الذكاء الوجداني

أجريت أبحاث خلال 25 سنة من قبل 1000 مؤسسة على عشرات الألوف من الأشخاص وكلها توصلت إلى النتيجة نفسها :
أن نجاح الإنسان يتوقف على مهارات لا علاقة لها بشهاداته وتحصيله العلمي



الذكاء الوجداني في العمل:
لقد أصبح اليوم الذكاء الوجداني جزء مهم من فلسفة أي مؤسسة في اختيار وتدريب أفرادها لأن الذكاء الوجداني يعلم الناس كيف يعملون معاً للوصول إلى هدف مشترك .


الذكاء الوجداني في الأسرة :
في دراسة قام بها عالم نفس أمريكي على تأثير الذكاء الوجداني في نجاح العلاقة الزوجية استطاع من خلال مراقبة الطريقة التي يتحدث بها الزوجان أثناء الخلاف أن يتنبأ باحتمال الطلاق بينهما خلال ثلاث سنوات بنسبة من الدقة وصلت إلى 97% .
كما إن استخدام مبادئ الذكاء الوجداني يساعد الوالدين على إنشاء علاقات قوية مع أبنائهما كما يساهم في تنمية الذكاء الوجداني عند الأبناء .
إن الفهم الجيد للذكاء العاطفي للطفل مفيد للإباء الذين يحاولوا المحافظة النظرية على ما هو مهم في تنشئة أطفالهم وبذلك فان الجينات الوراثية لنا تمدنا بنظم ونزعة اتجاه الصفات الشخصية و تجاربنا من خلال الحياة في السنوات المبكرة للطفولة تشير إلي أن الأطفال يطوروا جوهر شخصيتهم وحسهم بأنفسهم و هم يطوروا المنظور الاجتماعي والطبيعي للعالم ومهارتهم في قيادة السائدة والضحلة التي تدعمهم على طول و الحافز للنجاح ينبع من الداخل و الطفل يظهر عاطفته للآخرين ولديه القدرة للاستجابة الوجداني ة طلوعاً ونزولاً عن الآخرين.
الذكاء الوجداني في المدرسة :
في تجربة استمرت لمدة عامين أُدخلت مادة الذكاء الوجداني ضمن البرنامج الدراسي لمجموعة من الطلاب ثم تمت متابعة هؤلاء الطلاب لمدة ست سنوات بعد انتهاء التجربة فكانت النتيجة كما يلي :
1- زيادة قدرة الطلاب على التأقلم مع الشدة النفسية .
2- انخفاض نسبة الإدمان والعادات الغذائية السلبية.
3- انخفاض نسبة التصرفات العدوانية .
4- انخفاض نسبة التدخين .
كما ثبت أيضاً أن تنمية مهارات الذكاء الوجداني عند المدرسين يساعدهم على التواصل مع الطلاب بشكل أفضل .


كيفية مساعدة أطفالنا بتحسين معدل ذكائهم الوجداني ؟
ممكن أن نكون الأفضل بكوننا أباء ( ولسنا معلمين ! ) لتحسين معدل الذكاء الوجداني بتشكيل الذكاء العاطفي في سلوكنا بطريقة أخرى. الآباء الذين في مقدرتهم مساعدة الأطفال ذو الذكاء العاطفي العالي (أو مساعدتهم في تحسين معدل ذكائهم الوجداني ) هم الذين يتصفون بما يلي :
1- منتبهين جيداً لمشاعر أبنائهم ومساعدتهم في فهم مشاعرهم
2- يساعدون أطفالهم في فهم ومعرفة مشاعر الآخريين
3- يقومون بتحديد الأهداف لأطفالهم·
4- يساعدون أطفالهم في تطوير نظرتهم التفاؤلية للحياة·
5- الإمداد بالروابط والحدود والاتجاهات حتى يصبح أطفالنا أعضاء مسئولين في المجتمع·
6- مساندة عملية تطوير الكفاءة و الثقة بالنفس و المثابرة للنجاح في المهمات ، مع التدريب اللطيف والتدقيق.

إن الذكاء الوجداني عبارة عن مجموعة من الصفات الشخصية والمهارات الاجتماعية والوجدانية التي تمكن الشخص من تفهم مشاعر وانفعالات الآخرين، ومن ثم يكون أكثر قدرة علي ترشيد حياته النفسية والاجتماعية انطلاقا من هذه المهارات . فالشخص الذي يتسم بدرجة عالية من الذكاء الوجداني، يتصف بقدرات ومهارات تمكنه من أن:
ü يتعاطف مع الآخرين خاصة في أوقات ضيقهم.
ü يسهل عليه تكوين الأصدقاء والمحافظة عليهم.
ü يتحكم في الانفعالات والتقلبات الوجدانية.
ü يعبر عن المشاعر والأحاسيس بسهولة.
ü يتفهم المشكلات بين الأشخاص و يحل الخلافات بينهم بيسر.
ü يحترم الآخرين ويقدرهم.
ü يظهر درجة عالية من الود والمودة في تعاملاته مع الناس.
ü يحقق الحب والتقدير من الذين يعرفونه .
ü يتفهم مشاعر الآخرين ودوافعهم ويستطيع أن ينظر للأمور من وجهات نظرهم.
ü يميل للاستقلال في الرأي والحكم وفهم الأمور.
ü يتكيف للمواقف الاجتماعية الجديدة بسهولة.
ü يواجه المواقف الصعبة بثقة.
ü يشعر بالراحة في المواقف الحميمة التي تتطلب تبادل المشاعر والمودة.
ü يستطيع أن يتصدى للأخطاء والامتهان الخارجي.

أذن : الذكاء الوجداني هو قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه ومع الآخرين بحيث يحقق أكبر قدر من السعادة لنفسه ولمن حوله.

هل الذكاء الوجداني هو الذكاء العقلي ؟


بالطبع .....لا


وهناك العديد من المفاهيم التي يجب التفرقة بينها ؛ من أهمها :
1- الذكاء العقلي:
وهو مجموعة من القدرات العقلية التي تمكن صاحبها من اكتساب المعرفة و التعلم و حل المشكلات.
2- الانفعــــال:
هو حالة وجدانية حادة ، وفجائية ، مضطربة و غير منظمة، وتختلف عن الحالة العادية للفرد ، وتتسم بالاستثارة و التنبيه و التوتر و الرغبة في القيام بعمل ما.
وللانفعال مكونات : داخلية (فيزيولوجية و شعورية و معرفية)،
وخارجية (سلوكية مثل تعبيرات الوجه).
وتعتمد هذه الحالة على مواقف معينة ، و تستثير ردود أفعال الفرد المتطرفة والتي توجه عادة نحو مصدر الانفعال ، و يشمل الانفعال بوجه عام مشاعر قوية أو حالات وجدانية إيجابية أو سلبية.
وتساعد الانفعالات على التكيف أمام مواقف الحياة ذات الصلة بالبقاء.

أما الذكاء الانفعالي(الوجداني) :
فهو يجمع بين الجانب العقلي والجانب الانفعالي للفرد ، فالذكاء الوجداني يشمل القدرة على إدراك الانفعالات بدقة ، و تقييمها ، و التعبير عنها ، والقدرة على توليد الانفعالات ، أو الوصول إليها عندما تيسر عملية التفكير ، و القدرة على فهم الانفعال و المعرفة الوجدانية ، والقدرة على تنظيم الانفعالات بما يعزز النمو الوجداني و العقلي.
وهذا التعريف للذكاء الوجداني ؛ يجمع بين:
1- فكرة أن الانفعال يجعل تفكيرنا أكثر ذكاءً ،
2- فكرة التفكير بشكل ذكي نحو حالاتنا الانفعالية،
3- القدرة على إدراك و تنظيم الانفعالات، و التفكير فيها.

إن المفهوم السابق يعرف الذكاء الوجداني من خلال مجموعة من القدرات المنفصلة، و لكنها متجانسة مع بعضها، بمعنى أن الفرد قد يكون عالي القدرة في فهم انفعالات الآخرين من خلال حساسيته في قراءة إشارات الوجه غير اللغوية، و التمييز بين التعابير الصادقة و غير الصادقة مثلاً ، و لكنه منخفض القدرة في تنظيم انفعالاته والتعبير عنها. ومفهوم القدرة يشير إلى توقع انتشار الأفراد بشكل طبيعي على طرفي منحنى القدرة.
هذا ، وهناك مجموعة من المصطلحات النفسية ذات الصلة بمفهوم الانفعال الذي عرفناه سابقاً ، مثال ذلك : المزاج ، والمشاعر ، والعواطف ، و الوجدان ، والأحاسيس.
3- المزاج :
الحالة المزاجية هي حالة انفعالية أقل حدة نسبياً في شدتها من الانفعال، تحدث لسبب مجهول، وغالباً ما يكون مصدرها هرمونات الجسم، في حين أن الانفعال غالباً ما يكون معلوم المصدر، ويستمر المزاج مدة أطول نسبياً من الانفعال؛الذي يحدث ويختفي بصورة أسرع من المزاج.
ومن الممكن أن ينشأ المزاج بعد الانفعال، كما في تحول انفعال الحزن، إذا استمر مدة طويلة وانخفضت حدته، إلى أسى.
ويمكن النظر إلي المزاج علي أنه حالة انفعالية ممتدة ، وذلك باعتباره يشير إلي قابلية أو تهيؤ أو ميل الفرد للاستجابة الانفعالية بطريق معينة مع مواقف الحياة المختلفة ، كميل البعض للحساسية و التهيج ، أو للهدوء والسكينة ، و يبدو أن الوراثة لها تأثيرها في مثل هذا الاستعداد.
4- المشاعر:
وهي تشير إلى الجانب الحسي من الخبرة الانفعالية ، كالشعور بالدفء أو الراحة ، و بذلك يمكن اعتبارها المكون الحسي للانفعال.
كما يمكن اعتبار المشاعر، بهذا المعني ، كلمة مرادفة للإحساس .
5- العاطفة :
وهي تعني استعداداً كامناً - نسبياً و مركباً - من عدة انفعالات حول موضوع معين.
6- الوجدان:
وهو مصطلح عام جامع يشمل على الانفعال، و المشاعر، و المزاج، رغم أن بعض الباحثين يرادف بينها. و يمكن القول بأن الوجدان أعم من الانفعال.
وبالرغم من أن المصطلحات الثلاثة : "الذكاء الانفعالي"، "الذكاء الوجداني"، و"ذكاء المشاعر" تعبر عن مفهوم أو مضمون واحد ، إلا أنه قد يساء فهمها ؛ حيث هناك من يميلون إلى حصر اصطلاح "انفعال" في جوانبه غير السارة أو المرضية، كالخوف و الحزن و الغضب ، وحصر اصطلاح "العواطف أو المشاعر" في جوانب الانفعالات السارة ، كالسرور والحب. لذا قد يكون استخدام مصطلح "الذكاء الوجداني" أكثر شمولية لجوانب المفهوم السارة و غير السارة و أكثر تقبلاً .

نشأة الذكاء الوجداني :
ولد مصطلح الذكاء الوجداني في الولايات المتحدة في التسعينيات إذ لاحظ الباحثون هناك من خلال أبحاث ودراسات شملت عشرات الألوف من الأشخاص أن نجاح الإنسان وسعادته في الحياة لا يتوقفان فقط على شهاداته وتحصيله العلمي والتي تعبر عن ذكائه العقلي وإنما يحتاجان إلى نوع آخر من الذكاء سموه الذكاء الوجدان.

هل الذكاء الوجداني يمكن تعلمه واكتسابه؟


بالطبع .....نعم


ولعل من أهم جوانب التطور إثارة في موضوع الذكاء الوجداني، ما يتعلق بتدريبه وزيادته في السلوك. فالذكاء الوجداني- بعكس الذكاء العقلي ونسبة الذكاء التقليدية- لا يخضع للوراثة ويمكن اكتسابه وتعلمه. وقد كشفت بحوث العلماء في هذا الصدد أن الذكاء الوجداني خاصية أو مجموعة من الخصائص يمكن تدريبها وتنميتها من خلال كثير من الأساليب التي تساعد علي تنميته وتقويته في الشخصية.
ومن النصائح التي ينصح بها العلماء في هذا الصدد لمساعدتنا في الحصول على معدل عال من الذكاء الوجداني :
· أن نحافظ دائما على مشاعر طيبة عند التعامل مع الآخرين، وأن ندرب أنفسنا جيدا على مواجهة الأزمات بهدوء،
· أن نتصدى لحل الخلافات خاصة تلك التي تثور عندما نواجه مختلف التأثيرات السلبية لبيئة اجتماعية تعوق قدراتنا علي النمو السليم والصحة النفسية.

وهناك ميزتان تميزان الذكاء الوجداني عن الذكاء العقلي :
ü هامش التطوير في الذكاء الوجداني أوسع بكثير من هامش التطوير في الذكاء العقلي .
ü تأثير الذكاء الوجداني على نجاح الإنسان أكبر بكثير من تأثير الذكاء العقلي

أهمية الذكاء الوجداني :

1- يلعب الذكاء الوجداني دوراً هاماً في توافق الطفل مع والديه وإخوته وأقرانه وبيئته بحيث ينمو سوياً ومنسجماً مع الحياة، كما أنه يؤدي إلى تحسين ورفع كفاءة التحصيل الدراسي.
2- يساعد الذكاء الوجداني على تجاوز أزمة المراهقة وسائر الأزمات بعد ذلك مثل أزمة منتصف العمر بسلام.
3- يعتبر الذكاء الوجداني الجيد عن المشاعر وتفهم مشاعر الطرف الآخر ورعايتها بشكل ناضج، عاملاً مهماً في استقرار الحياة الزوجية فالتعبير كل ذلك يضمن توافقاً زواجياً رائعاً .
4- والذكاء الوجداني وراء النجاح في العمل والحياة، فالأكثر ذكاءً وجدانياً محبوبون ، ومثابرون ، وتوكيديون ، ومتألقون ، وقادرون على التواصل والقيادة ومصرون على النجاح.
ونظراً لتلك الأهمية البالغة للذكاء الوجداني ، فقد أوصى علماء النفس بتنميته من خلال دروس تعليمية ، ودورات تدريبية ، وورش عمل بهدف الوصول إلى درجات عالية من الذكاء الوجداني ، وهو ما نطلق عليه " النضج الوجداني" ، وسوف نتحدث عنه الآن بشيء من التفصيل نظراً لأهميته.

هل هناك مقاييس مختلفة للعمر؟

يجيب العلماء (بالطبع .....نعم)



ولكن حين نسأل شخصاً ما: ما عمرك ؟ يجيبنا على الفور: خمسون سنة (مثلاً). هذه الإجابة قاصرة جداً لأنه هنا ذكر عمره الزمني فقط، وهذا العمر الزمني لا يفيدنا كثيراً في معرفة أبعاد شخصية من سألناه لأن هناك مقاييس وأبعاد أخرى للعمر ( أحياناً تكون منسجمة مع العمر الزمني وأحياناً أخرى لا تنسجم )، نذكرها فيما يلي:
1- العمر الزمني:
هو عدد السنوات التي عاشها الإنسان في الحياة .
2- العمر العقلي:
وهو يشير إلى ما إذا كان ذكاء هذا الشخص أقل أو أكثر أو مساوي لعمره الزمني (أي الذكاء بالنسبة للعمر الزمني).
3- العمر الاجتماعي:
وهو يقارن النمو الاجتماعي للشخص بعمره الزمني ، بمعنى: "هل هذا الشخص يتعامل مع الناس اجتماعياً كما يتوقع لمن هم في مثل عمره الزمني؟"
4- العمر الوجداني:
وهو يقارن النضج الوجداني للشخص بعمره العقلي، بمعنى: "هل هذا الشخص يتعامل مع مشاعره كما يفعل من هم في مثل عمره الزمني؟".

وهذه الأنواع المختلفة من الأعمار لا تسير متوازية ومتساوية في أغلب الأحوال، فنجد بعضها يسبق الآخر، وكلما كانت المسافة كبيرة بينها كلما أدى ذلك إلى اضطراب التوافق فنجد مثلاً رجلاً قد بلغ الستين من العمر ولكن علاقاته الاجتماعية تشبه إلى حد كبير علاقات المراهقين، كما أن نضجه الوجداني لا يتعدى نضج الأطفال.
ونحن ليست لنا سيطرة أو تحكم في عمرنا الزمني، وبالكاد لنا سيطرة ضعيفة على عمرنا العقلي ، أما عمرنا الاجتماعي وعمرنا الوجداني فيمكننا تنميتهما وتحسينهما بدرجة كبيرة وصولاً إلى النضج الاجتماعي والنضج الوجداني.
ولكي نفهم أنفسنا أكثر ونعرف أين نحن من مراحل النضج الوجداني فسوف نستعرض خصائص تأخر النضج ثم خصائص النضج


كيف نحسن نضجنا الوجداني؟

إنها رحلة طويلة تبدأ من الطفولة المبكرة وتستمر حتى آخر لحظة في الحياة إذ ليس هناك سقف للنضج الوجداني. وإليك عزيزي المتدرب بعض التوصيات:
1- الوعي بالذات:
حاول أن ترى نفسك كما هي لا كما يجب أن تراها، ستواجهك بعض المصاعب حيث أن الدفاعات النفسية (مثل الكبت ، والإسقاط ، والإنكار ، والتبرير ) ستحول بينك وبين هذه الرؤية الموضوعية ، لذلك اسأل الناس المخلصين الصادقين من حولك أن يحدثوك عن نفسك بصراحة ، وتقبل رؤيتهم حتى ولو لم تعجبك . ثم تدرب جيداً وطويلاً على قراءة ما يدور بداخلك من أفكار وما يعتمل في نفسك من مشاعر.

2- تقبل الذات:

وتقبل الذات لا يعني موافقتها على ما هي عليه دائماً ، وإنما هي مرحلة مهمة يبدأ منها التغيير للأفضل.

3- لا تحاول السيطرة على الآخرين:
فبدلاً من السيطرة والتحكم في الآخرين حاول أن تتعاون معهم ، وعندما يكون هناك صراع أو خلاف مع طرف آخر فحاول أن تصل إلى حل يكون الطرفان فيه رابحين ، ولا تحرص على أن تكون أنت الرابح الوحيد دائماً.

4- كن مستعداً لتغيير صلاتك الاجتماعية:

تجنب الناس والمواقف التي تخرج أسوأ ما فيك ، واحرص على أن تعرض نفسك للناس وللمواقف التي تخرج أحسن ما فيك.

5- أبحث عن معنى للحياة يتجاوز حدود ذاتك:

وهو ذلك المعنى الذي يعطيك منظوراً تلسكوبياً واسعاً للحياة، وليس ذلك المعنى المحدود الضيق الذي لا يتجاوز حدود اهتمامك الذاتي. وإذا كان لديك هذا المعنى الكبير الممتد للحياة فإنك ستعمل للخلود وبالتالي ستكون أهدافك عظيمة ومحفزة لقدراتك لكي تنمو بشكل مستمر.
وعلامة نجاحك في الوصول إلى هذا المعنى الواسع للحياة هي شعور ثري وممتلئ بالحياة ، ليس حياتك فقط بل أيضاً حياة الآخرين ، وعمارة الكون، ذلك الشعور الجميل لا يحس به إلا من وصلوا إلى النضج الوجداني سعياً لوجه الله الذي امتدح صفات النضج الوجداني في رسوله صلى الله عليه وسلم قائلاً:
" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " . صدق الله العظيم (آل عمران:159).


أبعاد الذكاء الوجداني:


الذكاء الوجداني يبنى على ما يلي:


1. معرفة عواطف الفرد:
إن المعرفة الشخصية أو القدرة على معرفة المشاعر كما تحدث هي حجر الزاوية للذكاء العاطفي ، يجب أن نكون علي عالم بأمزجتنا، أفكارنا، و مشاعرنا عن أمزجتنا ؛ إن هذا ضروري لإدارة العواطف.
2. إدارة العواطف :
إدارة المشاعر بما تؤدى إلى سلوك ملائم .
3. التحفيز النفسي:
المثابرة والإصرار لمواجهة القلق والخوف والعقبات ترتكز علي الإنجاز المنفرد . تأكد وصدق انك تمتلك الرغبة لإدارة الأحداث الرئيسية والتنبؤات الحاسمة للنجاح في الحياة .
4. ملاحظة عواطف الآخرين:
إن المعرفة الشخصية للعواطف و تطبيقها عملياً على الآخرين هي المهارة الوجدانية الأساسية للنجاح في التفاعل الداخلي.
5. ممارسة العلاقات الشخصية:
فن العلاقات الشخصي يتضمن نطاق واسع ؛ يقاس من خلال التأثير على الأخريين و قدرتنا على التعرف والاستجابة لهذا الإحساس بالسلوك الملائم.


ما هي الانفعالات الوجدانية؟

الانفعالات الوجدانية هي التعبير عن حالات اضطراب في الدفاع والمشاعر والعواطف ومنها:
الغضب : الإثارة والحنق واليأس والنبض والضيق والحيرة والعداء ويجوز أن تكون حالات مرضية مثل الكراهية والعنف.
الحزن: الأسى، والحزن الشديد وعدم البهجة والكآبة والانقباض والرعب والذعر.
الانبساط: السعادة، المتعة، الخلاص الفرحة والمتعة والتسلية.
الحب: القبول، الصداقة والثقة، واللطف العشق والافتتان.
المفاجأة: الصدمة، المفاجأة والدهشة والتعجب.
الاشمئزاز: الازدراء، الغثيان، الاحتقار، التجنب، الخجل: الذنب، الارتباك والأسى، الندم، الإذلال، إماتة الجسد.

ولكن هذه القائمة لا تحل كل قضية إزاء كيفية فرز العواطف والانفعالات، وعلى سبيل المثال ما هي قضية الخليط مثل الحسد الذي يحتوي على مزيج من الغضب والحزن والخوف، والواقع فإنه لا وجود لإجابات شافية، ولا يزال النقاش العلمي حول كيفية تصنيف العواطف الانفعالية قائماً. ولكن لم يظهر نموذج علمي للعقلية الانفعالية التي توضح أن ما نقوم به يمكن أن يدفعنا بصورة انفعالية ألا في السنوات الأخيرة ، وهي كيف يمكن أن نكون عقلانيين في لحظة وغير عقلانيين أو منطقيين في لحظات أخرى. والشعور الذي تكون للانفعالات حالاتها المنطقية المتعلقة بها وكيف يكون لها منطقها.
ويقدم عدد من العلماء قائمة من الأدلة العلمية المختلفة ويوفرون قائمة من السمات التي تميز الانفعالات الوجدانية عن بقية الحياة الذهنية

مكونات الذكاء الوجداني:



فهم الآخرين


فهم الذات


12- إدراك مشاعر الآخرين
1- إدراك المبادئ والقيم والأهداف
13- التعاطف
2- إدراك مشاعر الذات
14- التعبير عن المشاعر
3- استخدام الحدس بشكل صحيح
15- التواصل مع الآخرين
التعامل الإيجابي مع الذات
16- الخلاف البناء
4- التفاؤل
17- الثقة بالآخرين
5- المرونة
التعامل الإيجابي مع الآخرين
6- المبادرة وتحمل المسؤولية

7- التحكم بالمشاعر
8- الثقة بالنفس
9- التصميم
10- الإبداع
11- الانسجام الداخلي







من مكونات الذكاء الوجداني:
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] إدراك مشاعر الآخرين :
هي قدرتك على الإحساس بما يشعر به الآخرون من خلال كلماتهم ولغة أجسادهم .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] التعاطف :
هي قدرتك على تفهم مشاعر الآخرين وإشعارهم بذلك
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] التعبير عن المشاعر :
هي قدرتك على إظهار مشاعرك للآخرين وأن تجعل ذلك جزءاً أساسياً من تفاعلاتك اليومية مع الناس .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] التواصل مع الآخرين :
هي قدرتك على إنشاء شبكة من العلاقات مع الآخرين بحيث تجد في هذه العلاقات نفسك بشكل حقيقي وكامل وتستطيع أن تعبر عن اهتمامك بالآخرين وتقديرك لهم وأن تشاركهم آلامك وآمالك .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] فن العلاقات الاجتماعية
- التعاطف مع الآخرين يعتمد على تفهم الإنسان لمشاعره الخاصة .
- عدم تفهم الإنسان لمشاعر الآخرين يؤدي إلى المفاجآت في التعامل معهم .
- يجب عدم الحكم على مشاعر الآخرين وإبداء الرأي فيها وإنما تفهمها واحترامها كما هي .
- عندما نطلب من الآخرين أن يشعروا مثلنا ونربط تقبلنا لهم بذلك فنحن نمحو هويتهم ونعتدي على حقهم في الوجود كأشخاص مستقلين عنا .
[IMG]file:///C:/DOCUME~1/AI2ECF~1.H/LOCALS~1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] قانون الصدى :
إن تفهم الآخرين واحترام مشاعرهم سيدفعهم إلى مبادلتنا هذا التفهم والاحترام



من مكونات الذكاء الوجداني:


الخروج من الصندوق

المشهد الأول:
رجل يجلس في مقعده في الطائرة و إلى جانبه مقعد فارغ .هو لا يريد لأحد أن يجلس في المقعد المجاور له و يزعجه , يضع حقيبته في المقعد المجاور و يمسك بجريدة و يبدأ بقراءتها . تزدحم الطائرة بالركاب و هم يبحثون عن مقعد يجلسون فيه , يسترق النظر إلى الناس من خلف الجريدة و يفردها أكثر ليجعل الناس لا يرغبون في الجلوس في المقعد المجاور له .
الموقف:
إنه يهتم بحاجته فقط ، ويعتبر حاجات الآخرين أقل أهمية , إنه ينظر إلى الآخرين كمشكلة أو تهديد له .
المشاعر:
هو يشعر بالقلق و الضيق و التوتر و الغضب من الآخرين الذين يمكن أن يجلسوا بجواره .

المشهد الثاني :
يحدث خطأ في حجز المقاعد لزوجين في طائرة , فلا يجلسان بجانب بعضهما ، وفيما المضيف يبحث عن حل لهذه المشكلة تتقدم امرأة بجانبها مقعد فارغ وتعرض على أحد الزوجين وتبادله المكان ليجلس الزوجان بجانب بعضهما .
الموقف:
.................................................. ...................
المشاعر:
لقد شعرت بالغبطة و الارتياح بسبب تلبيتها لحاجات الآخرين.


التعاطف : فن الإحساس بالآخر


متى نستطيع أن نقول بالفعل لشخص آخر "أنا أفهمك" أو "أشعر بما تحس به" أو "أفهم ما يدور بداخلك" ... عندما نكون حساسين.
إن التعاطف هو أكثر من مجرد المشاركة الوجدانية ، إنه القدرة على الإصغاء و التبصر بهدف التعرف على أفكار و مشاعر الآخر. و تعد هذه القدرة مولودة و ليست مكتسبة و مع ذلك فإننا قليلا ما نستخدمها.


"أشعر بخوفكم I can feel your pain "، قالها بل كيلنتون بعيون مغرورقة بالدمع في حديث مع أسرة إحدى ضحايا انفجار. و في هذه الجملة، الني كان ينطق بها بصور مختلفة في مناسبات مشابهة، يعتقد المراقبون و المحللون أنهم اكتشفوا سر الرئيس السابق للولايات المتحدة الأمريكية، و الذي يتمثل في الموهبة الخاصة بمنح الناس الشعور بأنه يفهمهم. حتى أن معارضوه السياسيون وصفوه بالجذاب المتعاطفempathically Charmer ، وبأنه منفتح على الآخر (و ليس على النساء فحسب)، و يبحث عن التقارب الجسدي وينظر بعمق في عينيه، ويشد على يديه بحرارة ويبث له : أنا مصغ لك بالفعل، أنا مهتم بمشكلتك ، ويبدو أن كلينتون كان يستخدم هذه القدرة أو المهارة حسب الحاجة في مقابلاته الشخصية.


ولكن هل هذا الشعور هو التعاطف Empathy أم مشاركة وجدانية Sympathy الذي يتم الخلط بينه و بين المفهوم الأشمل و الأوسع التعاطف (التناهي الوجداني ) في كثير من الأحيان؟



إن التعاطف أكثر من مجرد الإحساس العفوي بالآخر، الذي يغمرنا أو يستحوذ علينا استنادا لمشاعر الآخر، و قد يدفع أعيننا لذرف الدموع. فالمشاركة الوجدانية هي مجرد مرحلة سابقة للتعاطف. فعندما نشارك الآخر وجدانيا نتذكر كيف "يكون" الحزن أو السعادة أو الحنق ، إننا نتقاسم هذه الخبرات و يمكننا لهذا أن نعزي أنفسنا، أن نفرح أو نتوتر. و هكذا ينشأ بين الناس تشارك مصبوغ بالانفعال أو المشاعر، إلا أنه من حيث المبدأ تشارك سطحي.
إلا أن التعاطف أكثر من مجرد التشارك الوجداني. إنه يصف القدرة على فهم خبرات الآخر و الاستجابة بناء على هذا الفهم بالشكل المناسب.
التعاطف ليس مجرد المشاركة في المشاعر فحسب إنه يحاول فهم ما هو كامن خلف هذه المشاعر. لهذا يشترط التعاطف الإصغاء الدقيق و الملاحظة الدقيقة. فإذا أردنا أن نكون متعاطفين فإننا نريد أن نتفهم بدقة ما الذي يجري في الآخر. لهذا نحاول أن نرى العالم بعيونه " أن نرتدي حذائه ".
وهذا التبديل للمنظور (والتخلي العابر عن منظورنا) يفتح لنا تفهما يتجاوز المشاركة الوجدانية للآخر. وبمجرد ما نستطيع "قراءة" ما الذي يفكر فيه الآخر و يحسه و ما ينويه و ما هي الدوافع و العقد الذي دفعه هو وموقفه نحونا، عندئذ يمكننا أن نتعاطف معه. و هذا يعني : أننا نستطيع عندئذ مساعدته ، أو حتى حماية أنفسنا من نواياه و مخططاته. إذ أنه يمكن استخدام التعاطف لصالح الآخر أو لإلحاق الضرر به . فمن يعرف بشكل جيد ما "يدور" في رأس المحيطين به فإنه لا يستطيع نصحه أو حمايته فحسب وإنما توجيهه واستغلاله.
و يعرف باحث التعاطف وليم إكس William Ickesالقدرة التعاطفية على أنها : الاحتضان التعاطفي (من الذات نحو الآخرين) ، وأنه ليس أكثر من شكل من قراءة الأفكار الذي نمارسه في حياتنا اليومية ... إنه على ما يبدو ثاني أكبر الإنجازات التي تقدر عليها دماغنا، حيث أن الوعي نفسه هو الإنجاز الأكبر" ...
هل العاطفة ذكاء؟
منذ مائة عام تم الكشف عن طرق لتحديد الذكاء عند الناس وأصبحت طرقا يعتد بها وتقرر بواسطتها مصائر الناس ، وإذا أردت التقدم إلى وظيفة في أوروبا فإنك سوف تخضع لامتحان في الذكاء وهو دقيق في اكتشاف مواهب الإنسان . ولكن علم النفس بدأ يكتشف بحراً غنياً لم يتم كشفه عند الإنسان. فقد عمد (هوارد جاردنر Haward Gardner) العالم السيكولوجي بكلية التربية بجامعة هارفارد إلى بلورة مفهوم جديد للذكاء صدر ذلك في كتاب بعنوان (أطر العقل Frames of Mind) حيث رأى أن المدرسة السابقة التي أسسها (ستافورد ـ بينيه Staford-Binet) لا تتناول إلا حيزاً من اكتشاف شخصية الإنسان ومهاراته. وظهر واضحاً - ومن خلال إحصائيات مدروسة - أنه ليس كل من نال فوق 120 من فحص الذكاء المرموز له (IQ) سيكون ناجحاً في الحياة.
والجانب الجديد الذي كشف النقاب عنه جاردنر هو أن ذكاء الإنسان ليس ثلاث زوايا من المنطق والعمليات الحسابية أو البراعة اللفظية بل هناك حسب ما كشف عنه جاردنر ما لا يقل عن سبعة جداول معرفية تكشف ذكاء الإنسان ، وأهمها :
الجدول الاجتماعي أي النجاح في بناء العلاقات الإنسانية وكما جاء في كتابه: (إن الذكاء في العلاقات المتبادلة بين الناس هو القدرة على فهم الآخرين وما الذي يحركهم وكيف يمارسون عملهم وكيف يتعاون معهم) .
وفيما يتعلق بذكاء الشخصية الاجتماعية وتميزها حدد أربع مواصفات :
1- القيادة والمقدرة على تنمية العلاقات.
2- المحافظة على الأصدقاء.
3- القدرة على حل الصراعات.
4- المهارة في التحليل الاجتماعي
ويقول جاردنر إن الفروع السبعة من الذكاء ليست إلا حقولاً بدائية لاكتشاف مواهب الإنسان وهناك في الواقع أكثر من عشرين بوابة لاكتشاف الذكاء الإنساني. والذكاء الأكاديمي لا يعد المرء لتقلبات الحياة المخيفة والذكاء الفعلي كما يقول صاحب كتاب الذكاء الوجداني (دانيل جولمان) هو أن: (تكون قادرا على حث نفسك باستمرار في مواجهة الإحباطات والتحكم في النزوات وتأجيل إحساسك بإشباع النفس وإرضائها والقدرة على تنظيم حالتك النفسية ومنع الأسى أو الألم من شل قدرتك على التفكير وأن تكون قادرا على التعاطف والشعور بالأمل).
ومن الأمور التي أظهرت صحة هذه النظرة أن خمسة أطفال من المتفوقين في فحص الذكاء ونالوا فيه 125 ـ 133 لم يحظ إلا واحد منهم بتفوقه في ثلاثة مجالات. وتفوق واحد منهم فقط في التفاهم الاجتماعي. ولكن مشكلة هذا الكشف الجديد أنه غامض بعض الشيء وليس له اختبارات واضحة كما أنه لم يفرز هذا الذكاء عن (المعرفة واللغة) فلم يصل إلى لب المشكلة كما يقول جولمان. ولقد حاول تلميذ جاردنر وهو (بيتر سالوفي) أن يعين خمسة أشكال من هذا الذكاء هي الوعي بالنفس وإدارة العواطف ومنها القدرة على تهدئة النفس وتحفيز النفس أي توجيه العواطف في خدمة هدف ما والتحكم في الانفعالات والتقمص الوجداني أي التعرف على عواطف الآخرين. وأخيرا توجيه العلاقات الإنسانية وتطويع عواطف الآخرين، ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا.

كيف تكون سيد نفسك:

لاشك إن القدرة على التحكم بالنفس تؤدي إلى السعادة والنجاح في الحياة ، ولكي تصبح سيد نفسك لابد أن تتحكم في عواطفك ، وفيم يلي مجموعة من المبادئ التي يمكن أن تساعدك في ذلك .

مبادئ عامة حول العواطف


§ وظيفة العواطف حماية الإنسان من الأخطار والحفاظ على وجوده .
§ تلعب العواطف دورها الإيجابي حينما تأتي في الوقت المناسب وبالشدة المناسبة ولفترة مناسبة .
§ نحن لا نستطيع أن نقرر عواطفنا لكننا نستطيع أن نقرر ماذا نفعل حيالها.
§ التركيبة الوجدانية للإنسان وراثية ولكن كيفية التعامل معها مكتسبة .
§ إن التحكم في العواطف لا يعني تجاهلها أو كبتها .
§ التحكم بالعواطف يعني :
1. قراءتها .
2. معرفة تأثيرها على أفكارك وأقوالك وتصرفاتك .
3. تحييد تأثيرها السلبي عليك وذلك إما :
ü بتغيير العاطفة نفسها عن طريق تغيير طريقة النظر إلى الموضوع
ü بالقيام بسلوك ما لتحييد الأثر السلبي لهذه العاطفة .



قراءة العواطف

الخطوة الأولى نحو التحكم بالعواطف هي قراءتها فالذين يجهلون قراءة عواطفهم يعيشون تحت رحمتها.

المشاعر السلبية


المشاعر الإيجابية



الإحباط



التشجيع



التشاؤم



التفاؤل



عدم الاحترام



الاحترام



الخوف



الأمان



التوتر



الاسترخاء



الملل



الاندفاع



الاعتماد على الآخرين



الاستقلالية



الظلم



الإنصاف



الشعور بالذنب



الفخر



الاكتئاب



الإثارة



الوحدة



التواصل



التجاهل



الاهتمام



سوء الفهم



التفهم







الأسئلة الذكية

الأشخاص الأذكياء عاطفياً يعرفون كيف يطرحون الأسئلة الذكية عاطفياً التي تحرك مشاعرهم الإيجابية وتوجههم في الاتجاه الصحيح .
أسئلة الإطار السلبي :
ما هي المشكلة ؟
لماذا لدي هذه المشكلة ؟
منذ متى لدي هذه المشكلة ؟
كيف تحد هذه المشكلة من إمكانياتي ؟
من السبب في وجود هذه المشكلة ؟
كيف تحول هذه المشكلة بيني وبين تحقيق ما أرغب فيه ؟
ما أسوأ وقت عشت خلاله هذه المشكلة ؟
إن وضع المشكلة ضمن أسئلة الإطار السلبي يؤدي إلى الشعور بالعجز وإلقاء اللوم على الآخرين وإضاعة الفرص .
أسئلة الإطار الإيجابي
ماذا أريد ؟ نحن نصنع عاداتنا
ثم تقوم عاداتنا بصنعنا
متى أريد تحقيق ذلك ؟
بعد الحصول على ما أريده ما الذي سيتحسن في حياتي ؟
ما هي المصادر المتاحة لمساعدتي على الوصول إلى ما أريد ؟
كيف أستخدم الإمكانات التي لدي أحسن استخدام؟
ما هي التحديات التي يمكن أن تواجهني ؟
ما هي أفضل طريقة لمواجهة هذه التحديات ؟
ما الذي يجب القيام به الآن للحصول على ما أريد ؟
إن وضع المشكلة ضمن أسئلة الإطار الإيجابي يدفع الإنسان إلى السير في الاتجاه الذي يريده ويحمله المسئولية ويعطيه الكثير من الخيارات.
مركز المشاعر القوية
اللوزة في أجسام البشر هي مجموعة من الهياكل المتداخلة تقع فوق جذع الدماغ قرب قاع الحلقة الحوفية.. وهناك لوزتان. واحدة على كل جانب من الدماغ تقع باتجاه جانب الرأس. وتعد اللوزة متخصصة في المسائل الانفعالية الوجدانية، وتعمل اللوزة كمخزن للذكريات الانفعالية، ولذلك فهي ذات أهمية بوظيفتها. فالحياة بدون لوزة الدماغ مجردة من المعاني الشخصية. فإذا بترت اللوزة عن باقي الدماغ، تكون النتيجة عدم القدرة على الإحساس بالأحداث المهمة الوجدانية وتسمى هذه الحالة أحيانا بـ «العمى المؤثر». ويؤدي فقد اللوزة إلى الافتقار لأي تفاعل عاطفي.
فعلى سبيل المثال خضع شاب لعملية استؤصلت خلالها اللوزة من دماغه، فأصبح لا يبدي أي رغبة في الاختلاط بالناس، وفضل الجلوس في عزلة بدون أي اتصال مع البشر. وبينما كان قادرا بصورة مثالية على التخاطب والتحادث مع الآخرين، إلا انه لم يعد قادرا على التمييز بين أصدقائه وأقاربه، ولم يعد يتعرف حتى على والدته، وبقي غير مبال بضيق الآخرين .
ودعنا نتذكر ذلك الوضع عندما يتحول الذكي إلى مغفل، لقد حدث بدقة عندما طعن الطالب النجيب جاسون أستاذ الفيزياء في المرحلة الثانوية باستخدام ساطور المطبخ، ولكن الحقائق ذكرت في التقرير الذي أفاد أن جاسون الطالب الحاصل على ترتيب مستوى رفيع في مدرسة بكلورال سبرنيغ بولاية فلوريدا كان همه وأمله الوحيد هو دخول كلية الطب، أي أن حلمه كان الدخول إلى كلية الطب بجامعة هارفرد، لكن أستاذ مادة الفيزياء ديفيد بولوجروتو منحه 80 درجة في الاختبار. وعندما اعتقد جاسون ان الدرجة مجرد «B» أحس أن أمله قد خاب فحمل ساطورا إلى المدرسة وفي مواجهة مع بولوجروتو في مختبر الفيزياء طعن الطالب أستاذه في عظمة الترقوة قبل ان يتمكن آخرون من السيطرة على الموقف. وحكم قاض على الطالب جاسون بالبراءة، وقال إن الطالب اصيب بالجنون خلال الحادث وأقسم 4 أطباء نفسانيون وعلماء نفس على انه اصيب باضطراب نفسي خلال الشجار، وزعم جاسون انه كان يخطط للانتحار بسبب نتيجة الاختبار. وذهب إلى أستاذه لإبلاغه بأنه سيقتل نفسه بسبب هذه الدرجة السيئة. ولكن الأستاذ بولوجروتو روى قصة مختلفة: «اعتقد انه كان يحاول الإجهاز عليه بالكامل لأنه اصيب بغضب شديد نتيجة للدرجة السيئة. بعد نقله الى مدرسة خاصة، تخرج جاسون بعد عامين وكان الأول في فصله. وبعد ان حصل على درجات عالية تخرج بمرتبة الشرف وكان أستاذه ديفيد بولوجروتو لا يزال يشتكي بأن طالبه السابق لم يعتذر قط عما فعله أو حتى يتحمل المسئولية عن الحادث.
والقضية الآن كيف لطالب شديد الذكاء ومتميز أن يقوم بعمل اخرق مثل ذلك، عمل لا يقوم به سوى مجنون؟ الإجابة هي أن الذكاء الأكاديمي ليس له علاقة بالحياة الوجدانية. فالأشخاص من ذوي الذكاء المتوقد يمكن أن يكونوا ضعفاء بصورة مذهلة في توجيه حياتهم الخاصة. والحقيقة أن هناك استثناءات واسعة النطاق من القاعدة القائلة أن أصحاب الذكاء الرفيع يتوقعون النجاح، بل أن هناك الكثير من الاستثناءات أكثر من الحالات التي تنسجم مع القاعدة. وفي أحسن الحالات فإن الذكاء يسهم بنسبة 20% بالعوامل التي تحدد النجاح في الحياة. ويترك 80% لعوامل أخرى، وكما لاحظ احد الباحثين فإن الغالبية العظمى من العناصر التي تكمن وراء ارتفاع المكانة في المجتمع تحددها عوامل ليس لها صلة بالذكاء وتتراوح ما بين الطبقة الاجتماعية إلى الحظ.
وحتى كبار المفكرين، امثال ريتشارد هيرنشتين وتشارلز موريه، لا يعلقون الكثير من الاهمية على الذكاء والاخيران يعترفان بأنه يجوز ان طالبا بدرجات مقبول في الرياضيات، بدلا من التوجه كي يصبح عالماً رياضياً فإنه يدير مشروعه الخاص به فيصبح سيناتورا او يجمع الملايين من الدولارات، ولذلك لا ينبغي ان يفقد احلامه، ان الصلة بين درجات الاختبار وتلك الانجازات تتضاءل في ضوء شمولية السمات الأخرى التي يبعث فيها الحياة.


قــراءة في كتــاب: الذكاء الوجداني ( دانييل جولمان)

عن سلسلة عالم المعرفة صدر كتاب (الذكاء الوجداني ) ، محتوياً على ثلاثة أقسام مع مقدمة يقدم المؤلف في هذا الكتاب طريقاً جديداً للنظر في جذور أسباب أمراض الأسر والمجتمعات، ويدعو فيه إلى ثقافة العقل والقلب معاً.
قام المؤلف في هذا الكتاب برحلة تأمل علمي ثاقب في عواطف الإنسان، نفهم منها معنى الذكاء، وكيفية ارتباطه بالعاطفة، ونطلع عبر صفحاته على مملكة المشاعر وتأثيرها في مسار حياتنا.
اعتمد المؤلف على الأبحاث الطبية والدراسات التي أجريت على الدماغ البشري خلال العقدين الماضيين، ليخرج بآخر اكتشافات تركيبة المخ الوجداني ة التي تفسر كيف تهيمن قبضة العاطفة القوية على العقل المفكر، وكيف تكشف تراكيب المخ المتداخلة المتحكمة في لحظات الغضب والخوف أو الحب عن كثير من الحقائق، وأن النقص في الذكاء الوجداني أساس الكثير من مشاكل كل فرد منا، لأنه يدمر الذهن ويهدد الصحة الجسمانية بأخطار جسيمة.
ويجيب المؤلف عن السؤال المهم: ما هذه المشاعر الإنسانية؟ وما مكانها في المخ؟ وهل ما ورثناه من طباع قدر محتوم، أم أن دوائر المخ العصبية دوائر مرنة يمكن أن تتعلم وتتغذى، وتقوى وفقاً للبنية التي يتأسس عليها ذكاؤنا الوجداني منذ الطفولة؟.
أما أكثر الحقائق إثارة للقلق في هذا الكتاب فهي ذلك المسح البحثي الشامل الذي يكشف كيف بات جيل الأطفال الحالي في العالم كله أكثر غضباً وجنوحاً وقلقاً واندفاعاً وعنفاً.. فهل الذكاء الوجداني يقدم علاجاً؟ .
الجواب في صفحات هذا الكتاب الشيق.
في المقدمة يستشهد المؤلف بقول لأرسطو في كتابه (الأخلاق إلى نيقو ماخوس): (أن يغضب أي إنسان، فهذا أمر سهل.. لكن أن تغضب من الشخص المناسب، وفي الوقت المناسب، وبالأسلوب المناسب.. فليس هذا بالأمر السهل).
ثم يذكر المؤلف حادثة كان شاهداً عليها قبل عشرين عاماً والتي انحفرت في ذهنه ودعته إلى تأليف هذا الكتاب..

تتلخص تلك الحادثة بصعود المؤلف إلى إحدى الحافلات حيث شد انتباهه سائقها وهو يرحب به وترتسم على وجهه ابتسامة دافئة حيث حيّاه بود، وقد انتبه المؤلف إلى أن السائق كان يرحب بكل راكب حين صعوده.. بينما ارتسم على وجوه الركاب المزاج الكئيب فلم تكن تلقى تحيته وداً إلا من قليل منهم.
ولكن مع تقدم الحافلة ببطء في مسيرها واستمرار السائق بتحية الركاب والتعليق على ما تمر عليه الحافلة من أسواق، ودور سينما.. حدث تحول بطيء وسحري داخل الحافلة، ومع الوقت انتقلت عدوى ابتهاجه بما يتمتع به من إمكانات ثرية إلى الركاب.. ونزل كل فرد في محطته وقد خلع عن وجهه ذلك القناع المتجهم الذي صعد به. وعندما كان السائق يودع كلاً منهم بقوله: إلى اللقاء.. يوماً سعيداً.. كان الرد يأتيه بابتسامة جميلة على الوجوه..
ويعلق المؤلف على هذه الحادثة بقوله:
لقد انطبع هذا الموقف في ذاكرتي قرابة عشرين عاماً، وكنت وقتها قد انتهيت رأساً من إعداد رسالتين لنيل الدكتوراه في علم النفس.. لكن الدراسات السيكولوجية في تلك الأيام لم تكن تبدي اهتماماً يذكر بالكيفية التي يمكن أن يحدث بها مثل هذا التحول..
إذ لم يكن العلم السيكولوجي يعرف سوى القليل، وربما لم يكن يعرف شيئاً أصلاً، عن آليات العاطفة.. ومع ذلك فكلما تخيلت انتشار (فيروس) المشاعر الطيبة بين ركاب الحافلة الذي لابد أنه سرى عبر المدينة، بدءاً من ركاب تلك الحافلة، اعتبرت ذلك السائق مصلحاً يجوب المدينة (أو باعث السلام في مجموعة من البشر) بمقدرته السحرية على التخفيف من حالة التجهم الشديد البادي على وجوه الركاب، فإذا بقلوبهم تتفتح قليلاً، ويتحول التجهم المرسوم على الوجوه إلى ابتسامة، وفي تناقض صارخ مع هذه الحادثة تنبئنا بعض فقرات الصحف بما يلي:
- أحد المراهقين يطلق النار على جمهور أحد النوادي في مدينة مانهاتن ويصيب ثمانية من الصبية لأن كرامته أهينت كما تصور..
- جاء في تقرير حول ضحايا جرائم ما قبل سن الثانية عشرة، أن 75 % من صبية هذه المرحلة السنية هم ضحايا آبائهم أو أزواج أمهاتهم.. وفي 50% من الحالات الواردة في التقرير يقول الآباء أنهم لم يفعلوا شيئاً سوى محاولة أداء واجبهم في تربية أولادهم، بمعاقبتهم بالضرب حين يخالفون أوامرهم..
- وشاب ألماني يقتل خمس نساء تركيات، من خلال إشعال النار فيهن وهن نائمات.. وقد اعترف الشاب أثناء محاكمته، وهو عضو في مجموعة نازية جديدة، بأنه فشل في الحصول على عمل، وأنه يتعاطى الخمور، وأنه يحمّل الأجانب مسؤولية حظه السيء.
لقد أصبحت أخبار الصحف تحمل لنا كل يوم مثل هذه التقارير حول انهيار الحس الحضاري وفقدان الإحساس بالأمان، بما يشبه موجة من الدوافع النفسية المتدنية الآخذة في الاستفحال.. غير أن هذه الأخبار تعكس في النهاية إحساسنا المتزايد بانتشار هذه الانفعالات غير المحكومة على صعيد حياتنا الخاصة، وحياة الآخرين المحيطين بنا.. وليس هناك أحد بيننا بمنأى عن ذلك المد المتفلت من الانفجار الانفعالي، إذ هو يصيب مختلف مناحي حياتنا بشكل أو بآخر..



بواعث الفعل:

إن كل الانفعالات في جوهرها هي دوافع لأفعالنا.. هي الخطط الفورية للتعامل مع الحياة التي غرسها التطور في كياننا الإنساني..
ويلعب كل انفعال في سجلنا الوجداني دوراً فريداً، كما توضحه البصمات البيولوجية المتميزة..
وقد تمكن الباحثون اليوم بالوسائل العلمية الجديدة البالغة التقدم التي استطاعت أن ترى الجسم والمخ من الداخل بدقة من اكتشاف مزيد من تفاصيل الكيفية الفسيولوجية التي تجهز بها العاطفة الجسم بمختلف أنواع الاستجابات، وعلى سبيل المثال:
في حالة الغضب يتدفق الدم إلى اليدين ليجعلهما قادرتين بصورة أسهل على القبض على سلاح أو ضرب عدو.. وتتسارع ضربات القلب، وتندفع دفقة من الهرمونات مثل هرمون (الأدرينالين) فيتولد كم من الطاقة القوية تكفي القيام بعمل عنيف.
وفي حالة الخوف: يندفع الدم إلى أكبر العضلات حجماً، مثل عضلات الساقين، فيسهل الهرب، ويصبح الوجه أبيض اللون شاحباً لأن الدم يهرب منه..
وفي حالة الدهشة؛ ترفع الحواجب لتسمح بنظرة شاملة أوسع، وتسمح بدخول مزيد من الضوء إلى الشبكية، وهذا يوفر مزيداً من المعلومات حول ما حدث دون توقع وأثار الدهشة، ويكشف حقيقة ما يجري بالضبط، بما يساعد على اختيار أفضل فعل مناسب للموقف.
في هذا القسم الأول من الكتاب؛ كانت رحلة المؤلف مع آخر اكتشافات لتركيبة المخ الوجداني ة، والتي تقدم تفسيراً لتلك اللحظات الأكثر تحييراً في حياتنا والتي تهيمن فيها، مشاعرنا على عقولنا..
إن فهم التفاعل بين تراكيب المخ يكشف عن الكثير فيما يتعلق بكيفية تعلمنا للعادات الوجداني ة التي يمكن أن تقوض أفضل أهدافنا، وكذلك ما الذي بوسعنا أن نفعله للسيطرة على انفعالاتنا الوجداني ة الهدامة والمسببة للإحباط؟.
في القسم الثاني من الكتاب يرينا المؤلف كيف تدخل معطياتنا العصبية في تشكيل المهارة الأساسية لممارسة الحياة والتي نسميها (الذكاء الوجداني ) أي أن نكون قادرين مثلاً على التحكم في نزعاتنا ونزواتنا، وأن نقرأ مشاعر الآخرين اليومية ونتعامل بمرونة في علاقاتنا مع الآخرون.
هذا النموذج المسهب لمعنى أن يكون المرء (ذكياً) يضع العواطف في بؤرة القدرات الشخصية في التعامل مع الحياة..




انفلات الأعصاب:

لاشك في أن ما يثير الفضول لفهم قوة العواطف وتأثيرها في حياتنا العقلية، تلك اللحظات المثيرة للمشاعر، والتي نندم عليها بعد أن ينقشع عنها غبار الانفعال، ونتذكرها فيما بعد..
اعرف نفسك:
لاشك في أن وصية سقراط التي تقول (اعرف نفسك) تتحدث عن حجر الزاوية في الذكاء الوجداني ، الذي هو وعي الإنسان بمشاعره وقت حدوثها..
وقد يبدو للوهلة الأولى أن مشاعرنا واضحة.. ولكن قدراً أكبر من التفكير والتأمل يذكرنا بأننا جميعاً غافلون عما شعرنا به تجاه شيء ما في الحقيقة، أو يوقظ فينا هذه المشاعر فيما بعد..
وقد استخدم علماء النفس مصطلحاً ثقيلاً اسمه (ما بعد المعرفة) إشارة إلى الوعي بعملية التفكير واستخدموا مصطلح (ما بعد الانفعال) ليشير إلى تأمل الإنسان لانفعالاته..
لكن المؤلف يفضل مصطلح (الوعي بالذات) بمعنى الانتباه إلى الحالات الداخلية التي يعيشها الإنسان وبهذا الوعي التأملي للنفس، يقوم العقل بملاحظة ودراسة الخبرة نفسها بما فيها من انفعالات.
والواقع أن مراقبة الذات - على أحسن الفروض - تحقق إدراكاً رصيناً للمشاعر المضطربة والمتقدمة، إنها في أقل تقدير تقدم نفسها في صورة ظاهرية وبسيطة، وكأنها عائدة لتوها من خبرة ما.. هي مجرى يوازي الوعي، أي ما بعد توزع الانتباه في مجرى الوعي الرئيسي، أو بجانبه، مدركة الحدث الجاري أكثر من انضمامها إلى هذه المشاعر، وضياعها فيها.. وهذا هو الفرق - مثلاً - بين أن تكون غاضباً غضباً شديداً من شخص ما، وأن تدرك بفكرك الذاتي التأملي قائلاً: (أنا أشعر بالغضب) حتى وأنت في حالة هذا الغضب..
اعرف نفسك:
وعلى الرغم من التمييز المنطقي بين أن نكون مدركين لمشاعرنا، وأن نعمل على تغييرها، نجد أن جون ماير العالم السيكولوجي بجامعة هامبشير، الذي وضع نظرية الذكاء الوجداني ، قد اكتشف أن الوعي بالمشاعر والقيام بالأفعال من أجل الأهداف العملية كلها عادة جنباً إلى جنب ويداً بيد.. ذلك لأن مجرد إدراكنا أن المزاج سيء، فهذا معناه الرغبة في التخلص منه والتعرف على الحالة النفسية شيء متميز عما نبذله من جهود حتى لا نقوم بفعل ما بدافع انفعالي.
واكتشف ماير أن الناس يميلون إلى اتباع أساليب متميزة للعناية بعواطفهم والتعامل معها:
الوعي بالنفس:
إن أولئك البشر الذين يدركون حالتهم النفسية في أثناء معايشتها، عندهم بصورة متفهمة بعض الحنكة فيما يخص حياتهم الانفعالية.. ويمثل إدراكهم الواضح لانفعالاتهم أساساً لسماتهم الشخصية.. هم شخصيات استقلالية واثقة من إمكاناتها، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة، ويميلون أيضاً إلى النظر للحياة نظرة إيجابية. وعندما يتكدر مزاجهم لا يجترونها ولا تستبد بأفكارهم، هم أيضاً قادرون على الخروج من مزاجهم السيء في أسرع وقت ممكن.. باختصار تساعدهم عقلانيتهم على إدارة عواطفهم وانفعالاتهم..



الغارقون بانفعالاتهم:
هؤلاء الأشخاص هم من يشعرون غالباً بأنهم غارقون في انفعالاتهم، عاجزون عن الخروج منها، وكأن حالتهم النفسية قد تملكتهم تماماً. هم أيضاً متقلبو المزاج، غير مدركين تماماً لمشاعرهم إلى الدرجة التي يضيعون فيها ويتيهون عن أهدافهم إلى حد ما، ومن ثم فهم قليلاً ما يحاولون الهرب من حالتهم النفسية السيئة، كما يشعرون بعجزهم عن التحكم في حياتهم الوجداني ة.. إنهم أناس مغلوبون على أمرهم، فاقدو السيطرة على عواطفهم..
المتقبلون لمشاعرهم:
هؤلاء على الرغم من وضوح رؤيتهم بالنسبة لمشاعرهم، فإنهم يميلون لتقبل حالتهم النفسية، دون محاولة تغييرها، ويبدو أن هناك مجموعتين من المتقبلين لمشاعرهم:
المجموعة الأولى: تشمل من هم عادة في حالة مزاجية جيدة، ومن ثم ليس لديهم دافع لتغييرها.. والمجموعة الثانية : تشمل من لهم رؤية واضحة لحالتهم النفسية ومع ذلك حين يتعرضون لحالة نفسية سيئة، يتقبلونها كأمر واقع، ولا يفعلون أي شيء لتغييرها على الرغم من اكتئابهم. وهذا النموذج من المتقبلين يدخل في إطار المكتئبين الذين استكانوا لليأس..
عبيد العاطفة:
منذ عصر أفلاطون، ظل الإحساس بتفوق النفس وقدرتها على مواجهة العواصف الوجداني ة الناتجة عن ضربات القدر بدلاً من الاستسلام لها لكي نصبح عبيداً للعاطفة، ظل هذا الإحساس فضيلة تستحق الإشادة بها دائماً..كانت الكلمة اليونانية لهذه الفضيلة هي (سوفروزايم sophrozyme )أي الانتباه والذكاء في إدارة حياتنا: بمعنى الإتزان والحكمة.. أما الرومان والكنيسة المسيحية القديمة فقد أطلقوا عليها اسم (temprrantia ) أي ضبط النفس، أو كبح جماح الإفراط في الانفعال، والهدف من ذلك تحقيق التوازن الوجداني وليس قمع العاطفة، لأن لكل شعور قيمته ودلالته.. فالحياة من دون عاطفة تصبح أرضاً حيادية قاحلة ومملّة، منقطعة ومنعزلة عن ثراء الحياة نفسها..والمطلوب، كما لاحظ (أرسطو) انفعال يناسب الظرف ذاته، فعندما يكبت الانفعال تماماً فإن ذلك يؤدي إلى الفتور والعزلة، وعندما يخرج عن إطار الانضباط والسيطرة ويصبح بالغ التطرف، والإلحاح، فإنه يتحول إلى حالة مرضية، تحتاج إلى العلاج مثل الاكتئاب المؤدي إلى الشلل، والقلق الساحق، والغضب الكاسح، والتهيج المجنون..
ولا شك في أن مفتاح سعادتنا الوجداني ة يكمن في ضبط انفعالاتنا المزعجة بصورة دائمة، هذا؛ لأن التطرف المتزايد والمكثف في العواطف لفترة طويلة يؤدي إلى تقويض استقرارنا.ومن الطبيعي ألا نشعر طوال الوقت بنوع واحد من الانفعال.. والواقع أن هناك الكثير مما يقال عما تسهم به المعاناة البناءة في الحياة الإبداعية والروحانية، لأن المعاناة تهذب الروح..ولا شك في أن تقلبات الدهر بما فيها من سعادة وتعاسة تعطي الحياة نكهة خاصة، وإن كانت تحتاج إلى التوازن..وما يحدد الإحساس بالسعادة - بحساب القلب - هو معدل العواطف الإيجابية والسلبية. وهذه - على الأقل - هي الحكمة التي خرجت بها دراسات عن طبائع مئات الرجال والنساء، وحالاتهم النفسية التي مرت عليهم، وسجلوا انفعالاتهم في تلك الأوقات.. مثل هؤلاء لا يحتاجون إلى تجنب المشاعر غير السارة للإحساس بالرضا عن حياتهم، لكنهم لا يتركون أنفسهم تحت رحمة مشاعرهم العاصفة دون كبح جماحها حتى لا تحل محل حالتهم النفسية المبتهجة، وثمة أناس يتعرضون لنوبات عارمة من الغضب والاكتئاب، ويمكن لأولئك الناس أن يشعروا بالرضا نحو حياتهم إذا ما تناوبتهم بقدر متساو فترات من الفرح والابتهاج..


تحليل ثورة الغضب:
يبدو أن الغضب هو أكثر الحالات تصلباً وعناداً من بين كل الحالات التي يرغب الناس في الهروب منها، فقد انتهت (تايس) من دراستها إلى أن الغضب هو أسوأ الحالات النفسية التي يصعب السيطرة عليها. والغضب هو أكثر هذه الحالات غواية وخطأ على العواطف السلبية، ذلك لأن المونولوج الداخلي الذي يحث على الغضب والمبرر أخلاقياً، يملأ عقل الغاضب بالذرائع المقنعة ليصب جام غضبه.. والغضب ليس مثل الحزن، لأنه انفعال يولد الطاقة والتنبه.. فالغضب لديه قدرة على الإغواء والحفز، وربما كان هذا هو السبب في الأفكار الشائعة عنه بأنه يصعب التحكم فيه أو أنه لا ينبغي كظمه.. بل أكثر من ذلك، أن التنفيس بالغضب يطهر النفس وهو في مصلحة الغاضب، أما الرأي الآخر المضاد للرأي السالف والذي قد يكون رد فعل على الصورة الكئيبة التي يرسمها الرأيان الآخران، فيتمثل في القول إن الغضب يمكن الحيلولة دون حدوثه تماماً.
والواقع أن تسلسل الأفكار الغاضبة الذي يؤجج الغضب، من الممكن أن يكون هو نفسه مفتاح أقوى الوسائل للتخفيف من شدة الغضب، وذلك بوضع حد للأفكار التي توقد نار الغضب في مهدها.. وكلما طال الوقت الذي نجتر فيه الأسباب التي أثارت غضبنا، وجدنا (أسباباً طيبة) نلفقها ونخترعها لنبرر بها لأنفسنا أسباب غضبنا، لكن إذا نظرنا للأمور بشكل مختلف فسوف تهدأ هذه النيران المشتعلة. وهذا ما انتهت إليه (تايس) في بحثها فقد وجدت أن إعادة وضع موقف ما إيجابياً في إطاره، كان أكثر السبل الفعالة لوقف الغضب..
في القسم الثالث من الكتاب يبحث المؤلف في بعض الاختلافات الأساسية المترتبة على هذه القدرات مثل: كيف يمكن بهذه القدرات أن نصون علاقتنا الأكثر أهمية أو كيف يفسد الافتقار إلى هذه القدرات تلك العلاقات.. وكيف تسبغ قوى السوق التي تعيد تشكيل حياتنا العملية أهمية غير مسبوقة على الذكاء الوجداني من أجل تحقيق النجاح في العمل. وكيف تتسبب العواطف المسمومة في تهديد صحتنا الجسدية وإصابتها بالمخاطر، تماماً كما يفعل الإفراط في التدخين، في الوقت الذي يمكن للتوازن الوجداني أن يحمي صحتنا وسعادتنا على حد سواء..
الأعداء الحميمون:
إذا نظرنا اليوم إلى معدلات الطلاق، فسنجد أنها أصبحت معدلات سنوية ثابتة بدرجة أو بأخرى.. لكن هناك طريقة أخرى لحساب معدلات الطلاق تشير إلى قفزة خطيرة في هذه المعدلات، إذا نظرنا إلى الخلافات الخطيرة التي تنشأ بين المتزوجين حديثاً وتنتهي أخيراً بالطلاق.. وعلى الرغم من ثبات معدلات الطلاق الإجمالية، فإن خطر الطلاق قد انتقل إلى الزيجات الحديثة.
وإذا ناقشنا هذا التصاعد في حالات الطلاق، فسنجد أنه يرجع بدرجة كبيرة إلى انخفاض في مستوى الذكاء الوجداني ، وتراجع الضغوط الاجتماعية، المتمثلة في وصمة العار التي تلحق بالمطلق أو المطلقة، أو في اعتماد الزوجات الاقتصادي على أزواجهن، الذي ظل سبباً في بقائهن معهم حتى لو كانوا أسوأ الأزواج. أما بعد أن أصبحت الضغوط الاجتماعية لا تمثل العامل الذي يبقي على العلاقة الزوجية، فقد باتت العلاقة الوجداني ة بين الزوج والزوجة أهم وأخطر العوامل التي تبقي على الزواج، إذا أراد كل من الزوجين لارتباطهما أن يدوم..

الــــنقد البــــــارع :

يقدم هاري لفنسون المحلل السيكولوجي، النصيحة التالية حول (فن النقد) الذي يتضافر مع فن الإطراء!.
كن محدداً: التقط حدثاً له دلالة، هدفاً يوضح مشكلة رئيسية تحتاج إلى التغيير، أو نموذجاً يمثل عدم الكفاءة، مثل عدم القدرة على أداء أجزاء معينة من العمل بصورة جيدة.. هذا لأن ما يثبط معنويات الإنسان هو أن يسمع أنه أخطأ في عمل شيء ما دون أن يعرف على وجه التحديد ما هذا الخطأ لكي يعمل على تصحيحه.. فلابد من التركيز على التحديد..
تذكر الشيء الجيد الذي فعله الإنسان، وما فعله بالتحديد بصورة ضعيفة، وكيف يمكن تغييره؟!..
قدم حلاً: فالنقد مثل كل تغذية مركزة مفيدة، يجب أن يشير إلى طريقة تحدد المشكلة تماماً، وإلا فسوف تترك المتلقي في حالة إحباط ومعنويات منخفضة ودون دافع للقيام بعمل، لأن النقد قد يفتح الباب إلى إمكانات وبدائل لم يتبين الشخص نفسه وجودها، أو يثير - ببساطة - الحساسية بأوجه النقص التي تستلزم الانتباه، وما يجب أن يصاحبه من اقتراحات حول أسلوب الاهتمام بهذه المشاكل.
كن حاضراً: لأن النقد مثل المديح، أكثر فعالية حين يقال وحينما يوجه للشخص نفسه على انفراد.. ونحن نلاحظ أن أولئك الناقدين غير المريحين يوجهون دائماً نقدهم سلباً أو إيجاباً من على بعد، كما لو أنهم يزيحون عبئاً عن أنفسهم.
كن حساساً: هذه دعوة للتعاطف مع الآخر، ليكون متناغماً مع ما تقوله، وكيف يكون وقعه على الشخص المتلقي..
يقدم ليفنسون أيضاً بعض النصائح الوجداني ة في آخر الأمر لمن يتلقون النقد قائلاً: يجب أن ينظر الإنسان إلى النقد كمعلومة لها قيمتها حول كيفية تحسين العمل وليس بوصفه هجوماً شخصياً، والأمر الآخر أن تراقب حافزك إلى اتخاذ موقف دفاعي بدلاً من تحمل المسؤولية..
وأخيراً ينصح ليفنسون الجميع أن ينظروا إلى النقد بوصفه فرصة للناقد والمنتقد للعمل معاً بهدف حل المشكلة، وليس بوصفه حالة خصومة بينهما..
جـــذور التعصب :
تعتبر حالات التعصب نوعاً من التعلم الوجداني الذي يجري في تيار الحياة منذ وقت مبكر، مكوناً ردود أفعال يصعب استئصالها كلية.. يحدث هذا أيضا حتى مع من يشعرون وهم شباب بخطأ الاقتناع بهذه الأفكار المتعصبة..
ويفسر هذه الحقيقة توماس بيتجرو المتخصص في السيكولوجيا الاجتماعية، بجامعة كاليفورنيا، والذي درس مشكلة التعصب على مدى عقود قائلاً: قد يحدث في وقت متأخر من حياتك أن تغير تعصبك هذا، لكنك ستكتشف أنه من السهل عليك كثيراً أن تغير من معتقداتك الفكرية عن تغيير مشاعرك العميقة..
وتأتي جزئياً الأفكار النمطية الشائعة التي تكرس التعصب من آليات أكثر حيادية في العقل الذي يجعل كل أنواع الأفكار النمطية مؤكدة بذاتها. هذا لأن الناس عموماً على استعداد سريع لتذكر اللحظات التي تؤيد الأفكار من هذا النوع، بينما ينزعون إلى إسقاط اللحظات التي تتحدى هذه الأفكار..



التوتر : قلق أكثر من اللازم و في غير محله :

لاحظ السيكولوجي (بروس ماكوين) بجامعة بيل في بحث موسّع نشره عام 1993م حول العلاقة بين التوتر والمرض، لاحظ مجموعة كبيرة من التأثيرات.. وجد أن وظيفة المناعة قد تغيرت إلى درجة يتسارع فيها العامل المسبب للسرطان، وزادت سرعة التأثر بالعدوى الفيروسية كما تفاقم تكون الصفائح المسببة لتصلب الشرايين وتجلط الدم المؤدي إلى الذبحة الصدرية. كما عجل القلق أيضاً ببداية مرض السكر وأثر في نتيجة علاجه، وزاد من نوبات الربو.. وقد يؤدي التوتر أيضا إلى حدوث قرحة في المعدة، ويفاقم أعراض التهاب غشاء القولون المخاطي، والتهاب الأمعاء.. ويتعرض المخ ذاته نتيجة لتأثير التوتر المستمر، للإجهاد الشديد الذي يضر (قرن آمون) وبالتالي يضر الذاكرة نفسها..
في الكلمة الأخيرة التي جاءت ختاما لهذا الكتاب الرائع يقول المؤلف:
بينما كنت على وشك الانتهاء من هذا الكتاب، لفت انتباهي بعض الأخبار الصحافية المثيرة للقلق، تعلن أن الأسلحة أصبحت أول أسباب الموت في أمريكا.
أما الخبر الثاني فقد جاء فيه أن معدل الجريمة في العام الماضي ارتفع إلى 3% أما مصدر الانزعاج الأكبر فقد أورده الخبر الذي تنبأ على لسان أحد علماء الجريمة، بأننا نعيش الآن فترة هجوع تسبق عاصفة إجرامية ستهب علينا في العقد القادم.. والسبب في رأيه أن الجرائم التي يرتكبها المراهقون في سن الرابعة عشرة والخامسة عشرة في تصاعد مستمر.. هذه المجموعة السنية ستبلغ من العمر في العقد القادم الثامنة عشرة إلى الرابعة والعشرين، أي العمر الذي تصل فيه جرائم العنف إلى الذروة لدى المنخرط في العمل الإجرامي..
وتبدو نذر الشر في مقال ثالث، وفقاً لأرقام وزارة العدل الأمريكية التي تبين نسبة الأحداث المتهمين بارتكاب جرائم القتل، والهجوم الخطر والسطو، والاغتصاب، حيث أوضحت أن هذه النسبة قفزت في الفترة من العام 1988م إلى العام 1992م من 68% إلى 80%.
هؤلاء المراهقون هم أول جيل لا يملك فقط المسدسات، بل من السهل عليه الحصول على الأسلحة الأوتوماتيكية، تماماً كما كان من السهل على جيل آبائهم الحصول على المخدرات.. هذا الكم من الأسلحة التي في حوزة المراهقين، يعني أن الخلافات التي كانت في الماضي تؤدي إلى القتال بالأيدي، يمكن اليوم أن تؤدي بالفعل إلى استخدام الرصاص. وكما أشار خبير آخر إلى أن هؤلاء المراهقين ليسوا بالأخلاق التي تدفعهم إلى تجنب المشاجرات..
ومن الأسباب التي تجعل هؤلاء المراهقين يفتقرون إلى المهارات الأساسية في الحياة، أننا مجتمع لم يعبأ بالتأكد من أن كل طفل أمريكي قد تعلم الأساسيات في التعامل مع الغضب، أو حل الصراعات حلاً إيجابياً، كما أننا لم نعبأ بتعليمهم التعاطف الوجداني مع الآخرين، والسيطرة على الاندفاع، أو أية كفاءة عاطفية من الكفاءات الجوهرية.. ومع إهمالنا تعليم أطفالنا الدروس الوجداني ة وتركها للمصادفات، فقد خاطرنا بفقدنا الفرص المتاحة التي تقدمها عملية نضج المخ المادي البطيء، لمساعدة الأطفال على تنمية مخزون عاطفي سليم وصحي..


خصائص تأخر النضج الوجداني

1- اضطراب المشاعر :
وعلاماته : ثورات الهياج الانفعالي ، السلوك الاندفاعي ، الاستجابات الزائدة عن الموقف ، الحساسية الزائدة ، عدم تحمل الإحباط ، نوبات الغضب الحادة ، تقلبات المزاج ، الغيرة الزائدة ، عدم القدرة على التسامح ، عدم تحمل الألم ، عدم القدرة على السيطرة على الانفعال .
2- الاعتمادية الزائدة :
إن النمو الطبيعي للإنسان ينتقل من الاعتمادية ( أنا أحتاجك ) إلى الاستقلال ( أنا لا أحتاجك ) إلى الاعتمادية المتبادلة ( كل منا يحتاج الآخر ) .
والشخص الاعتمادي يحتاج الآخر بشكل زائد وممتد أكثر من اللازم ، وهو لا يستطيع اتخاذ قرار بمفرده ، ويسهل قياده ، ويخاف التغيير ويفضل البقاء كما هو لأنه لا يتحمل تحديات التغيير . ويبدو أن الناس المحافظين والمتحفظين أكثر من اللازم ينتمون إلى هذه الطائفة من الناس .
3- الرغبة في الإشباع الآني :
بمعنى أنهم يريدون الحصول على ما يريدون من اهتمام وإشباع في اللحظة الحالية ، وليست لديهم القدرة على تأجيل إشباع بعض الرغبات سعياً لمستوى إشباع أفضل ، فهم يريدون كل شيء الآن وحالاً .
وهؤلاء الأشخاص يتميزون بالسطحية وعدم القدرة على التفكير وهم مندفعون غالباً ، وولاءهم لا يستمر إلا بقدر ما يحققون من فائدة من العلاقة. وهم يهتمون بالأشياء الهامشية ، وقيمهم الأخلاقية سطحية وهشة ، كما أن حياتهم الاجتماعية والمالية تتسم بالعشوائية والاضطراب .

4- عدم القدرة على التعلم من خبرات الحياة ( وجهة الضبط الخارجية ) :
حيث أنه يرى أن ما يحدث له دائماً هو نتيجة الحظ أو الظروف أو أخطاء الآخرين ، لذلك لا يسعى إلى التغير للأفضل بل يظل يكرر أخطاءه مرة بعد مرة .
5- التمركز حول الذات :
والعلامة الأهم للتمركز حول الذات هي الأنانية ، والأنانية تكون مصحوبة بانخفاض تقدير الذات ، فالشخص الأناني لا يعطي اعتباراً للآخرين وهو في نفس الوقت لا يعطي إلا اعتباراً ضئيلاً لنفسه . وهذا الشخص مشغول دائماً بأحاسيسه ومشاعره فقط ويطلب – بشكل زائد – الاهتمام والرعاية والتعاطف والإشباع من الآخرين . وهو لا يستطيع أن يرى نفسه بواقعية ، ولا يتحمل مسئولية أخطائه أو قصوره ، ولا يستطيع أن ينقد نفسه نقداً بناءاً ، وليست لديه الحساسية لأحاسيس الآخرين .

علامات النضج الوجداني

1- القدرة على أن يُحِب ويُحَب :
ذلك الشخص لديه إحساس بالأمان والثقة ، ولذلك يستطيع أن يعبر بمرونة عن مشاعر حبه تجاه الآخرين كما أنه يستطيع أن يستقبل منهم مثل تلك المشاعر دون خوف أو خجل .
2- القدرة على مواجهة الواقع والتعامل معه :
الأشخاص الناضجون يواجهون الواقع كما هو ويعرفون أن أقرب طريق لحل المشكلات هو التعامل معها فوراً .
3- الإهتمام بالعطاء بنفس قدر الإهتمام بالأخذ :
إن الإحساس بالأمان لدى الناضجين وجدانياً يسمح لهم بإعطاء الاعتبار لاحتياجات الآخرين ، ويسمح لهم بالبذل لهم سواء بالمال أو الوقت أو الجهد لتحسين نوعية حياة أولئك الناس الذين يحبونهم . وهم قادرين أيضاً على تقبل عطاءات الآخرين لهم . فالتوازن والنضج يسيران جنباً إلى جنب .
4- القدرة على النظر إلى خبرات الحياة بشكل إيجابي :
من علامات النضج أن يرى الإنسان في خبرات حياته شيئاً إيجابياً دائماً ، فهي إن كانت خبرات سارة استمتع بها ، وإن كانت خبرات مؤلمة فهو يتقبل مسئوليتة الشخصية عنها ويكون واثقاً أنه سيتعلم منها لتحسين نوعية حياته المقبلة . وعندما تسير الأمور على غير ما يريد فإنه يترقب الفرصة لتحقيق النجاح .
وهذا الشخص لا يتنكر لأي من خبرات حياته لأن التنكر لخبرة ما أو فترة ما من حياة الإنسان يترك مكانها فجوة سوداء تهدد أمنه واستقراره . فكل خبرة وكل موقف في حياتنا هو جزء من تاريخنا الشخصي نعتز به لأنه يبني خبرتنا المتراكمة .
5- القدرة على التعلم من الخبرات ( وجهة الضبط الداخلية ) :
وهي القدرة على تحمل مسئولية الأخطاء ، والقدرة على النقد الذاتي والتغير للأفضل حتى لا تتكرر نفس الأخطاء السابقة ، فالشخص الناضج لا يلقي اللوم على الحظ أو الظروف أو الآخرين بل يراجع نفسه ويتعلم من أخطائه وخبراته .
6- القدرة على تحمل الإحباط :
فعندما يواجه الشخص الناضج إحباطاً فإنه لا يتجمد في مكانه ولا تتوقف أنفاسه ولا يسب القدر أو الدهر ( كما يفعل غير الناضجين ) وإنما يحاول التعامل بطرق أخرى مع المشكلة ويجرب حلولاً جديدة ومبتكرة ويتحرك في اتجاهات شتى حتى يتغلب على المصاعب التي واجهته .
7- القدرة على التعامل الإيجابي مع مشاعر العدوان :
عندما يتعرض الشخص الناضج لإحباط فهو لا يبحث عن شخص آخر يلقي عليه اللوم ( كما يفعل غير الناضج ) ، وإنما يجتهد فوراً في البحث عن حل للمشكلة التي أحبط بسببها ، فغير الناضجين يهاجمون الناس بينما الناضجون يهاجمون المشكلات .
والشخص الناضج يستخدم غضبه كمصدر للطاقة ويضاعف من جهوده للوصول لحل المشكلات .
8- التحرر النسبي من أعراض التوتر :
فالشخص الناضج وجدانياً يتمتع بحالة سلام داخلي ولديه إحساس بالأمن وإحساس بالقدرة على الحصول على ما يريده من الحياة ، على عكس غير الناضج الذي تمتلئ نفسه بمشاعر القلق والرفض والتشاؤم والغضب والغيرة والإحباط .
9- القدرة على حل الصراعات :
فالحياة لا تخلو من صراعات بين البشر ، والإنسان الناضج يعترف بهذه الحقيقة ، ويمتلك آليات كثيرة لحل الصراعات بشكل آمن دون مواجهات مدمرة لنفسه أو للآخر .
10 – قبول الاختلاف والبعد عن التعصب :
فالاختلاف من السنن الكونية في هذه الحياة ، وبالتالي علينا أن نتعامل معه ونستفيد منه في إثراء الحياة من خلال التواصل الجيد والتعايش السلمي البناء مع الآخر المختلف
11- التوازن :
لا تجد في الشخص الناضج نتوءات أو تشوهات نفسية أو خلقية ، بل هو متوازن في كل شيء ، والتوازن هو من أهم سمات النضج الوجداني والصحة النفسية ، وهو الوسط العدل البعيد عن الإفراط والتفريط.
12- الدافعية للإنجاز :
والدافعية هنا ذاتية وداخلية ، فالشخص الناضج يعرف ما يجب عليه فعله وهو مدفوع داخلياً لتحقيق أهدافه المشروعة ، ولا يحتاج لدفع خارجي بل يكفيه دوافعه الداخلية ليبقى منتجاً طول الوقت .
13- الإبداع :
وثمرة الإحساس بالأمان والإحساس بالحب والتوافق النفسي والاجتماعي أن يتوجه الناضج وجدانياً نحو الإبداع ، فهو لديه رؤية إيجابية للحياة تجعله ينصت لأسرارها وبدائعها ويكتشف العلاقات بين الأشياء المتباعدة ، وبذلك يصبح مبدعاً ومطوراً لنفسه ولمجتمعه ولحياته .
وهذا الإبداع يجعل الشخص الناضج متجدداً وطازجاً طول الوقت ويعطيه مذاقاً خاصاً وبريقاً مشعاً وتوهجاً دائماً .
14- القدرة على العمل الجماعي :
وبما أن الشخص الناضج يقبل الاختلاف والتعدد ، ولديه مشاعر حب للآخرين ويريد أن يبدع ويضيف في هذه الحياة ، لذلك نتوقع منه أن ينجح في العمل كفريق ، تلك الملكة الاجتماعية التي لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق الإنجازات الكبيرة .
15- التوافق والانسجام مع النفس ومع الناس ومع الله :
وثمرة كل ما سبق من علامات وخصائص النضج هو حالة من السلام الشامل والتوافق مع النفس ومع الناس ومع الله .