النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التوحيد والاطمئنان النفسى

#1
الصورة الرمزية hayet ugel
hayet ugel غير متواجد حالياً نشيط
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الجزائر
مجال العمل
هندسة
المشاركات
5

سيرة ذاتية التوحيد والاطمئنان النفسى

وكلمة
التوحيد هى الكلمة الفارقة بين الإيمان والكفر ، وبين أهل السعادة وأهل الشقاء ،
وهى الأساس الذى تبنى عليه كل الأعمال الصالحة مصداقا لقوله تعالى ( وقدمنا إلى ما
عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا ) الفرقان آية 23 . وفى مقابل ذلك نجد أن الله
تبارك وتعالى وعدنا ووعده حق حين قال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون
ذلك لمن يشاء ) النساء آية 48 ، وذلك لأنه سبحانه وتعالى وصف الشرك بقوله :


( إن الشرك
لظلم عظيم ) لقمان آية 13 .


وهذا ما
أكده رسولنا الكريم :حين قال : "الظلم ثلاثة ، فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره
الله وظلم لا يترك الله منه شيئا" ، فأما الظلم الذى لا يغفره الله الشرك ، وأما
الظلم الذى يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذى
لا يترك الله منه شيئا ظلم العباد بعضهم لبعض .. رواه الشيخان ، وإذا ما تساءلنا
لماذا لا يغفر الله الشرك ؟ تكون الإجابة أنه لو غفر الشرك بتعدد الآلهة وما يصاحبه
من تأثير سيئ على نفسية البشر لتضاربت الأوامر والتكاليف مع بعضها البعض ، فمن
رحمته (أنه لا اله إلا هو ) تلك الرحمة آلتي تجلت في غفرانه جميع الذنوب جليلتا
ودقيقها ما دمنا لا نشرك به … ولماذا لا يترك الله شيئا من ظلم العباد بعضهم بعضا ؟
لأنه عادل ولو سمح بظلم العباد بعضهم لبعض لفسدت الأرض ولعدل الناس عن عبادتهم إياه
، فاحترام الله لحقوق العباد وتجاوزه عن الحقوق التى بينهم وبينه ، يعد فى حد ذاته
إعلاء من شأن إنسانية الإنسان والسمو بها وهذا فى حد ذاته يريح النفوس وخاصة من شعر
أنه ظلم .. فلا يأس ولا حزن ما دام الله يقف فى صف المظلوم . وتتجلى رحمة الله
وعفوه ومغفرته فى الكثير من الآيات التى تضئ طريق التوبة أمام العصاة وتطمئن نفوسهم
إلى أن الله واسع المغفرة والعفو ..


ويحضرنا فى
هذا المقام قصة قاتل حمزة عم النبي :حين جاءه وقال له يا رسول الله أشركت بالله
وقتلت النفس التى حرم الله وزنيت هل لي من توبة ؟ فنزلت الآية : ( الذين لا يدعون
مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التى حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك
يلق أثاما ، يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ، إلا من تاب وأمن وعمل
عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ) الفرقان آية 68
إلى 70 .. فقال : أرى شرطا : لعلى ممن لا يشاء فنزلت الآية " قل يا عبادي الذين
أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور
الرحيم " الزمر 53 فقال نعم : الآن لا أرى شرطا فأسلم وهكذا نجد أن الإسلام يراعى
الحالة النفسية التى اعترى العصاة ودائما يذكرهم الله بعفوه ومغفرته حتى تطمئن
نفوسهم بل إن من آداب الإسلام وتعاليمه السامية التى تحافظ على نفسية الخاطئين إن
العبد إذا أخطأ ثم اعترف بخطئه وتاب فلا نواجه اللوم له ولا نذكره بخطيئته حتى لا
يدب اليأس فى نفسه وتتحطم نفسيته ألم يقل الله عز وجل " واللذان يأتيانها منكم
فأذوهما فإن تاب وأصلحا فأعرضوا عنهما ، إن الله كان توابا رحيما " النساء 16 فإذا
غفر الخالق ألا يغفر المخلوق
؟ وقد ورد عن رسول الله : فيما معناه انه قال من قدم اعتذارا لأخيه أو تأسف له ولم
يقبل أسفه لم يرد على حوض الرسول في الجنة.
وهكذا نجد أن ديننا الحنيف يراعى الجوانب النفسية للبشر ويعمل على إراحتها وإرضائها
.وعود على بدء ، نود أن نشير إلى أن كلمة لا اله إلا الله ليست كلمة تطلق باللسان
فقط ولكنها اعتقاد قلبي وتصديق جازم بأنه لا اله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، وكفى
بعبوديتنا لله عزا فالنفس طالما فى طاعة الله فهى عزيزة مطمئنة لأنه من رحمته أن
جعلنا جميعا عبيدا له يتساوى فى هذا الغنى والفقير والقوى والضعيف ، وهذا فى حد
ذاته شكل من أشكال الاطمئنان النفسى حيث تجد النفس كمال عزتها فى طاعة الله وذلها
فى معصية الله دون اعتبار للمنصب أو الجاه غير ذلك من الأشياء الدنيوية ، وبذلك
تتعرف النفس على قدرها من خلال حصر شامل يومى لكل ما تقوم به من أعمال وفرائض ،
فطاعتنا لله يقابلها رضاه عنا أو كما قال الحسن البصرى " نحن فى نعمة لو علمها
الملوك لحسدونا عليها ولقاتلونا عليها بالسيوف ،ألا برضا الله وطاعته بإخلاص فى كل
الأعمال .






وهكذا فإن العبد إذا قال لا إله إلا الله مخلصا من قلبه ضمن الجنة شريطـه أن ينعكس
ذلك على سلوكياته من خلال التعرف على أسماء الله وصفاته ، فإذا علم العبد أن من
صفاته أنه " رزاق "

إلى الله ولا يخاف من قوله الحق لومة لائم ، بل يأخذ بأسباب الرزق فى
الحياة المعيشية ويتوكل على الله بقلبه وليعلم تماما أنه إذا انقطعت الأسباب ، فإذا
عاش العبد فى معية الله هدأت نفسه واطمأنت بتوكلها على الله
فلا يطلب الرزق إلا من عند الله ، لا يتكل إلا على الله ، لا يعتصم إلا بالله
ودائما يفوض أمره وهذا فى حد ذاته يعصم العبد من الوقوع فى براثن الحيرة والتردد فى
اتخاذ القرار وخوف المغامرة ، والخوف من المستقبل ، والخوف من الفقر وانقطاع أغوار
الفوبيا أو المخاوف النفسية وفى وجود هذه المخاوف والتوترات يغيب عن العبد طمأنينة
النفس التى يجدها فى قوله تعالى " ورزقكم من السماء وما توعدون " الذاريات 22 .


والنفس إذا
علمت أن من أسماء الله وصفاته أنه " قادر وحليم " أي فى مقدوره أن يأخذنا بذنوبنا
ويعاقبنا إلا أنه "حليم " لا يعجل لنا العقوبة فى الدنيا ، هدأت النفس استيقظت من
غفلتها لتراجع حساباتها ومدى تقصيرها فى أداء الفرائض عندئذ تنمو لديها قدرات نفسية
هائلة تدفعها إلى الأعمال الصالحة طالما أن باب التوبة مفتوح وأن الحليم لم يجعل
لها العقوبة بل أن الله من صفاته أنه " يحول بين المرء وقلبه" والنفس بطبيعتها
دائما تتمنى أشياء كثيرة وتريد أن يجعل الله لها ما تريد ( زواج ، تجارة ،سفر ...)
إلا أن الله يعلم أن فى قضاء هذه الحاجة هلاك العبد أو فساد دينه
فينظر الله لملائكته ويقول يا ملائكتى إن يسرت له حاجته أدخلته النار ،
اصرفوا هذا عن عبدى ، في جعل الله فشل هذا الأمر الذى يريده العبد على يد شخص يسعى
لإفساد هذا الأمر ربما بكلمة ، فيظل العبد يتطير ويتشاءم ويقول لولا فلان لتم هذا
الأمر وليس السبب فى هذا وذاك ولكنه فضل من الله . وهكذا
إذا تعرف العبد على معنى هذا الدعاء لطابت نفسه وهدأت واطمأنت إلى قدر الله ولعلمت
أن ما أصابها لم يكن ليخطئها وما أخطأها لم يكن ليصيبها ، وهكذا تجد النفس
طمأنينتها وراحتها فى معية الله ومع كلمة التوحيد .




" كلمة
التوحيد " عنوان الإسلام تلك الكلمة التى تجمع بين النفى والإثبات ، حيث نفت
الألوهية عن كل ما سوى الله وأثبتت الألوهية لله وحده . تلك الكلمة التى بعث الله
بها الرسل والنبيين إلى البشر وأنزل الكتب حيث قال على لسان نوح وهو أول رسول يبعث
إلى أهل الأرض وهم يعبدون الأصنام ( يا قوم أعبدوا الله ما لكم من اله غيره )
الأعراف آية 59 ، ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم أعبدوا الله ما لكم من اله
غيره ) الأعراف آية 73 ، هود آيه 61 ، ( والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا
الله ما لكم من اله غيره ) الأعراف آية 85 ، هود آية 84 ، ( والى عاد أخاهم هودا
قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ) هود آية 50 .

#2
الصورة الرمزية chorok
chorok غير متواجد حالياً نشيط
نبذه عن الكاتب
 
البلد
الجزائر
مجال العمل
تجارة ومحاسبة
المشاركات
6

رد: التوحيد والاطمئنان النفسى

بارك الله فيك أخـــــــــــــــــي الكريم

#3
الصورة الرمزية shamsi
shamsi غير متواجد حالياً مستشار
نبذه عن الكاتب
 
البلد
اليمن
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
443

رد: التوحيد والاطمئنان النفسى

تسلموا ... بارك الله فيكم .

إقرأ أيضا...
سلسلة العقيدة الإسلامية 2- التوحيد ـ وأركان التوحيد

أخوانى وأخواتى الأعزاء.. إليكم هذا النقل من موقع ( بلغوا عنى ولو آية ) وأرجو من الله عز وجل أن ينال إعجابكم وأن تعم الفائدة علينا جميعاً.. الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات،حرصا منا على الإتيان... (مشاركات: 2)


امتلك مفاتيح تغيرك للافضل من خلال الطب النفسى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته امتلك مفاتيح تغيرك للافضل من خلال الطب النفسى إن الطب النفسي هو علم وفن التعامل مع أرقى وأصعب مخلوقات الله عز وجل وهى النفس البشرية . والطب النفسي شقيق الطب... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دورة إدارة عمليات الاستحواذ والاندماج للشركات

برنامج تدريبي يشرح عمليات الاستحواذ والاندماج وبين الشركات وأهميتها وكيفية التخطيط لتنفيذها لتحقيق افضل النتائج، وتضمن لك الدراسة في هذا البرنامج فهم استراتيجية الاستحواذ والاندماج بين الشركات، وكيفية تقييم وتحليل الشركات المستهدفة من عمليات الاندماج، وستتعلم آلية ادارة التكامل المؤسسي والعمليات والتكنولوجيا وادارة الموارد البشرية والثقافة التنظيمية بعد الاندماج، كذلك دراسة الأسلوب الأمثل لإدارة العلاقات العامة والتواصل الاستراتيجي اثناء وبعد عملية الاندماج، وكيفية ادارة المخاطر والامتثال وتقييم الأداء والقياس وكيف تتم ادارة العلاقات مع الشركاء والموردين في الشركة بعد اتمام عملية الاندماج بشكل كلي.


برنامج إعداد وتأهيل أعضاء مجالس الادارة بالمؤسسات الرياضية

برنامج تدريبي لتأهيل اعضاء مجالس الادارة بالمؤسسات الرياضية من خلال التدريب على فهم البناء القانوني والتشريعي للمؤسسات الرياضية وفهم نظام الحوكمة وآليات تطبيقه ومهارات فعالية القيادة في المؤسسة الرياضية والادارة الاقتصادية والمالية وادارة المخاطر في المؤسسة الرياضية وأخيرا التخطيط الاستراتيجى كمدخل لتطوير العمليات الادارية بالمؤسسات الرياضية.


ورشة التصميم الاحترافي لمصفوفة الصلاحيات والمسئوليات - RACI Matrix

ورشة تدريبية تتناول موضوع اعداد مصفوفة الصلاحيات والمسئوليات وتوضح الفرق بينهما وأهمية كل منهما في الشركات ومتى نحتاج اليها والنتائج الايجابية وكذلك السلبية التي تترتب على تطبيق مصفوفة الصلاحيات والمسئوليات وخطوات تصميمها وأمثلة وتطبيقات عملية و آليات الفعالية والاستدامة لمصفوفة الصلاحيات والمسئوليات


دبلوم المراقبة الداخلية والتدقيق المحاسبي للاستثمارات

دبلوم تدريبي متقدم يهدف الى تأهيل المشاركين على فهم الرقابة الداخلية، ومعرفة شروطها والنظم الخاصة بها واجراءاتها، وتقييم نظام المراقبة الداخلية، ويقدم البرنامج شرح وافي لأهمية التدقيق المالي والمحاسبي واهم وسائله وانواعه ومعايير تدقيق الاخطاء والغش، وكذلك اهم تطبيقات المراقبة الداخلية والتدقيق المحاسبي على الاستثمارات والشركات التجارية


دبلومة ادارة مؤسسات تدريب ومنافسات خيول السباق

برنامج تدريبي متخصص في ادارة المؤسسات الخاصة بتدريب ومنافسات الخيول يتناول الجوانب الادارية والاشرافية المؤهلة للعمل في هذه المؤسسات وكذلك موضوعات تتعلق بصحية الخيول وادارة تنظيم سباقات الخيول وتصميم برامج تعلم خيول السباق ومهارات التواصل مع مالكي الخيول ومدربيها واعداد وتنظيم السجلات والملفات الادراية لهذا النشاط


أحدث الملفات والنماذج