الموضوع: الابتلاء لتمييز الأقوياء
الابتلاء لتمييز الأقوياء
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له أما بعد .
قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) (محمد:31) و ويقول تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) (الانبياء:35)(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(الملك :2) .
قال صلى الله عليه وسلم : (( لما خلق الله الجنة قال لجبريل : اذهب فانظر اليها ، فذهب فنظر اليها ، ثم جاء فقال : أي ربّ ! وعزتك لا يسمع بها أحد الا دخلها ، ثم حفّها بالمكاره ، ثم قال : يا جبريل ! اذهب فانظر اليها : ثم جاء فقال : أي ربّ وعزتك لقد خشيت ان لا يدخلها أحد ، فلما خلق الله النار ، قال : يا جبريل ! اذهب فانظر اليها ، فذهب فنظر اليها ، ثم جاء فقال : وعزتك لا يسمع نها أحد فيدخلها ، فحفّها بالشهوات ، ثم قال : يا جبريل اذهب فانظر اليها ، فذهب ، فنظر اليها فقال : أي رب وعزتك لقد خشيت أن لا يبقى أحد الا دخلها )) . "رواه أحمد والحاكم وصححه
.
اذا بدأت الحياة البشرية وبدأ معها الابتلاء والفتن وهذا الابتلاء وهذه الفتن لا ينجو منها أحد بل هي سنة الله في خلقه ليميز الله بين عباده المؤمنين منهم والفاسقبن والمنافقين ، فأما الذين آمنوا فيزدادوا ايمانا مع ايمانهم واما الذين في قلوبهم مرض فيزدادوا رجسا ومرضا الى مرضهم .
واليك أخي المسلم بعض الأيات القرآنية وألآحاديث النبوية التي تشير الى هذا المعنى ،
– قال تعالى : ( وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ) (العنكبوت:3) .
ان من السهل أن يقول الانسان عن نفسه انه مؤمن ، ولكن حقيقة الأمر لا يتحقق ذلك الايمان الا بالصبر والثبات وأن يكون عبدا مطيعا لأوامر الله وأن يحسن الظن بخالقه جل وعلا ، وأن يكون بمثابة العبد الصابر المحتسب المفوض كل حياته لبارئه عز وجل ، حيث سيكون دائما تحت الاختبار لينظر سبحانه ما حقيقة ايمان عبده به حيث بين سبحانه صنف من الناس يدعي الايمان ولكن عند أول اختبار له يفشل وينقلب على وجهه فقال تعالى : ( ومن وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ ) "الحج" / 11 .
وقوله تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ * وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ ) "العنكبوت" / 10 – 11 .
أخي المسلم اعلم أن الجنة غالية كما أخبر بذلك عليه الصلاة والسلام بقوله : ( ألا ان سلعة الله غالية ألا ان سلعة الله الجنة )) . ولا يكون دخول للجنة الا برضى الخالق جل وعلى ولا يتحقق رضى الله الا بالايمان ولا يكون للآيمان حقيقة الا بالصبر والثبات وتفويض الأمر كله للخالق عز وجل ولايتم ذلك الا بالاختبار والتمحيص حيث قال تعالى : (( وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ * أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ )) "آل عمران" / 141-142 . وقال تعالى (( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ )) "محمد" – 31 .
وقوله تعالى (( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ )) "البقرة" / 214 .
وفي السنة المطهرة بين حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم لصحابته ما كان من ابتلاءات وفتن قد نزلت في الأمم السابقة لتمييز الخبيث من الطيب فمنهم من فاز بالامتحان بصبرهم واحتساب ما أصابهم عند الله ومنهم من انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة . واليك أخي المسلم بعض تلك الأحاديث
-قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لما كانت الليلة التي أسري بي فيها ، أتيت على رائحة طيبة ، فقلت ، يا جبريل ما هذه الرائحة الطيبة ؟ فقال : هذه ماشطة ابنة فرعون وأولادها ، قال : قلت وما شأنها ؟ قال : بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم اذ سقطت المدري من يديها ، فقالت : بسم الله ، فقالت لها ابنة فرعون :أبي ؟! قالت : لا ، ولكن ربي وربك الله . قالت : أخبره بذلك ؟ قالت : نعم فأخبرته ، فدعاها ، فقال : يا فلانة ، وان لك ربا غيري ؟ قالت : نعم ، ربي وربك الله ، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ، ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها . قالت : له ان لي اليك حاجة . قال : وما حاجتك ؟ فالت : أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا . قال : ذلك لك علينا من حق ، قال : فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحدا واحدا الى أن أنتهى ذلك الى صبي لها مرضع ، كأنها تقاعست من أجله . قال : يا أمه ، اقتحمي فان عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة ، فاقتحمت ) . "رواه أحمد عن ابن عباس والحديث صحيح لغيره" .
وقال أيضا : مخبرا عن نفسه صلى الله عليه وسلم فيما لقاه من الابتلاء ، ( لقد أذيت في الله عز وجل وما يؤذى أحد ، وأخفت في الله وما يخاف أحد ، ولقد أتت علي ثلاثة من بين يوم وليلة ومالي ولعيالي
طعام يأكله ذو كبد ، الا ما يواري ابط بلال ) . "رواه أحمد – عن أنس بن مالك ،وهو صحيح".وكذلك هذه سنة الأنبياء من قبل أوذوا وعذّبوا وفتنوا ، فانظروا الى أبي الأنبياء ابراهيم كيف ألقي في النار رميا بالمنجنيق فاحتسب ذلك عند الله فجاءه الفرج من الله بأمره سبحانه للنار كوني بردا وسلاما على ابراهيم وكذلك عندما أبتلي ببلاء عظيم وهم بذبح ولده استجابة لأمر الله ففدى الله سبحانه ولده بذبح عظيم . وكذلك أيوب عليه السلام أبتلي بمرض عضال أعقدكل جسده من الحركة الا لسانه وقلبه كانا مع الله وهجره القريب والبعيد ولم يبقى بجواره الا زوجه التي ضاقت بها الحال الى أن باعت ضفائر شعرها لتأتي بطعام لأيوب عليه السلام عندها دعى ربه رب اني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين فاستجاب له سبحانه وابدل مرضه صحية وهرمه شباب ورزقه المال والبنين . ويونس أبتلي بدخوله سجن لم يسجن بشر بمثل سجنه فكان سجنه بطن الحوت فنادى ربه من ذلك المكان أن لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين فأستجاب له سبحانه ونجّاه من ذلك الغم وأشار سبحانه أنه كذلك ينجي عباده المؤمنين من كل هم وغم ان هم لجأوا الى الله عز وجل واحتسبوا وتوكلوا عليه أما قال تعالى : ( أليس الله بكاف عبده ) اذا اخوتي في الله نكتفي بهذا القدر من ذكر بعض الابتلاءات التي أحلت بمن سلفنا من الأمم السابقة على رأسهم الأنبياء والرسل . وكانت النية في ذلك أن أذكر نفسي وأذكركم الى المضي قدما الى مايرضي الله تعالى ونسأله سبحانه الصبر والثبات والتمكين في الأرض أنه على ما يشاء قدير وبالاجابة جدير .
المصدر: الكاتب | مُحمد الريان
يمتلك رجل الأعمال المصري علي مصطفى موسى سيرة ذاتية لافتة، ويشير سجله العملي إلى قدرة على الإنجاز المتداخل والمتنوع لا تتكرر كثيرا، وقد عمل موسى في مجالات متباينة منها الزراعي والصناعي والتجاري... (مشاركات: 0)
جلسة إرشادية مع احد المتخصصين في مجال تحسين الانتاجية، تهدف الجلسة لتدريب المشارك فيها على كيفية حساب الكفاءة الكلية للماكينة، كذلك تدريبه على كيفية اجراء عمليات التحليل للعوامل الثلاث الاساسية بهدف تحسين الانتاجية، وبالأخير مناقشة موضوع مراقبة العمليات الانتاجية من خلال حساب الكفاية الكلية للمعدة، بما ينتج عنه زيادة معدلات الانتاج ومستويات الجودة.
برنامج تدريبي يتناول تمكين القيادات الادارية في المؤسسات الرياضية ويشرح منظومة التمكين الاداري وتطوير فرق العمل بالمؤسسات الرياضية وقيادة منظومة حوكمة الاعمال الادارية والمالية وادارة الازمات والمخاطر وعملية التحول الرقمي وقيادة الادارة المالية لغير الماليين في المؤسسات الرياضية
تغطي هذه الدورة التدريبية جميع الأدوات والتقنيات والفلسفات والأنشطة الأساسية اللازمة لفهم وإدارة ومراقبة أنشطة الاحتيال في مجال المشتريات ومكافحة الرشوة على المستوى التنظيمي. والهدف من هذه الدورة التدريبية هو تزويد المديرين والمهنيين بالمهارات والمعارف والفهم اللازمة لإحداث تغيير فعلي حيثما تدعو الحاجة إليه؛ للتحقق من صحة الضوابط الحالية والتوصية بإدخال تغييرات على الضوابط حيثما يكون ذلك ضروريًا.
برنامج تدريبي يشرح مؤشرات الاداء الخاصة بالرعاية الصحية بالمستشفيات من خلال شرح ماهية المؤشرات وأنواعها واساليب جمع البيانات ويتم التطبيق اثناء التدريب على 37 نوع من المؤشرات.
برنامج تدريبي لتأهيل المدير التنفيذي لكرة القدم بالأندية الرياضية يتناول طبيعة العمل فى مجال كرة القدم الاحترافية والمقومات والأسس الإدارية لوظيفة مدير الكرة والمفاهيم العامة للاحتراف الرياضي ولوائح الاحتراف والانتقالات الداخلية وعقود اللاعبين والأساليب الإدارية المعاصرة لمدير الكرة والإدارة المالية لمدير كرة القدم غير المالي ومهارات الإدارة والقيادة وإدارة فرق العمل والتطوير الإداري لقطاع كرة القدم بالأندية الرياضية وتطبيقات وممارسات عملية لخريطة أعمال لمدير كرة القدم