إساءة شر البريةلخير البرية صلى الله عليع وسلم

منذ سنوات ليست قليلة، تتسابق الدول الكافرة بالتفنن في الإساءة لخير مخلوق خلقه الله تعالى، فتارة برسوم مسيئة، وتارة بأفلام حاقدة، وتارة بكلمات نابية ...ولا غرو في ذلك فالله تعالى الذي خلقهم، والعالم بأسرارهم وعلانياتهم يصفهم بقوله: ((وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى ..)). إن جميع شعاراتهم البراقة الخدّاعة عن الحرية والديمقراطية تتوقف عندما يتعلق الأمر بالدّين الإسلامي المحمدي الحنيف؛ أم أنكم ما قرأتم قول الحق سبحانه تعالى
: ((مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)).

ومن أصدق من الله قيلا..وموقف العالم من الثورة السورية المباركة واضحٌ وضوحَ الشمس في رابعة النهار، وكيف تقف دول الكفر جميعها مع الكافر العاهر الفاجر بشار؛ الذي قتل الأبرياء وشردّ وهجّر الشيوخ والنساء، واغتصب العفيفات وسلب الحريات .. ضدّ الشعب الثائر من أجل حريته وكرامته، فقط لأنهم متمسكون بإسلامهم وعقيدتهم وحريتهم وكرامتهم ...فلا عجب مما نرى وسنرى. فالصراع بين الحق والباطل قائم منذ فجر التاريخ وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ... منذ أن خلق الله آدم وإبليس، وإبراهيم والنمرود، وموسى وفرعون، وسيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم وأبا جهل ...فلا تحزنوا .. إن قوتهم ومكرهم وعددهم وعدّتهم لا تساوي أمام قوة الله شيئاً..(( يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)). وإن كان للباطل جولات فإن للحق جولة يصرع بها الباطل فيخر صريعاً، إن الباطل كان زهوقا ...
أما أنت يا سيدي يا رسول الله ...فمن يكتب عنك أو يتحدث عنك كمن يريد أن يطوي شعاع الشمس بذراعيه، أو أن يغترف ماء البحر بيديه، ولن يستطيع إلى ذلك سبيلا ..كنت يا سيدي ... بين الناس رجلا، وبين الرجال بطلا، وبين الأبطال مثلا ..
بلغ العلى بكماله، كشف الدجى بجماله، حسنت جميع خصاله، صلوا عليه وآله ..
يا صاحب الحوض الشهيِّ مذاقهُ أنت البشير بواسع الجنات
أنت الرسول فلست تنطق عن هوى وشفيعنا في الحشر والميقات

يا سيدي ما مثلنا ومثلك إلا كأعرابي ضلّ الطريق في الصحراء، وأيقن الهلاك. فلما جنّ عليه الليل وطلع القمر .. اهتدى بهديه واستنار بنوره وعرف طريقه فقال له: ماذا أقول لك أيها القمر؟ وماذا أقول فيك؟. أأقول: رفعك الله ! لقد رفعك. أأقول: نوّرك الله!! لقد نورك. أأقول: جمّلك الله!! لقد جمّلك. وما ترني أقول لك يا سيدي يا رسول الله ..يامن وُلد الإسلام بولادتك وبُدّد الظلام ببعثتك ...أأقول: رفعك الله !! لقد رفعك ((وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ)). أأقول: نوّرك الله !! لقد نورك (( قَدْ جَآءَكُمْ مّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مّنِ الظّلُمَاتِ إِلَى النّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ)). أأقول: جمّلك الله !! لقد جمّلك (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً * وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً )). ياسيدي ما مثل هؤلاء الذين يريدون النيل من قدرك ومكانتك إلا كذبابة حطت على نخلة ثم قالت تثبتي فإني راحلة عنك. فقالت النخلة: ما شعرت بك حين هبطت فكيف أشعر بك وأنت تطيرين ؟.

وماهم إلا كما قال الشاعر : إذا كل كلب عوى ألقمته حجرا لكان الصخر مثقالاً بدينار
وأنت يا سيدي لقد حاول شوقي أن يكتب عنك فسال قلمه سيّالاً ببعض وصفك فقال:

وأجملُ منك لم تر قطُّ عيني وأكملُ منك لم تلدِ النساءُ

خُلقت مبرءاً من كل عيبٍ كأنك قد خُلقت كما تشاء ...

كتبه/ أبو مضر