النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: هل هو عالم "مركوزي" أم عالم "سميركل"؟

#1
الصورة الرمزية ranasamaha
ranasamaha غير متواجد حالياً مبدع
نبذه عن الكاتب
 
البلد
مصر
مجال العمل
أعمال ادارية
المشاركات
211

هل هو عالم "مركوزي" أم عالم "سميركل"؟

[مشاهدة الروابط متاحة فقط لأعضاء المنتدى .. ]

يبدو العالم اليوم في فوضى عارمة، وليس فوضى منظمة كما يدعون. أمريكا في حالة صراع مع الذات، إذ تبدو كالقطة العمياء التي ضلت الطريق فسقطت في الماء، وعندما ذهبت إلى المدفأة لتجفف نفسها، اقتربت من النار كثيرًا فاحترقت. أمريكا ليست فقط منقسمة على نفسها، بل هي تأكل نفسها من الداخل، ولا تكاد تخرج من أزمة حتى تسقط في كارثة.

أوروبا العجوز تبدو وقد اقتربت كثيرًا من حافة القبر. فهناك سقوط أخلاقي واقتصادي فرض على اليونان، وانقلاب اقتصادي في إيطاليا، وتخفيض ائتماني لفرنسا، وارتعاش عنيف في أسبانيا التي لم يعد يعمل فيها شيء سوى كرة القدم، وتذبذب في ألمانيا، وهروب في بريطانيا، وهبوط حر لليورو وفشل لفكرة الوحدة الأوروبية التي لا يُعرف أعضاؤها حتى الآن هل عددهم 17 أم 27؟

وحال العالم العربي أسوأ بكثير، إذ بدأ الخريف قبل أن يكتمل الربيع، وتحولت ثورات الديموقراطية إلى بيروقراطية عسكرية وقبائلية، وصار الإنسان العربي الواعي الذي يفكر في مخرج من الأزمات المفتعلة والمشتعلة، تائهًا ومرتبكًا لا يعرف هل يكون مع أم ضد؛ هل يؤيد أم يعارض؛ هل يثور أم يخور؛ وهل يدعو للثورات أم يدعو عليها.

في روسيا خرجت الثورات كما في أمريكا. في الأولى يطالبون بانتخابات حرة وتقليص دور الحكومة والحد من تدخلها وتغولها ضد القطاع الخاص، وفي الثانية يطالبون بحكومة نظيفة تطبق الوعود الانتخابية الكاذبة، مع المزيد من التدخل الحكومي للحد من تغول ونفوذ مافيا البنوك وممارسات لصوص القطاع الخاص. الروس والأمريكان يخرجون معًا ضد اقتصادهم وضد نظامهم. الأمريكان يريدون وظائف تساعدهم على العيش بكرامة، والروس يريدون كرامة تمكنهم من العيش دون وظائف.

في آسيا وأفريقيا لا يبدو الحال أفضل كثيرًا. اليابان تشرق شمسها كل يوم وهي غافية، وعندما تصحو وتلعق جراح كوارثها، تتثاءب وتعود للنوم من جديد. وفي الصين ما زال التنين حائرًا بين الاقتصاد الحر، والحكم الشمولي المر. فبعد عشر سنوات من انضمامها لمنظمة التجارة العالمية، تبدو الصين كالغراب الأصفر الذي يحاول تقليد الطاووس، فهي تنتج وتبيع، وتصدر كل شيء، ولا تستورد سوى المواد الخام التي تعيد تصنيعها لتعيد تصديرها، دون أن ترتقي بإنسانها، وكأنها تصر على أن تطعم العالم ليبقى أبناؤها يعملون، فلا يعيشون ولا هم يحزنون. وكذلك هي الهند، تصدر العمالة والبرامج والسيارات، وتصنع القنابل النووية، وتتغنى بالديموقراطية، لكنها ما تزال أكثر دول العالم تصديرًا للمهاجرين والفقراء، وأيضًا للأغنياء. فكل أغنيائها دون استثناء يعيشون خارجها، ومن يعود إليها، يفعل ذلك ليمارس مزيدًا من النفوذ والإفساد.

الغريب أن الدول السابقة تدير برامج لغزو الفضاء واكتشاف العالم الخارجي، وكأنها اكتشفت عالمها وعرفت نفسها، وساهمت في إشاعة السلام. مع أنها لم تحقق العدل ولم تنشر الأخلاق في الأرض بعد! هذا العالم الذي فقد قلبه وعقله يعقد التحالفات، بحثًا عن مزيد من القوة والنفوذ والسيطرة، دون أن يدرك أن علته في روحه وأخلاقه.

في شهر ديسمبر 2011 اجتمع الأوربيون فتفرقوا. خرجت بريطانيا عن الإجماع ونأت بنفسها عن قارتها، وتحالفت فرنسا مع ألمانيا لفرض نظام جديد يخول للبنك المركزي الأوروبي معاقبة الدول السارقة والمارقة فيما يشبه الحوكمة الاقتصادية التي من حقها تأديب أعضاء منطقة اليورو إذا ما كذبوا في دفاترهم المالية أو غالطوا في الحساب.

ونظرًا لهذا الزواج الاقتصادي الإجباري، أطلق الإعلام على الحلف الجديد اسم "مركوزي" أي "ميركل وساركوزي". وعندما سألت خبيرًا إيرلنديًا لماذا لا يسمى: "سميركل"، أي وضع "ساركوزي" قبل "ميركل"، قال: "ليدز فيرست" يا سيدي، أي "النساء أولاً". فقلت: أظنها "ألمانيا فيرست" يا سيدي. ففرنسا على وشك الإفلاس، ولم يتحمل "سركوزي" قبلات "ميركل" الباردة إلا لأنه على وشك الإفلاس. فالمصالح الاقتصادية والمادية دائمًا أولاً يا سيدي!

نسيم الصمادي


#2
الصورة الرمزية محمد جرار
محمد جرار غير متواجد حالياً أقدمية
نبذه عن الكاتب
 
البلد
المملكة الأردنية الهاشمية
مجال العمل
admanastration
المشاركات
33

رد: هل هو عالم "مركوزي" أم عالم "سميركل"؟

لقد اعجبني ما جاء بالمقاله والتحليل الدقيق للاوضاع الاقتصاديه السائدة في العالم العربي والغربي على حد سواء واشكر الاخت رنا على الانتقاء الموفق
واثراء مشتركي المنتدى بمثل تلك المقالات وشكرا

إقرأ أيضا...
"المحصلة المشتركة" هي عالم بلا بركة

"المحصلة المشتركة" هي عالم بلا بركة ليس هناك أغبى ممن يظن أنه يستطيع فصل أي شيء عن أي شيء في هذا العالم الغبي"؛ هذه مقولة جديدة اخترعتها وأنا أفكر فيما حدث مؤخرًا في كل من: - مؤتمر... (مشاركات: 1)


"العمل" السعودية تلغي "ازدواجية" التوظيف بإنشاء 18 مكتباً لـ"العاطلين"

تتجه وزارة العمل السعودية إلى وقف خدمات التوظيف التي تقدمها مكاتب العمل والمؤسسات الحكومية التابعة لها، وإنشاء 18 مكتباً حكومياً خاصاً بالتوظيف تتوزع على المناطق السعودية يربط بينها برنامج "حافز"... (مشاركات: 0)


"غوغل" يثير "النعرة القومية" للإيرانيين بسبب "الخليج العربي"

عادت إيران وهاجمت عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، محمد علي حسيني، ومعه وسائل الإعلام الإيرانية أيضا، موقع "غوغل ايرث" العارض عبر الأقمار الصناعية على الإنترنت فيديوهات وصور لمواقع جغرافية... (مشاركات: 1)


سا رع فى الحجز دورة "إدارة المستحيل وإنجاز المهام فى عالم التحديات"

" إدارة المستحيل وإنجاز المهام في عالم التحديات" الهدف العام للدورة :- إكساب المشاركين مهارات الإيتكيت والبروتوكول العسكري والدبلوماسي (مشاركات: 0)


تحت شعار "معاً وقت الأزمة" "كوني مطمئنة" حملة تطوعية تطلقها "الشقائق" لمتضررات سيول جدة

تحت شعار "معاً وقت الأزمة" "كوني مطمئنة" حملة تطوعية تطلقها "الشقائق" لمتضررات سيول جدة أطلقت جمعية الشقائق النسائية بجدة حملة "كوني مطمئنة" التطوعية الكبرى بمشاركة المتضررات من جراء سيول... (مشاركات: 0)


دورات تدريبية نرشحها لك

دورة تدريب المدربين TOT

تغطي دورة تدريب المدربين TOT كافة المراحل التي يمر بها المدرب خلال تدريبه، بداية من المستوى النفسي والحالة الشعورية التي يعيشها المدرب، من مشاعر القلق والخوف والارتباك التي تلازمه في بداية كل تدريب، وكيفية كسر هذه الحواجز النفسية وبدء التفاعل السليم مع المتدربين. وعلى المستوى العلمي تتيح هذه الدورة مجموعة من نماذج التدريب العلمية للمدرب مثل ( نموذج كولب – نموذج مك كارتي – نموذج الأنظمة التمثيلية – نموذج هيرمان). وعلى المستوى العملي توفر هذه الدورة مجموعة من الوسائل والتطبيقات الإلكترونية التي تساعد المدربين في تنفيذ التدريب عن بعد باحترافية وسهولة.


دبلومة الاستدامة والطاقة المتجددة في المنشآت الرياضية

برنامج تدريبي فريد ومتخصص جدا يتناول تكنولوجيات ومصادر الطاقة المتجددة فى المجال الرياضى والطاقة الشمسية والاضاءة ( الطبيعية – الكهربائية) وترشيد استهلاك الطاقة والتصميات الخضراء المستدامة ومعايير الاستدامة لتحسين التاثيرات البيئية والادارة البيئية الخضراء والالتزام البيئى المستدام وعلاقته بكفاءة المنشات الرياضية والاهتمام العالمى بقضايا الاستدامة فى إدارة المنشات الرياضية .


دبلومة تأهيل كبير الطهاة المحترف (المطبخ)

أول كورس تدريبي موجه لتأهيل كبير الطهاة المحترف حيث ينمي في المشاركين الجوانب النظرية عن المطبخ الحديث ومفهومه واقسامه وطرق الطهي الاساسية، ومن ثم يتطرق الى كل التفاصيل الخاصة بادارة هذا المطبخ من حيث الهيكل التنظيمي والمهام والمسئوليات الوظيفية للعاملين فيه، كذلك الزي الرسمي ونظم السلامة والجودة والاشتراطات الانشائية للمطابخ الحديثة وتصميمات وتخطيطات تلك المطابخ، وكيفية ادارة الوقت والحركة داخل المطبخ، ثم يركز البرنامج على قوائم الطعام واجراءات النظافة واساليب الطهي الشهيرة من لحوم واسماك وسلاطات وشوربة وحلويات وحلوى ووجبات خفيفة وغيرها من الاطباق التي يجب ان يعرفها كل شيف محترف.


دورة تسويق المنتجات الزراعية عبر الانترنت

إذا كنت تبحث عن فرصة لتطوير مهاراتك في تسويق المنتجات الزراعية عبر الانترنت وتحقيق نجاح في هذا المجال، فإن هذا البرنامج هو الخيار المثالي لك. ستحصل على الدعم والإرشاد من الخبراء، وستكون قادرًا على تطبيق المفاهيم والأدوات المكتسبة على أرض الواقع. انضم إلى البرنامج واستعد لرفع مستوى تسويق منتجاتك الزراعية إلى آفاق جديدة.


برنامج مراقبة تكاليف الأغذية والمشروبات

برنامج تدريبي يتناول موضوعات مراقبة تكاليف الغذاء في المطاعم والمقاهي والخطوات العملية المتبعة في احتساب التكاليف اليومية والرقابة على الإنتاج واحتساب التكاليف حسب الصنف أو المشروب والتقرير الشهري لمحاسب التكاليف وتسعير المواد المنصرفة من المخازن وإجراءات التخزين والصرف والرقابة على المخازن وتقارير الإيرادات والمصروفات في المطاعم والمقاهي


أحدث الملفات والنماذج