أشعرهم بإسهاماتهم

من الأمور المهمة عليك أيضا كقائد أن تشعر كل واحد من أتباعك بأهمية دوره وأنه يقدم خدمات كبيرة وأن دوره لا يستغنى عنه فكما نحن متفقون أن كل إنسان يحب أن يشعر بأهميته ويحرص على أن أن يكون شيئا مذكورا وبالتالي فهو يريد أن يشعر بحجم دوره وأنه يشارك بجزء كبير في خطة العمل وهذا هو دورك كقائد أن تشعر أي شخص أن دوره هو أهم دور في المؤسسة وأن العمل يعتمد عليه وعلى أدائه بدرجة كبيرة وانظر كم سيؤثر ذلك في ارتفاع روح الشخص المعنوية وكيف ستسهل قيادته بعد ذلك . ولقد قابلت مرة رجلا ممن شاركوا في حرب أكتوبر 1973 فحكى لي أن وظيفته أنه كان يقوم بشحن بطاريات الدبابات وأنه لم يكن بداية سعيدا بهذا الدور لأنه يريد أن ينزل إلى ميدان المعركة ويقتل الأعداء ويحقق البطولات ومع ذلك يقول لي " إلا أن قائدي كان دائما يقول لي لو علم الأعداء مكانك لقتلوك أول واحد فينا لأن دورك هو أهم دور إذ لولاك ما تحركت الدبابات ولهزمنا " وهكذا استطاع قائده إشعاره بأهمية العمل الذي يقوم به وتحفيزه على أدائه بكفاءة عالية واقتناع تام .


و الذي ينظر إلى القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ليجد كيف كان الإسلام حريصا على أن يستشعر كل واحد من أتباعه بأهمية دوره في الإسلام انظر إلى قول الله تعالى " قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني " ولك أن تتأمل في ما تحدثه هذه الآية من أثر عظيم في نفس أي مؤمن يقرؤها ويستشعر أنه مسئول مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تبليغ هذا الدين والدعوة إليه . وانظر كيف يمن الله تعالى على رسوله بأن أيده بالأنصار قال تعالى " هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين " قال القرطبي في تفسيره :" المؤمنين" قال النعمان بن بشير: نزلت في الأنصار." ولك أن تتأمل وقع هذه الآية في نفوس الأنصار حين يسمعونها ويرون كيف قد أيد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بهم .



وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على أن يشعر صحابته بأهمية دورهم وعظم شأنهم في الأمة فمثلا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي بأمتي أبو بكر, وأشدهم في دين الله عمر, وأصدقهم حياء عثمان, وأقضاهم علي بن أبي طالب, وأقرؤهم لكتاب الله أبي بن كعب, وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل, وأفرضهم زيد بن ثابت, ألا وإن لكل أمة أمينًا, وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح )).


بل انظر لموقف رسول الله صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته مع الصديق رضي الله عنه وتأمل في تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم لدور أبي بكر في الإسلام فقال صلى الله عليه وسلم قبيل وفاته " أيها الناس : دعوا ابا بكر فوالله ما من أحد كانت له يد إلا كافئناه بها إلا ابا بكر لم استطع مكافئتة فتركت مكافئتة لله عز وجل "


فمن اليوم اقتد بنبيك صلى الله عليه وسلم واحرص على أن تُشعر كل واحد من أتباعك بأهمية دوره واهتم بجميع أتباعك اهتماما صادقا تكن قد قطعت شوطا كبيرا في استقطاب الناس من حولك .