بسبب برامج التوطين : شركات تحجم عن توظيف مهندسي البترول وتتسابق على استقطاب المعاقين

لم تشفع لهم ندرة تخصصهم، ولا جهود وزارة العمل المضنية لتوطين الوظائف، حتى معارض التوظيف التي تشارك بها عشرات الشركات لم تجد نفعا بتوظيفهم فيما يحلمون ويسعون لأجله، هكذا هو حال خريجي هندسة البترول والغاز الطبيعي من جامعة الملك سعود.
ومن خلال المعرض السعودي الثالث لفرص التوظيف والتأهيل الذي تشارك فيه أكثر من 60 شركة، التقت "الوطن" بمجموعة من طلبة قسم الهندسة البترولية في جامعة الملك سعود، الذين أبدوا استياءهم من محاولاتهم المتكررة للبحث عن وظائف تناسب تخصصاتهم، منتقدين تعامل الشركات المتخصصة في هندسة البترول مع طلبات توظيفهم.
وبالتزامن مع ذلك، شهد المعرض السعودي الثالث لفرص التوظيف والتأهيل، الذي اختتم قبل يومين في الرياض، تسابق الكثير من الشركات على توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة، الذي يعادل توظيف واحد منهم توطين 3 وظائف، إلا أن المتقدمين من هذه الفئة يشكل عـددا قليلا جدا.
أما مهندسو البترول والغاز الطبيعي، فقالوا لـ"الوطن"، إن واقع معارض التوظيف أصابهم بخيبة أمل، واصفين أنفسهم بـ"الزوار" فقط لمعارض التوظيف.
وقال أحد خريجي هندسة البترول محمد الشغدلي، لـ"الوطن" باتت مهنتي الحقيقية هي حضور معارض التوظيف في شتى أنحاء المملكة، متسائلا كيف يكون مهندس بترول وغاز طبيعي من أبناء الدولة الأولى في تصدير الطاقة للعالم عاطلا عن العمل؟.
وأشار الشغدلي إلى أن الشركات المتخصصة في مجال البترول تفضل المهندسين الأجانب على السعوديين، مطالبا تلك الشركات بتوظيف السعوديين حديثي التخرج في هذا المجال لاستقاء الخبرة من الأجانب للاستغناء عنهم مستقبلا، مشددا على أهمية مراعاة الكوادر السعودية الشابة وتوظيفهم.
من جهته قال محمد حسين وهو مهندس بترول وغاز طبيعي أيضا، إنه قدم من المدينة المنورة للبحث عن من يحترم مؤهله العلمي، واصفا ما يتعرض له خريجي جامعة الملك سعود من قسم هندسة البترول بالإجحاف، مضيفا أنه قضى سنوات الدراسة بعيدا عن أهله، وبعد التخرج بات محبطا من واقعه المر.
وذكر حسين أن تخصصه يدرس في جامعتين فقط في المملكة وكلتا الجامعتين، لا يتجاوز عدد خريجيها 30 طالبا في الفصل الدراسي الواحد، مضيفا أن أغلب شركات البترول لا توظف حديثي التخرج إذ يشترطون وجود خبرة"، مبينا أن هذه الشركات وطنت الكثير من الوظائف لكن كعمالة يرأسهم فنيون أجانب.
وبالعودة للشغدلي، قال إن التخصص هذا ليس له من الوظائف الحكومية نصيب، مكررا معاناته في البحث عن وظيفة حيث ذكر أن الشركات البترولية عندما تعمل مقابلات شخصية يكون سؤالها الأول: "من أي جامعة أنت؟".
وذكر الشغدلي أن الشركات الأخرى الصناعية والبتروكيماوية لا توظف مهندسي البترول والغاز الطبيعي، إذ لا تعرف الكثير عن تخصصاتهم إلا أنهم متخصصون بحفر آبار البترول، مبينا أنه درس وتخصص في نقل وتخزين الغاز والإمدادات وغيره، مضيفا أن هذا التخصص غير مدرج في شركة الكهرباء السعودية، ولا في الكليات العسكرية لتأهيل الضباط، مستغربا وجود جميع تخصصات الهندسة ما عدا البترول والغاز.
أما حسين فأشار إلى أنه قبل أيام عدة، وخلال يوم المهنة الذي أقيم بجامعة الملك سعود، تواجـد عدد من الشركات ومن ضمنها 3 شركات بترول، إلا أنهم لم يحضروا لاستقطاب الخريجين، إنما لمجرد الحضور، حيث وضعوا شروطا تعجيزية تتمثل في شهادات خبرة، وتحقيق معدلات 4 من 5 بحد أدنى، مضيفا أن شركة "بيكر هيوز" تطلب معدل 4 فما فوق للتمكن من إجراء مقابلة يتبين بعد المقابلة هل تستحق أم يكتفون بالأجنبي؟