الإصغاء يتطلب جهدا وتركيزا أكثر من الإصغاء الهامشي .

(3) الإصغاء الفعال

في حالة الإصغاء الفعال يكون الفرد قلباً وقالباً مع المتحدث ، حيث انه أكثر عمقاً ويتطلب جهد اكبر وتركيز أكثر من النوعين السابقين ، هذا النوع من الإصغاء له شروط يجب توفرها عند مستقبل الرسالة لكي تتم عملية الاتصال بشكل ناجح وفعال ، هذه الشروط هي :

1) الصمت .
2) فهم المفردات المستخدمة في الحديث .
3) التركيز على الهدف الحقيقي من الحديث .
4) التأمل والتفكير بما يقوله المتحدث .
5) الاستجابة اللازمة في ظل ظروف الموقف .

تَفَهم الآخرين ........... ثم بعد ذلك دعهم يفهمونك

سوف تكون أقدر بكثير على إقناع الآخرين عندما تفهم ما بداخل نفوسهم ، عندئذ ستكون لك عندهم مصداقية ، وسوف يتبادلون المشاعر معك ويتقبلون ما لديك من منطق ، والسعي لان نفهم الناس يتطلب التعقل ، بينما السعي لجعلهم يفهموننا يستلزم الشجاعة والمهارة .
مفهوم الإصغاء القائم على علاقة الآخرين ومع شخصياتهم يحقق الفهم الجيد وقليل من الناس يجيدون فن الإصغاء بمعناه الهادف الذي يؤدي إلى الفهم المتبادل ، أما الغالبية فهم ينصتون لواحد كما ينصتون للأخر رغم اختلاف الشخصية ، أما إذا أردت أن تتفاعل حقا مع من تتحدث معه سواء كان زميلك أو رئيسك أو زوجتك أو ابنك فأنت محتاج لمعرفة هذا الشخص أولاً ، فنحن جميعاً نهدف إلى أن يفهمنا الآخرون أولاً ، عندما نصغي إليهم فبقصد أن نرد عليهم وهذا يعني أننا في الغالب أما نتحدث أو نجهز أنفسنا للحديث .
إن الإصغاء الجيد يستغرق وقتاً ويتطلب جهدا إلا أن هذا يهون إلى جانب ما يضيع علينا عندما نضطر إلى الرجوع إلى نقطة البدء لكي نعالج ما جاءنا من سوء الفهم بعد أن نكون قد قطعنا شوطاً طويلاً في الاتجاه الخاطئ ، هذا يحتم علينا فهم الآخرين فبل أن تجعلهم يفهموننا .


انتهت المرحلة الرابعة ( مرفق الملف )........ والله الموفق .