الحضارة يصنعها عادة قلة من الأذكياء، فعندما تذهب إلى أي من الدول المتقدمة تجد أن مستوى الناس هناك في كثير من الأمور لا يزيد على مستوى الناس في الدول النامية، ولكن ما يميز تلك الدول أن الأذكياء والناجحين الذين يعملون ليل نهار لتحقيق إنجازاتهم يجدون طريقا ممهدا أمامهم لقيادة المسيرة الحضارية والمدنية لتلك الدول.
لو فحصت كتب التاريخ ـ بما فيها التاريخ الإسلامي - لوجدت مجموعة قليلة من المميزين والعباقرة يصنعون أحداث التاريخ، بينما عموم الناس هم عامة لا يتقنون إلا المشاركة في الحروب والتجول في الأسواق.
وفي رأيي هذه واحدة من كبريات مشكلات الدول النامية وهي تبحث عن طريقها نحو التقدم، فبناء الدولة النامية لا يعطي للعبقري والموهوب طريقه السهل نحو القمة، كما أن العمل الشاق والتركيز على الإنجاز لا يعني أن يصل الإنسان إلى غايته، فهناك آخرون، ليسوا بالأذكياء ولا بالجادين في أعمالهم، يصلون إلى مواقع القيادة في مختلف المؤسسات، ويساهمون في تعميق المشكلة بسبب أنهم أشخاص عاديون يتولون مهام صعبة.
وإذا كانت الدول الغربية والآسيوية تحاول معالجة مشكلة الاحتياج للمزيد من العقول المميزة لقيادة مسيرتها ونموها، فإن الدول العربية ما زالت تحاول البحث عن حل للاستفادة من الموجود من الطاقات البشرية المميزة التي علاها الصدأ دون أن يهتم بها أحد.
الصحف العربية لا تكاد تخلو بين الحين والآخر من حكايات لمخترعين أو نوابغ سعوديين كرموا في أمريكا وأوروبا بينما افتقدوا هذا التكريم في بلادهم، والأمر نفسه ينطبق على الصحف السعودية، وكان آخر تلك القصص قصة المخترع محمد الخميس الذي كتب عنه الزميل ابراهيم الماجد في إحدى الصحف الأسبوع الماضي، حيث تم تكريم الخميس في أمريكا لاختراعه في مجال حفظ الطاقة، وهو الاختراع الذي سيوفر على السعودية 12 مليار سنويا لو تمت الاستفادة منه حسب قول الخميس.
هناك طرق كثيرة للاستفادة من العباقرة، وفي السعودية تم التركيز على عدد من هذه الطرق، وتم استيعاب الكثير من هذه العقول في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، كما تمت معالجة الأمر من خلال تدخل ولاة الأمر بشكل شخصي لمساعدة رجل مميز أو امرأة مميزة، ثم جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي لا ينساها أحد حين أقر لذلك مؤسسة متخصصة بميزانية ضخمة وتمت مخاطبة كل رجال الأعمال الكبار الذين ساهموا جميعا في ميزانية المؤسسة والقيام بها، وكانت الآمال من ذلك كبيرة جدا، وأول تلك الآمال أن يجد الموهوبون من أبناء المملكة من يسهر ليل نهار على شؤونهم لتحقيق هدف سهل وواضح وهو الاستفادة القصوى من هذه الطاقات البشرية المميزة في بناء الوطن، والمساهمة في حل بعض المشكلات الإدارية في بنية المؤسسات الحكومية وخاصة وزارة التربية والتعليم وغيرها بحيث يجد الموهوبون اهتماما طبيعيا بقدراتهم وإنجازاتهم.
ولكن التأمل عن قرب فيما حققته المؤسسة عبر أكثر من ست سنوات حسب ما هو معلن على موقعها على الإنترنت وفي نشراتها الإعلامية يجده في بداية الطريق مقارنة بالهدف الكبير، حيث تجد الكثير من الأنشطة التي لا يجمعها نسيج واضح من الإنجاز، ولذلك لما سألت أحد المسؤولين في المؤسسة عما تم إنجازه فعلا خلال تلك هذه السنوات كان الجواب هو (مشاركة في معرض، مساعدة موهوب، مشاركة في مؤتمر، إصدار مجلة، .. إلخ).
قلت لهذا المسؤول: تحتاجون إلى أهداف معلنة، لها خطة عمل، تعلنون بعدها أنها تحققت، ثم تنتقلون لأهداف أخرى يتم تحقيقها، وهذه الأهداف يجب أن تكون كبارا على مستوى الطموح ومستوى الاحتياج، ومستوى التوقعات المناطة بالمؤسسة، خاصة أنها المؤسسة التي ترعى صناعة النجاح في الوطن من خلال رعاية الأذكياء، وهي الأولى في مسيرة ذكية نحو أهدافها.
ضمن ذلك الحوار أخبرت هذا المسؤول عن صديق من المخترعين العباقرة الذي أدهش مدير المؤسسة بما لديه، فبادر واتصل برجل أعمال كان سخيا وأعلن عن استعداده لدعم هذا المخترع، ولكن صديقي غضب كل الغضب لأن ذلك يشبه حسب قوله "كفالة الأيتام".
صناعة النجاح ورعاية الناجحين يجب أن تكون من خلال هيكلة كاملة للمجتمع تكفل له أن يعطي الناجحين والعباقرة قدرهم دون أن يحتاجوا إلى مساعدات ومبادرات شخصية بل لأن الوطن يتعطش إليهم وينتظر وصولهم ويعرف كيف يكرمهم عندما يصلون.
https://www.hrdiscussion.com/imgcache/4722.imgcache
السلام عليكم ورجمة الله وبركاتةالصورة كما وصلتني على البريدوالله الصورة مفرحةمحمد صلى الله عليه وسلم
الصورة التيأرعبت الغرب وأسعدت المسلمين... (مشاركات: 1)
إنّ علامات النجابة ومخايل العبقرية تظهر على صاحبها منذ الصغر، حتى لا يكاد يشك ذو فراسة وإيمان صادق في صيرورة صاحبها إلى ذرا العلا والتربع على قمة المجد في أيٍ من مناحي الحياة علماً أو تعليماً أو... (مشاركات: 1)
لم يعد أمرا غير عادي أن نجد كل يوم أنباءا تتحدث عن ابتكار جديد أو خدمة جديدة تأتي من "غوغل" لتخدم تعاملنا اليومي مع الانترنت. فأخيرا تم الإعلان عن خدمة بحث ورصد للأخبار باللغة العربية. وذكر أيضا أن... (مشاركات: 0)
يتناول البرنامج معايير تصميم وتقييم المستشفيات الخضراء وطريقة تخطيط وتنظيم وتقييم المستشفيات في ظل التطبيقات الحديثة للمنظمات الطبية. ويركز على المهارات الإدارية والقيادية وإعداد الخطط والدراسات اللازمة لإدارة السلامة البيئية بالمستشفى أو إحد أقسامها وفقاً للمتطلبات المتغيرة والمتجددة في مجال إدارة الرعاية الصحية.
برنامج تدريبي يتناول موضوع الاعلام الرياضي وماهيته وأهدافه وأنواعه ومجالات تأثيره ويشرح طبيعة عمل كل من الصحفي والمذيع والمعلق الرياضي. ويتناول التحقيق الصحفي والمقالة الصحفية والمقابلة التليفزيونية. ومهارات ادارة الحوار الاعلامي.
تعرف على معايير اعتماد اللجنة المشتركة الدولية JCI وكيف تكون مستعداً لتلبية متطلبات هذا الاعتماد الهام في مجال الرعاية الصحية يتضمن البرنامج شرح المعايير المرتكزة على المريض و معايير إدارة الرعاية الصحية و معايير المراكز الطبية الأكاديمية
برنامج تدريبي متخصص يتناول الاوراق المالية الرئيسية والمشتقة ضمن عدد من الموضوعات التدريبية التي تبدأ بالعقود الآجلة وتحديد سعر العقود الاجلة والمستقبليات وكيفية التعامل في العقود المستقبلية والخيارات وانواعها و أنواع الاستراتيجيات للخيارات.
برنامج تدريبي يهدف الى تأهيل العاملين في مجال المبيعات أو الافراد الراغبين في دخول هذا المجال المتميز. يتناول هذا البرنامج فنون البيع واساليب البيع وكيفية جذب العملاء وما هي الكلمات التي يستخدمها البائع المحترف في عرض المنتج والتواصل مع العملاء. وكذلك كيف يتعامل مع اعتراضات العملاء بالاضافة الى موضوعات اخرى كثيرة.