ما الذي يدفع الناس إلى الشراء بصفة عامة؟ على كل رجل أعمال ومتخصص مبيعات ومصمم إعلانات أن يفكر كثيرا في إجابة هذا السؤال، ولكن الحقيقة المؤسفة هي أن القليل من الناس يهتمون بالإجابة عنه. بدلا من هذا يركز معظمهم على إجابة سؤال آخر، هو: كيف يمكننا دفع الناس لشراء منتجاتنا؟ وللأسف أيضا تركز معظم برامج التدريب على عملية البيع فقط. من هذا المنطلق قد يكون من الأفضل لنا دراسة الطبيعة النفسية للمشتري بدلا من دراسة تقنيات عمليات البيع. وهذا هو ما يحاول هذا الكتاب تحقيقه، حيث يركز الكتاب على العميل وعلى فهم نفسيته ودوافعه لشراء منتج ما. يكشف الكتاب طريقة جديدة وقوية لإقناع الناس ودفعهم للشراء، وتتميز هذه الطريقة بأنها لا تتطلب ميزانية كبيرة. يعيد الكتاب تعريف التسويق وأساليبه بكلمات بسيطة يسهل على الجميع فهمها، ويكشف تقنيات سهلة وفاعلة وغير مكلفة لتسويق أي منتج إلى أي مستهلك. تصلح هذه الاستراتيجيات للتطبيق على أي مؤسسة سواء أكانت شركة كبيرة أم صغيرة. ليس التسويق بشعارات أو إعلانات، وإنما هو كل ما يفعله الإنسان ليسهل على الناس شراء المنتجات أو البضائع التي ينتجها. فالتسويق هو الابتسامة التي ترتسم على وجه موظفي الاستقبال في الشركة، والصوت الودود الذي يجيب عن الاستفسارات الهاتفية والرسائل التي تنتقل عبر البريد الإلكتروني، وواجهة المستخدم في موقع الشركة على الإنترنت، وحتى اللافتات المضيئة على واجهات المحال. يمتد التسويق الحقيقي عبر جميع أنشطة الشركة، ومتى عرفت الشركة أساسيات التسويق يمكنها البدء في صياغة رسائل تسويقية مبنية على خمس محفزات شعورية يستجيب لها جميع المتلقين. أساسيات التسويق تمثل المحفزات التي تدفع المستهلكين إلى الشراء، وهي: الخوف، الترابط أو المشاعر، الهدايا المجانية أو الصفقات الجيدة، الحصول على المال دون جهد، وتحقيق الأحلام. عادة ما تنجح الحملات التسويقية التي تركز على هذه المحفزات لدي المستهلكين. مع مراعاة اختيار المحفز المناسب لكل من المنتجات أو الخدمات المختلفة، فليس كل محفز ينجح في دفع العملاء إلى شراء أي منتج. يستعين الكتاب أمثلة واقعية ليستعرض الطرق المختلفة التي يستخدم بها متخصصو التسويق هذه المحفزات للحصول على نتائج إيجابية أيا كان ما يبيعونه. تساعد هذه المحفزات على إزالة الحواجز بين المنتج والمستهلك. لا يحتاج التسويق الناجح بالضرورة إلى ميزانيات هائلة، وإنما يكون على الشركة أن تشرح قيمة منتجاتها للعملاء وتقدم لهم مواد تسويقية تركز على المحفزات التي تدفعهم للشراء، فأي ميزانية أيا كان حجمها يمكن استغلالها بفاعلية بالاستعانة بهذه المحفزات لتحقيق أداء تسويقي أفضل.