إن أكبر مصادر الصراع بين الأتباع وقادتهم له علاقة بدور كل منهم، فالدور الذي نرى أنفسنا نؤده يعبر عن أسلوب قيادتنا، إنه المظهر الخارجي لوظيفتنا، كيف نبدو للآخرن في بعض الأحيان، يتم التعتيم التام على كل خير نؤديه أثناء قيادتنا بسبب الأسلوب الذ يباعد بننا وبين مرؤوسينا.
ولذا بعد فترة من التركيز على العمل دون البشر، إليك النتيجة: لقد تم إنجاز واجبات المؤسسة، ولكنك أهملت تلك الواجبات غير الملموسة الخاصة بالاهتمام بالبشر، مجرد التواجد بين الناس وإظهار الاهتمام بهم، فأتباعك لا يريدون منك الاهتمام باحتياجاتهم المادية فقط ولكنهم أيضًا يريدون أن يروك في صورة من يربت على الأكتاف ويحل المشكلات ويسأل عن أحوالهم ويتفقدهم بصورة مستمرة.
ولذا فإنك مايسترو مؤسستك أو مجموعتك ولست ضابطًا حربيًا مع جنوده، فكما قول كارلو ماريا جوليني: (كان هدفي دائمًا الوصول إلى علاقة إنسانية دون فرض السيطرة، فالاهتمام الأكبر يجب أن ينصب على الاحتكاك بالبشر، والسر الأكبر في الإبداع القيادي يتطلب صداقة حقيقية بين أولئك الذين يعملون معًا فكل فرد يعرف بأني معه بقلبي).
ولذا يؤكد الخبراء أن معظم القادة الأكفاء يقضون معظم وقتهم متواجدين مع الناس يحلون مشكلات الناس، وهذا ما تؤكده الأبحاث القيادية كما يلي: (اكتشفنا أنه كلما علت الرتبة الوظيفية زاد الاهتمام بالعلاقات الإنسانية والشخصية، حيث يقضي المديرون التنفذيون الكبار 90% من وقتهم اهتمامًا بأعقد مشكلات الناس).