كانت إدارة الوقت - ومازالت - من أصعب المهام التي تواجه الأفراد في المجتمعات الحديثة، حيث تتعاظم ضغوط العمل وتتعدد المهام التي يتعين على المرء أداؤها على نحو يجعله في حالة ارتباك وعدم قدرة على تحديد أي المهام يجب إنجازه أولا وأيها يجب أو يمكن تأجيله لما بعد.

ولأن إدارة الوقت بفعالية وتنظيم هي من الأنشطة التي يمكنها الإسهام في زيادة إنتاجيتك بشدة وفي تحقيقك الأهداف التي تصبو إليها، فإنه من الأهمية بمكان أن تسعى لاكتساب المهارات الأساسية لإدارة الوقت وأن تسعى بانتظام لتطوير قدرتك على تحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف الطموح في أقصر وقت ممكن. وفي السطور التالية نعرض عليك - عزيزي القارئ - عدداً من النصائح والإرشادات الهامة التي يمكنها أن تضعك قدميك على طريق إدارة الوقت بفعالية:

- قم بتخطيط كل يوم بنظام ودقة: فعليك مثلاً أن تكتب في صباح كل يوم قائمة بالمهام التي يجب عليك أداؤها فيه، وأن تضع المهام الأكثر أولوية وأهمية على رأس تلك القائمة، وأن تحاول منذ الصباح الباكر تلافي أي تعارضات أو تداخلات قد تحدث بين مواعيدك وأنشطتك اليومية.

- رتب أولوياتك: فلتعلم أن معظم الأفراد يضيعون أغلب وقتهم في أنشطة غير هامة وغير مؤثرة، وهو ما يتسبب في إهدار طاقاتهم وعجزهم عن تحقيق أهدافهم. لذا، فمن المهم أن ترتب أولوياتك الشخصية والمهنية جيداً وأن تضمن أن وقتك لا يضيع في أنشطة غير مجدية كان بإمكانك تأجيلها أو إلغاؤها ببساطة أو تفويضها إلى الآخرين.

- قل "لا" للأنشطة غير الضرورية: فلا يجب عليك أبداً أن تقبل أي وظائف أو مهام أو تكليفات ما لم تكن واثقاً من أنها ستصب بالفعل في مصلحتك وستمكنك بدرجة أكبر من الوصول إلى ما تريد في النهاية.

- خذ الوقت الكافي لأداء العمل بجودة عالية: اعلم أن 80% من النتائج الجيدة التي تحققها عادة ما تأخذ ما لا يزيد عن 20% من وقتك، ولذلك فإنك كلما بذلت جهداً أكبر ووقتاً أطول في أداء مهامك الأساسية بجودة وإتقان عاليين فإنك ستجني ثماراً أفضل وأعظم أثراً من وراء ذلك.

- طبق قانون "العشر دقائق": فحاول أن تعود نفسك على أن تخصص عشر دقائق من وقتك يومياً لأداء المهام التي تكرهها وتستصعب أداءها، وبتلك الطريقة التراكمية ستجد في النهاية أنك قد أنجزتها، بل وربما تجد أنها ليست بالسوء الذي كنت تظنه أصلاً.

- قيم كيفية استخدامك لوقتك: فعليك أن تسجل في مذكرتك الخاصة أبرز العناوين التي مررت عليها أثناء يومك، وعليك أن تحلل أداءك اليومي وطريقة إنفاقك لوقتك بشكل دوري حتى تضع يديك على أهم عيوب طريقتك في إدارة الوقت.

- فكر في الحصول على دورة تدريبية في إدارة الوقت: فمثل تلك الدورة سيكون لها عائد مادي ومعنوي مجز فيما بعد. وإذا لم يكن بوسعك الحصول على مثل تلك الدورة، فلتفكر في اقتناء كتاب أو أكثر في نفس المجال.