من أسوأ المفاهيم التى يمكن أن يتبناها إنسان: التعامل مع عمله على أنه مجرد أكل عيش...
تذكر نفسك عندما التحقت بهذا العمل لأول مرة..تذكر دائما أحلامك وطموحاتك..الأفكار الجديدة التى داعبت خيالك..الاقتراحات الهائلة التى وددت أن تقدمها لرئيسك..الطاقة التى كانت تحركك...حماسك لتغيير هذا وذاك..رغبتك المحمومة فى أن تثبت جدارتك وكفاءتك..حرصك على تعلم فنيات المهنة ودقائقها..لا تدع كل هذا يضيع منك أبدا..وإذا ضاع فاعلم أن هذه هى بداية النهاية..فالإستسلام لروتينية العمل لا يؤثر فقط على أدائك فيه..ولكه يقتل الإحساس بالمستقبل داخلك..ويمتد هذا الإحساس المميت لمشاعرك وبيتك وأهلك وكل من تتعامل معهم..
المشكلة الكبرى أن المؤسسة وأصحاب العمل وكبراءه فى الأغلب يغذون هذا الموات بداخلك..يريدونك فى النهاية آلة لتنفيذ أحلامهم هم لا أحلامك انت..يريدونك عبدا للقمة عيشك لا أكثر..
لا تستسلم..إن كان موات بريق العمل قد داهمك..فأيقظ الثورة بداخلك..غير وتغير..حتى وإن كنت تعتقد أن زمنا طويلا قد مضى..
إن أحييت نفسك..ربما استطعت فى سنة أن تحقق ما لم تحققه فى 40 سنة..
ما تعتقد أنه دفن تحت أكوام من التراب لا تغطيه فى الحقيقة إلا طبقة رقيقة منه..ولكنه لن ينجلى إلا إذا حركت يدك لتمسح ما يحجبه...

بقلم .. د. ياسر نجم