يلجأ المدير الناجح إلى كثير من الأساليب ليرفع من سوية العمل ، ومن تلك الأساليب ما نسميه المكافآة ، ويطلق البعض عليها اسم العلاوة ، وكي نكون أكثر دقة دعونا تبين معنى كل من الكلمتين : المكافآة جاءت من الكفاءة أي المقدرة على القيام بعمل ما بشكل جيد وبالمقابل هناك منحة أو عطية قد تكون مادية أو معنوية يمنحها رب العمل لمن قام بلك العمل الجيد ... أما العلاوة : فتعني تبديل درجة أو مرتبة لعامل ما ، من أدنى إلى أعلى ، وعليه من الخطأ أن نخلط بين مكافآة وعلاوة .
تعريف المكافآة : هي منحة رب العمل لمن أجاد أو أبدع بعمل ما أو نفذ ما هو منوط به كما يجب ، وقد تكون مادية ( مبلغ معين من المال ) أو نسبة معينة من الراتب تزاد عليه ، أو قد تكون معنوية مثل إجازة غير محسوبة من الإجازات السنوية ، وأحيانا تكون المكافآة المعنوية كلمة شكر أو تقدير أو ثناء .
ولكن هل يمكن أن تتحول المكافآة إلى حالة سلبية تضر بالعمل ، الجواب نعم بالتأكيد ، وقبل الخوض في تفسير هذا الجواب دعونا نبين شروط منح المكافآة :
1- أن تتناسب والعمل الذي منحت من أجله . فمثلاً لايجوز أن يمنح عامل ما مكافآة مقدارها 5000 كونه قام بعمل وفر فيه على مؤسسته 3000 .
2 - أن تتحق العدالة في توزيع المكافآت . ولا أقول المساواة فالعدالة شيء والمساواة شيء آخر . فمثلاً لدي عاملان متساويان في المرتبة الوظيفية قاما بعمل مشترك واستحقا عليه المكافآة فإذا أعطى رب العمل كلا منهما 2000 فهذا يعني أنه حقق المساواة ولكن هل حقق العدالة ، ليس بالضرورة .. كيف ..؟ إذا كان العامل الأول عازبا لا يعيل أحدا والآخر متزوجا ولديه أسرة يعيلها فالعدالة تتحقق عندما تكون مكافأة الثاني أكثر من مكافأة الأول ، وهنا قد يسأل أحدكم : ما علاقة عدد أفراد الأسرة بالعمل ، والجواب ببساطة أن أي شيء في محيط العامل ينعكس على أدائه ،مثلا : العامل الذي لديه في بيته طفل بحالة مرض شديد سيكون مشتت الذهن في العمل وقد لا يؤدي عمله كما يجب ... وإليكم مثالا يوضح أكثر الفرق بين العدالة والمساواة : هوى جدار سد نهر فأغرق بيوت مجاورة ، قامت الحكومة بتعويض كل بيت بمبلغ 100000 ، فأخذ زيد كما أخذ عمرو تماما هذه مساواة ، ولكن ماذا لوكان زيد يعيل أسرة من عشرة أشخاص بينما عمرو لا يعيل أحدا ...؟.
وإليكم هذا المثال الواقعي جدا فيما يتعلق بالمساواة والعدالة : قامت الحكومة السورية في العام الماضي بمنح كل أسرة سورية قسائم محروقات للحصول على مادة المازوت بسعر أقل بكثير من شراء تلك المادة بشكل مباشر بلا قسيمة .. فكل أسرة وبحسب البطاقة العائلية منحت 10 قسائم وكل قسيمة ب 100 لتر . سواء كانت الأسرة مؤلفة من شخصين أو من تسعة أشخاص ، هذه مساواة فالعشرة تساوي العشرة والمئة تساوي المئة ، ولكن .... هل من عدالة في ذلك ...؟ بالتأكيد لا ... فالظروف المناخية وحالة الطقس تختلف في بعض المحافظات ، إذ أن أسرة تسكن في مدينة طرطوس أو مدينة اللاذقية تستهلك من مادة المازوت حوالي ربع ما تستهلكه أسرة تسكن في محافظة حلب أو محافظة الحسكة ، وحتى في المحافظة الواحدة كطرطوس مثلا سكان الجبل يستهلكون من مادة المازوت خمسة أضعاف ما يستهلكه سكان الساحل المجاورين للبحر ...
3 - أن تمنح المكافآة أمام بقية العاملين وإلا لن تكون حالة تحفيزية .
4- أن تكون المكافآت غير مكررة في زمن معين ... ذلك يجعلها أقرب إلى العادة ، فإذا لم يأخذها العامل في الزمن الذي اعتاد عليه سوف يعتقد أنه صاحب حق وأن حقه قد هضم ، وهذا ما يجعله متذمرا مما ينعكس على أدائه .
وهنا تفسير أن تتحول المكافآة إلى حالة سلبية تضر بالعمل .