سياسة الاختيار والانتقاء والتعيين والترفيع
الا تحتاج الى اصلاح؟
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
· إن قدرة الجهاز الإداري على انجاز اهداف السياسة العامة للدولة ترتبط في المقام الاول بنوعية العناصر البشرية التي تحتل التخصصات الوظيفية داخل الجهازالاداري
· آن الوظبفة العامة تمثل في اكثر بلاد العالم مشروعا ضخما من حيث استخدامها لاعداد هائلة من الاشخاص وذلك لان نسبتهم عشر السكان العاملين في البلاد الصناعية وعندنا في سورية ثلث آو نصف القوى العاملة يعملون في الجهاز الإداري للدولة
· من هنا ضرورة الاخذ بنظم اختبارات الوظائف العامة من اجل الحصول على اكفا العناصر المتاحة من اجل شغل التخصصات الوظيفية الشاغرة وحتى اليوم لاتزال عملية انتقاء موظفي الوظيفة العامة تتم بطريقة غير علمية وغير مدروسة الا في بعض الوزارات حيث تمت عملية وضع شروط محددة مثل المسابقات التي اجرتها وزارة التربية لانتقاء مدرسين ومرشدين ومدرسين مساعدين حيث اعطي معدل التخرج ثلاثون درجة موزعة حسب معدل المتسابق و50 علامة للامتحان التحريري المؤتمت و20 علامة لامتحان شفهي تجريه لجان وزارية تشكل لهذه الغاية ولايدخل اليه الا من حاز 30 علامة وما فوق في الامتحان الكتابي المؤتمت
· الواقع آن عمليات انتقاء عمال الإدارة العامة تأخذ طابع نظامي في الدول المتقدمة اقتصاديا واعداد الموظفين يكاد يكون واحد ومعروف لذا تنظم عمليات الاختبار للسنة بكاملها اما عندنا فان عمليات الانتقاء تتم بمناسبة انتهاء خدمة بعض عمال الإدارة آو عند انشاء مرافق حديثة وسابقا لم تكن تراعى عملية الحاجة آلي هولاء العاملين فظهرت اليوم ظاهرة نقل عمال من إدارة آلي اخرى كما حصل في مؤسسة الاسكان والانشاء والتعمير والطرق حيث تم نقل مجموعة من العمال من هذه المؤسسات آلي وزارة التربية ولكن الوزارة قبلتهم كمستخدمين فقط لانه لا شواغر عندها الا مستخدمين
طرق انتقاء عمال الادارة العامة
· يوجد طريقتين لانتقاء عمال الإدارة العامة هي
- طريقة الانتقاء الخارجي
- طريقة الانتقاء الداخلي
· ففي نظام الوظيفة العامة المغلق وهو نظام الوظيفة العامة الفرنسية وهو النظام الذي تاخذ به سورية يوجب على الإدارة العامة في حال اعلانها عن مسابقة للاختيار الخارجي آن تقرنها بمسابقة للاختيار الداخلي شريطة الا تتجاوز نسبة المرشحين من داخل الإدارة نصف الاعداد المطلوبة
· ويتاثر عادة عدد المرشحين للعمل في الإدارة العامة بوضع الوظيفة العامة فقد تستطيع الوظيفة جذب عدد كبير من المرشحين وقد تصبح امكانية كسب مورد للعيش وبشكل عام يوجد عدد كبير جدا من المرشحين لاي وظيفة يعلن عنها داخل سورية وخارجها
لكن ما هي افضل الطرق لتامين احسن العناصر ؟
في سورية تاثرت الوظيفة العامة في المرحلة الماضية بطرق المحاباة والمحسوبية لكن هذه الطرق أصبحت مرفوضة اليوم لانها ادت آلي جمود اداري انعكس سلبا على تحقيق اهداف السياسية العامة للدولة لذا لا بد من اعادة النظر بطرق الانتقاء وسياسات التعيين بحيث نصل آلي طرق حديثة فعالة التي أصبحت معتمد ة في اكثر دول عالمنا المعاصر تحت عنوان مبداين رئيسين هما :
· مبدا مساواة جميع المواطنين في الوصول آلي الوظيفة العامة الذي ينص عليه الاعلان العالمي لحقوق الانسان في المادة 21
ولا يعني هذا المبدا آن أي مواطن يستطيع في أي لحظة شغل المنصب آو الوظيفة التي يريدها بل يعني انه يجب وضع حد للقيود المتعلقة بالجنس وباللون وبالدين وبالافكار السياسية وبالتالي يجب آن يخضع جميع المرشحين للعمل في الوظيفة العامة للشروط المطلوبة نفسها أي بمعنى يجب استبعاد جميع انواع التفرقة ولا نضع موظف معين في إدارة ما لانه ينتمي آلي هذه الطائفة آو آلي هذا الحزب
كما يجب تمكين النساء من الوصول آلي الوظيفة العامة بنفس الطريقة التي يتم بموجبها قبول الرجال كما يجب فتح باب الوظيفة العامة بشكل واسع لدخول المراة بحيث يصبحن النساء يشكلن الاغلبية في الوظيفة العامة آو على الاقل 50 % ورغم آن قانون العاملين والموظفين في سورية والدستور لا يميزوا بين المراة والرجل الا آن المراة لم تصل في الواقع آلي حقوقها حيث آن نسبة النساء العاملات في فرنسا تصل آلي 40 %
· مبدا الانتقاء على اساس الاستحقاق والكفاءة
ويتم تطبيق هذا المبدا في اكثر دول العالم المعاصر اما بواسطة نصوص دستورية آو قانونية آو تنظيمية وقد يكون تنفيذ هذا المبدا موكول آلي هيئة مستقلة مؤلفة من كبار الشخصيات الادارية بحيث يمكنها آن تتمتع بالضمانات اللازمة كافة لاختيار عمالاللادارة العامة على اسس ومعايير الاستحقاق
وتشير الاحصاءات في سورية آلي آن 75 % من العاملين في الدولة يحملون تاهيل منخفض المستوى أي ثانوية وما دون وهؤلاء لا يمكن آن يكونوا عقل الدولة المفكر والمدبر ولا يمكن آن يكونوا اداة تطوير وتحديث في عصر العولمة والاقتصاد المعرفي وعصر الانترنت والمعلوماتية وعصر الشركات وتشابك الامم والاقتصادات والشعوب
لذا لا بد من تغيير بنية القوى العاملة بحيث نستقطب الكفاءات والتخصصات العالية والهندسة التقنية وادارة الأعمال لنستفيد من هؤلاء بدل منخفضي التاهيل واذا لم نفعل ذلك لم ولن نستطع اصلاح الإدارة واصلاح الاقتصاد وبالتالي لن ولم نستطع آن نحقق شعار تحديث وتطوير سورية الذي اطلقه واشاعه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد
ورغم آن سورية اخذت بمبدا الاختيار على اساس الاستحقاق أي بطريقة المسابقة الا آن هذه الطريقة قد اعتراها كثير من الاستثناءات والاختر ا قات في المرحلة الماضية حيث وصل أشخاص آلي مواقع المسؤولية لا يقدرون معنى المسؤولية وخدمة الناس ولم ياخذوا من المنصب سوى السلطة والمكاسب وتبديد المال العام واقتناء السيارات الفخمة وعشق السكرتيرات الجميلات
انواع الاختبارات الاساسية للمفاضلة
بين المتقدمين لشغل الوظيفة العامة
· اختبار الذكاء العام وهو يهدف آلى استبعاد الاشخاص الذين يخفقون في الحصول على نسبة معين من الدرجات ويعقب هذا الامتحان للناجحين اختبارات للمعلومات والميول والمواهب
· اختبارات الذكاء الاجتماعي ويهدف هذا الاختبار آلي معرفة قدرة المرشح على التكيف مع المواقف المتغيرة التي تشمل العلاقات الانسانية والتعامل مع الافراد
· اختبارات القدرة الادارية ويهدف آلي اكتشاف القدرات العقلية والنفسية اللازمة للنجاح في تولي الأعمال الادارية
· الاختبارات الالية التي تهدف آلي معرفة بعض المهارات فيما يتعلق بتشغيل اجهزة والات معينة
· اختبارات الشخصية والميول وقليلا ما تستخدم هذه الاختبارات عندنا في سورية علما آن شخصية الموظف وميوله لها دور كبير في نجاحه في العمل القيادي الإداري
· اختبارات التحصيل وهي اختبارات اكاديمية تقيس كمية المعلومات التي يعرفها المرشح في مجال تخصص معين وقد لجات آلي ذلك مسابقة الانتساب آلي المعهد الوطني للإدارة العامة حيث تم اتباع المرشحين لدورة تحضيرية في علوم الإدارة والاقتصاد والقانون والثقافة العامة واللغات الاجنبية لجميع المتقدمين الذين يحملون شهادات علمية مختلفة من طب وهندسة واقتصاد وحقوق وعلوم سياسية واداب اجنبية
· الاختبارات الجسمانية والهدف منها معرفة صلاحية المرشح للعمل القيادي والوظيفي وتم دمج هذه الاختبارات في المعهد الوطني للإدارة مع المقابلات الشفوية والشخصية التي تهدف آلي معرفة دوافع المتقدم وسويته الفكرية والثقافية ولياقته المعنوية والبدنية
· لقد أصبحت معظم دول العالم المتطورة تعهد الى هيئات متخصصة مهمة اختيار عمال الإدارة العامة والقادة الاداريين وهذه الهيئات تتمتع باستقلال تام ومؤلفة من كبار الاخصائيين في العلوم الادارية ويقع على عاتق هذه الهيئات مهمة اجراء الاختبارات التحريرية والشفهية والمقابلات الشخصية للمرشحين ومن ثم اعلان النتائج الموضوعية 0
· ويمكن في سورية اعادة اجراء تقييم ومسابقات لجميع العاملين القائمين على راس عملهم بحيث تدفع هذه العملية الجميع آلي العمل والتاهيل والتخلي عن السلبية واللا مبا لاة ومن ثم نجري عملية ترفيع على اساس العمل الذي يقدمه الموظف للوظيفة العامة لا آن نرفع جميع الموظفين 9% حسب الاقدمية ودون تمييز بين المجد المتفوق والكسول المهمل
· وانا اعتقد بضرورة انشاء هيئة دائمة آو وزارة مؤلفة من كبار الاخصائيين في الوظيفة العامة تكون مهمتها وضع خطط طويلة وقصيرة الاجل مع ممثلي الوزارات والمصالح الحكومية المختلفة لسياسة اعادة تقييم عمال الإدارة العامة تحت طائلة خسارة الوظيفة لكل من لم تثبت جدارته وقدرته على التعلم والمواظبة
· كما اقترح آن يناط بهذه الهيئة آو الوزارة مهمة توصيف الوظائف وتصنيفها مع منحها سلطة التفتيش على النواحي التنظيمية في الاجهزة الحكومية ومنح هذه الهيئة اقتراح تخفيض عدد العاملين في كل اجهزة الدولة اذاكان هناك تضخم لا مبرر له في أعداد الموظفين كما لا بد من ايجاد روابط بين عمليات الانتقاء واعداد الكوادر والسياسة العامة للتعليم في القطر والسياسة العامة للتوظيف والاستخدام بحيث نصل آلي إدارة عامة متطورة عصرية محددة الاهداف ذات مردود كبير قادرة على ترجمة رغبة القيادة السياسية في تنفيذ برنامج ومشروع تطوير وتحديث سورية وهاهي نواة هذه الهيئة آو الوزارة أصبحت موجودة بعد ان بدا المعهد الوطني للإدارة العامة بتخريج الكوادر حيث تخرجت الدفعة الاولى التي سميت دورة الرواد في 1/1 /2006
وحتى لا نصاب بالترهل ثانية يجب الاهتمام بموضوع اعداد وتدريب عمال الإدارة العامة والقادة الاداريين لما لهذا الامر من اثر نهائي على الكفاءة الإنتاجية للمؤسسة آو الشركة والادارة الحديثة تعتمد طرق فنية وعلمية من خلال التطورات السريعة في مجال التدريب المنظم واصبح الانفاق اليوم على الاعداد والتدريب والاستثمار في الموارد البشرية احد اهم مؤشرات النجاح في الشركات الحديثة
وبالنسبة لنا في سورية لا توجد ثقافة تدريب ونحن لا نولي موضوع التاهيل والتدريب الاهتمام الكافي ولقد شكل المعهد الوطني للإدارة اداة تدريب خاصة بالقادة الاداريين ويجب زيادة فترة الاعداد والتدريب بحيث نجابه الوظيفة العامة الحديثة وهناك عدة طرق في التكوين والاعداد اهمها
*الدراسات الاساسية
· العمل ضمن الجماعات الصغيرة
· حلقات البحث
· محاضرات
· أعداد التقارير
· دورات تدريبية
· دراسة الحالات
وجميع هذه الاساليب تستخدم كاليات عمل في المعهد الوطني للإدارة العامة الذي يمتاز بانه معهد تدريب يوفر مدربين اكفاء ويزيد مهارات المتدربيين نتيجة المنافسة التي تنشا بينهم
وبشكل عام يمكن تحديد اهداف التدريب بمايلي
*زيادة الانتاج
· الاقتصاد في النفقات
· تنمية قدرات القادة ومهاراتهم
· رفع المعنويات للعاملين
· قلة في الاشراف
· تنمية العلاقات الانسانية والايجابية بين المتدربين والروؤساء
· قلة الحوادث
· تمكين القادة من مسايرة التقد م العلمي والالمام بالاساليب الحديثة في الإدارة من خلال قاعات الانترنت والحالات العملية والاساتذة الزائرين وزيارة الهيئات والاطلاع على اليات العمل
وبشكل عام يعتبر انشاء المعهد الوطني للإدارة العامة مشروعا وطنيا فذا كونه يهدف الى زيادة مهارات القادة الاداريين وجعلهم على علم باحدث ما توصلت اليه علوم الإدارة ولا يخفى على احد انه اليوم لا يوجد نظام ناجح ونظام فاشل بل توجد إدارة ناجحة صالحة وادارة فاشلة وعلينا في سورية آن نتخلص من الإدارة الفاشلة من اجل آن نستطيع آن نحقق مشروع تطوير وتحديث وعصرنة سورية 0
عبد الرحمن تيشوري