الحفلات من الخطبة إلى الزفاف

نظام وتكاليف الأعراس أو الأفراح موضوع أصبح فيه زيادة غير طبيعية لم تكن موجودة قبل ذلك نحن رأينا في الخطبة أن الواحد كان يذهب ومعه أهل بيته الأدنين أي أبوه وأمه وأخواته ويجلسوا مع أهل العروس الأدنين في غرفة السفرة والفاتحة على ما اتفقوا عليه ومشروب بارد أو ساخن وانتهى الموضوع لكن أصبح الموضوع في الزمان الذي نحن فيه الآن "الفاتحة" مثلها مثل "الدخلة" لابد أن تكون في قاعة مناسبات مع إنه لا يوجد شيء يشهده الناس على أي شئ سيشهدوا ؟ فهو ليس عرساً لتدعو له فلان وفلان وتنفق كذا وكذا لماذا كل هذه التكاليف؟ نحن في هذا الزمان ونظراً لضيق الحالة الاقتصادية و تيسيراً للزواج نحن ننصح وبكل تأكيد وعلى نهج جميع السابقين من السلف كما بينا أن الخطبة تكون على أضيق نطاق وإذا كانت شبكة تبقى أيضاً على مستوى عائلي وذلك لكي لا يكون فيها بذخ ولا شيء فوق الطاقة وقد وصلتني أسئلة من ناس كثيرة ومتضررة سألني أحدهم وقال أن عريس ابنته أتى بدبلة ومحبس وهو والد العروس أكل الأكل كلف أربعة آلاف جنيه وبعد ذلك جاء العريس وفسخ الخطوبة ويطلب منه الدبلة والمحبس فماذا أفعل – يقول لي السائل _ في الأكل الذي صرفت عليه كل هذا المبلغ ؟ هذه مشكلة جدت الآن ولا يستطيع أحد أن يلزم الآخر بأي شيء إذاً الفاتحة أو الخطبة تبقى في الصالون مثلاً وتكون على مستوى ونطاق عائلي فقط كما تعلمنا من الصالحين و مثل ما عملنا كلنا وإذا أراد أن يأتي بدبلة يلبسها لا مانع يريد أن يأتي بشبكة يبقى كذلك وانتهى الموضوع ولو نريد أن نوسعها قليلاً فيكون بعض الأقارب والمحيطين وتكون من غير مبالغة في الإنفاق ولا فيها إسراف وأظن إن الخطبة كمناسبة تروح العروس فيها لكوافير وتدفع ثلاثمائة جنيه لماذا؟ من الذي سيراها؟ أمها وأبوها وأخواتها وكذلك والداه وإخوته وأخواته هذا إذا جاءوا كلهم لماذا تذهب العروس إذن وتدفع هذا المبلغ؟ إذا كانت ستذهب إلى كوافير ؟ يبقى يوم الفرح ( الزفاف) ويكون كوافير إسلامي ولا تظهر شيئاً من شعرها ولا صدرها ولا جسدها ولا يصح أن نبدأ حياة أبنائنا وبناتنا الزوجية ولا غيرها بمعاصي ونقول ليلة وخلاص ؟ يجب أن تكون الملابس ساترة لجميع العورات فيكون فستان الخطبة أو ثوب الزفاف على نظام الإسلام لأن هذا ما الذي أمرنا به ديننا ونبينا وهذا الالتزام يسرى أيضا على المدعوات من النساء والبنات اللاتي يأتين لعرض الباعة أو اصطياد العرسان بالنسبة لأماكن الأفراح مثل الأندية أو صالات الأفراح الإسلامية أو بالفنادق فنقول أن الأندية طبعاً هي الآن ضرورة لضيق المنازل فقد كان الناس في ما مضى لا يحضر الأفراح إلا قلة فكان من الممكن إقامتها في أي شارع أو أي منزل لكن الناس مع تنوع الثقافة وحرصهم على أداء الواجب والمشاركة زادت أعدادهم فلم تعد المنازل تستوعب ذلك العدد فأصبحت الأفراح في هذه الأماكن عرفاً والعرف شرع إذا كان ما فيه لا يخالف شرع الله وظهرت الأفراح في الأندية والفنادق وصالات الأفراح وأيضاً دور المناسبات وأصبحت الآن بالنسبة لنا ضرورات كما شرحنا





النظام الإسلامي في صالات الأفراح
علينا أن نراعى فيها أمور

الأمر الأول: الوسطية أن تكون الصالة مناسبة لما معي من مال لا يوجد داعي نحجز في فندق خمس نجوم وأكل سيتكلف مبلغاً كبيراً وغيره بل إن بعض هذه الأفراح تتكلف مبالغ خيالية وفي المراكب والمأكولات وغيره هذا إسراف ويؤدي إلى إتلاف
الأمر الثاني: لا يكون فيها سفه ولا تبذير في المأكولات حتى ولو كان معي المال إذا أردت أن آتى بطعام إذاً لا بد أن يكون بطريقه إسلامية {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} أما ما يحدث في الحفلات الكبرى حيث تجدون أطنان المأكولات ترمى فهذا سرف وتبذير يقول فيه العلي القدير {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} وأكرر مرة ثانية حتى لو كان الأب مقتدر على دفع هذه المصاريف لابنه أو ابنته أو كان الزوج نفسه سيدفعها بنفسه ومن جيبه وقادر على مثل هذه التكاليف الباهظة فإن هذا الإسراف والتبذير خروج عن الحدود الشرعية والسنة النبوية كما أمرنا البشير النذير والخروج عن الشرع لا يأتي بخير البتة
ثالثاً: أن يكون النساء في مكان والرجال في مكان
رابعاً :وأن يكون هذا الأمر في غير مواقيت الصلاة فإذا جاء موعد الآذان فعلى الجميع أن ينصتوا لسماع الآذان فليؤذن المؤذن للآذان وليسكت الحضور جميعاً حتى لا يرتفع صوت فوق صوت المؤذن الذي ينادى لله والذي يقول حي على الصلاة يعني أقبل على الصلاة حي على الفلاح يعني أقبل على الفوز والفلاح وهم من أول من يريدون فوزا وفلاحا ونجاحا وتوفيقا في هذا الوقت
خامسا : تكون العروس كما قلت محجبة ولا يظهر منها شيء حرمه الله.
سادساً: لا يدار شيء في الصالة يغضب الله فلا يجوز أن يدار فيها الخمر ولا البانجو ولا أي من المسكرات أو المفترات التي حرمها الله وإنما الأمور المباحات من مأكولات أو مشروبات لأننا نريد أن نحيط هذين العروسين باليمن والبركة، فقد قال النبي {مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُدَارُ عَلَيْهَا الْخَمْرُ}[1] ولا يكون فيها رقصات تؤدى إلى تسمم عيون الناظرين والناظرات وارتكابهم للمحرمات إذا أردنا أن نشارك العريس ونرقص أو أي أحد من الأهل يريد أن يرقص إذا الرجل مع الرجال والمرأة مع النساء لا مانع ولا يجوز أن ترقص النساء مع النساء أمام الرجال ليتفرجوا عليهم وهم يتمايلون ويرقصون إذا كانت النساء سترقصن يكون في مكان مخصص لهن ولا يطلع عليهن الرجال لا من عند العريس ولا العروسة ولا يصح أن أجهز راقصة وتأخذ قليل أو كثير لماذا؟ لأنها تكشف جسمها ولو حتى سترقص للنساء لأنه لا يجوز بحال إظهار العورات وما تعود عليه كثير من الناس وهذه مصيبة ظهرت في هذا الزمان أنهم يحكموا على العريس والعروسة عند دخول الصالة أنهم يرقصون مع بعضهما أمام الناس ويمكن يجعلوهم يرقصون إلى نهاية الفرح من الذي قال هذا ولماذا؟ حتى أن بعض الشباب والفتيات يذهبون ليأخذوا دورة تدريبية في الرقص لكي يعجبوا الناس في الفرح ولماذا ذلك ؟لماذا لا يجلس العريس محترما وكذلك عروسه؟ ومن يريد أن يشارك يكون باحترام ووقار ولا يكون هناك شيء يغضب الله ولا يصح أيضا أن تدار موسيقى خليعة أو غناء ماجن أو مثير للشباب والأمر في السنة أنه لما علم الحبيب المصطفى أن النفوس لها رغبة أن تفرح بهذا الأمر وأن يكون لها نصيب في ذلك وقد ورد في الأثر أن روحوا النفوس ساعة بعد ساعة فإن النفس إذا كلت عميت ولذا فقد قال في شأن العرس {واضْرِبُوا عَليْهِ بِالدُّفُوفِ} ولما كان الضرب بالدفوف لا يجوز أن يكون في بيت الله فكان هذا تصريحاً من حبيب الله ومصطفاه أن نجعله في مكان غير المسجد يفرح فيه الأهل والزوجان وجميع الحضور بهذا الزواج ويضربون عليه بالدفوف وهي الموسيقى التي لا تخالف شرع الله وليس فيها شيء يغضب الله بل إنه صلى الله عليه وسلم وجه إلى هذا أعظم زوجاته فقد ورد أنه دخل المنزل فتفقد السيدة عائشة فلم يجدها وبعد برهة دخلت فسألها: أين كنت؟ قالت: كنت أشهد عرساً للأنصار فقال: إن الأنصار يعجبهم اللهو أفلا جعلتم لهم من ذلك شيئاً؟، قالت: وكيف يا رسول الله؟واسمعوا واعوا للحبيب الأعظم يضع كلمات الأغنية التي يغنونها في الأفراح
فقال لعائشة : هلا قلتم لهم :
أَتَيْنَـاكُمْ أَتَيْنَـــاكُمْ................ف َحَيُّـــونَا نُحَيِّيكُمْ
ولَوْلا الْحِنْطَةُ السَّمْرَاءُ..... لَمْا سَمِنًتْ عَذَارِيكُمْ
الحبيب هو الذي يضع هذه الكلمات ويأمر خير الزوجات أن تأمر من يغنيها للأنصار لأنهم يعجبهم هذا الأمر في أفراحهم وفى مرة أخرى { لما خطب أحد الصحابة وكان يدعى نُبَيْطُ بْنُ جَابِرِ خطب الْفُرَيْعَةُ بنت أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ، فَزَوَّجَهَا إِيَّاهُ رَسُولُ اللَّهِ فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي زُفَّتْ فِيهَا، قَالَ لَهُمْ [2] :
واسمع هنا فقد غير وعدَّل كلمات الأغنية وأضاف إليها فقال لهم قُولُوا :
"]أَتَيْنَـاكُمْ أَتَيْنَـــاكُمْ.. .فَحَيُّـــونَا نُحَيِّيكُمْ
ولَوْلا الْحِنْطَةُ السَّمْرَا ءُ..... لَمْ نَحْلُلْ بِوَادِيـكُمْ
وَلَولا الذَّهَبُ الأَحْمَـرُ .....مَا حَلَّتْ جَنَابِيـكُمْ
ونزيد الأمر إيضاحا شرعيا ، وننبه زيادة على أن الغناء لا يكون فيه لا ألفاظ تخدش الحياء ولا ألفاظ تهيج الغريزة ولا ما يثير الفتنة بين الشباب والشابات غناء ديني أو غناء إنساني أو غناء عاطفي لكنه ملتزم بشرع النبي فإن النبي عندما هاجر من مكة إلى المدينة كان أول من استقبله نساء الأنصار وأنشدوا كما تحفظون جميعاً:
طلع البدر عليـنا ... من ثنيـــات الوداع
وجب الشكر علينا ... ما دعـــا لله داع
أيها المبعوث فيـنا ... جئت بالأمـر المطاع
جئت شرفت المدينة ... مرحـبا يا خير داع
لم ينكر عليهم ذلك بل سره وأفرحه كما قد ورد أن رسول الله مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن :
نحن جوار من بني النجار ... يا حبذا محمـــد من جار
فاقترب منهن وقال لهن {الله يعلم إني لأحبكن}[3] فأيد هذا الأمر ولم ينكره ولم يعترض عليه فكان ذلك إذناً من حضرته بمثل هذا اللون من الغناء الذي فيه مدح وثناء وألفاظه تغذي العقل أو تخاطب العاطفة والوجدان والقلب ولا تخدش الحياء ولا تسمع الأذن كلاماً لا يستطيع أن يستسيغه الذوق السليم أو الأذن المستقيم فإن هذا ينهي عنه الله وينهى عنه سيدنا رسول الله فإذا كان الأمر كذلك فإن هذا أباحه شرع الله وهذا هو بيانه من كتاب الله ومن سنة رسول الله أما توثيق العقد فيستحب أن يكون في بيت الله وقد يكون معه درس علم أو يكون تلاوة كتاب الله أو يكون أي أمر يبيحه الله أما ما زاد عن ذلك من الفرح والتعبير عن السرور فقد جعله في مكان آخر مثل هذه الأندية والصالات هذا يا إخواني هو الهدى الإسلامي في مثل هذه الأمور فالإسلام لا يحجر علينا واسع فضل الله ولا يحرم علينا الطيبات التي أباحها الله وإنما يقننها و يشرعها لتكون وفق قانون الله وعلى المذكرة التفسيرية التي بينها رسول الله
ســابعاً: وبعد ذلك نبارك للعروسين وأفضل ما يقال هو ما ورد عن رسول الله أن نقول { باركَ اللَّهُ لكَ وباركَ عليكُما وجمعَ بينَكُما في خيرٍ}[4] ومن ضمن المباركة للعروسين تأتى عادة النقوط ننقط العريس والعروسة وأقل حاجة مائتين جنيه أو أقل أو أكثر لماذا؟ اعملوا بالفلوس مشروع لو غير محتاجين لمشروع اعملوه للفقراء والمساكين يبقى لكم عند الله فإن كان لابد من النقوط فلتكن بنية الهدية والوسطية و لا ننتظر ردها وإنما لله

[1] (سنن الترمذي) عن جَابِرٍ.
[2] الطبقات الكبرى لأبن سعد
[3] أخرجه ابن ماجه والطبراني في المعجم الصغير بنحوه عن أنس بن مالك
[4] رواه أحمد، والترمذي، وأبو داود، وابن ماجه عن أبي هريرة.






التصوير أثناء الفرح
وهذا موضوع شائك وله عواقب عديدة هذه الأيام لأنه انتشرت الموبايلات مع الكاميرات والكاميرات الإلكترونية والرقمية التي تأخذ مئات الصور وبوضوح فما أحب أن أنبه عليه وبشدة أن التصوير في الأفراح وبالذات في وجود النساء يعتبر من الخصوصيات والمفروض أن لا أحد يصور بدون إذن فمن الذي أعطاه الإذن أن يأخذ هذه الصور بكاميرته ولا بالموبايل الخاص به ؟ و تظل الصور في موبايله وفيها هذه النسوة والبنات وغيرهن ولماذا تبقى موجودة عنده؟ وهمسه في آذانكم حتى لو النساء يرقصن مع النساء وكان فيه تصوير لهن أو فيديو من سيرى هذا كله؟ طبعاً الفيلم عند العروسين فكل هؤلاء النساء اللاتي سيرقصن سيتفرج عليهن العريس وأهله رجالاً ونساءاً يعنى لما يكون هناك تصوير فكل واحدة ترقص أو تأخذ راحتها في الرقص لكي تجامل العروسة فلتعرف إنه سيراها غرباء وهى ترقص في الفيلم أو الصور ونجمل فنقول : التصوير والأفلام لا بد أن يكون لها ضوابط وروابط ولا تكون مسموحة لأي أحد وفى أي مكان بالفرح ولا يصح لأحد أن يعطى الإذن لنفسه ويصور في الفرح كما يريد وهناك مشكلة أخرى في حياتنا ولها أيضاً علاقة بالأفراح لأن الكثيرين منا لا يعطون أي اهتمام للوقت تجد أن كارت الفرح الحضور فيه الساعة التاسعة مساءاً وتلاقى العروس تحضر الساعة الحادية عشر مساءاً افرض أنت عندك مصالح وعندك شغل أو ارتباطات وغير فاضي والناس تمتعض لو استأذنت المفروض الالتزام بالوقت وحسن الترتيب لكل شئون الفرح نحن كمسلمين لا بد أن نكون أناس نلتزم بالوقت أنت تحدد الوقت وتلتزم به لأن الإسلام يرى أن أعطى فرصة للناس تجامل وترعى مصالحها ومن عنده وقت من الشباب ويريد أن يجلس ساعة اثنين ثلاثة وغير مرتبط بشيء من الشباب فلا مانع إذاً ينبغي الالتزام بالوقت أمر آخر انتشر في الأوقات الأخيرة وبالذات في الأرياف أن المأذون يقول تعالوا وأحضروا العريس والعروسة هنا (أي في منزله أو مكتبه) لأن العروسة تبصم بالعشرة أصابع وتوقع أمامي ويعقدوا القرآن ثم بعد ذلك يقول المأذون لهم اجعلوا أي أحد يشهره في الجامع أو في القاعة يشهره يقصد يعني يعيد صيغة الزواج من الأول بالقبول وكذا وكذا كيف ذلك ؟ هل كان العقد الأول باطلاً فنعيده؟ شرعاً لا يصح الإعادة بهذه الطريقة الإشهار لكي يكون صحيحاً سيقول: قد تم عقد قران فلان الفلاني على فلانة بنت فلان الناس تقول: لا، نريد أن نعيد الصيغة نفسها مع القبول والإيجاب لماذا إذاً لا يعقدوا القران في القاعة والكل يشهد هذا والعريس والعروس يوقعون الأوراق أمام الحضور ويكون الكل شهد وخلصنا
مراسم العقد ومن ورائهم أعمال وأشغال حضروا عقد القران وممكن أن ينصرفوا بعد ذلك ويظل الشباب ومن لديهم وقت لباقي الحفل وكذلك بالطبع أهل العروسين وفي مقابل ذلك ترك الناس سنة الوليمة ورسول الله سنَّها بنفسه وصنعها بنفسه عند الزواج، وهي سنة مؤكدة وقال فيها {أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ}[1] الوليمة لمن يا رسول الله؟ قال{شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الْوَلِيمَةِ يُدْعَى لَها الأَغْنِيَاءُ وَيُتْرَكُ المَسَاكِينُ}[2] يعنى الوليمة للأغنياء لأنني عاملها في الفندق إذاً أين الفقراء؟ لا يوجد وأنا أريده زواجاً مباركاً فلابد أن يكون هناك وليمة ويحضرها الفقراء وإذا حدث أن الفرح أو العرس لأسباب ما لم يمكن إقامته بالنادي أو قاعات الأفراح وتمت إقامته أمام المنزل أو على السطح مثلا أو بالبيت فلابد أن نراعى شدة الأصوات والضوضاء وأن نعلم أنه ربما هناك مرضى بالقرب منا أو محتاجون للراحة أو طلبة يذاكرون بالإضافة إلى عدم تأخير الانصراف إلى وقت متأخر فيتأذى الجيران وقد يطلبوا الشرطة لهم ويقعون في بعضهم، وما ذلك إلا لترك مراعاة الآداب الشرعية من حقوق الجيرة المتبادلة ومما تناساه الناس جميعاً في عصرنا الحنَّاء مع أن رسول الله كان يأمر نساء المؤمنات بها والحنَّاء ليست مكروهة ولا ممنوعة في الشرع فلماذا تناسيناها ؟بل أن كان النبي لما يأتيه الوحي ينتابه الصداع كثيراً فكان يضع الحنَّاء على رأسه قبل النوم وعند الاستيقاظ يجد الصداع قد ذهب وهذا من أحسن علاجات الصداع ومعروف طبيا أنها من مضادات الفطريات الطبيعية ويستخرج منها دواء فكان النظام الإسلامي أن العروس يوم الحنَّاء تكون مع أمها أو مع بعض الناصحات المؤمنات من أهلها ليعرفوها واجبها الشرعي نحو زوجها ونحو أهل زوجها من أمه وأبيه وأخواته وما يجب عليها فعله ليدوم عليهم الوفاء والهناء غير النصائح التي تبدلت اليوم وأصبحت قاصرة على النصائح الجنسية فقط وهذه أشياء يعلمها كل إنسان بالفطرة أين اليوم هذه الوصايا الشرعية التي يقدمها الأبوان ؟وأين العريس والعروس اللذان يأتيان بكتاب فيه هذه الوصايا مثل حق الزوج على زوجته وحق الزوجة على زوجها وحق الأهل؟لكي يعرفوا ما يرضى الله فهذه هي كانت الحنة ولذلك إخواننا كانوا إلى عهد قريب في جنوب الصعيد كانت الحنة عندهم عبارة عن قارئ يقرأ القرآن الكريم وعلماء يتحدثون في هذه الأمور أثناء ما هم يأكلون الوليمة ويستمعون للقارئ والعلماء وللأسف أصبحت الحنة فرق وموسيقى وغناء وانتهى ولم يعد هناك قرآن ولا نصائح ولا وصايا فلا بد من العودة للإسلوب الإسلامي ولا ننسى أن ننبِّه أبنائنا أنه ظهر ما هو أسوأ مما ذكرنا وذلك أن أصحاب العريس يأتون له بهدية أفلام جنسية ويقولوا له تعلم منها لكي تنفذ مالنا وما لهؤلاء الجماعة الذين صاروا في
مرتبة أدنى من الحيوانات التي تستتر في مثل هذه الحالات وهم لا..ديننا مبنى على الحياء والحياء لا يأتي إلا بخير بل وقد يأتي أحد له ببرشام أو حبوب أو دهانات ويقول له علشان تصير حالتك كذا وكذا من قال ذلك ؟ وكيف يسمع هو كلامهم ؟ وأنتم لا يخفى عليكن أنه في كثير من الأحيان أصيب أبنائنا بمشاكل عديدة نتيجة سماع مثل هذه النصائح أو قبول مثل هذه الهدايا الضارة ولكن انظروا إلى الشرع الحنيف ونبينا نبي الرحمة بماذا ينصح الابن المسلم إذا خلا بزوجته لأول مرة وهذا ما يجب علينا و على الصاحب الناصح لصاحبه أو الصديق المسلم النافع لصديقه أن ينصح به أخاه أول عمل يقومون به عند دخولهم إلى بيت الزوجية أن يبدأ أولاً بصلاة ركعتين مع زوجته في مكان معيشته ليتبارك بالصلاة لله ثم بعد ذلك يضع يده على ناصيتها أي جبهتها ويسمِّ الله ويدعو ويقول كما علمنا الرسول {اللهمَّ إنِّـي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جُبِلَتْ علـيهِ وأعوذُ بِكَ من شَرِّهَا وشَرِّ ما جُبِلَتْ علـيهِ}[3] وبهذا تحل البركة عليهما ويكون حفظ الله نصيبهما وتوفيقه حليفهما من أول ليلة وإلى ما شاء الله ومدَّ في عمرهما وأما ما بعد ذلك فمشهور وفيه عشرات الكتب الدينية الذاخرة بالنصائح للعروسين وبالإسلوب النبوي الأرفق في هذه الليلة وفى كل ليلة حتى يدوم الأنس والمحبة وحتى يتمتعوا بما أحل الله لنا في أمان واطمئنان وتصبح أسرة إسلامية حقا وتنبيه أخير للبنات وأمهاتهن
وهذا التنبيه يخص اليوم التالي للزفاف أو " الصباحية " تأتى الأم بعد الزواج أو ثاني يوم وتقول لبنتها : ماذا عمل معك ؟ وأنت ماذا فعلت ؟إن الحديث في هذه الأمور الجنسية بين الأم وابنتها وبين الأخ وأخته لا ينبغي كيف ذلك؟ هذا أمر لا يليق قال النبي {أَلاَ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَخْلُوَ بِاهْلِهِ يُغْلِقُ بَاباً ثُمَّ يُرْخِيَ سِتْراً ثُمَّ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ ثُمَّ إِذَا خَرَجَ حَدَّثَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ أَلاَ عَسَى إِحْدَاكُنَّ أَنْ تُغْلِقَ بَابَهَا وَتُرْخِيَ سِتْرَهَا فًّاذَا قَضَتْ حَاجَتَهَا حَدَّثَتْ صَوَاحِبَهَا؟» فَقَالَتْ امرأة سَفْعَاء الخَدَّين: والله يا رسول الله إنهنَّ ليفعلن وإنهم ليفعلون قال: «فَلاَ تَفْعَلُوا فًّانَّمَا مَثَلُ ذَلِكَ مَثَلُ شَيْطَانٍ لَقِيَ شَيْطَانَةً عَلَى قَارِعَةِ الطَّرِيقِ فَقَضَى حَاجَتَهُ مِنْهَا ثُمَّ انْصَرَفَ وَتَرَكَهَا}[4] لأن هذه أمور سترها الستار لا ينبغي أن تذاع ولا أن تشاع ولكن طبعا لو فرضا حدثت مشكلة زوجية أو جنسية بين الزوجين لأي سبب ففي المعتاد أنها تنتهي خلال أيام بلا أي تدخل ولكن لو احتاج الأمر إلى تدخل فليكن من أقرب الأقربين العقلاء وعلى أضيق الحدود ولا يعلن ولكن بالقدر اللازم لحل المشكلة فإذا ما احتجنا إلى الطب فليكن من أبوابه السليمة وأهل الاختصاص
[1] عن أنسٍ «أن النبي رأى على عبدِ الرحمن بن عوفٍ أثرَ صُفرة، فقال: ما هذا؟ قال: إني تزوجت امرأةً على وَزنِ نواةٍ من ذَهَب. قال: باركَ الله لك. أوْلمْ ولو بشاةٍ».( صحيح البخاري )
[2] وتكملة الحديث لتدوم المحبة ويترابط الناس ولا يتعزَّز أحد على وليمة أحد {وَمَنْ لَمْ يَأْتِ الدَّعْوَةَ فَقَدْ عَصَى الله وَرَسُولَهُ}. (عن أَبي هُرَيْرَةَ رواه الإمام البخاري في صحيحه )
[3] (سنن البيهقي الكبرى) عن عمرِو بنِ شعيبٍ عن أبـيه عن جَدِّهِ.
[4] رواه البزار عن روح بن حاتم
منقول من كتاب [المؤمنات القانتات]