الموضوع: الاختيار الصعب .. بقلم أحمد نبيل فرحات
الاختيار الصعب .. بقلم أحمد نبيل فرحات
يعش الانسان حياة مليئة بالأحداث اليومية، وتغلف هذه الحياة العديد من المشاعر والأحساسيس التي تصاحب كل موقف وكل لحظة نعيش فيها فتكون رحلة الحياة هي مزيج من حالات السعادة والتعاسة والحزن والفرح فلا يمكن ان تستمر الحياة في عطاءها لبني البشر لتمنحه سعادة دائمة ومطلقة ولا يمكن ايضا ان تبخل عليه دائما لتسلبه هذه السعادة وتستبدلها بتعاسة دائمة ومطلقة.
تظل الحياة مزيج من هذا وذاك، وعلى الانسان الفطن ان يعرف هذا جيدا وان يمتلك القدرة للتفاعل مع كل ما يمر به مهما كان، وألا يستلسم لمشاعره الايجابية فيتوقف عن الجهد والعرق كما انه مطالب بألا يستسلم لمشاعره السلبية فلا ييأس من رحمة الله، هذه هي المعادلة المعقدة في فهم هذا اللغز الدنيوي الصعب.
ولكن تبقى نقطة واحدة هي التي تحتاج الى تأمل والى أن نتوقف عندها كثيرا، ماذا عن خيارات الانسان نفسه .. اليست لها نصيب الأسد من توجيه حياتنا سواء الى السعادة او الى التعاسة .. اليست اختياراتنا هي مفتاح ما سنمر به مستقبلا، اننا دائما ما نلقي اللوم على الظروف وعلى الأخرين فيما نمر به من حالات مزاجية مختلفة ولا نفكر ابدا في ان نلوم اختياراتنا والتي قد تكون هي المسبب الأول لما نمر به من ظروف .. إن الله اعطى لنا العقل لنفكر به، وأعطى لنا الحرية لنختار، وأعطى لنا الإرادة كي نصر على اختياراتنا .. ثم ماذا بعد؟ هل نلوم الظروف ونلوم الحياة على خطأنا نحن؟ .. اذا كنا نرغب في ان نكون منصفين، فإن الحق والعدل اننا نحن بأيدينا نرسم لوحة المستقبل دون اي تدخل من الظروف او من الأخرين حتى، فنحن من نفكر ونحن من نقرر ونحن من ننفذ إذا فلا يجب ابدا ان نلوم طرفا أخر إلا انفسنا.
ولكن كيف يختار الانسان وهو مغيب تماما عما سيحدث في المستقبل؟، فماذا إذا امتلك الانسان القدرة للإطلاع على الغيب ولو للحظة واحده عله استطاع ان يجيد الاختيار، ولكن ما ادراه انه كان سيجيد الاختيار حينها .. يقول السلف الصالح: "لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع" .. لعل تلك النظرة للمستقبل هي التي ستمنعك ان تحاول وان تجتهد أو قد تدفعك الى ان تستسلم لحالتك اكثر، فهل سينفعك حينها هذا الاستبصار الكاذب.
ان ما يمر به الانسان من هم وكدر نتيجة اختياراته ليس العيب فيها غموض المستقبل .. وانما هي الرغبة المحمومة في ان نعيش الحاضر بما ينسينا ان ننظر للمستقبل، إننا نلهث وراء سعادة لحظية او هكذا نظن ولا نفكر فيما بعد هذه اللحظة، دائما ما تكون نظرتنا للأمور قاصرة مبتورة بفعل الرغبة العمياء للحصول على ما في يدنا الأن لكننا أبدا لا ننظر الى غدا لا نسأل انفسنا "ماذا بعد؟"، لا نملك هذه اللحظة التي نقف فيها عن التفكير في الحاضر للنظر الى المستقبل .. اننا بخلاء بشدة مع المستقبل، ومسرفين غاية الاسراف مع الحاضر، وجاحدين غاية الجحود مع الماضي، فننساق وراء رغباتنا واحلامنا الحاضرة بدرجة تعمينا عن التعلم من اخطاءنا واخطاء الأخرين والتي حدثت في الماضي وبطريقة تجعلنا لا نملك الوقت لنتأمل كيف سيكون المستقبل .. وهكذا تأتي خيارتنا معطوبة لا تتوافق مع ما كنا نتمناه وما كنا نتطلع اليه فنلوم الظروف ونلوم الأحداث ونلوم الدنيا كلها ولا نلوم انفسنا ابدا.
هي لحظة صعبة اذا .. لا نسمع فيها إلا صوت الحاضر ولا نرى فيها إلا صورة الحاضر وتتوقف فيها عقولنا عن التفكير في المستقبل، هل عرفتم الآن اننا ظلمنا انفسنا باختياراتنا وبتفكيرنا القاصر، لكن عزائنا الوحيد ان الحياة يجب ان تستمر، ولكن لكي تستمر الحياة سيقع الانسان بين احدى خيارين احلاهما مر .. فإما ان يقرر أن يرضى بخياراته ويتواءم معها ويحاول ان يتقبلها دون اي تزمر او اعتراض وهو ما سيعني ان يفقد الانسان احلامه وان يدفن احساسه لكي يستطيع ان يفعل ذلك .. وإما ان يقرر ألا يرضى بهذه الخيارات وان يحاول ان يبدأ من جديد مهما كان الثمن غاليا وحتى لو على حساب حياته نفسها فحينها يراهن الانسان ان سعادة المستقبل قد تنسيه مرارة الحاضر.
انه الاختيار الصعب اذا .. ولكن من قال ان السعادة سلعة رخيصة نحصل عليها دون عناء وتعب وشقاء، ها هي السلعة وها هو الثمن .. وعليك انت ايها الانسان الشقي ان تتعلم كيف تختار.
لمتابعة المقال على الفيس بوك:
Log In | Facebook
من أجل الحياة
قصيرة هي الحياة، مهما بدت مغرية ومهما بدت طويلة عند البعض تظل قصيرة عند العاقل، كم سنعيش من السنوات خمسين او حتى ستين عاما، نقضي عشرون منها بين طفولة ومراهقة لا نستشعر إلا ظاهر الأشياء... (مشاركات: 0)
سقط مبارك وسقطت معه كل نظرياته في الحكم الأبدي للشعب المصري، لقد تفرد مبارك دون رؤساء مصر السابقين برغبته المحمومة في اي يعيش دور الآله، فلا يستطيع احد ان يرد له كلمة او يثنيه عن قرار إلا أسياده من... (مشاركات: 0)
البطيخة .. بقلم أحمد نبيل فرحات
نحن ثلاثة أصدقاء منذ سنوات طوال، وبفضل الله وحده لازلنا نحتفظ بصداقتنا كاملة الدسم بعيدة عن أي شوائب او اضافات أو تحبيشات من تلك التي يضيفها الزمن لكل العلاقات... (مشاركات: 0)
نو .. دونت - بقلم أحمد نبيل فرحات
لا تستعجب او تستغرب، فهذا العنوان ليس خطأً مطبعيا، وانما هو كلمة انجليزية ولكنها مكتوبة باللغة العربية، وتعني "توقف لا تفعل"، هي كلمة سمعتها من احدى الأمهات تقولها... (مشاركات: 0)
لا تتعجب هذه ليست وصفة من برنامج لكي يا سيدتي، ولا هي تفريغ لإحدى حلقات الشيف سرحان، إنما هو مقال عن المعذبين في الأرض .. انك تقابلهم كل يوم ولا تلقي لهم بالا، انك تمر عليهم ولا تقف حتى لتسأل ولتتعجب... (مشاركات: 9)
برنامج "مدير الموارد البشرية المعتمد" (CRHM) هو برنامج تدريبي متقدم يهدف إلى تطوير مهارات إدارة الموارد البشرية بشكل استراتيجي وفعال. يركز البرنامج على تزويد المشاركين بالأدوات والمعارف اللازمة لتصميم سياسات مبتكرة، تحسين بيئة العمل، وتحقيق الأهداف التنظيمية. باستخدام منهجية تدمج بين النظرية والتطبيق، يُعد البرنامج خطوة نحو التميز المهني في مجال الموارد البشرية.
دورة تدريبية صممت خصيصا لمساعدة المحاضرين والمدربين، تهدف الى جعلهم مؤهلين تماما لتصميم وإعداد الحقائب التدريبية المتكاملة للبرامج التدريبية التي تقدمها او التي يشرفون على تقديمها.
دورة TOT هي دورة تدريب المدربين وتهدف الى أن تغطي كافة المراحل التي يمر بها المدرب خلال تدريبه، بداية من المستوى النفسي والحالة الشعورية التي يعيشها المدرب، من مشاعر القلق والخوف والارتباك التي تلازمه في بداية كل تدريب، وكيفية كسر هذه الحواجز النفسية وبدء التفاعل السليم مع المتدربين. وعلى المستوى العلمي تتيح هذه الدورة مجموعة من نماذج التدريب العلمية للمدرب مثل (نموذج كولب – نموذج مك كارتي – نموذج الأنظمة التمثيلية – نموذج هيرمان). وعلى المستوى العملي توفر هذه الدورة مجموعة من الوسائل والتطبيقات الإلكترونية التي تساعد المدربين في تنفيذ التدريب عن بعد باحترافية وسهولة.
دبلومة تدريبيّة شاملة ومتكاملة مصممة لتزويد المشاركين بالمهارات العملية والمعرفة الأكاديمية اللازمة للتفوق في مجال إدارة الموارد البشرية، مع التركيز على التطبيقات القانونية والتنظيمية الخاصة بسوق العمل المصري. يتم تقديم هذه الدبلومة في عدد من المحاور المتخصصة في إدارة الموارد البشرية وقانون العمل المصري وأنظمة التأمينات الاجتماعية. كما تهدف الدبلومة إلى تمكين المشاركين من فهم عميق لأسس وأساسيات إدارة رأس المال البشري، بالإضافة إلى تعزيز قدرتهم على التعامل مع القوانين والإجراءات التي تحكم علاقات العمل والتأمينات الاجتماعية. ما يميز هذه الدبلومة هو تركيزها على الجانب التطبيقي، حيث سيتم تقديم دراسات حالة واقعية ومناقشة مشكلات عملية لتطوير مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات.
دبلوم تدريبي متطور يهدف إلى تطوير قدرات المشاركين في مجالات الإدارة المتكاملة لسلسلة الإمدادت والتي تشمل المشتريات والتصنيع والتخزين والنقل والتوزيع وإدارة المعلومات اللازمة لدعم العمليات