(احصل على الحقائق! ليست الحقائق الظاهرية، أو الحقائق المفترضة أو الحقائق المأمول فيها، بل الحقائق الواقعية)
بريان تراسي
تساهم مجموعة من العناصر في تكوين شخصية الفرد، وهذه العناصر تتفاعل مع بعضها البعض مع مرور الوقت، لتحدد شخصية الإنسان، ومن أهم هذه العناصر:
  1. المكونات الجسمانية والبيولوجية:
من أمثلة هذه المكونات: الأعضاء الحسية للإنسان، الجهاز العصبي، القوة العضلية، طول أو قصر القامة، اللون ... إلخ، وللوراثة درو كبير في التكوين الجسماني للفرد؛ حيث تنتقل الصفات الوراثية من جيل إلى آخر عن طريق الجينات والكروموزومات.
والتكوين الجسماني له تأثير على الفرد، فهو الذي يحدد قدرة الفرد على التأقلم والتفاعل مع الآخرين، ومع البيئة الاجتماعية التي يعيش فيها.
  1. المكونات العقلية:
ومن أمثلة ذلك الذكاء، والقدرات الذهنية التي يتمتع بها الفرد، ومن المعروف أن مخ الإنسان يتكون من ملايين الخلايا، التي تتحكم في الجهاز العصبي للإنسان، والمكونات العقلية تحدد قدرة الفرد على التعلم واكتساب الخبرات.
  1. المكونات الوجدانية:
ومن أمثلة ذلك: دوافع وحاجات الفرد، وهذه لها دور كبير في تكوين شخصية الفرد؛ نتيجة محاولاته المتكررة في إشباع هذه الحاجات.
  1. مساهمات الأسرة في تكوين الشخصية:
للأسرة تأثير كبير في النمو المبكر للشخصية، ويلعب الآباء دور كبير في تحديد هوية الفرد، وقد ركزت كثير من الدراسات على أهمية بيئة المنزل التي يوفرها الوالدين لأبنائهم.
وقد دلت هذه الدراسات على أن الأطفال التي تترواح سنهم بين الرابعة والسادسة، ويعيشون في منازل يسودها جو الديموقراطية، عادة ما يكونون أكثر هدوءًا، وأقل جدلًا، وشديدي الحساسية للمديح أو اللوم، وناجحين إجتماعيًا أكثر من الأطفال، الذين يعيشون في منازل تسودها روح التسلط من الوالدين.
  1. مساهمات النواحي الحضارية في تكوين الشخصية:
تساهم العوامل الحضارية في تكوين شخصية الفرد، ويلعب التعلم دور كبير في اكتساب النواحي الحضارية، وحضارة المجتمع تحدد بدرجة كبيرة بعض الخصائص السلوكية، مثل الاعتماد على النفس، العدوانية، المنافسة، والتعاون.
ومن أمثلة دور الحضارة في تكوين شخصية الفرد، نجد أن الحضارات الغربية بصفة عامة تشجع وتكافيء الشخص المعتمد على نفسه، الراغب في الإنجاز ومنافسة الآخرين، بينما الحضارات الشرقية قد لا تحبذ ذلك.
  1. مساهمات النواحي الاجتماعية في تكوين الشخصية:
هناك اهتمام متزايد بتأثير النواحي الاجتماعية على شخصية الفرد، بجانب النواحي البيولوجية والأسرية والحضارية السابق ذكرها، فالبيئة الاجتماعية تساهم بدرجة كبيرة في تكوين شخصية الفرد؛ حيث يقضي الفرد جزءًا كبيرًا من حياته في تفاعل مع الآخرين في البيئة المحيطة.
وهناك مستويات مختلفة للتفاعل الاجتماعي، فهناك تفاعل بين الأفراد مثل التفاعل بين الزوج وزوجته، وبين الطالب وأستاذه، والأب وأبنه.
وهناك تفاعل بين الفرد والجماعات، مثل التفاعل بين المدرب وفريق كرة القدم، والإمام وجماعة المصلين، وهناك أخيرًا التفاعل بين الفرد والثقافة العامة، مثل العادات والتقاليد الاجتماعية، وتحدد الثقافة العامة مجموعة التوقعات الواجب على الفرد إتباعها.
  1. مساهمات العوامل الموقفية الحالية:
إن للمواقف الفورية التي يتعرض لها الفرد، تأثير كبير على تكوين شخصيته، مثل الفرد الذي تتميز شخصيته بالحاجة العالية للقوة، أو السلطة والإنجاز، عندما يُنقل إلى مكان يتميز بالبيروقراطية الشديدة، فإن هذا الفرد قد يصاب بالإحباط، ويتصرف بلا مبالاة، أو بعدوانية، ويبدو ظاهريًا أن هذا الشخص كسولًا، أو مسببًا للمشاكل في حين أن تاريخه الوظيفي خلاف ذلك، والسبب في تغير شخصيته هو الظروف الموقفية، التي تعرض له الشخص.