استضاف برنامج البيت بيتك فتاة مصرية «مغلوبة على أمرها» شاءت أقدار رب العالمين أن تقترن بشاب من اسرائيل من عرب 48 وتنفصل عنه بعد أن رزقها الله بطفلين ودودين، لكن مشكلتهما أن أحدهما نال الجنسية المصرية فيما لم ينجح الثاني في الحصول عليها بسبب «الأنظمة الحكومية» البائسة، لن أناقش قضيتهما بل ما يعنيني منها أن الطفل «الإسرائيلي» كان حاضراً في البرنامج فسأله المذيع: هل تحب مصر؟ فرد بالإيجاب، فسأله ومن يعجبك من اللاعبين؟ ثم ازداد المذيع حماسة ليعرف أي الفرق يشجع، فقال الطفل بكل براءة: أشجع الزمالك، فما كان من المذيع إلا أن رد بكل عفوية: «وكمان زملكاوي»، قاصداً بذلك أن يقول له ألا يكفيك أن تكون إسرائيلياً حتى تزيد الطين بلة وتكون فوق ذلك زملكاوياً.

لم أرحم هذا الطفل «البريء» الذي عبر عن ميوله ولكنني سأرحم «الإعلامي» الذي يخلط الحابل بالنابل، ويحاول أن يكون خفيف «ظل» على حساب متابعين وعلى حساب ضيف لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة، ليتهكم لا على «الجنسية» التي يحملها فحسب بل وعلى «النادي» الذي يشجعه، وربما لو لم تنته الحلقة لجاء بما لم تأت به «الأوائل».

المضحك أنني عندما سألت زميلاً من «أرض الكنانة» عن المذيع «الفلتة» الذي يقدم برنامجاً يأتي ضمن قائمة البرامج الأكثر متابعة من «المصريين» قال لي بلا تردد: ألا تعرف أنه أهلاوي؟

ليس مشكلة المذيع أن يكون أهلاوياً أو اسماعيلياً أو من مؤازري حرس الحدود أو أياً يكن ناديه المفضل، بل المشكلة هي أن المذيع اختتم الحلقة بالمطالبة بحل مشكلة هذا الطفل ومنحه الجنسية «المصرية»، ووجه نداء إلى مسؤولي وزارة الداخلية المصرية لحل أزمته، بينما كانت أزمتنا نحن كمتابعين أن هذا الطفل «زملكاوي إسرائيلي».
‏</STRONG>


"نقلا عن صحيفة الحياة اللندنية"