الموضوع: أثر الحافز في تحقيق هدف المؤسسة

في بعض الأحيان يكون الحافز على تحقيق أقصى ربح ممكن هو زيادة قيمة موجودات المؤسسة في المدى الطويل ، وكثير من المؤسسات التجارية تجاهلت الربح وسعت الى اعتماد سياسات من شأنها زيادة القيمة الرأسمالية للمؤسسة .

ولا شك بأن الحافز الرئيسي لهذا العمل هو النظام الضريبي ، الذي يفرض على الربح الرأسمالي ضرائب اقل من تلك المفروضة على الربح الإيرادي .
الا ان هناك كثيراَ من رجال الأعمال الذين يرتضون رؤية مؤسساتهم تنمو بدلاً من تحقيق الارباح في المدى القصير .
وهذا الحافز ربما يزيد في كمية الربح في المدى الطويل الا ان ذلك لم يتحقق في كثير من الاحوال .


ثم ان احد العوامل التي تشكل بديلاً عن حافز لربح هو ارادة المديرين في الاستمرار في مراكزهم ، وعلى الرغم من ان هذا العامل يصعب اثباته بسبب ان المديرين لا يعترفون بأن هذا هو هدفهم ، الا انه من المؤكد ان مديري الشركات يسعون في بعض الاحيان الى اعتماد سياسة محافظة لا توصل المؤسسات إلى الربح الأٌصى ، وذلك لحماية مراكزهم .
وهذه الغاية تجعل المسؤولين مترددين في الاقدام على الصفقات التجارية العادية التي لابد منها لتحقيق الربح .


ومثلاً على ذلك ؛ نورد ان احد الرؤوساء في احدى الشركات قد صارح أحد مؤلفي هذ الكتاب ، انه لا يوافق على برنامج معين للتوسع بالرغم من ان هذا البرنامج سوف يحقق كثيراً من الربح .
وشرح هذا الموقف بقوله بأن الشركة ،اذا ما استمرت في تحقيق الارباح العادية ،فسوف لا يشعر المساهمون بالإستياء ولن يطالبوا باستبداله .
واذا أدت سياسته المحافظة الى انخفاض في الأرباح ،يمكن لهذا الرئيس اقناع المساهمين بأن سبب الانخفاض يعود إلى عوامل خارجية لا تتعلق بكفايته .

ولكن اذا ما اقدم على المجازفة التجارية ونجح في تحقيق ارباح أكبر ، فسوف يعتقد المساهمون ان هذه الصفقات المربحة هى من واجباته العادية ، ولذلك فهم لا يجدون اى مبرر لمكافأته على هذا العمل ، اما اذا ما اقدم على برنامج التوسع وفشل هذا البرنامج ، لسبب لا يتعلق بكفايته ، فقد يكون رد الفعل عند المساهمين قوياً لدرجة انه قد يخسر وظيفته ، ولذلك كانت حجته " لماذا أجازف ؟ انى ارغب في البقاء في مركزي الحالي كرئيس لهذه الشركة ! "


ان المحافظة على الوظائف كغاية في حد ذاتها منتشرة في المؤسسات بشكل يفوق تصور الناس ، ولذلك ليس من الغرابة ان نرى القائمين على المؤسسات لا يجنون الفوائد التي يمكن لهم تحقيقها اذا ما اقدموا على المجازفات التجارية ، وعلى كل فإن هذا الحافز ليس مقصوراً على كبار المديرين اذ ان كثيراً من رؤساء الادارات يوجهون نشاط ادارتهم في وجهة المحافظة على وظائفهم كرؤساء لهذه الادارات .