بقلم :- د*. ‬آىة* ‬ مـاهـر* - أستاذة واستشارى الموارد البشرىة
‬مقترحات لحل مشاكل المستقبل الوظيفي للشباب
د*. ‬آىة* ‬ مـاهـر*

تناولت في مقالي السابق مقترح* "‬العمل عن بعد*" ‬كأحد الحلول لبعض مشاكل المستقبل الوظيفي للشباب باعتبار أن هذا النظام يحل جزءا فقط من مشكلة توظيف الشباب في الوقت الحالي بطرق* ‬غير تقليدية في ظل ندرة فرص العمل للشباب،* ‬هذا بالإضافة أنه يمثل حلا أمثل للمرأة العاملة التي لا يتطلب عملها التواجد بصفة يومية،* ‬وأقترح في مقالي هذا نظام* " ‬العمل نصف الوقت*" ‬ونظام العمل من خلال* "‬تنصيف الوظائف*"‬،* ‬وهما من الأساليب الحديثة المتبعة في الدول المتقدمة منذ مطلع الثمانينات وازداد شيوعا في مرحلة التسعينيات كأحد نظم العمل الحديثة* ‬

وفي ظل ندرة الوظائف وأيضا كأسلوب يلائم ظروف أنماط كثيرة من المجتمع مثل المرأة في مراحل مختلفة من حياتها أثناء انشغالها بتربية أطفالها،* ‬أو لبعض الشباب الذي يعمل بعمل حكومي بأجر متدين ويرغب في زيادة أجره أو يعمل عملا مؤقتا ويبحث عن فرصة عمل إضافية*. ‬وتختلف أشكال العمل بنظام نصف الوقت طبقا للحاجة له،* ‬فيمكن أن يكون العمل بهذا النظام في بعض أيام الأسبوع* (‬ثلاثة أيام مثلا*) ‬أو ممكن أن يكون بصورة يومية ولكن يتم تقليل ساعات العمل للنصف،* ‬أو يكون محددا بساعات معينة مثل* ‬20* ‬ساعة في الأسبوع مثلا بحيث يترك الحرية للموظف لتوزيع ساعات العمل طبقا لظروفه طالما أنه يؤدي المهام المطلوبة منه في الوقت المحدد لذلك*. ‬وأعتقد أننا بحاجة أن نعمم مثل هذه النظم الحديثة في العمل لكي تخدم الأوضاع الحالية لنا خصوصا في القطاعات التي لا تتطلب عملا بنظام الوقت الكامل مثل بعض الأعمال الإدارية أو العلاقات العامة أو التدريس بالمدارس والجامعات أو في المجال الاعلامي أو السياحي* ... ‬وأعرف كثيرا جدا من القيادات النسائية في مواقع مرموقة في أماكنهم يتمنون أن يعملوا بنظام نصف الوقت نظرا للخبرة التي اكتسبوها حيث أصبحوا قادرين علي إدارة أعمالهم من خلال تنويط المهام للآخرين ومتابعة والإشراف علي آليات تنفيذها،* ‬وعلي الجانب الآخر أعرف الكثير من أصحاب الأعمال في شركات القطاع الخاص وفي بعض الوظائف الحكومية يفضلون أن يعمل لديهم بعض الأفراد بهذا النظام نظرا لعدم وجود مسئوليات أو مهام كافية تكفي للعمل كامل الوقت أو بسبب قلة الموارد لديهم*. ‬وبالإضافة إلي نظام العمل بنظام نصف الوقت،* ‬يمكن أن نطبق النظام الحديث في تنصيف الوظائف أو تقسيم الوظيفة الواحدة علي فردين ولعلي وجدت هذا النظام متبعا في بريطانيا في بعض مدارس رياض الأطفال حيث تعمل ناظرة مدرسة من* ‬8*-‬12* ‬ظهرا ثم تعمل ناظرة أخري مشاركة معها الوظيفة من* ‬12* -‬4*.‬* ‬ومن مميزات العمل بنظام نصف الوقت أو بنظام تنصيف الوظائف إنه يعطي أولا فرصة للشباب الباحث عن عمل أن يجد بعض البدائل المتاحة في سوق العمل في الوقت الحالي،* ‬ويساهم في بناء قدراته ورفع تنافسيته بدلا من انتظاره في طابور المنتظرين للوظائف وشعوره المتزايد بالاحباط*. ‬ثانيا*: ‬يساهم هذا النظام في توفير بعض الوقت للمرأة في مراحل مختلفة من* ‬حياتها لتحمل أعبائها الأسرية الثقيلة ولتربية أبنائها في وقت نحتاج لرجوع القيم المجتمعية مرة أخري لمجتمعنا ورجوع التوازن والاستقرار النفسي للأسرة*. ‬ولكي ندعم نظام العمل عن بعد أو نظام تنصيف الوظائف لابد أن نتجنب بعض عيوب هذه النظم الحديثة باعتبارها* ‬غير معممة في مجتمعنا من خلال*: ‬وضع الضوابط المنظمة لها من قبل القطاع الحكومي والخاص بحيث يحفظ للموظف حقه في الترقية وفي الحوافز وفي الأجازات الرسمية،* ‬ويمكن إشراك الموظف في بعض نظم التأمينات الصحية والمعاشات باستقطاع بعض المبالغ* ‬من الراتب*. ‬أعتقد أننا بحاجة في الوقت الحالي لتكثيف الجهود المجتمعية لدعم فكرة العمل بنظام نصف الوقت أو تنصيف الوظائف من خلال تشجيع شركات التوظيف لها وتنظيم الملتقيات الوظيفية،* ‬أوتخصيص بعض صفحات الجرائد لها* ‬أو تداولها علي الفيس بوك*. ‬وللحديث بقية في موضوع مقترحات المستقبل الوظيفي للشباب*.